
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـن لِصـَبٍّ صـَبا المَعاهـد أَشجاه
فَأَحـالَت يَـد النَـوى مِنـهُ حالا
هــاج وَجـداً بِـهِ تـذكر مَغنـاه
عِنــدَما هَبَّــت النَسـيم شـمالا
يـا نَسـيماً رَوى لَنـا عطر رَيّاه
خَبَــراً عَــن طُلــوله فَأَطــالا
مَلعَـب الغيـد لِلنُفـوس بِـذكراه
شـَجنٌ صـالَ فـي القُلـوب وَجـالا
وَحمــام الحِمــى تَغنّــى فَللّـه
كَـم شـَجا مُغرَمـاً وَدَمعـاً أَسالا
بِـأَبي كُـلّ أَحـوَر الطَـرف عَيناه
أودعــت مُهجــة المُحـبّ نِصـالا
بــابليُّ اللحـاظ تَنفـث جِفنـاه
بِفــؤاد الكَليــم ســِحراً حَلالا
بـاتَ بَـدر البهـا وَقَلبي يَرعاه
وَعُيــوني بِـالأُفق تَرعـى مِثـالا
شــفَّ جِسـمي ضـَنىً فَخلـت بِمـرآه
فَـوق مـرآة خـدِّهِ القَلـب خـالا
لَيـتَ مـا بِـالمُحبّ كـانَ بِأَعداه
فَلَقَــد أَوســعت بِعَـذلي مجـالا
وَلعمــري مـا كُـلُّ مـا يَتَمنّـاه
مُســتَهامٌ يُقضـى لَـهُ أَن ينـالا
يـا رعـى اللَه عَهدَ أُنسٍ دَعوناه
لِتَقاضـي الهَنـا فَلَبّـى اِمتِثالا
كَـم خَلَونـا بِبَـدرِ تـمٍّ جَلونـاه
وَلَقــد تَمّــم الجَميــل وِصـالا
راحَ يَســعى بِكَــأس راح حُميّـاه
وَمحيّــاه قَــد كَســاه جَمــالا
فَحَكَـــت لِلعُيــون بِهجَــة مَجلاه
قَمَــــراً أودعَ الشـــُموس هِلالا
وَرَوى البَـرق لـي حَـديث ثَناياه
وَحَكـى الغَيـث مَـدمَعي الهطّـالا
غُصـن بـانٍ أَم قَدّ مَن أَنا أَهواه
رَنّحتــه يَــدُ النَســيم فَمـالا
وَغَـزالٌ قَـد تـاهَ وَالقَلب مأواه
أَتــرى تيهــاً اِنثَنـى أَم دَلالا
لَيـتَ شـعري مَـن ذا بِصَدّيَ أَفتاه
أَفظلمــاً ســَطا عَلــيَّ وصــالا
أَم عَــذولي بِتَــرك ودّيَ أَغـراه
أَرســل اللَــهُ لِلعَـذول نكـالا
مَــلَّ سـَمعي مِـن الملام وَأَعيـاه
لُـؤم لَـوم الوشـاة قيلاً وَقـالا
عـاتِبي فـي معـذّبي حَسـبه اللَه
كَـم يَزيـد اِشتِعال لبّي اِشتعالا
ولَمـى فيـهِ لَـو يَـذوق لَما فاه
بِملامٍ وَلا شـــــــــــَكَوتُ ملالا
يا نَديم اِغتنم مِن العَيش أَهناه
ثُــمّ رِد منهــل الســُرور زلالا
وَاِنتهـز فُرصـة الزَمـان فَـأَحلاه
يَــوم أُنـسٍ صـَفا فَطـابَ فَطـالا
صــاحِ مَـن هَمُّـهُ تَكـاثرُ دُنيـاه
زادَهُ همُّهــــا أَذىً وَخَبــــالا
فَاِقتصـد وَاِعتَمـد عَلى كَرَم اللَه
وَاِقتَصـر في الوَرى عَلَيهِ اِتِّكالا
وَاِجعَـل الصـَبر لِلفُـؤاد مناجاه
فَاللَيـالي مِـن الزَمـان حبـالى
لِمَــتى تعتـب الزَمـان وَتلحـاه
وَإِلــى كَــم تَـذمُّ مِنـهُ فِعـالا
وَلَقَـد نِلتَ في حِمى العزِّ وَالجاه
