
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ســَفَرَ الزَمــانُ بِغُـرَّةِ المُستَبشـِرِ
وَكُســي شـَباباً بَعـدَ ذاكَ المَكبَـرِ
وَتَــــأَرَّجَت أَرجـــاؤُهُ بِشـــَذائِهِ
حَتّـى لَخِلنـا التُـربَ شـيبَ بِعَنبَـرِ
وَتَــأَلَّقَت فـي طيبَـةٍ سـُرُجُ الهُـدى
مــا بَيـنَ رَوضـَةِ سـَيِّدي وَالمِنبَـرِ
وَتَــأَلَّقَت مِــن قَبــلِ ذاكَ بِمَكَّــةٍ
إِذ قُدِّســَت مِــن كُــلِّ رِجـسٍ مُفتَـرِ
وَتَجَـــدَّدَت مِـــن جُـــدَّةٍ أَعلامُــهُ
وَتَقَشــَّعَت مِنهــا رُســومُ المُنكَـر
وَجَـرَت يَنـابيعُ الهُـدى فـي يَنبُـعٍ
هـذي السـَعادَةُ يـا لَهـا مِن مَفخَرِ
بِفُتـــوحِ مُــؤتَمَِ الإِلــهِ لِــدينِهِ
مَلِــكٍ تَسَلسـَل مِـن كَريـمِ العُنصـُرِ
لَيـتَ الـذي سـَكَنَ الثَـرى مِمَّن مَضى
مِـن أَهـلِ بَـدرٍ وَالبَقيـعِ المُنـوِرِ
اِنظُـروا صَنيعَكَ في المَدينَةِ وَالتي
يَهــوي إِلَيهــا كُـلُّ أَشـعَثَ أَغبَـرِ
كَــي يَشـهَدوا أَنَّ الفَضـائِلَ قُسـِّمَت
بِالفَضـــلِ بَيــنَ مُقَــدَّمٍ وَمُــؤَخَّرِ
وَيَســُرَّهُم إِحيــاؤُكَ الشـَرعَ الـذي
قَـد كـانَ قَبلَـكَ مِثـلَ روحِ مُغَرغِـرِ
عَبَّــدتَ لِلمُلــكِ العَزيـزِ تَقـاؤُلاً
وَالفَـألُ تُـؤثَرُ عَـن شـَفيعِ المَحشَرِ
ســِرٌّ بَــدبعٌ كــانَ فــي إِخفـائِهِ
مِـن قَبـلِ سـَعدِكَ حِكمَـةٌ لَـم تَظهَـرِ
وَفَضــائِلٌ كُنــتَ الخَليـقَ بِنَشـرِها
وَتَــرى الغَبِـيَّ بِسـِرِّها لَـم يَشـعُرِ
أَوَ مــا عَلِمـوا بِـاَنَّ حَظَّـكَ فيهِـمُ
كـانَ الزَغيـمَ لَـدَيهِمُ فـي المَحضَرِ
أَنـتَ الـذي إِن تُبـدِ ناجِـذَ غَضـبَةٍ
مِنهــا تَثَعلَــبَ كُــلُّ لَيـثٍ قَسـوَرِ
فَاِشـــكُر إِلهَــكَ وَاِرعَــهُ غَضــبَةٍ
مِنهــا تَثَغلَــبَ كُــلُّ لَيـثٍ قَسـورِ
وَليَشـــكُرِ الثَقلانِ مــا أَولَتهُــم
مِـن أَمنِهِـم مِـن بَعـدِ خَـوفٍ أَعسـَرِ
ظَفِـرَ الحِجـازُ مِـنَ الزَمـانِ بِغِبطَةٍ
بَعــدَ النَبِــيِّ وَصـَحبِهِ لَـم تُخبَـرِ
أَمِنــوا عَلـى أَمـوالِهِم وَدِمـائِهِم
مِـن بَعـدِ مـا كـانوا لِأَوَّلِ مُجتَـري
وَلَطـالَ مـا أُخِـذَ الفَـتى مِن بَيتِهِ
وَاليَـومَ يُمسـي مُصـحِراً لَـم يَحـذَرِ
يَاِبنَ الخَلائِفَ وَالهُداةِ أَولي التُقى
وَاِبــنَ الأَئِمَّـةِ أَكبَـراً عَـن أَكبَـرِ
ثُلَّــت عُــروشُ المَجـدِ حَتّـى جَئتُـمُ
فَبَنَيتُموهــا بِــالظُبى وَالسـَمهَري
قَــومٌ دَحَـوا أَرضَ العَـدُوِّ بِخَيلِهِـم
وَبَنــوا سـَماءً فَوقَهـا مِـن عِـثيَرِ
وَإِذا تَناوَشــَتِ الرِمــاحَ أَكُفُّهُــم
رَكَــزوا أَســِنَّتَها بِنَحــرِ الأَصـعَرِ
وَإِذا تَخــاطَرَتِ القُــرومُ بِمَــأزِقٍ
ضــَنكٍ رَأَيــت وَجــوهَهُم كَــالأَقمُرِ
تَخِـذوا مِـنَ الصَبرِ الحَصينِ سَوابِغاً
أَغنـــاهُمُ عَــن جُنَّــةٍ أَو مِغفَــرِ
