
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَقَـد رَحَلَـت سـُعدى فَهَـل لَـكَ مُسـعِدُ
وَقَـد أَنجَـدت عَلـواً فَهـل لَـكَ مُنجِدُ
لَقَـد بِـتُّ أَرجو الطَيفَ مِنها يَزورُني
وَكَيـفَ يَـزورُ الطَيـفُ مَـن لَيسَ يَرقُد
وَقـد كـانَ لي من مَدمَع العَينِ مَنبَع
فَغــار بِنـار الوَحيـد فَهـيَ تَوَقَّـد
رَعيـتُ بِطَرفـي النجـمَ لَمّـا رَأَيتُها
تَباعَـدُ بُعـدَ النَجـم بَـل هـيَ أَبعَد
تُنيــرُ الثَريّـا وَهـيَ قَـرطٌ مسلسـلٌ
وَإِن كــرَّ فيهــا الطـرفُ درٍّ مُبَـدَّد
وَتَعتَــرِض الجَــوزاءُ وَهــي كَكـاعِبٍ
تَمَيَّــلُ مِــن ســُكرٍ بِهــا وَتَمَيَّــد
وَتَحســَبُها طــوراً أَســيرَ جَنايَــةٍ
تَرَنَّــحَ عِنــدَ المــثي وَهـو مُقَيَّـد
وَلاحَ ســُهَيلٌ وَهــو لِلصــُّبحِ راقِــبٌ
فَشــوهِد مِنــهُ طَــرفُ بــاكٍ مسـَهَّد
أَردُدُ عينــي فــي النُجـومِ كَأَنَّهـا
دَنــانيرُ لكِــنَّ الســَماءَ زبرجَــد
رَأَيـتُ بِهـا وَالصـُبحُ مـا خانَ وِردُه
قَناديــلَ وَالخَضــراءُ صــرحٌ مُمَـرَّد
وَقِيـدَ لنـا مـن مَربَـطِ الخَيلِ أَشقَرٌ
إِذا مـا جَـرى فَالريـحُ تَكبو وَتركد
وَصــرتُ عَلـى بُسـطِ الرِيـاضِ أَنيقَـةٍ
وَأَنهارُهــــا أَعلامُهـــا تَتحـــرَّدُ
فَلَمّـا رَأَيـتُ المـاءَ يَجـري تَسَلسُلًا
ظَنَنــت ســيوفَ الهِنـد فيـهِ تُجَـرَّد
وَشــاهَدتُ أَنــواعَ الرِيـاح تُجتَلـى
فَيُحلــى بِهــا بــردٌ قَشـيبٌ مُعَمَّـد
فَأَخضـــرُها يَحكيــهُ عَضــدٌ موَشــَّمٌ
وَأَحمرُهـــا يَحكيـــهِ خَــدٌّ مــورَّد
وَقــد زَهـرت فيـهِ الأَقـاحي كَأَنَّهـا
ثغـــورُ عَــذارى بِــالأَراكَ تُعَهَّــد
وَأَطرَبَنــي صــوتُ الحمـائِمِ بَينَهـا
وَقــد طَربــت بَيـنَ الغُصـون تَغـرِّدُ
هنالِــكَ يُنســى الموصــليُّ وَزلـزلٌ
وَيَعبـدُها مـن طيبَـةِ الشـَد وَمعبـدُ
هنالــك عــاطيتُ المَدامَــةَ سـادَةً
اولـي مكرَمـاتٍ سـاعَدوني فَأُسـعِدوا
كُمَيتــاً كَأَنفــاس الأَحِبَّــةِ عرفُهـا
مَــتى مُزِجَــت قلنـا لُجَيـنٌ وَعَسـجَدُ
إِذا انقَـضَّ مِنهـا في الزُجاجَةِ كَوكَبٌ
بَــدا كَــوكَبٌ مــن بَعــده يَتَوَقَّـد
يُناولُنيهــا ســاحِرُ الطَـرف أَهيَـفٌ
أَنــامِلُه مــن شـِدَّة الليـنِ تُعقَـد
إِذا حَملــت يُمنــاه ابريــقَ فِضـَّةٍ
بَــدا أَجيـد يحـذوه لِلشـُّربِ أَجيـد
وَإِن ســجد الاِبريــق لِلكَـأس عُنـوَةً
