
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الحَمـدُ لِلّـهِ صـُبحُ الحَـقِّ قَـد وَضـَحا
وَبَيعُكثـم يـا أُهَيـلَ الدينِ قَد رَبِحا
هـــذي التِجــارَةُ لا مــالاً يُثَمِّــرُهُ
مَـن كـانَ ذا نَظَـرٍ عَـن مِثلِـهِ طَمَحـا
هـذا هُـوَ النَصـرُ وَالفَتحُ المُبينُ بِهِ
جَــرَت ســَعادَةُ قَــومٍ لِلـوَرى نُصـَحا
قَـومٌ سـَمَت لَهُـمُ الحُسـنى الَّتي سَبَقَت
فـي عـالَمِ الكَـونِ لا روحـاً وَلا شَبَحا
هُـمُ أَقـاموا شـِعارَ الـدينِ وَاِرتَفَعَت
بِهِــم مَعــالِمُهُ إِذ قَـد وَهـى وَمَحـا
فَـالآنَ حُجّـوا عِبـادَ اللَـهِ وَاِعتَمِروا
وَجَـدّدوا الشـُكرَ لِلمَـولى الذي فَتَحا
فَيـا لَهـا نِعمَـةً مـا كـانَ أَكبَرَهـا
وَيــا لَهـا مِنحَـةً تَسـتَغرِقُ المِنَحـا
قَـد طَهَّـرَ البَيتَ في الماضي أَوائِلُهُم
حَتّـى عَلا الحَـقُّ وَالإِشـراكُ قَـد طُرِحـا
وَقَــد أَعــادَ لَهُـم ذو المَـنِّ كَرَّتَـهُ
وَاللَـهُ يَختـارُ وَالعُقـبى لِمَـن صَلَحا
هـذا لِعَبـدِ العَزيـزِ المُرتَضـى شـَرَفٌ
يَرضـاهُ مَـن قَـد دَنـا مِنهُ وَمَن نَزَحا
وَاِذكُـر حُمـاةَ الهُدى وَالدينِ إِنَّ لَهُم
فَضـلاً عَظيمـاً عَلـى مَـن حَـجَّ أَو ذَبَحا
أَولاكَ إِخــوانُ صــِدقٍ جُــلُّ مَقصــَدِهِم
إِقامَــةُ الشــَرعِ لا فَخـراً وَلا مِـدَحا
قَــومٌ هُــمُ بَــذَلوا لِلَــهِ أَنفُسـَهُم
لا يَأســَفونَ عَلـى مَـن مـاتَ أَوجُرِهـا
أَهــلُ التَـوادُدِ فيمـا بَينَهُـم وَهُـمُ
أُسـدٌ إِذا الحَـربُ عَـن أَنيـابِهِ كَلَحا
إِنّــي لَأَرجــو لَهُــم فَـوزاً وَمَكرُمَـةً
إِذ كُــلُّ ذي عَمَــلٍ رَهـنٌ بِمـا كَـدَحا
فَليَكفِهِــم مَفخَــراً دُنيــا وَآخِــرَةً
هـذا المَقـامُ الـذي ميزانُـهُ رَجَحـا
فَأَخلِصـــوا نِيَّـــةً لِلَـــهِ صــادِقَةً
عَلـى الصـَوابِ كَمـا قَـد قَرَّرَ الصُلحا
وَمَــن بَـذَلتُم لَـهُ بِالعَهـدِ بَيتَتَكُـم
فَــذاكَ طَــوقٌ عَلـى أَعنـاقِكُم وَضـَحا
فَناصـــِحوهُ وَأَدّوا طاعَـــةَ وَجَبَـــت
عَلَيكُـم فَهـيَ شـَرطٌ فـي الـذي نَصـَحا
فَيـا إِمـامَ الهُـدى زَينَ الوُجودِ وَيا
فَـرعَ الأَئِمَّـةِ وَاِبـنَ السـادَةِ السُمَحا
وَيـا جَمـالَ بَنـي الـدُنيا وَزينَتَهُـم
وَمَـن بِـهِ الدينُ وَالدُنيا قَد اِبتَجَحا
اِجعَـل مُشـيرَكَ أَهـلَ العِلـمِ إِنَّ لَهُـم
رَأيـاً إِذا فـالَ رَأيُ المُتَـري نَجَحـا
مَـن كـانَ ناموسُهُ العِلمَ الشَريفَ فَذا
أَجـدِر بِـه أَن يَنـالَ الفَوزَ وَالفَلَحا
لا يَمتَـري عاقِـلٌ فـي النـاسِ أَنَّ لَكُم
عَلــى الخَليفَـةِ فَضـلاً شـاعَ وَاِتَّضـحا
