
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قُـدومٌ حَكـى وَشـيَ الرَبيـعِ المُنَمنا
وَأُرِّجَ أَوجُ الكَـــونِ لَمّــا تَنَســَّما
وأَشــرَقَتِ الــدُنيا ضـِياءً وَأُلبِسـَت
مِـنَ الحُسـنِ بُـرداً بِالسَعادَةِ مُعلَما
وَعـاوَدَ نَجـداً مـا مَضـى مِن شَبابِها
وَراجَعَهــا مِـن حُسـنِها مـا تَقَـدَّما
ســِراجُ هُــدىً عَـمَّ الحِجـازَ بِنـورِهِ
وَأَشــرَقَ مـا ضـَمَّ الحَطيـمَ وَزَمزَمـا
فَلِلَّــهِ كَــم حَــقٍّ أَقــامَ وَباطِــلٍ
أَزالَ وَكَــم جــودٍ أَفــاضَ وَأَسـجَما
وَفــي مَسـجِِ المُختـارِ طـالَ مُقـامُهُ
وَصــَلّى عَلَيــهِ مِــن قَريـبٍ وَسـَلَّما
وَأَوضــَحَ مِــن مِنهــاجِهِ كُــلَّ دارِسٍ
وَجَــدَّدَ مِــن آثــارِهِ مــا تَثَلَّمـا
مَهــابِطُ وَحــيٍ قُدِّســَت مِــن مَـآثِمٍ
وَمِـن بِـدَعٍ كـانَت إِلـى الشـَرِّ سُلَّما
وَطــابَ لِأَهلِهــا المُقــامُ بِطيبَــةٍ
وَقَـد شـُرِّدوا مِنهـا فُـرادى وَتَوءَما
وَأَســبَلَ فيهِــم مِــن شــَيِبِ جـودِهِ
سـِجالاً أَراشـَت كُـلَّ مَـن كـانَ مُعدِما
فَكَـم مِـن ضـَعيفٍ مِـن يَـتيمٍ وَأَرمَـلٍ
يُنـادي إِذا مـا جَنَّـهُ اللَيلُ مُظلِما
إِلهــي أَدِم نَصــرَ الإِمــامِ وَعِــزَّهُ
وَأَيَّـدَهُ بِـالتَوفيقِ يـا رافِعَ السَما
فَقَـد كـانَ لِلمُحتـاجِ كَهفـاً وَمَوئِلاً
وَقَـد كـانَ لِلطّـاغي حُسـاماً مُصـَدَّما
فَلَمّـا اِسـتَقَرَّت بَعدَ ما أَلقَتِ العَصا
وَأُمِّنَــتِ الأَســبالُ وَالشــَرعُ حُكِّمـا
تَــوَجَّهَ لِلــدّارِ الــتي عَمَـرَت بِـهِ
علـى الطـائِرِ المَيمـونِ سارَ وَخَيَّما
فَلِلَــهِ هــذا المَجـدُ كَيـفَ تَفَرَّعَـت
بَواســِقُهُ شــَرقاً وَغَربــاً وَمَشـأَما
إِمــامَ الهُـدى إِنَّ المَـدائِحَ فيكُـمُ
فَخـارٌ لِمُطريكُـم وَلَـو كـانَ مُفحَمـا
أَلَسـتَ لِهـذا الـدينِ رُكنـاً وَلِلعُلا
مَنــاراً وَلِلأَيّــامِ عيــداً وَمَوسـِما
فَيَومــاكَ يَــومٌ بِــالمَواهِبِ مـاطِرٌ
وَيَـومٌ بِـهِ الأَسـيافُ يَرعُفـنَ بِالدِما
فَكَــم نـاكِثٍ أَهـوى لِسـَيفِكَ سـاجِداً
وَلَـــم يَــكُ ذا طُهــرٍ وَلا مُتَيِّمــا
وَإِنَّ أَميـــرَ المُـــؤمِنينَ لَكافِــلٌ
لِبـاغي الهُـدى التَعليمَ حَتّى يُفَهَّما
