
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لِلَّـهِ فـي كُـلِّ مـا يَجـري بِـهِ القَدَرُ
لُطــفٌ تَحــارُ بِـهِ الأَفهـامُ وَالفِكَـرُ
إِنَّ الَّـذي قَـد شـَكا عَيـنُ الزَمانِ لَهُ
شـَكا لَـهُ المُسـلِمونَ البَـدوُ وَالخَضَرُ
وَكَيــفَ وَهــوَ لَهُـم روحٌ تَقـومُ بِهِـم
وَهُـم وَإِن كَثُـروا فيمـا تُـرى الصُوَرُ
أَقــولُ لِلنّــاسِ إِذ راعَــت شــَكِيَّتُهُ
مَهلاً فَلِلَّـــهِ فــي أَحوالِنــا نَظَــرُ
لِلَّـــهُ أَلطَـــفُ أَن يُخلــي بِرِيَّتَــهُ
مِــن ناصـِرٍ لِلهُـدى بِالرُشـدِ يَـأتَمِرُ
وَلَيــسَ فيمـا رَأَينـا أَو أَتـى خَبَـرٌ
غَيــرُ الإِمــامِ لِـدينِ اللَـهِ يَنتَصـِرُ
عَبــدُ العَزيـزِ الَّـذي كـانَت وِلايَتُـهُ
لِلمُســلِمينَ حَيـاةً بَعـدَ مـا قُبِـروا
لَـــهُ طُهــورٌ وَنــورٌ ثُــمَّ عافِيَــةٌ
وَزالَ عَنــهُ إِلــى اَعــدائِهِ الضـَرَرُ
فَالحَمــدُ لِلَّــهِ حَمــداً نَسـتَمِدُّ بِـهِ
لَـهُ مِـنَ اللَـهِ أَن يَنسـا لَـهُ الأَثَـرُ
فَفيـهِ لِلـدّينِ وَالـدُنيا الصـَلاحُ كَما
فيــهِ لِمَــن حــارَبَ الإِسـلامَ مُزدَجَـرُ
فَـردٌ طَـوى المَجـدَ وَالتَقـوى بِبُردَتِهِ
وَعــاشَ فــي فَضـلِهِ قَحطـانُ أَو مُضـَرُ
يـا أَفضـَلَ النـاسِ فيمـا يُمدَحونَ بِهِ
وَأَوســَعَ النـاسِ عَفـواً حيـنَ يَقتَـدِرُ
لِلَّـــهِ فيـــكَ عِنايــاتٌ ســَتَبلُغُها
نِتاجُهــا شــَرَفُ الــدارَينِ وَالعُمـرُ
فَاِجعَــل مُشـيرَكَ فيمـا أَنـتَ فـاعِلُهُ
مُهَـــذَّبَ الـــرَأيِ لِلآثــارِ يَقتَفِــرُ
إِنَّ الرُكــونَ إِلـى مَـن لَسـتَ تَـأمَنُهُ
أَو مَــن وَتَـرتَ لَمَعقـودٌ بِـهِ الخَطَـرُ
وَالنُصـحُ إِن لَـم يَكُن بِالدينِ مُرتَبِطاً
فَــأَحرِ مِـن صـَفوِهِ أَن يَحـدُث الكَـدَرُ
وَاللَـــهُ يُبقيــكَ لِلإِســلامِ مُــدَّرَءاً
تَــروحُ بِــالعِزِّ مَحروســاً وَتَبتَكِــرُ
ظِلّاً لَنـا مِـن حَـرورِ الجَـورِ مُنتَعِشـاً
لِبـــائِسٍ مَســَّهُ مِــن دَهــرِهِ عُســُرُ
أَجَلـتَ أَقـداحَ فِكـري في الوَرى نَظَراً
أُصــَوِّبُ الفِكــرَ أَحيانــاً وَأَنحَــدِرُ
فَلَيــسَ إِلّاكَ فــي الــدُنيا نُــؤَمِّلُهُ
لِنُصــرَةِ الــدينِ وَالـدُنيا وَنَنتَظِـرُ
لَــو اِســتَطَعنا لَشــاطَرناكَ مُـدَّتَنا
وَكــانَ بَيعــاً بِــهِ رِبــحٌ وَمُتَّجَــرُ
أَنــتَ الَّــذي قُـدتَها جُـرداً مُسـَوَّمَةً
يـوري الحُبـاحِبُ فـي أَرساغِها الحَجَرُ
مِــن كُــلِّ مُقــرَبٍَ كَالســيِّدِ مُحكَمَـةٍ
خَيفانَــةٍ زانَهـا التَحجيـلُ وَالغُـرَرُ
تَكـادُ تُعطيـكَ عَـن لَـوحِ الهَوى خَبَراً
إِذا جَــرَت قُلــتَ لا ســَهلٌ وَلا وَعِــرُ
تَعـــدو بِشــُعثِ مَســاعيرٍ تَقــودُهُم
يـا مِسـعَرَ الحَـربِ حَيثُ الحَربُ تَستَعِرُ
فَكَــم مَلاعِــبِ أَرمــاحٍ أَقَمــتَ بِهـا
ســوقاً يُغَشـَّمُ فيـهِ الصـارِمُ الـذَكَرُ