أَنتُـم أَقَمتُـم لَهُـم مِـن دينِهِم عِوَجاً
قَـد أَحـدَثَتهُ بعيـدَ المُصطَفى الطُلَحا
كَــالغَيثِ أَوَّلُكُــم فينــا وَآخِرُكُــم
قَـد عَـمَّ مَـن قَد بَقِيَ نَفعاً وَمَن بَرِحا
كَـذاكَ إِخـوانُكُم فـي الـدينِ إِنَّ لَهُم
نِكايَـةً فـي الـذي عَـن رُشـدِهِ جَمَحـا
هُم أَرخَصوا في اِحتِدامِ البَأسِ أَنفُسَهُم
لا يَخشــَعونَ إِذا مــا حــادِثٌ فَـدَحا
عَلَيهِـــمُ وَجَّــبَ الرَحمــنُ طــاعَتَكُم
نَصـّاً جَلِيّـاً أَتـى فـي الذِكر مُتَّضِحا
فيمــا أَحَبّـوا وَفيمـا يَكرَهـونَ خَلا
مـا كـانَ كُفـراً بَواحـاً حُكمُـهُ وَضَحا
وَهُــم عَلَيكُــم لَهُــم حَــقٌّ بِمَعرِفَـةٍ
بِـالرِفقِ وَالعَـدلِ فيمـا بَينَهُم سَنَحا
وَتَعـدِلوا قِسـمَةً فـي الفَيـءِ بَينَهُـمُ
وَأَن تُواســـوهُمُ إِن دَهرُهُــم كَلَحــا
هـذا وأَنتُـم بِمـا قـد قُلـتُ ذو خَبرٍ
وَالعَـدلُ مِنكُـم وَفيكُـم عَرفُـهُ نَفَحـا
إِنَّ الحُســَينَ الــذي أَبـدى عَـداوَتَهُ
لِلمُسـلِمينَ رَأى عُقـبى الـوَغى تَرَحـا
أَزجــى الجُمــوعَ وَغَرَّتــهُ مَكــائِنُهُ
فَبــاءَ بِالــدُلِّ مَخــذولاً وَمُكتَســحا
أَتــاهُ قَــومٌ اِشــتَدَّ اللِقــا صـُبُرٌ
لا يَــألمونَ شـُواظُ الحَـربِ إِن لَفَحـا
فَـذاقَ تَنكيـلَ مـا أَبـداهُ مِـن عَمَـلٍ
كُـلٌّ يـوَفّيهِ رَبُّ العَـرشِ مـا اِجتَرَحـا
هـذا جَـزاءُ الـذي صَدَّ الأَنامَ عَن البَ
يــتِ الحَـرامِ عُتُـوّاً مِنـهُ أَو مَرَحـا
لا زِلتُـمُ يـا إِمـامَ المُسـلِمينَ بِمـا
يَســوءُهُ وَيُفيــدُ الوامِــقَ الفَرِحـا
وَلا يَـــزالُ مَـــدى أَيّــامِهِ شــَرِقاً
بِعِزِّكُــم بِكُــؤوسِ الغَبــنِ مُصــطَحِبا
ثُــمَّ الصــلاةُ وَتســليمُ الإِلـهِ عَلـى
مَــن كــانَ مَبعَثُـهُ لِلخَيـرِ مُفتَتَحـا
وَآلــهِ الغُــرِّ وَالأَصـحابِ مـا هَمَلَـت
سـُحبٌ وَمـا بَرقُهـا فـي جَوزِهـا لَمَحا
محمد بن عبد الله بن عثيمين.شاعر نجدي، من أهل (حوطة تميم)، اشتهر في العصر الأخير بشاعر نجد، ومولده في بلدة السلمية (من أعمال الخرج، جنوبي الرياض)، نشأ بها يتيماً عند أخواله، وتفقه وتأدب ببلد العمار من الأفلاج بنجد، وتنقل بين البحرين وقطر وعمان، وسكن قطر، وحمل راية صاحبها الأمير قاسم بن ثاني في بعض حروبه، واشتغل بتجارة اللؤلؤ، ولما استولى الملك عبد العزيز آل سعود على الأحساء قصده ابن عثيمين ومدحه، فلقي منه تكريماً، فاستقر في الحوطة وطن آبائه يفد على الملك كل عام ويعود بعطاياه إلى أن توفي.وله (ديوان -ط) جمعه سعد بن رويشد، وسماه (العقد الثمين)، ويقال أنه أتلف شعره العاطفي قبل وفاته، مخافة أن يعاب عليه.