
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَعِــد عَلَــيَّ حَـديثَ المُنحَنـى أَعِـدِ
فَقَــد ذَكَــرتَ فَشــَنِّف مِســمَعي وَزِدِ
فَهـوَ الحَـديثُ الـذي تَجلـو بَشاشَتُهُ
عَــن قَلـبِ كُـلِّ تَقِـيٍّ طِخيَـةَ الكَمَـدِ
هُــوَ الــذي مَلَأَ الــدُنيا بَشـائِرُهُ
وَأَرفَـلَ الكَـونَ فـي أَثـوابِهِ الجُدُدِ
فَتــحٌ بِــهِ فُتِحَــت لِلـدّينِ أَعيُنُـهُ
وَقَبلَـهُ قَـد شـَكا مِـن عِلِّـةِ الرَمـدِ
فَنـادِ فـي النـاسِ أَعلى صَوتِ مُرتَفِع
غَرباً وَشَرقاً وَفي البادي وَفي البَلد
الآنَ حُجّـوا بَنـي الإِسـلامِ وَاِعتَمِـروا
قَـد بَـدَّلَ اللَـهُ ذاكَ البُؤس بِالرَغَدِ
فَــدَعوَةٌ يــا بَنـي الإِسـلامِ جامِعَـةٌ
هِنـداً وَمِصراً وَمن في صُقعِ ذي العَمدِ
خُــذوا بِحَظِّكُــم مِــن فُرصـَةٍ سـَنَحَت
فـي آخِـرِ الـدَهرِ لَم تَخطُر عَلى خَلَدِ
وَأَيقِظـوا هِمَمـاً قَـد طـالَ ما نَعَسَت
وَأَصـبَحَت عَـن مَقـامِ العِـزِّ فـي صَدَدِ
هـذا أَميرُكُـم يـا المُؤمِنـونَ سـَعى
لِرُشــدِكُم فَــأَجيبوا داعـيَ الرَشـَدِ
هـذا الـذي ضـَحِكَ الدَهرُ العَبوسُ بِهِ
وَقَبلَـهُ النـاسُ كـانوا مِنهُ في نَكدِ
هـذا الـذي نَعَـشَ اللَـهُ الأَنـامَ بِهِ
يَــدعوهُمُ لِلهُـدى لَمّـا إِلَيـهِ هُـدي
يُغضــي سـَماحاً وَيَعفـو مِـن سـَجِيَّتِهِ
لكِنَّــهُ لِلعُصـاةِ السـُلُّ فـي الكَبـدِ
قومـوا قِيامـاً عَلـى أَقـدامِ جِـدِّكُمُ
إِنَّ الهُوَينـا مَطِـيُّ العـاجِزِ الوَغِـدِ
هـذا يُجاهِـدُ بِـالروحِ العَزيـزِ وَذا
بِمــالِهِ وَيَجيــءُ اللَــهُ بِالمَــدَدِ
لا تَحسـَبوا يـا بَنـي الإِسلامِ أَنَّ لَكُم
عِـزّاً بِغَيـرِ اِجتِمـاعِ الرَأيِ وَالجَلَدِ
خُــذوا نَصـيحَةَ مَـن يَعنيـهِ أَمرُكُـمُ
مــا ظَــنَّ مِنكُـم بِتَقريـظٍ وَلا صـَفَدٍ
لا بُــدَّ مِــن مَلجَـإٍ لِلمُسـلِمينَ لَـهُ
حُرِّيَّــةٌ طَلقَــةٌ مِــن كَــفِّ مُضــطَهِدِ
تُخاصــِمُ المُعتَــدي عَنهُـم وَتَـدفَعُهُ
قَـولاً وَفِعلاً إِذا مـا لَـجَّ فـي اللَدَدِ
وَقَــد سـَبَرنا وَطَوَّقنـا البِلادَ فَلَـم
نَقَـع مَـعَ البَحـثِ عَـن هذا عَلى أَحَدِ
إِلّا عَلــى مَــن أَتَـمَّ اللَـهُ نِعمَتَـهُ
لِلمُســلِمينَ لَــهُ فــي آخـرِ الأَبَـدِ
عَبـدِ العَزيـزِ الـذي كـانَت وِلايَتُـهُ
لِلـدّينِ عِـزّاً وَلِلـدُنيا اِنبِسـاطَ يَدِ
فَـرعِ الأَئِمـةِ مِـن أَعلـى نِـزارَ وَفي
جُرثومَـةِ المَجـدِ مِـن اَعلى بَني أُدَدِ
صـانوا النُفـوسَ عَنِ الفَحشا تُدَنِّسُها
وَأَلبَسـوها التُقـى مَحبوكَـةَ الـزَرَدِ
وَقَــد رَأَيتُـم عِيانـاً حُسـنَ سـيرَتِهِ
وَرُؤيَـةُ العَيـنِ تَنفي زورَ ذي الحَسَدِ
لا مِثـلَ مَـن فِعلُهُ صَدُّ الأَنامِ عَنِ البَ
يـــتِ الحَــرامِ بِلا نَــصٍّ وَلا ســَنَدِ
كَـأَنَّهُ مـا تَلا مـا فـي الزُبورِ وَما
فـي سـورَةِ الحَـجِّ فيمَـن هَمَّ بِالصَدَدِ
وَأَكـرَمُ النـاسِ عِنـدَ اللَـهِ مَنزِلَـةً
مَـنِ اِتَّقـى اللَـهَ قَولُ الواحِدِ الأَحَدِ
فَقَلِّــدوا أَمرَكُـم مَـن فيـهِ رُشـدُكُمُ
