
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لِمَـنْ طَلَـلٌ بِـذَاتِ الْخَمْـسِ أَمْسَى
عَفَـا بَيْـنَ الْعَقِيـقِ فَبَطْـنِ ضَرْسِ
أُشــَبِّهُها غَمَامَــةَ يَــوْمِ دَجْـنٍ
تَلَأْلَأَ بَرْقُهـــا أَوْ ضــَوْءَ شــَمْسِ
فَأُقْسـِمُ مـا سـَمِعْتُ كَوَجْـدِ عَمْرٍو
بِــذَاتِ الْخَـالِ مِـنْ جِـنٍّ وَإِنْـسِ
وَقَـاكِ اللـهُ يا ابْنَةَ آلِ عَمْرٍو
مِـنَ الْفِتْيَـانِ أَمْثَـالِي وَنَفْسـِي
فَلَا تَلِــدِي وَلَا يَنْكِحْــكِ مِثْلِــي
إِذَا مــا لَيْلَــةٌ طَرَقَـتْ بِنَحْـسِ
وَتَزْعُــمُ أَنَّنِــي شــَيْخٌ كَبِيــرٌ
وَهَـلْ خَبَّرْتُهـا أَنِّـي ابْـنُ أَمْـسِ
تُرِيـدُ شـَرَنْبَثَ الْقَـدَمَيْنِ شـَثْناً
يُبــادِرُ بِالْجَــدِيرَةِ كُـلَّ كِـرْسِ
لَقَـدْ عَلِـمَ الْمَرَاضـِعُ في جُمَادَى
إِذا اســْتَعْجَلْنَ عَـنْ حَـزٍّ بِنَهْـسِ
بِــأَنِّي لَا أَبِيــتُ بِغَيْــرِ لَحْـمٍ
وَأَبْــدَأُ بِالْأَرَامِـلِ حِيـنَ أُمْسـِي
وَأَنِّــي لَا يَنــالُ الْحَـيُّ ضـَيْفَي
وَلَا جَــارِي يَبِيـتُ خَبِيـثَ نَفْسـِي
إِذا عُقَـبُ الْقُـدُورِ تَكُـنَّ مـالاً
تُحِـــبُّ حَلَائِلُ الْأَبْــرَامِ عِرْســِي
وَأَصـْفَرَ مِـنْ قِـدَاحِ النَّبْـعِ صُلْبٍ
خَفِــيِّ النَّفْـسِ مِـنْ ضـَرْسٍ وَلَمْـسِ
دَفَعْتُ إِلَى الْمُفِيضِ إِذا اسْتَقَلُّوا
عَلَـى الرُّكُبـاتِ مَطْلَـعَ كُـلِّ شَمْسِ
فَــإِنْ أَكْــدَى فَتَامِكَــةٌ تُـؤَدَّى
وَإِنْ أَرْبَــى فَــإِنِّي غَيْـرُ نِكْـسِ
وَمُرْقِصــَةٍ رَدَدْتُ الْخَيْــلَ عَنْهـا
بِمَذْرَعَــةِ التَّــوَالِي ذَاتِ فَلْـسِ
وَمَـا قَصـُرَتْ يَـدِي عَـنْ عُظْمِ أَمْرٍ
أَهُــمُّ بِــهِ وَمـا سـَهْمِي بِنَكْـسِ
وَمَـا أَنَـا بِـالْمُزَجَّى حِينَ يَسْمُو
عَظِيــمٌ فــي الْأُمُـورِ وَلَا بِـوَهْسِ
وَقَـدْ أَجْتَـازُ عَـرْضَ الْخَرْقِ لَيْلاً
بِـأَعْيَسَ مِـنْ جِمـالِ الْعِيـدِ جَلْسِ
كَــأَنَّ عَلَــى تَنـائِفِهِ إِذَا مَـا
أَضــَاءَتْ شَمْســُهُ أَثْــوَابَ بُـرْسِ
دُرَيدُ بْنُ الصِمَّةِ بْنِ الحارِثِ بْنِ مُعاوِيَةَ، يَعُودُ نَسَبُهُ إِلَى هَوازِنَ مِنْ قَيْس عَيْلانَ، كانَ سَيِّدَ قَبيلَتِهِ بَني جُشَمَ وَشَاعِرَهُم وَفارِسَهُم، وَقد خاضَ مِئَةَ غَزْوَةٍ ما أخفقَ بِواحِدَةٍ مِنْها، وَفَقَدَ إِخْوَتَهُ الأَرْبَعَةَ فِي وَقْعاتٍ مُتَعَدِّدَةٍ فَرْثاهُمْ، وَأَشْهَرُهُمْ عَبْدُ اللهِ الَّذِي رَثاهُ بِقَصِيدَتِهِ الدالِيَةِ (أَرَثَّ جَـدِيــدُ الْحَـبْــلِ مِنْ أُمِّ مَعْـبَـدِ / لِعَـــاقِــبَــةٍ أم أَخْـلَفَــتْ كُـلَّ مَـوْعِــدِ) وَعُمِّرَ دُرَيْدُ طَوِيلاً فَقِيلَ إِنَّهُ عاشَ مِئَتَيْ عامٍ أَوْ نَحْوَ ذلِكَ، وَقُتِلَ فِي مَعْرَكَةِ حُنَينٍ إِذْ أَخْرَجَهُ قَوْمُهُ تَيَمُّناً بِهِ، فَماتَ عَلَى شِرْكِهِ، وَكانَ ذلِكَ فِي السَّنَةِ الثّامِنَةِ لِلهِجْرَةِ.