
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عُج بي عَلى الرَّبعِ حَيثُ الرَّندُ وَالبانُ
وَإِن نَــأى عَنــهُ أَحبــابٌ وَجِيــرانُ
فَلِلمَنــازِلِ فــي شـَرعِ الهَـوى سـُنَنٌ
يَـدري بِهـا مَـن لَـهُ بِـالحُبِّ عِرفـانُ
وَقَــلَّ ذاكَ لِمَغنــىً قَــد سـَحَبنَ بِـهِ
ذَيـلَ التَصـابي بِرَسـمِ الشـَجوِ غِـزلانُ
القــــاتِلاتُ بِلا عَقــــلٍ وَلا قَـــوَدٍ
ســـُلطانُهُنَّ عَلـــى الأَملاكِ ســـُلطانُ
لِلّــهِ أَحــوَرُ سـاجي الطَـرفِ مُقتَبِـلٌ
عَــذبُ اللَمـى لُؤلُـؤِيُّ الثَغـرِ فَتّـانُ
عَبــلُ الـرَوادِفِ يَنـدى جِسـمُهُ تَرَفـاً
ظـامي الوُشـاحِ لَطيـفُ الـروحِ جَـذلانُ
كَأَنَّمـــا البَــدرُ فــي لَألاءِ غُرَّتِــهِ
يـا لَيـتَ يَصـحَبُ ذاكَ الحُسـنَ إِحسـانُ
يَهتَــزُّ مِثـلَ اِهتِـزازِ الغُصـنِ رَنَّحَـهُ
سـُكرُ الصـِبا فَهـوَ صاحي القَدِّ نَشوان
لَـو كـانَ يُمكِـن قُلنـا اليَومَ أَبرَزَهُ
لِيَنظُـرَ النـاسُ كنـهَ الحسـنِ رِضـوانُ
قَــد كُنــتُ أَحسـَب أَنَّ الشـَملَ مُلتَئِمٌ
وَالجَبـــلَ مُتَّصــِلٌ وَالحَــيَّ خُلطــانُ
فَــاليَومَ لا وَصــلَ أَرجـوهُ فَيُطمِعَنـي
وَلا يَطيــفُ بِهــذا القَلــبِ ســُلوانُ
فـي ذِمَّـةِ اللَـهِ جيـرانٌ إِذا ذُكِـروا
هــاجَت لِـذِكرِهِمُ فـي القَلـبِ أَحـزانُ
فـــارَقتُهُم أَمتَـــري أَخلافَ ســائِمَةٍ
يَســوقُها واســَعُ المَعــروفِ مَنّــانُ
لَعَــلَّ نَفحَــة جــودٍ مِــن مَــواهِبِهِ
يُـروى بِهـا مِـن صـَدى الإِقتارِ عَطشانُ
أُرايِــشُ مِنهــا جَناحــاً حَصـَّةُ قَـدَرٌ
شـــَكا تَســـاقُطَهُ صـــَحبٌ وَإِخــوانُ
وَفـي اِضـطِرابِ الفَـتى نُجـحٌ لِبُغيَتِـهِ
وَلِلمَقــــاديرِ إِســــعادٌ وَخِـــذلانُ
فَاِربَــأ بِنَفسـِكَ عَـن دارٍ تَـذِلُّ بِهـا
لَـــو أَنَّ حَصـــباءَها دُرٌّ وَمَرجـــانُ
طُفـتُ المَعـالِمَ مِـن شـامٍ إِلـى يَمَـنٍ
وَمِـــن حِجـــازٍ وَلَبَّتنــي خُراســانُ
فَمـا لَقيـتُ وَلَـن أَلقـى وَلَـو بَلَغَـت
بــي مُنتَهــى السـَدِّ هِمّـاتٌ وَوِجـدانُ
مِثـلَ الجَحاجِحَـةِ الغُـرِّ الَّـذينَ سَمَوا
مَجــداً تَقاصــَرَ عَـن عَليـاهُ كيـوانُ
الضـاربي الكَبـشَ هَـبرًا وَالقَنا قَصِدٌ
وَالتـارِكي اللَيـثَ يَمشـي وَهوَ مِذعانُ
وَالفــارِجي غُمَـمَ اللاجـي إِذا صـَفِرَت
أَوطــابُهُ وَاِقتَضــاهُ الــروحَ دَيّـانُ
وَالصــائِنينَ عَــن الفَحشـا نُفوسـَهُمُ
وَالمُرخِصــيها إِذا الخَطِــيُّ أَثمــانُ
خُضــلُ المَــواهِبِ أَمجــادٌ خَضــارِمَةٌ
بيــضُ الوُجـوهِ عَلـى الأَيّـامِ أَعـوانُ
غُـــرٌّ مَكـــارِمُهُم حُمــرٌ صــَوارِمُهُم
خُضـــرٌ مَراتِعُهُــم لِلفَضــلِ تيجــانُ
لكِـــنَّ أَوراهُــمُ زَنــداً وَأَســمَحَهُم
كَفّــاً وَأَشــجَعَهُم إِن جــالَ أَقــرانُ
عَبـدُ العَزيـزِ الَّـذي نـالَت بِهِ شَرَفاً
بَنــو نِــزارٍ وَعَــزَّت مِنــهُ قَحطـانُ
مُقَــدَّمٌ فــي المَعـالي ذِكـرُهُ أَبَـداً
كَمــا يُقَــدَّمُ بِاِســمِ اللَـهِ عُنـوانُ
مَلــكٌ تَجَســَّدَ فــي أَثنــاءِ بُردَتِـهِ
غَيـــثٌ وَلَيـــثٌ وَإِعطــاءٌ وَحِرمــانُ
خَـبيئَةُ اللَـهِ فـي ذا الوَقتِ أَظهَرَها