يـا المُسـلِمونَ وَشـُدّوا مِنهُ بِالعَضُدِ
فَلَيـسَ بِالعاجِزِ المُلقي القِيادَ لِمَن
يَروقُـــهُ لا وَلا بِالعــابِسِ النَكِــدِ
لكِنَّــهُ الأَســَدُ الضـِرغامُ إِن صـَبَثَت
كَفّـاهُ بِالضـَدِّ أَضـحى اللَيثُ كَالنقدِ
فَيـا عَزيـزاً عَلـى الأَشـياءِ مُقتَدِراً
وَمَـن عَطـاهُ لِمَـن قَـد شـا بِلا عَـدَدِ
أَتِـح لِعَبـدِ العَزيـزِ المُرتَضى مَدَداً
يَحمـي بِـهِ دينَنـا مِـن كـافِرٍ حَـرِدِ
يَهنـي الحِجـازَ وَمَـن والاهُ بـاكَرَهُم
غَيـــثٌ هَنيــءٌ بِلا بَــرقٍ وَلا رَعَــدِ
يُســيمُ مُــثريهُم فيــهِ وَمُقتِرَهُــم
لا يَرهبــونَ بــهِ مِـن سـَطوةِ الأَسـدِ
فَأَخلِصــوا واجِبـاً مِـن نَـصٍّ شـَرعِكُمُ
عَلَيكُــمُ صــَحَّ عــن طــهَ بِلا فنَــدِ
ســَمعاً وَطَوعــاً لِمَــن وَلّاهُ أَمرَكُـمُ
رَبُّ العِبـــادِ بِلا غِـــشٍّ وَلا حَقَـــدِ
فَــإِن أَبَيتُــم فَـإِنَّ اللَـهَ ناصـِرُهُ
وَاللَــهُ لِلخـائِنِ الغَـدّارِ بِالرَصـَدِ
الأَمـرُ جِـدٌّ فَكونـوا مِنـهُ فـي حَـذَرٍ
لا يَسـبِقُ الـرَشُّ سـَيل العَرمِ بِالبَرَدِ
إِنَّ الإِمــامَ الــذي أَنتُـم بِعُهـدَتِهِ
أَحنـى مِنَ الوالدِ الراضي عَن الوَلَدِ
لكِــن لــهُ ســَطَواتٌ عِنــدَ غَضـبَتِهِ
أَجـدِر بِـه تَختَلـي الأَعلى مِنَ الجَسَدِ
يَغشــى الكَريهَـةَ مُحمَـرّاً بَواسـِقُها
لَهـا أَجيـجٌ كَقَـذفِ البَحـرِ بِالزَبَـدِ
فَيـا مَليكـاً سـَما في المَجد مَنزِلَةً
أَعيَـت مُلوكـاً مَضـوا مِن سالِفِ الأَمَدِ
أَولِ الرَعِيَّـــةَ إِحســاناً وَمَغفِــرَةً
فَــأَنتَ رِدءٌ لَهــا مِـن كُـلِّ مُضـطَهِدٍ
فَـــرُبَّ لَيلَـــةِ مَظلــومٍ يُقَطِّعهــا
بَعــدَ التَحَسـُّبِ بِالتَسـبيحِ وَالسـَهد
هــذا وَإِنّــي عَليــمٌ أَنَّ ســيرَتَكُم
لَســيرَةُ العَـدلِ لكِـن نُصـحَ مُجتَهـد
فَاِصـفَح وَقتكَ الردى نَفسي وَما مَلَكَت
كَفّـايَ مِـن نَشـَبٍ أَو كـانَ مِـن وَلـد
فَلَيـسَ إِلّاكَ مَـن تَحلـو الحَيـاةُ بِـهِ
ســَبَرتُ أَهــلَ زَمـاني سـَبرَ مُنتَقِـدِ
وَاِنعَـم وَدُم سـالِماً فـي ظِـلِّ مَملَكَةٍ
عِــزّاً لِأَهــلِ التُقــى ذُلّاً لِكُـلِّ رَدي
وَصــَلِّ رَبّــي وَســَلِّم دائِمـاً أَبَـداً
عَلـى شَفيعِ الوَرى في المَوقِفِ الصخد
وَآلِـــهِ الغُــرِّ وَالأَصــحابِ كُلِّهِــمُ
مـا اِرتاحَ سَمعٌ لِصوتِ الطّائِرِ الغَرِدِ
محمد بن عبد الله بن عثيمين.شاعر نجدي، من أهل (حوطة تميم)، اشتهر في العصر الأخير بشاعر نجد، ومولده في بلدة السلمية (من أعمال الخرج، جنوبي الرياض)، نشأ بها يتيماً عند أخواله، وتفقه وتأدب ببلد العمار من الأفلاج بنجد، وتنقل بين البحرين وقطر وعمان، وسكن قطر، وحمل راية صاحبها الأمير قاسم بن ثاني في بعض حروبه، واشتغل بتجارة اللؤلؤ، ولما استولى الملك عبد العزيز آل سعود على الأحساء قصده ابن عثيمين ومدحه، فلقي منه تكريماً، فاستقر في الحوطة وطن آبائه يفد على الملك كل عام ويعود بعطاياه إلى أن توفي.وله (ديوان -ط) جمعه سعد بن رويشد، وسماه (العقد الثمين)، ويقال أنه أتلف شعره العاطفي قبل وفاته، مخافة أن يعاب عليه.