بيــضٌ تُباعِــدُ هامـاً عَـن مَنابِتِهـا
وَتَســتَذِلُّ الَّــذي فــي خَــدِّهِ صــَعرُ
أَضـحَت بِهـا عَـذاباتُ الـدينِ بارِضـَةً
بَعـدَ القُحولَـةِ مُهتَـزّاً بِهـا الثَمَـرُ
تَشـكو الرِمـاحُ العَـوالي مِن تَقَصُّدِها
وَالــبيضُ بَعـدَ فُلـولِ الحَـد تَنبَتِـرُ
فــي مَــأزِقٍ يُكثِـرُ الثَكلـى تَـأَجُّجُهُ
مِــن نــاكِثٍ أَو عَــدُوٍّ حــانَهُ قَـدَرُ
كَــم ظَــنَّ قَـومٌ إِذا حَقَّـت شـَقاوَتُهُم
بِــأَن لَهُـم عَنـكَ إِمّـا أَبعَـدوا وَزَرُ
فَكــانَ مَحرَزُهُــم لِلبَيــنِ يُــبرِزُهُم
إِذ قَـد وَفَيـتَ لَهُـم فَضـلاً وَهُم غَدَروا
جَلَّلــتَ فَضفاضــَةَ النُعمـى مَنـاكِبَهُم
عَفـواً وَجـوداً وَلَـو عـاقَبتَهُم عَذَروا
فَمــا سـَمِعنا وَلَـم تَسـمَع أَوائِلُنـا
بِمِثــلِ حِلمِــكَ فيمــا ضـَمَّتِ السـِيَرُ
وَلَيــسَ رَأيُــكَ فــي مــالٍ تُجَمِّعُــهُ
كَنــزاً إِذا جَمَّـعَ الخُـزّانُ وَاِدَّخَـروا
بَــل لِلمَكــارِمِ تَبنيهــا وَتَعمُرُهـا
حاشـــا يُخالِطُهــا زَهــوٌ وَلا بَطَــرُ
مَــآثِرٌ لَــكَ تُتلــى بَيــنَ أَظهُرِنـا
وَبَعـدَنا هُـنَّ فـي صـُحفِ العُلـى سـُوَرُ
يَفــديكَ قَـومٌ يَـرَونَ الكَنـزَ مَكرُمَـةً
وَمـا لَهُـم فـي العُلـى وِردٌ وَلا صـَدرُ
تَسـعى مُلـوكُ بَنـي الـدُنيا لِأَنفُسـِهِم
وَأَنــتَ تَسـعى لِكَيمـا يَصـلُحَ البَشـَرُ
جَزَتـكَ عَنّـا جَـوازي الخَيـرِ مِـن مَلِكٍ
عَــمَّ الرَعِيَّـةَ عَـدلٌ مِنـهُ فَاِنتَشـَروا
لـــي فيـــكَ صــِدقُ وَلاءٍ لا يُغَيِّــرُهُ
نَــأيُ المَـزارِ وَلَـو يَخـرَوِّطُ السـَفَرُ
وَكَيـفَ أَنسـاكَ يـا مَـن عِشـتُ في كَنَفٍ
مِـن ظِـلِّ إِحسـانِهِ وَالنـاسُ قَد خَبَروا
خُـذها اِبنَةَ الفِكرِ يَجلو حُسنُ مَنطِقِها
عَلَيــكَ مِنهــا ثَنــاءً نَشــرُهُ عَطِـرُ
وَمـا عَسـى يَبلُـغُ المُثنـي عَلَيكَ وَقَد
جـاوَزتَ مـا نَظَـمَ المُـدّاحُ أَو نَثَروا
ثُــمَّ الصــَلاةُ وَتَســليمُ الإِلـهِ مَعـاً
عَلى الشَفيعِ إِذا ما الأَنبِيا اِعتَذَروا
وَآلــهِ الغُــرِّ وَالأَصـحابِ مـا طَلَعَـت
شــَمسٌ وَمــا لاحَ نَجـمٌ أَو بَـدا قَمَـرُ
محمد بن عبد الله بن عثيمين.شاعر نجدي، من أهل (حوطة تميم)، اشتهر في العصر الأخير بشاعر نجد، ومولده في بلدة السلمية (من أعمال الخرج، جنوبي الرياض)، نشأ بها يتيماً عند أخواله، وتفقه وتأدب ببلد العمار من الأفلاج بنجد، وتنقل بين البحرين وقطر وعمان، وسكن قطر، وحمل راية صاحبها الأمير قاسم بن ثاني في بعض حروبه، واشتغل بتجارة اللؤلؤ، ولما استولى الملك عبد العزيز آل سعود على الأحساء قصده ابن عثيمين ومدحه، فلقي منه تكريماً، فاستقر في الحوطة وطن آبائه يفد على الملك كل عام ويعود بعطاياه إلى أن توفي.وله (ديوان -ط) جمعه سعد بن رويشد، وسماه (العقد الثمين)، ويقال أنه أتلف شعره العاطفي قبل وفاته، مخافة أن يعاب عليه.