
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هَـلْ مِثْـلُ قَلْبِـكَ في الْأَهْوَاءِ مَعْذُورُ
وَالشـَّيْبُ بَعْـدَ شـَبابِ الْمَرْءِ مَقْدُورُ
قَـدْ خَـفَّ صـَحْبِي وَأَشـْكُونِي وَأَرَّقَنِـي
خَــوْدٌ تُرَبِّبُهــا الْأَبْـوابُ وَالـدُّورُ
لَمَّــا رَأَيْـتُ بِـأَنْ جَـدُّوا وَشـَيَّعَنِي
يَـوْمُ الصـَّبَابَةِ وَالْمَنْصـُورُ مَنْصـُورُ
وَاكَبْتُهُــمْ بِــأَمُونٍ جَســْرَةٍ أُجُــدٍ
كَأَنَّهــا فَــدَنٌ بِــالطِّينِ مَمْــدُورُ
وَجْنَـاءَ لَا يَسـْأَمُ الْإِيضـاعَ رَاكِبُهـا
إِذا السَّرَابُ اكْتَساهُ الْحَزْنُ وَالْقُورُ
كَأَنَّهــا بَيْــنَ جَنْبَـيْ وَاسـِطٍ شـَبَبٌ
وَبَيْـنَ لَيْنَـةَ طَـاوِي الْكَشـْحِ مَذْعُورُ
يـا آلَ سـُفْيَانَ مـا بَـالِي وَبالُكُمُ
أَنْتُــمْ كَثِيـرٌ وَفِـي الْأَحْلامِ عُصـْفُورُ
إِذا غَلَبْتُــمْ صـَدِيقاً تَبْطِشـُونَ بِـهِ
كَمـا تَهَـدَّمُ فـي الْمَـاءِ الْجَماهِيرُ
وَأَنْتُــمُ مَعْشــَرٌ فـي عِرْقِكُـمْ شـَنَجٌ
بُـزْخُ الظُّهُـورِ وَفِـي الْأَسْتَاهِ تَأْخِيرُ
يـا آلَ سـُفْيَانَ إِنِّـي قَـدْ شـَهِدْتُكُمُ
أَيَّـــامَ أُمُّكُــمُ حَمْــراءُ مِئْشــِيرُ
هَلَّا نَهَيْتُــمْ أَخــاكُمْ عَـنْ سـَفَاهَتِهِ
إِذْ تَشـْرَبُونَ وَغَـاوِي الْخَمْـرِ مَزْجُورُ
لَـنْ تَسـْبِقُونِي وَلَـوْ أَمْهَلْتُكُمْ شَرَفاً
عُقْبَـى إِذا أَبْطَـأَ الْفَجْحُ الْمَحَامِيرُ
إِلــى الصـُّراخِ وَسـِرْبالِي مُضـَاعَفَةٌ
كَأَنَّهــا مُفْــرَطٌ بِالســِّيِّ مَمْطُــورُ
بَيْضــاءُ لا تُرْتَــدَى إِلَّا لَـدَى فَـزَعٍ
مِـنْ نَسـْجِ داوُدَ فِيها الْمِسْكُ مَقْتُورُ
لَقَــدْ أَرُوعُ ســَوَامَ الْحَـيِّ ضـَاحِيَةً
بِـالْجُرْدِ يُرْكِضـُها الشُّعْثُ الْمَغَاوِيرُ
يَحْمِلْــنَ كُــلَّ هِجــانٍ صـَارِمٍ ذَكَـرٍ
وَتَحْتَهُـــمْ شـــَزَّبٌ قُــبٌّ مَحَاضــِيرُ
مُنْتَطِقــاً بِحُســَامٍ غَيْــرِ مُنْقَضــِمٍ
غَضـْبِ الْمَضـَارِبِ فِيـهِ السـُّمُّ مَذْرُورُ
وَعَامِـــلٍ مـــارِنٍ صــُمٍّ مَعَــاقِمُهُ
فِيــهِ سـِنانُ حَدِيـدِ الْحَـدِّ مَطْـرُورُ
قَـدْ عَلِـمَ الْقَـوْمُ أَنِّـي مِنْ سَرَاتِهُمُ
إِذا تَقَلَّـصُ فـي الْبَطْـنِ الْمَـذاكِيرُ
أَوْعَـــدْتُمُ إِبِلِـــي كَلَّا ســَيَمْنَعُها
بَنُـــو غَزِيَّــةَ لا مِيــلٌ وَلَا عُــورُ
قَـوْمٌ إِذا اخْتَلَفَ الْهَيْجاءُ وَاخْتَلَفَتْ
صـُبْرٌ إِذا عَـرَّدَ الْعُـزْلُ الْعَـواوِيرُ
كَـأَنَّ وِلْـدَانَهُمْ لَمّـا اخْتَلَطْـنَ بِهِمْ
تَحْـتَ الْعَجَاجَـةِ بِالْأَيْـدِي الْعَصَافِيرُ
إِذا طَرَدْنـا كَسـَوْنا الْخَيْـلَ أَنْضِيَةً
وَإِنْ طُرِدْنــا كَأَنَّــا خَلْفَنــا زُورُ
تَنْجُــو سـَوابِقُها مِـنْ سـَاطِعٍ كَـدِرٍ
كَمَــا تَجَلَّلَــتِ الْـوَعْثَ الْيَعَـافِيرُ
إِنَّ امْـرَأً بـاتَ عَمْـرٌو بَيْـنَ صِرْمَتِهِ
عَمْرُو بْنُ سُفْيَانَ ذُو السَّيْفَيْنِ مَغْرُورُ
لا أَعْرِفَــنْ لِمَّــةً ســَوْدَاءَ دَاجِيَـةً
تَـدْعُو كِلَابـاً وَفِيهـا الرِّمْحُ مَكْسُورُ
دُرَيدُ بْنُ الصِمَّةِ بْنِ الحارِثِ بْنِ مُعاوِيَةَ، يَعُودُ نَسَبُهُ إِلَى هَوازِنَ مِنْ قَيْس عَيْلانَ، كانَ سَيِّدَ قَبيلَتِهِ بَني جُشَمَ وَشَاعِرَهُم وَفارِسَهُم، وَقد خاضَ مِئَةَ غَزْوَةٍ ما أخفقَ بِواحِدَةٍ مِنْها، وَفَقَدَ إِخْوَتَهُ الأَرْبَعَةَ فِي وَقْعاتٍ مُتَعَدِّدَةٍ فَرْثاهُمْ، وَأَشْهَرُهُمْ عَبْدُ اللهِ الَّذِي رَثاهُ بِقَصِيدَتِهِ الدالِيَةِ (أَرَثَّ جَـدِيــدُ الْحَـبْــلِ مِنْ أُمِّ مَعْـبَـدِ / لِعَـــاقِــبَــةٍ أم أَخْـلَفَــتْ كُـلَّ مَـوْعِــدِ) وَعُمِّرَ دُرَيْدُ طَوِيلاً فَقِيلَ إِنَّهُ عاشَ مِئَتَيْ عامٍ أَوْ نَحْوَ ذلِكَ، وَقُتِلَ فِي مَعْرَكَةِ حُنَينٍ إِذْ أَخْرَجَهُ قَوْمُهُ تَيَمُّناً بِهِ، فَماتَ عَلَى شِرْكِهِ، وَكانَ ذلِكَ فِي السَّنَةِ الثّامِنَةِ لِلهِجْرَةِ.