وَمَــن لا يُــرِد إِلّا الشــِقاقَ فَـإِنَّهُ
كَفيـلٌ لَـهُ أَن يَجعَـلَ السـَوطَ مخذَما
فَلا يَغتَــرِر قَــومٌ رَفَعــتَ جُـدودَهُم
وَأَولَيتَهُـم مِـن سـَيبِ جَـدواكَ أَنعُما
فَكَــم شــَرَقٍ بَعــدَ الــزُلالِ وَغُصـَّةٍ
تُـذيقُ العِدى مِن جُرعَةِ المَوتِ عَلقَما
وَمَـن ثـاوَرَ الأُسـَدَ الضـَواري جَعَلنَهُ
لِأَشــبالِها تَحــتَ الأَظــافِرِ مَطعَمـا
وَمَـن سـَلَّ سـَيفَ البَغـيِ أَصـبَحَ حَتفُهُ
بِشـَفرَةِ مـا قَـد سَلَّ أَو سَهمِ ما رَمى
وَكَــم قـادِحٍ نـاراً فَكـانَ وَقودَهـا
إِذا حَســَّهُ مِنهــا شــَواظٌ تَنَــدَّما
عَفَــوتَ عَــنِ الجـانينَ فَضـلَ تَكَـرُّمٍ
وَلا عَفـــوَ إِلّا أَن يَكـــونَ تَكَرُّمــا
سـَجِيَّةُ مَطبـوع عَلـى الخَيـرِ لَم يَبِت
يُلاحِـــظُ أَعجــازَ الأُمــورِ تَلَوُّمــا
أَنـاةً وَحِلمـاً وَاِنتِظـاراً بِهِـم غَداً
وَإِلّا فَلا وانٍ وَلا مُتَوَهِّمـــــــــــا
كَــذاكَ المَعـالي لا يَـرومُ بِناءَهـا
سـِوى مَـن يَعُـدُّ الحَمدَ ذُخراً وَمَغنَما
وَإِنَّ النَـدى إِن لَـم يَكُن يَدفَعُ الأَذى
يَكُـن وَضعُ حَدِّ السَيفِ في الأَمرِ أَحزَما
وَخَصــَّكَ رَبُّ العَــرشِ بِالمُلــكِ مِنَّـةً
وَمَـن قَـدَّمَ الرَحمـنُ كـانَ المُقَـدَّما
أَمَــدَّكَ بَعــدَ اللَــهِ قَلــبٌ مُشـَيِّعٌ
وَهِمَّــةُ مِقــدامٍ عَلــى مـا تَيَمَّمـا
وَيَــومَ كَسـَوتَ الجَـوَّ فيـهِ قَسـاطِلاً
أَعـادَ النَهارَ المُشرِقَ النورِ مُظلِما
مَلَأتَ بــهِ الأســماعَ رَعــداً سـَماؤُهُ
عَلـى كُـلِّ بـاغِ قَد طَغى تُمطِرُ الدِما
فَمــا تَنطِــقُ الأَسـيافُ إِلّا تَصَلصـُلاً
وَلا تَنطِـــقُ الأَبطــالُ إِلّا تَغَمغُمــا
وَكَـم خَـدَجَت فيـهِ الجِيـادُ مِهارَهـا
وَعـادَ كُمَيـتُ اللَـونِ مِنهـا مُسـَوَّما
وَلَـم يَعـرِفِ النـاعي الحَميمُ حَميمَهُ
غَـــداةَ رَآهُ بِالغُبـــارِ مُلثَّمـــا
فَـإِن أَصـحَروا فَالخَيـلُ قَيدُ شَريدِهِم
وَإِن حَصـَنوا ذابـوا لُحومـاً وَأَعظُما
أَقَمـتَ بِـهِ عَـرشَ الهُدى بَعدَ ما هَوى
وَقَــوَّمتَهُ بِــالبيضِ حَتّــى تَقَوَّمــا
أَلا فــي سـَبيلِ اللَـهِ نَفـسٌ عَزيـزَةٌ
سـَمَحتَ بِها في المَأزِقِ الضَنكِ مُقدِما
إِمـامُ هُـدىً مـا اِعتَمَّ بِالتاجِ مِثلُهُ