فَنَحــنُ لَـهُ مـن شـِدَّةِ الحُـب نَسـجُدُ
وَقــد أَغتَـدي لِلصـَّيدِ غَـدوَةَ أَصـيَد
أُعاجِـلُ فيهـا الـوَحش وَالـوَحشُ هُجَّدُ
فَعــارَضَ عَيــرٌ قُلـتُ للمَـرح هـاكَهُ
فَعــاجَلَهُ قَصـداً لَـهُ العَيـرُ مُقصـَدُ
وَعَنَّـت ظِبـاءٌ حيـنَ تَحـتيَ مُطلَـقُ ال
يَــدَينِ بِــهِ أَيـدي الوُحـوشُ تَقيـد
فَأَورَكتُهــا وَالســَيفُ لَمعَـة بـارِقٍ
وَلـم يُغنِهـا احضـارُها وَهـيَ تَهجـدُ
فَجَــدَّلتُها حَتّــى حَســِبتُ لِســُرعَتي
حُســِمتُ وَكَفّـي البَـرق سـاعَةَ أَعقـد
لَقَــد رعتُهـا أَزمـانُ شـَعريَ راتِـعٌ
وَطــرفُ مشــيبي عَـن عَـذاريَ أَرمَـدُ
وَمــا بِلَغــت حـدَّ الثَلاثيـنَ مُـدَّتي
وَهــذا طَــراز الشـَيب فيـه يُمَـدَّدُ
سَأوضـح نَهـجَ الحَـق إِن كـانَ سـامِعٌ
وَأُرشــِدُ مَــن يُصــغي إِلَـيَّ وَيُرشـَد
وَمَــن كــان يَخفيــهِ فـانِّيَ مُظهِـرٌ
وَمَــن لَــم يجــرِّده فَــإِنّي مُجَـرِّدُ
وَمَـن كـان بِالتَشبيهِ وَالجَبرِ دائِناً
فَـإِنِّيَ فـي التَوحيـدِ وَالعَـدل أَوحَدُ
أُنَــزِّه ربَّ الخَلــقِ عـن حَـدِّ خلقِـهِ
وَقـد زاغَ راوٍ فـي الصـِفاتِ وَمُسـنَدُ
فَهــذا يَقـولُ اللَـهُ يَهـوى وَيَصـعَدُ
وَهـذا لَـدَيهِ اللَـهُ مُـذ كـانَ أَمرَدُ
تَبــارَكَ ربُّ المُـرد وَالشـِيب انَّهُـم
لَأكفَــرُ مــن فِرعَــون فيـهِ وَأَعنَـد
وَآخَــرُ قــالَ العَـرشُ يَفضـل قَـدرَهُ
وَأَوهَـــم ان اللَــهَ جِســمٌ مُجَســَّدُ
وَآخــرُ قــالَ اللَــهُ جســمٌ مجسـَّمٌ
وَلــم يَـدرِ أَنَّ الجِسـمِ شـَيءُ مُحَـدَّد
وَأَنَّ الَّــذي قَــد حُـدَّ لا بُـدَّ مُحـدِث
إِذا مَيَّــزَ الأَمـرَ اللَـبيبُ المؤيَّـدُ
لَقَـد زَعَمـوا مـا لَيـسَ يَعدوهُ مُشرِك
وَقـد أَثبَتـوا مـا لَيسَ يَخطوهُ ملحِدُ
وَقُلنــا بِـأَن اللَـهَ لا شـَيء مِثلُـهُ
هُـوَ الواحِـدُ الفَـردُ العليُّ المُمَجَّدُ
هـو العالِمُ الذاتِ الَّذي لَيسَ مُحوَجاً
إِلـى العِلـم وَالأَعلامُ تَبـدو وَتَشـهدُ
وَلَيــسَ قَـديماً سـابِقاً غَيـرُ ذاتِـهِ
وَان كــانَ أَبنـاءُ الضـَلال تَبَلَّـدوا
أَتانــا بِــذِكرٍ مُحكَــمٍ مـن كَلامِـهِ
هــو الحَجَّـةُ العليـا لِمَـن يَتَسـَدَّدُ
وَان قـــالَ أَقــوامٌ قَــديم لأَنَّــهُ
كَلام لَـهُ فَـاِنظُر إِلـى أَيـنَ صـَعَّدوا
كَـذاكَ النَصـارى في المَسيحِ مَقالُها
وَقـد شـَرَّدوا عَـن دينِنـا فَتَشـَرَّدوا
