
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَنـــالُ العُلــى إِلّا عَلَيــكَ مُحَــرَّمُ
وَكُـــلُّ مَديــحٍ فــي ســِواكَ يُــذَمَّمُ
وَلا مَجـــدَ إِلّا قَـــد حَــوَيتَ أَجَلَّــهُ
وَلا فَضــلَ إِلّا أَنــتَ فيــهِ المُقَــدَّمُ
وَمَـن يَعتَقِـد غَيـرَ الـذي جـاءَ نَصـُّهُ
لَكُـم فـي كِتـابِ اللَـهِ لا شـَكَّ يَـأثَمُ
أَلَســتُم أَقمتُــم مَيــلَ نَهـجِ مُحمـدٍ
وَقَــد كـادَ يَعفـو أَو يَبيـدُ وَيَهـرمُ
سـَيَأتي قَتيـلُ الطَفِّ في الحَشرِ شاهِداً
بِهـــذا وَحِجــرٌ وَالمَقــامُ وَزَمــزَمُ
غَـداةَ كَسـَوتُم كَعبَـةَ اللَـهِ وَاِعتَلـى
بِأَبطَحِهــا الـدينُ القَـويمُ المُعَظَّـمُ
وَلَــم يَبــقَ فيهـا قُبَّـةٌ أَو ذَريعَـةٌ
إِلـى الشـِركِ إِلّا وَهـيَ تُمحـى وَتُهـدَمُ
مَعــالٍ مَــتى تُـذكَر تَصـاغَرَ عِنـدَها
مَعــالي مُلــوكٍ أُخِّـروا أَو تَقَـدَّموا
فَلا مَجــدَ إِلّا خَشــيَةُ اللَـهِ وَالتُقـى
وَلا فَخــرَ إِلّا الشــَرعُ فيـهِ المُقَـدَّمُ
لِيَهنِـكَ يـا عَبـدَ العَزيـزِ بـنَ فَيصَلٍ
مَغـانِمُ تُـدعى وَهـيَ فـي الأَجـرِ مَغنَمُ
إِذا شــَقَّ أَمــرَ المُســلِمينَ مُضــَلِّلٌ
فَـأَنتَ لَـهُ المَـوتُ الـزُؤامُ المُحَتَّـمُ
دَلَفــتَ لَــهُ قَبــلَ الشـُروقِ بِفَيلَـقٍ
أَحَــمَّ الرَحـى فيـهِ المَنايـا تُقَسـَّمُ
فَأَســقَيتَهُم ســُمّاً زُعافــاً يَشــوبُهُ
بِــأَفواهِهِم بِــالمَوتِ صــابٌ وَعَلقَـمُ
تَظَــلُّ بِــهِ غُــرثُ السـِباعِ نَـواهِلاً
وَعِقبـــانُهُ مِنهـــا وُقــوعٌ وَحُــوَّمُ
كَمـا قَـد جَـرى يَومـاً عَلى أَهلِ حائِلٍ
وَقَـد صُرِفوا عَن مَنهَجِ الرُشدِ أَو عَموا
وَظَنّــوا بِـأَنَّ الـدارَ كَالإِسـمِ حـائِلٌ
نَفــورٌ عَــنِ الأَزواجِ جَــدّاءُ مُصــرِم
فَأَنكَحتَهــا صــُمَّ الرِمــاحِ فَأَصـبَحَت
كِشـافاً بُعيـدَ الحَمـلِ بِالشـَرِّ تُـتئِمُ
فَكَــم كــاعِبٍ حَســناَ تَلطِـمُ وَجهَهـا
وَأُخــرى تَشـُقُّ الجَيـبَ بِالثُكـلِ أَيِّـمُ
وَكَـم نَصـَحوا لَـو كـانَ لِلنُّصـحِ مَوضِعٌ
وَكَـم عَـذَلوا لَـو كـانَ فيهِـم مُحَلَّـمُ
وَلكِـن أَبَـوا إِلّا الشـِقاقَ فَلَـم يَكُـن
لَهُــــم وَزَرٌ إِلّا حُســــامٌ وَلَهـــذمُ
وَقــالَ زَعيـمُ القَـومِ لا بَـل شـَقيُّهُم
إِلـى اِبـنِ طَلالٍ أَرسـِلوا فَهـوَ أَحـزَمُ