مِـن رِحـاب الأَميـن عَيشـاً خضالا
الأَميـر الَّـذي نَمـا فـرع جَدواه
وَعَلـــى الخــافِقين مَــدَّ ظِلالا
قيـل بَحـر فَقُلـت لُبنـان مَعناه
عَجَبـاً لِلبِحـار تَعلـو الجِبـالا
عَــمَّ إِحســانه الأَنـام وَحُسـناه
لا عــدمنا مِـن راحـتيه نَـوالا
أَتــرى حيــن مـاتَ آدمُ أَوصـاه
بِبَنيـــهِ فَظَــلَّ يُنفــق مــالا
كَــرم قَـد طَمـت بِحـار عَطايـاه
وَلَقَــد أَرســَلَت سـَحاباً ثِقـالا
وَســَخاءٌ لَـو مَعـن أَدرَك مَعنـاه
لاِســتماحت يَــداه مِنـهُ سـِجالا
شــيم طيـب نَشـرها لَـو تـرواه
نَشـر طيـب الصـِبا لَصـَحَّ اِعتِلالا
شـيم فـي الأَنـام شـَرّفها اللَـه
فَتَســامَت عُلــىً وَطـابَت خِصـالا
وَنُهـىً عَـن سـِوى المَحامد تَنهاه
هَكَـــــذا هَكَــــذا وَإِلّا فَلا لا
فَهـوَ بَـدرُ العُلـى بِدارةِ عَلياه
زادَهُ اللَـــه رِفعَــةً وَكَمــالا
أَســد تَخضــع الأُســود وَتَخشـاه
هَيبَـةً وَالزَمـان يَعنـو اِحتِفالا
حَـرَمٌ فـازَ مَـن لَـهُ كـانَ مَسعاه
وَبنــادي نَــداه حَـطَّ الرِحـالا
مَـن عَلـى بـابِهِ أَنـاخ مَطايـاه
نــالَ فَـوقَ الَّـذي يُؤمّـلُ مـالا
شــَرَفٌ تَحســد النَجـوم سـَجاياه
فَعَلــى مَــن سـِواه عـزَّ مَنـالا
لَـو أَرَدنـا نعـدُّ حُسـن مَزايـاه
كـان تَصـويرنا المحـال محـالا
أَو أَقَمنـا الزَمـان نَشكُر نعماه
أَنفــدَ الشــُكرَ أَنعُـمٌ تَتَـوالى
أَو رَأَينـا الثَناء يجزي مكافاه
لَــم نملّـك سـِواه مِنـهُ عِقـالا
لَيـسَ إِلّا الـدُعاء عِنـدي مُـوالاه
لِعُلاه تَضـــــَرُّعاً وَاِبتِهــــالا
يعجــب المعجـون سـاعَةَ أَلقـاه
بِمَديــح ســَما بِــهِ فَاِسـتَطالا
أَعجيــب إِذا الكَريــم مَـدحناه
وَنَظمنـا لَـهُ النُجـوم اِرتِجـالا
كُــلّ بَيـت لَـدَيهِ أعـرب مَبنـاه
أُدَبــاءٌ عَلَيــهِ كــانَت عِيـالا
أَيُّهـا المُنتمي الَّذي قَد نَحوناه
فَأَرانـا مُسـتقبل البشـر حـالا
أَنتَ تاج العُلى وَكِسرى بن داراه
مـا غَلَونا في ذا المَقام مَقالا
بَـل هُـو اِسـم وَأَنـتَ عَين مسمّاه
وَالمُسـمّى عَيـن اِسـمه لا محـالا
إِن يَكُــن جَـوهراً فَـأَنتَ هيـولاه
أَو سـِوى ذاك كُنـت أَنـتَ جمـالا
فَهـوَ لَفـظ شـَريفُ ذاتـك مَعنـاه
مــا عَسـاه بِغَيرِهـا أَن يُقـالا
خَصـَّك اللَـه بِالَّـذي أَنـتَ تَرضاه
فَلَــهُ الحَمـد وَالثَنـاءُ تَعـالى
عمر بن محمد ديب بن عرابي الأنسي.شاعر أديب متفقه. في شعره رقة وصنعة. مولده ووفاته ببيروت. تقلب في عدة مناصب آخرها نيابة قضاء صور. له (ديوان شعر) جمعه ابنه عبد الرحمن وسماه (المورد العذب- ط)