فَتَبّـاً لَهُـم إِذا عانَـدوا فَتَنَصـَّروا
وَوَيلًا لَهُــم إِذ كايَــدوا فَتَهَـوَّدوا
وَإِن سـقتُ مـا قالوهُ في الجبر ضلَّةً
خَشــيتُ جِبــالَ الأَرضِ مِنــهُ تهــدَّدُ
يَقولــونَ أَنَّ اللَــهَ يَخلِــقُ ســَبَّهُ
لِيُشــتَمً كَلّا فَهــو أَعلــى وَأَمجَــد
وَقالوا أَرادَ الكفرَ وَالظَلمَ وَالزِنا
وَقَتــلَ النَبِيِّيــنَ الَّـذينَ تَعَبَّـدوا
فَكَلَّـفَ مَـن لَـم يَسـتَطع فِعـلَ مُحنَـقٍ
عَلــى عَبـدِهِ حاشـاهُ مِمّـا تَزَيَّـدوا
وَعـاقَبه عَـن تَركِـهِ الفِعـلَ لَم يُطَق
عِقابــاً لَــهُ مـن بِـالجَحيمُ مُخَلَّـدُ
يَقولــونَ عَــدلٌ أَن يكلِّــفَ مُقعَـداً
قِيامـاً وَعَـدواً مُسـرِعاً وَهـوَ مُقعَـد
وَقُلنــا بِــأَنَّ اللَــهَ عَـدلٌ وَأَنَّـهُ
يُكَلِّــفُ دونَ الطَـوق مـا هـو أَحمـدُ
وَأَنَّ ذُنــوبَ النــاسِ أَجمَـع كَسـبُهُم
بِاِحـداثِها مـن دونِـهِ قَـد تَفَـرَّدوا
وَلَيــسَ يُريــدُ اللَــهُ إِلّا صــَلاحَهُم
وَإِن أَفسـَدوا فـي دينِهِـم وَتَمَـرَّدوا
وَيُرجىـءُ ذا الارِجـاءُ وَالقَـولُ وارِد
بِاِنجــازِه كـلَّ الَّـذي قَـد تُوُعِّـدوا
وَأخلَـــصُ مَـــدحي لِلنَبِــيِّ محمَّــدٍ
وَذريَّـــةٍ مِنهـــا النَبِــيُّ مُحَمَّــدُ
نَبِـيٌّ أَقـامَ الـدينَ وَالـدينُ مـائِل
وَأَوهــى قَنـاةَ الكُفـرَ وَهـي تشـدَّدُ
فَلَــولاهُ لــم يُكشــَف سـجافُ ضـَلالَةٍ
وَلَـولاهُ لـم يُعـرَف مـن الحَـقِّ مَقصَدُ
دَعـا وَهـدى مُسـتَنقِذاً مِن يَد الرَدى
وَصـَلّى عَلَيـهِ اللَـهُ مـا دامَ فَرقَـدُ
وَأَوصـى إِلـى خَيـرِ الرِجال اِبن عَمِّه
وَان ناصـَبَ الأَعـداءُ فيـهِ فَما هُدوا
تَجَمَّـع فيـهِ مـا تَفَـرَّقَ فـي الـرَدى
مِــنَ الخَيـرِ فَاِحصـوهُ فَـإِنّي أُعَـدِّدُ
فَســابِقهُ الاِســلام قَــد سـُلِّمَت لَـهُ
ســِوى أُمَّــةٍ مــن بُغضــِهِ تَتقــدَّدُ
وَقَـد جاهَـدَ الأَعـداءَ ابـدءاً وَعودةً
وَكــان ســِواهُ فـي القِتـالِ يُمَـرِّدُ
هـو البَـدرُ فـي هَيجـاءَ بَدرٍ وَغيرُهُ
فَرائِضــُهُ مـن ذُكـرة السـَيف ترعُـدُ
وَكــم خَبَـرٍ فـي خَيبَـرٍ قَـد رويتُـمُ
وَلكنَّكـــم مثــل النعــام تشــرَّد
وَفــي أُحُــدٍ َلّــى رِجــالٌ وَســيفُهُ
يُســَوِّد وَجــهَ الكُفــرِ وهـو يُسـَوَّدُ
وَيَــوم حنيــنٍ حــنَّ لِلفَـرِّ بَعضـُكُم
وَصـــارِمُهُ عَضــبُ الغُــرار مُهَنَّــد