وَلا عُــدَّ أَنـدى مِنـهُ كَفّـاً وَأَكرَمـا
وَلا قادَهـا جـرداً إِلـى حَومَةِ الوَغى
وَأَنعَلَهــا هـامَ المُلـوكِ المُعَظَّمـا
كَمِثلِـكَ يـا عَبـدَ العَزيـزِ بنَ فَيصَلٍ
وَإِن أَطنَــبَ الشـُعّارُ فيمَـن تَقَـدَّما
وَإِنَّ اِمـرءًا لَـم يَعتَقِـد لَـكَ بيعَـةً
وَيُمســي بِــأَمرِ اللَـهِ راضٍ مُسـَلِّما
لَفــي حيـرَةٍ مِـن دينِـهِ أَو مُعانِـدٌ
وَبِئسَ لَعمـــري مَـــورِداً مُتَوَخِّمــاً
أَلَيــسَ أَطيعـوا اللَـهَ ثُـمَّ رَسـولَهُ
كــذاكَ وَلِــيَّ الأَمـرِ أَمـراً مُحمـدّاً
وَقَــد حَــضَّ خَيـرُ المُرسـَلينَ محمـدٌ
عَلى قَتلِ مَن شَقَّ العَصا كَيفَما اِنتَمى
وَمَـن لا يُفَكِّـر فـي العَـواقِبِ رُبَّمـا
هَــوى فــي مَهـاوي جَهلِـهِ مُتَنَـدِّما
وَإِنَّ ســَراةَ المَجــدِ مِـن آلِ مُقـرِنٍ
هُــمُ لِلعُلا كـانوا ذِمامـاً وَمَحرَمـاً
أَبَــوا يَتَوَلّاهــا ســِواهُم وَشـَرَّعوا
دُوَيــنَ حِماهـا السـَمهَرِيَّ المُقَوَّمـا
أَحَلَّتهُـــمُ دارَ العَـــدوِ رِمــاحُهُم
وَبَـذلُهُمُ المـالَ النَفيـسَ المُفَخَّمـا
أولئِكَ مـن لا يُحسـِنُ الطَعـنَ غَيرُهُـم
إِذا كـانَ وَجهُ الكَونِ بِالنَقعِ أَقتَما
فَلا مَجــدَ إِلّا مَجــدُهُم كــانَ قَبلَـهُ
وَلا جــودَ إِلّا مِــن نَــداهُم تَعَلَّمـا
وَصـــَلِّ إلــهَ العــالَمينَ مُســَلِّماً
عَلـى خَيـرِ مَـن صـَلّى وَصـامَ وَأَحرَما
مُحمـــدٍ الهــادي الأميــنِ وَآلِــهِ
وَأَصـحابِهِ مـا سـَحَّ غَيـثٌ وَمـا هَمـى
محمد بن عبد الله بن عثيمين.شاعر نجدي، من أهل (حوطة تميم)، اشتهر في العصر الأخير بشاعر نجد، ومولده في بلدة السلمية (من أعمال الخرج، جنوبي الرياض)، نشأ بها يتيماً عند أخواله، وتفقه وتأدب ببلد العمار من الأفلاج بنجد، وتنقل بين البحرين وقطر وعمان، وسكن قطر، وحمل راية صاحبها الأمير قاسم بن ثاني في بعض حروبه، واشتغل بتجارة اللؤلؤ، ولما استولى الملك عبد العزيز آل سعود على الأحساء قصده ابن عثيمين ومدحه، فلقي منه تكريماً، فاستقر في الحوطة وطن آبائه يفد على الملك كل عام ويعود بعطاياه إلى أن توفي.وله (ديوان -ط) جمعه سعد بن رويشد، وسماه (العقد الثمين)، ويقال أنه أتلف شعره العاطفي قبل وفاته، مخافة أن يعاب عليه.