
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تَلَألَأَت بِــــكَ لِلإِســــلامِ أَنــــوارُ
كَمــا جَــرَت بِــكَ لِلإِسـعادِ أَقـدارُ
إِنَّ الَّــذي قَــدَرَ الأَشــيا بِحِكمَتِـهِ
لِمــا يُريـدُ مِـنَ الخَيـراتِ يَختـارُ
وَالعَبــدُ إِن صــَلُحَت لِلَّــهِ نِيَّتُــهُ
لا بُـدَّ يَبـدو لَهـا فـي الكَونِ آثارُ
ســِرٌّ بَــديعٌ أَرادَ اللَــهُ يُظهِــرُهُ
لَمّـا أَتَيـتَ وَكَـم فـي الغَيبِ أَسرارُ
وَحِكمَــةٌ بِــكَ رَبُّ العَــرشِ أَظهَرَهـا
كَـالنورِ واراهُ قَبـلَ القَـدحِ أَحجارُ
تَـــأَلَّفَت بِـــكَ أَهـــواءٌ مُفَرَّقَــةٌ
تَــأَجَّجَت بَينَهُـم مِـن قَبلِـكَ النـارُ
فَأَصـبَحوا بَعـدَ تَوفيـقِ الإِلـهِ لَهُـم
بَعدَ الشَقا وَالجَفا في الدينِ أَخبارُ
قُـل لِلَّـذينَ بِلَفـظِ الرُشدِ قَد نُبِزوا
الاِســمُ إِن لَـم يُطـابِق فِعلَـه عـارُ
أَرداكُــم ظَنُّكُــم بِـاللَهِ مِـن سـَفَهٍ
أَن لَيــسَ يوجَــدُ لِلإِســلامِ أَنصــارُ
رَأَيتُــمُ طاعَــةَ الأَتــراكِ واجِبَــةً
لِأَنَّهُـــم عِنـــدَكُم لِلبَيــتِ عُمّــار
كَـأَنَّكُم لَـم تَـرَوا ما في بَراءَةَ أَم
زاغَــت بَصــائِرُكُم عَنهــا وَأَبصـارُ
كَـذلِكَ الشـِركُ وَالكُفـرُ العَظيمُ لَهُم
فيــهِ وَفـي الشـَرِّ إِقبـالٌ وَإِدبـارُ
وَعِنــدَهُم أَنَّ أَحكـامَ الكِتـابِ بِهـا
عَلــى الخَليفَــةِ أِجحــافٌ وَإِضـرارُ
فَخالَفوهــــا بِأَوضـــاعِ مُلَفَّقَـــةٍ
وَهُـــم بِأَوضـــاعِهِم لاشــَكَّ كُفّــارُ
فَلَيــتَ شــِعري أَذا جَهــلٌ بِحـالِهِمُ
أَمِ اِتِّبــاعُ الهَــوى وَالغَـيِّ خَمّـارُ
لَمّــا عَـوَت أَكلُـبُ الأَتـراكِ بَينَكُـمُ
رَقَصــتُمُ حيــنَ لا لِلــدّينِ أَنصــارُ
هَلّا اِتَّبَعتُــم إِمامــاً جُــلُّ مَقصـَدِهِ
لِلمُســــلِمينَ وَلِلإِســـلامِ إِظهـــارُ
عَبـدُ العَزيـزِ الَّذي اِشتاقَت لِرُؤيَتِهِ
وَعَهــدِِهِ فــي فَســيحِ الأَرضِ أَمصـار
فَـرعُ الأَئِمَّـةِ مِـن بَعـدِ الرَسولِ وَهُم
لِــوائِلٍ فـي قَـديمِ الـدَهرِ أَقمـارُ
كُنّــا نَمُـرُّ عَلـى الأَمـواتِ نَغبِطُهُـم
مِـن قَبلِـهِ إِذ تَـوَلّى الأَمـرَ أَشـرارُ
فَـالآنَ طـابَت بِـهِ الأَيّـامُ إِذ أُخِـذَت
بِــهِ لِأَهـلِ الهُـدى وَالـدينِ أَوتـارُ
إِنّــي أَقـولُ وَخَيـرُ القَـولِ أَصـدَقُهُ
إِن كــانَ يَنفَعُكــم نَــذرٌ وَإِنـذارُ
لا تَحســـَبوها أَحاديثــاً مُزَخرَفَــةً
يَلهـو بِهـا وَسـطَ نـادي الحَيِّ سُمّارُ
لَتَقرَعَـــنَّ قَريبــاً ســِنَّ ذي نَــدَمٍ