علــيّ عَلِــيّ فــي المَواقِـف كُلِّهـا
وَلكِنَّكُــم قَــد خـانَكم فيـه مَولـد
عَلـي أَخـو خَيـر النَبِيّيـنَ فَاِخرسَوا
أَو اِستَبصـروا فَالرُشـدُ أَدنى وَأَقصَدُ
علـيٌّ لـه فـي الطَيـرِ ما طارَ ذِكرُهُ
وَقــامَت بــهِ أَعـداؤُهُ وَهـيَ تَشـهَدُ
عَلـي لَـهُ فـي هَـل أَتـى مـا تَلوتُمُ
عَلـى الرُغـمِ مِـن آنـافَكم فَتفرَّدوا
وَبــاتَ عَلــى فَـرشِ النَبِـيِّ تَسـَمُّحاً
بِمُهجَتِـــهِ إِذ أَجلَبــوا وَتَوَعَّــدوا
وَمــا عَـرف الأَصـنامَ وَالقَـومُ سـُجَّدٌ
لَهـا وَهـو فـي اثـر النَبِـيِّ يُوَحِّـدُ
وَصـــَيَّره هـــارونَه بَيــنَ أَهلِــهِ
كَهـارون موسـى فَـاِبحَثوا وَتَأَيَّـدوا
تَـوَلّى امـورَ النـاسِ لـم يَسـتَقِلهُمُ
إِلّا رُبَّمـــا يَرتــابُ مَــن يَتَقَلَّــدُ
وَلـم يَـكُ مُحتاجـاً إِلـى عِلـم غَيرِهِ
إِذا اِحتاجَ قَومٌ في القَضايا فَبُلِّدوا
وَلا اِرتَجَعـت مِنـهُ وَقَـد سـارَ سـورَةٌ
وَغُضــّوا لَهــا أَبصـارَكُم وَتَبَـدَّدوا
وَلا ســُدَّ عَـن خَيـرِ المَسـاجِدِ بـابُهُ
وَأَبـــوابُهُم إِذ ذاكَ عَنــه تُســَدَّد
وَزَوجَتُــه الزَهــراء خَيــرُ كَريمَـةٍ
لِخَيــر كَريــمٍ فَضـلُها لَيـسَ يُجحَـدُ
وَبِالحَســنَين المَجــدُ مَــدَّ رَواقَـهُ
وَلَولاهُمــا لَـم يَبـقَ لِلمَجـدِ مَشـهَدُ
تَفَرَّعـــت الأَنـــوارُ للأَرضِ مِنهُمــا
فَلِلَّـــهِ أَنـــوارٌ بَـــدت تَتَجَــدَّدُ
هُـم الحُجَـجُ الغُـرُّ الَّـتي قَد تَوَضَّحَت
وَهـم سـُرُجَ اللَـه الَّـتي لَيـسَ تَخمَدُ
أُواليكُــمُ يــا أَهــلَ بَيـتِ محمـدٍ
وَكُلُّكُــمُ لِلّــدينِ وَالعِلــم فَرقَــد
وَأَتــركُ مَــن نـاواكُمُ وهـو أَكمـةٌ
يُبــادي عَلَيــهِ مولِـد لَيـس يُحمَـدُ
إِذا سـمع السـِحرَ الَّـذي قَـد عَقدتُهُ
يَكـادُ لَـهُ مـن شـِدَّة الحُـزنِ يَفـأد
اِلَيكُـــم ذَوي طـــه وَيــسَ مدحــةً
تَغــورُ إِلــى أَقصـى البِلادِ وَتُنجِـد
تَــوَخّى اِبـنُ عَبـادٍ بِهـا آلَ أَحمـدٍ
لِيَشــفَع فـي يَـوم القِيامَـةِ أَحمَـد
فَــدونكَ يــا مَكِّــيُ أَنشـِد مُجـوِّداً
فَلَيــسَ يَحـوزُ السـَبقَ إِلأّا المَجَـوِّدُ
قال أبو حيان في الإمتاع والمؤانسة:وقال الزهيري: قد نجم بأصبهان ابنٌ لعبادٍ في غاية الرقاعة والوقاحة والخلاعة وإن كان له يوم، فسيشقى به قوم، سمعته يقول هذا سنة اثنتين وخمسين (352هـ) في مجلسٍ من الفقهاء