وَلِلمُهَيمِـــنِ فــي تَأخيرِهــا شــان
وَدَعـــوَةٌ وَجَبَـــت لِلمُســلِمينَ بِــهِ
أَمــا تَــرى عَمَّهُــم أَمــنٌ وَإيمـانُ
حـاطَ الرَعِيَّـةَ مِـن بُصـرى إِلـى عَـدَنٍ
وَمِــن تِهامَــةَ حَتّــى اِرتــاحَ جَعلانُ
فَجَــدَّدوا الشــُكرَ لِلمَــولى وَكُلُّهُـمُ
يَـدعو لَـهُ بِالبَقـا مـا بَقـيَ إِنسانُ
وَرُبَّ مُســــتَكبِرٍ شــــوسٍ خَلائِقُــــهُ
صــَعبِ الشـَكيمَةِ قَـد أَعمـاهُ طُغيـانُ
تَرَكتَــهُ وَحــدَهُ يَمشــي وَفــي يَـدِهِ
بَعـــدَ المُهَنَّـــدِ عُكّــازٌ وَمِحجــانُ
وَعـــازِبٍ رُشــدُهُ إِذ حــانَ مَصــرَعُهُ
بِخَمــرَةِ الجَهــلِ وَالإِعجــابِ سـَكرانُ
أَمطَرتَــهُ عَزَمــاتٍ لَــو قَـذَفتَ بِهـا
صــُمَّ الشــَوامِخِ أَضـحَت وَهـيَ كثبـانُ
عَصــائِباً مِـن بَنـي الإِسـلامِ يَقـدُمُهُم
مِـن جَـدِّكَ المُعتَلـي بِـالرُعبِ فُرسـانُ
وَيـلُ اِمِّـهِ لَـو أَتـاهُ البَحرُ مُلتَطِماً
آذِيُّـــهُ الأُســـدُ وَالآجـــامُ مُــرّانُ
لَأَصـــبَحَ العِـــزُّ لا عَيــنٌ وَلا أَثَــرٌ
أَو شــاغَفَتهُ قُبَيــلَ الصــُبحِ جِنّـانُ
وَمَشــهَدٍ لَـكَ فـي الإِسـلامِ سـَوفَ تَـرى
يــوفى بِــهِ يَــومَ الحَشــرِ ميـزانُ
نَحَــرتَ هَـديَكَ فيـهِ المُشـرِكينَ ضـُحىً
فَـاِفخَر فَفَخـرُ سـِواكَ المَعـزُ وَالضّانُ
أَرضـَيتَ آبـاءَكَ الغُـرُّ الكِـرامَ بِمـا
جَـدَّدتَ مِـن مَجـدِهِم مِن بَعدِ ما بانوا
نَبَّهـتَ ذِكـراً تَـوارى مِنـهُ حيـنَ عَلا
لِلمـــارِقينَ ضـــَبابٌ فيــهِ دُخّــانُ
فَجِئتَ بِالســَيفِ وَالقُــرآنِ مُعتَزِمــاً
تُمضــي بِســَيفِكَ مــا أَمضـاهُ قُـرآنُ
حَتّـى اِنجَلـى الظُلمُ وَالإِظلامُ وَاِرتَفَعَت
لِلـــدينِ فــي الأَرضِ أَعلامٌ وَأَركــانُ
ديـنٌ وَدُنيـا وَرَأسٌ فـي الـوَغى وَنَدىً
تَفيــضُ مِــن كَفِّـهِ بِـالجودِ دِخُلجـانُ
هــذي المَكـارِمُ لا مـاروي عَـن هَـرِمٍ
وَلا الَّــذي قيــلَ عَمَّــن ضـَمَّ غُمـدانُ
أَقــولُ لِلعيــسِ إِذ تَلـوي ذَفارِيَهـا
لِإِلفَهــا وَلَهــا فــي الـدَوِّ تَحنـانُ
رِدي مِياهــاً مِــنَ المَعـروفِ طامِيَـةً
نَباتُهــا التِــبرُ لا شــيحٌ وَسـَعدانُ
تَــدومُ مـا دُمـتَ لِلـدُنيا بشاشـَتُها
فَاِسـلَم فَـأَنتَ لِهـذا الخَلـقِ عُمـرانُ
ثُـمَّ الصـَلاةُ عَلـى الهادي الَّذي خَمَدَت
فــي يَــومِ مَولِــدِهِ لِلفُـرسِ نيـرانُ
وَالآلِ وَالصــَحبِ مــا نــاحَت مُطَوَّقَـةٌ
خَضـباً تَميـدُ بِهـا فـي الدَوحِ أَغصانُ
محمد بن عبد الله بن عثيمين.شاعر نجدي، من أهل (حوطة تميم)، اشتهر في العصر الأخير بشاعر نجد، ومولده في بلدة السلمية (من أعمال الخرج، جنوبي الرياض)، نشأ بها يتيماً عند أخواله، وتفقه وتأدب ببلد العمار من الأفلاج بنجد، وتنقل بين البحرين وقطر وعمان، وسكن قطر، وحمل راية صاحبها الأمير قاسم بن ثاني في بعض حروبه، واشتغل بتجارة اللؤلؤ، ولما استولى الملك عبد العزيز آل سعود على الأحساء قصده ابن عثيمين ومدحه، فلقي منه تكريماً، فاستقر في الحوطة وطن آبائه يفد على الملك كل عام ويعود بعطاياه إلى أن توفي.وله (ديوان -ط) جمعه سعد بن رويشد، وسماه (العقد الثمين)، ويقال أنه أتلف شعره العاطفي قبل وفاته، مخافة أن يعاب عليه.