غَـــداةَ يُســلِمُكُم لِلحَيــنِ غَــرّارُ
إِذا أَتَتكُـم حُمـاةُ الـدينِ يَقـدُمُهُم
لَيــثٌ هِزَبــرٌ لَــهُ نــابٌ وَأَظفـار
شــَثنُ البَراثِــنِ لا تَعـدو فَرائِسـُهُ
صــَيدَ المُلــوكِ وَإِلّا تُخـرَبُ الـدارُ
مِـنَ الأُولـى اَتَّخَذوا الماذي لِباسَهُمُ
إِذا تَشــاجَرَ لَــدنُ الســُمرِ خَطّـارُ
الجــابِرينَ صـُدوعَ المُعتَفيـنَ وَمـا
عَنهُــم مُجيــرٌ لَـدى بَغـيٍ وَلا جـارُ
كَـم قَـد أَعـادَ وَأَبـدى نُصحَكُم شَفَقاً
لَـو كـانَ مِنكُـم لَكُـم بِالرُشدِ أَمّارُ
وَأَجهَـلُ النـاسِ مَـن لَـم يَدرِ قيمَتَهُ
أَو غَــرَّهُ إِن خَلا المَيــدانُ إِحضـارُ
وَمَـن بَنـى فـي حَميـلِ السَيلِ مَنزِلَهُ
لا بُــدَّ يَــأتيهِ يَومـاً مِنـهُ دَمّـارُ
لكِنَّــهُ غَرَّكُــم مَــن لَيـسَ يسـعِدُكُم
عَبيـــدُ ســـوءٍ وَأَعــرابٌ وَصــُفّارُ
إِنَّ الحُصـونَ إِلـى البَلـوى سَتُسلِمُكُم
كَمــا جَــرى لِلَّــذي أَعلـى سـِنِمّارُ
لكِـن رَأى حَصـرَكُم فـي قَعـرِ دارِكُـمُ
فيـهِ اِحتِقـارٌ لكُـم أَيضـاً وَإِصـغارُ
فَأَضـرَمَ النـارَ جَهـراً فـي جَوانِبِكُم
حــامي الحَقـائِقِ لِلهَيجـاءِ مِسـعارُ
اِبـنُ الإِمـامِ الَّـذي قَـد كانَ أَرصَدَهُ
لَكُــم أَبــوهُ شـِهاباً فيـهِ إِعصـارُ
وَالشـِبلُ لا غَـروَ أَن تَعـدو مَسـالِكُهُ
مَســالِكَ اللَيـثِ لَـو يَمتَـدُّ مِضـمارُ
تُرِكتُــمُ صــورَةً جَـذماءَ لَيـسَ لَهـا
كَــفٌّ لِبَطــشٍ وَلا رِجــلٌ إِذا سـاروا
إِن لَم تُنيبوا إِلى الإِسلامِ فَاِنتَظِروا
يَومــاً عَلَيكُــم لَـهُ ذِكـرٌ وَأَخبـارُ
هـذا مَقـالُ اِمرىـءٍ يُهـدي نَصـيحَتَهُ
وَالنُصــحُ فيـهِ لِأَهـلِ اللُـبِّ تَـذكارُ
ثُـمَّ الصـَلاةُ عَلـى الهـادي وَشـيعَتِهِ
وَصـَحبِهِ مـا شـَدا فـي الأَيـكِ أَطيارُ
محمد بن عبد الله بن عثيمين.شاعر نجدي، من أهل (حوطة تميم)، اشتهر في العصر الأخير بشاعر نجد، ومولده في بلدة السلمية (من أعمال الخرج، جنوبي الرياض)، نشأ بها يتيماً عند أخواله، وتفقه وتأدب ببلد العمار من الأفلاج بنجد، وتنقل بين البحرين وقطر وعمان، وسكن قطر، وحمل راية صاحبها الأمير قاسم بن ثاني في بعض حروبه، واشتغل بتجارة اللؤلؤ، ولما استولى الملك عبد العزيز آل سعود على الأحساء قصده ابن عثيمين ومدحه، فلقي منه تكريماً، فاستقر في الحوطة وطن آبائه يفد على الملك كل عام ويعود بعطاياه إلى أن توفي.وله (ديوان -ط) جمعه سعد بن رويشد، وسماه (العقد الثمين)، ويقال أنه أتلف شعره العاطفي قبل وفاته، مخافة أن يعاب عليه.