فَلَمّــا أَتـاهُم زادَهُـم مَـع خَبـالِهِم
خَبــالاً وَعُقــبى مـا أَتَـوهُ الَتَنَـدُّمُ
وَظَنّــوا بِــأَنَّ اللَــهَ يُخلِـفُ وَعـدَهُ
وَهَيهـاتَ وَعـدُ الصـادِقِ الوَعـدِ أَحكَمُ
وَقَــد قــالَ جُنـدي غـالِبٌ لا مَحالَـةٌ
بِــذاكَ قَضــائي فـي البَرِيَّـةِ مُـبرَمُ
أَطَــلَّ عَلَيهِــم واحِــدٌ فــي كَمـالِهِ
وَلكِنَّــهُ فــي البَــأسِ جَيـشٌ عَرَمـرَمُ
بِفِتيــانِ صــِدقٍ فـي اللِقـاءِ أَعِـزَّةٍ
لَهُــم نَســَبٌ مــا شـابَهُ قَـطُّ أَعجَـمُ
عَلــى ضــُمَّرٍ بَيــنَ الــوَجيهِ وَلاحِـقٍ
تُعــارِضُ مـا أَبقـى الجَـديلُ وَشـَدقَمُ
أُولاكَ بَنــو الإِســلامِ حَــيَّ هَلاً بِهِــم
وَأَكـرِم بِهِـم أَكـرِم بِهِـم حَيثُ يُمَّموا
هُــمُ عَرَفــوا حَــقَّ الإِلــهِ وَرُســلِهِ
وَحَـــقَّ وُلاةِ المُســـلِمينَ وَعَظَّمـــوا
رَأَوا أَنَّـــهُ لا ديـــنَ إِلّا بِطاعَـــةٍ
لِمَــن هُــوَ بِالــديِ الحَنيفِـيِّ قَيِّـم
وَذاكَ أَميــرُ المُــؤمِنينَ بـنُ فَيصـَلٍ
إِمــامُ الهُــدى لِلمَكرُمــاتِ مُتَمِّــمُ
فَلَمّــا رَأوا حِــزبَ الإِلــهِ يَقــودُهُ
إِلَيهِـم رَبيـطُ الجَأشِ في الهَولِ مُقدِمُ
تَوَلَّــوا ســِراعاً وَالســُيوفُ شـَوارِعٌ
بِأَكتــــافِهِم وَالســـَمهَرِيُّ تُحَطِّـــمُ
وَمَـن قَـد نَجـا مِنهُم إِذا سَمِعَ النِدا
يُـراعُ وَبِـالأَمواتِ فـي اللَيـلِ يَحلُـمُ
إِلَيــكَ إِمــامَ المُســلِمينَ تَـواهَقَت
بِهــا ضــُمَّرٌ تَطـوي المَهـامِهَ عَيهَـمُ
تَعــومُ إِذا اِشــتَدَّ الهَجيـرُ كَأَنَّهـا
مَــعَ الـدَوِّ مُحمَـرُّ الظَنـابيبِ أَصـلَمُ
تَـــذَكَّرُ أَفراخــاً بِبَيــداءَ حَــردَةٍ
وَلِلرّيـــحِ نَئّآجٌ وَلِلغَيـــثِ مَســـجَمُ
فَظَــلَّ يُنــاجي النَفـسَ أَيـنَ مَراحُـهُ
وَلا عَلَــمٌ يَهــديهِ وَاللَيــلُ مُظلِــمُ
تُبَلِّغُكُـــم مِنّـــي أَلوكَـــةَ صــادِقٍ
لَكُــم مُخلِــصٍ فــي الـوُدِّ لا مُتَبَـرِّمُ
فَحُبُّكُـــمُ عِنـــدَ المَهَيمِــنِ قُربَــةٌ
وَنُصـــحُكُمُ فَـــرضٌ علَينـــا مُحَقَّــمُ
وَمَــن لا يَــراهُ فَهــوَ إِمّــا مُغَفَّـلٌ
وَإِمّــا عَلـى تَكـذيبِهِ الـوَحيَ مُقـدِمُ
وَمـا أَنـسَ لا أَنـسَ بـنَ سُلطانَ فَيصَلاً
لَـهُ مـا بَقـي مِنّـي الثَناءُ المُنَمنَمُ