وَإِذا تَعَبَّــسَ وَجــهُ دَهــرٍ قاســِطٍ
ضــَحِكوا بِفَـكِّ إِسـارِ كَـفّ المُعسـِر
أَو مـا نَرى عَبدَ العَزيزِ اِبنَ الأُلى
أَحيَـــوا مَــآثِرَ ســُنَّةِ المُــدَّثرِ
كَيـفَ اِرتَقـى مَجداً إِلى أَوجِ العُلا
حَتّـى لَكـادَ بِـهِ يُحـاذي المُشـتَري
ســَلَبَ المَمالِــكَ أَهلَهـا بِعَـزائِمٍ
يُنســي مَضــاها عَزمَــةَ الإِسـكَندَرِ
لَبِـسَ العَجـاجَ إِلـى الهياجِ وَإِنَّما
نَيـلُ المَعـالي فـي رُكـوبِ المَخطَرِ
نَظَــمَ المُلــوكُ لِـواءهُ فَتَحَـدَّبوا
تَحــتَ اللِــواءِ تَحَـدُّبَ المُستَصـغَرِ
لا يَــزأَرُ اللَيــثُ الهِزَبـرُ بِجَـوِّهِ
وَإِذا تَثــاءَبَ وَدَّ لَــو لَـم يَفغَـرِ
كَــم قادَهــا قُـبَّ الأَياطِـلِ شـُزَّباً
تَـدَعُ المَعاقِـلَ كَاليَبـابِ المُقفِـرِ
يَحمِلــنَ كُــلَّ غَضــَنفَرٍ ذي لُبــدَةٍ
وَيَطَــأنَ هــامَ الأَصــيَدِ المُتَجَبِّـرِ
مُتَفَيِّئاً وَهَـجَ السـَنابِكِ فـي الوَغى
مُتَقَيِّلاً ظَهـــرَ الجَـــوادِ الأَشــقَرِ
ثَبــتٌ إِذا دُهــمُ الخُطـوبِ تَلَـوَّنَت
يَقِــظٌ إِذا لَحَنـوا لَـهُ لَـم يَعتَـرِ
جَمَـعَ السـِيادَةَ وَالشـَجاعَةَ وَالنَدى
خُلُــقٌ لَــهُ فــي مَـورِدٍ أَو مَصـدَرِ
فَـإِذا حَبـا لَـم تَلـقَ غَيـرَ مُمَـوَّلٍ
وَإِذا ســَطا لَـم تَلـقَ غَيـرَ مُعَفَّـرِ
وَإِذا نَظَــرتَ نَظَــرتَ أَحسـَنَ مَنظَـرٍ
وَإِذا ســَمِعتَ ســَمِعتَ أَكـرَمُ مُخبِـرِ
تَتَخالَـجُ الأَفكـارُ فـي كَيـفَ اِرتَقى
فَتُــرَدُّ حاســِرَةً كَــأَن لَـم تَفكِـرِ
قَــومٌ تَفَــرَّعَ مِـن صـَميمِ فَخـارِهِم
وَهَبـوا البَرِيَّـةَ مَوهِبـاً لَـم يُقدَرِ
نَســَخَت مَكــارِمُهُ المَكـارِمُ قَبلَـهُ
وَلَسـَوفَ تَنسـَخُ مـا يَجـي في الغُبَّرِ
فَاِســلَم وَدُم لِلـدّينِ رِدءاً ثابِتـاً
تَــدعو إِلـى سـُبُلِ السـَلامِ الأَكبَـرِ
وَتَــرُدُّ أَعــداءِ الإِلــهِ بِغَيظِهِــم
يَتَجَرَّعــــونَ كُـــؤوسَ ذُلٍّ أَحمَـــرِ
ثُــمَّ الصــلاةُ عَلـى النَبِـيِّ وَآلِـهِ
أَهــلِ الكِســاءِ وَصـَحبِهِ المُتَخَيَّـرِ
محمد بن عبد الله بن عثيمين.شاعر نجدي، من أهل (حوطة تميم)، اشتهر في العصر الأخير بشاعر نجد، ومولده في بلدة السلمية (من أعمال الخرج، جنوبي الرياض)، نشأ بها يتيماً عند أخواله، وتفقه وتأدب ببلد العمار من الأفلاج بنجد، وتنقل بين البحرين وقطر وعمان، وسكن قطر، وحمل راية صاحبها الأمير قاسم بن ثاني في بعض حروبه، واشتغل بتجارة اللؤلؤ، ولما استولى الملك عبد العزيز آل سعود على الأحساء قصده ابن عثيمين ومدحه، فلقي منه تكريماً، فاستقر في الحوطة وطن آبائه يفد على الملك كل عام ويعود بعطاياه إلى أن توفي.وله (ديوان -ط) جمعه سعد بن رويشد، وسماه (العقد الثمين)، ويقال أنه أتلف شعره العاطفي قبل وفاته، مخافة أن يعاب عليه.