أَخا الحَربِ إِن عَضَّت بِهِ الحَربُ لَم يَكُن
جَزوعـــاً وَلا مِـــن مَســِّها يَتَــأَلَّمُ
وَزيــرَ إِمـامِ المُسـلِمينَ الـذي لـهُ
مَشــاهدُ فيهـا مَعطِـسُ الفِسـقِ يُرغَـمُ
إِذا نــاكِثٌ أَو مــارِقٌ مَرَقَــت بِــهِ
عَــنِ الــدينِ نَفـسٌ لِلشـَّقاوَةِ تَـرأَمُ
ســـَما مُشــمَعِلّاً فَيصــَلٌ نَحــوَ دارِهِ
يَخــوضُ بِحــاراً بَعــضُ خُلجانِهـا دَمُ
بِــأَمرِ إِمــامِ المُســلِمينَ وَرَأيِــهِ
وَلا عِــــزَّ إِلّا بِالإِمامَــــةِ يُعصـــَمُ
وَإِخـوانُهُ فـي اللَـهِ لا تَنـسَ فَضـلَهُم
هُــمُ نُصــرَةُ الإِســلامِ وَاللَـهُ يَعلَـمُ
قَبــائِلُ فيهــا مِــن رِجـالِ عُتَيبَـةٍ
أُســودٌ إِذا حَمــيَ الـوَطيسُ تَقَحَّمـوا
يَسـومونَ فـي الهَيجـا نُفوسـاً عَزيزَةً
وَلكِنَّهــا بِالقَتـلِ فـي اللَـهِ تُكـرَمُ
وَفـي الحَـربِ مِـن حَـرب لُيـوثٌ ضَراغِمٌ
أَشـِدّا عَلـى البـاغينَ فـي اللَهِ رُحَّمُ
وَلَــم أَتــرُكِ البـاقينَ جَهلاً بِحَقِّهِـم
وَلا أَنَّنـــي فــي فَضــلِهِم مُتَلَعثِــمُ
وَلكِنَّمــا الأَســماءُ كــانَت تَغُرُّنــي
وَلَــم يَــكُ عِنـدي مَـن بِـذاكَ يُفهِـم
جُنـودُ إِمـامِ المُسـلِمينَ الـذي لَهُـم
إِلــى كُـلِّ مَعـروفٍ مِـنَ الخَيـرِ سـُلَّمُ
وَصــَلِّ إِلهــي كُلَّمــا نــاضَ بــارِقٌ
وَمــا طَلَعَــت شــَمسٌ وَمـا لاحَ مِـرزَمُ
عَلــى سـَيِّدِ السـاداتِ نَفسـي فِـداؤُهُ
أُصـــَلّي عَلَيـــهِ مُـــدَّتي وَأُســـلِمُ
كَــذا آلِــهِ الغُـرِّ الكِـرامِ وَصـَحبِهِ
هُــمُ صــُفوَةُ الرَحمـنِ مِنّـا هُـمُ هُـمُ
محمد بن عبد الله بن عثيمين.شاعر نجدي، من أهل (حوطة تميم)، اشتهر في العصر الأخير بشاعر نجد، ومولده في بلدة السلمية (من أعمال الخرج، جنوبي الرياض)، نشأ بها يتيماً عند أخواله، وتفقه وتأدب ببلد العمار من الأفلاج بنجد، وتنقل بين البحرين وقطر وعمان، وسكن قطر، وحمل راية صاحبها الأمير قاسم بن ثاني في بعض حروبه، واشتغل بتجارة اللؤلؤ، ولما استولى الملك عبد العزيز آل سعود على الأحساء قصده ابن عثيمين ومدحه، فلقي منه تكريماً، فاستقر في الحوطة وطن آبائه يفد على الملك كل عام ويعود بعطاياه إلى أن توفي.وله (ديوان -ط) جمعه سعد بن رويشد، وسماه (العقد الثمين)، ويقال أنه أتلف شعره العاطفي قبل وفاته، مخافة أن يعاب عليه.