
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَبـى اللَـهُ إِلّا أَن تَكـونَ لَكَ العُقبى
سـَتَملِكُ شـَرقَ الأرضِ بِـاللَهِ وَالغَربـا
أَرادَ بِــكَ الأَعـداءُ مـا الـلُ دافِـعٌ
كَفــا كَهُــمُ لَمّــا رَضـيتَ بـهِ رَبّـا
هُــمُ بَـدَّلوا نُعمـاكَ كَفـراً وَبَـوَّءوا
نُفوســَهُم دارَ البــوارِ فَمـا أَغـبى
بُغـــاثٌ تَصـــدَّت لِلصــُّقورِ ســَفاهَةً
فَأَضـحَت جُزافـاً فـي مَخالِبِهـا نَهبـا
أَرادوا شــِقاقَ المُســلِمينَ شــَقاوَةً
فَصـَبَّ الشـَقا رَبّـي عَلـى أَهلِـهِ صـَبّا
هُـمُ أَضـرَموا نـاراً فَكـانوا وَقودَها
وَهُـم جَـرَّدوا سـَيفاً فَكانوا بِهِ خَدبا
دَعـاهُم إِلـى الأَمـرِ الرَشـيدِ إِمامُهُم
وَقــالَ هَلُمّــوا لِلكِتــابِ وَلِلعُتـبى
وَمــا كـانَ مِـن وَهـنٍ وَلكِـن تَحَنُّنـاً
عَلَيهِـم رجا أَن تَمحو التَوبَةُ الذَنبا
وَمـا كـانَ بِـالنَزقِ العَجـولِ وَإِنَّمـا
يُــدَبِّرُهُم تَـدبيرَ مَـن طَـبَّ مَـن حَبّـا
فَلَمَّــا أَبَـوا إِلّا الشـِقاقَ وَأَصـبَحوا
عَلـى شـيعَةِ الإِسـلامِ فـي زَعمِهِم إِلبا
تــاهُم ســَليلُ الغـابِ يَصـرُفُ نـابُهُ
زَمـاجِرُهُ قَبـلَ اللِقـا تُرعِـبُ القَلبا
لَـــهُ هِمَــمٌ لا تَنتَهــي دونَ قَصــدِهِ
وَلَـو كـانَ مـا يُبقيهِ في نَفسِهِ صَعبا
بِجَيـشٍ يَسـوقُ الطَيـرَ وَالـوَحشَ زَجـرُهُ
فَلَـم تَـرَ وَكـراً عـامِراً لا وَلا سـِرباً
وَجُــردٍ عَلَيهــا كُــلُّ أَغلَــبَ باسـِلٍ
إِذا مـا دُعـي فـي مَعـرَكٍ لِلقَنا لَبّى
فَعـادَ غُبـارُ الجَـوِّ بِـالنَقعِ قاتِمـاً
تَظُـنُّ اِشـتِعالَ الـبيضِ في لَيلِهِ شُهبا
وَأضــحَوا هَــدايا لِلسـِّباعِ تَنوشـُهُم
تَنــوبُهُمُ يَومــاً وَتَعتــادُهُم غِبّــا
وَراحَــتِ لِطَيـرِ الجَـوِّ عيشـي وَنَقِّـري
وَنـادي وُحوشـاً فـي مَكامِنِهـا سـُغبا
وَلَـو لَـم يُكَفكِـف خَيلَـهُ عَـن شَريدِهِم
لَــم آبَ مِنهُــم مُخبِـرٌ خَـبَّ أَو دَبّـا
فَقُــل لِلبُغــاةِ المُســتَحِلّينَ جَهـرَةً
دِمـاءَ بَنـي الإِسـلامِ تَبّـاً لَكُـم تَبّـا
نَبَــذتُم كِتــابَ اللَـهِ حيـنَ دُعيتُـمُ
إِلَيــهِ وَقُلتُـم بِالكِتـابَينِ لا نَعبـا
وَقَلَّـــدتُمُ أَشــقاكُمُ أَمــرَ دينِكُــم
فَأَصـبَحتُمُ عَـن شـِرعَةِ المُصـطَفى نُكبا
نَعَــم ثَبَّــتَ اللَـهُ الـذينَ تَبَـوَّءوا
مِـنَ الـدينِ وَالإيمـانِ مَنزِلَـةً رَحبـا
هُـمُ حَفِظـوا العَهـدَ الـذي خُنتُـمُ به
فَكـانوا لِأَهلِ الدينِ مُذ هاجَروا صَحبا
وَهُـم صـَدَقوا اللَـهَ العُهـودَ وَآمَنوا
إِمـــامَهُمُ صـــِدقاً فَلا لا وَلا كِــذبا
إِمــامَ الهُــدى إِنَّ العَـدُوَّ إِذا رَأى
لَـهُ فُرصـَةً في الدَهرِ يَنزو لَها وَثبا
وَمَـــن أَلجَـــأَتهُ لِلصــَّداقَةِ عِلَّــةٌ
يَكُـن سـَلمَهُ مِـن بَعـدِ عِلَّتهـا حَربـا
فَعــاقِب وَعــاتِب كُــلَّ شـَخصٍ بِـذَنبِهِ
فَلَولا العُقوباتُ اِستَخَفَّ الوَرى الذَنبا
وَقَــد رَتَّـبَ اللَـهُ الحُـدودَ لِتَنتَهـي
مَخافَتُهــا عَمّــا بِـهِ يُغضـِبُ الرَبّـا
إِذا أَنــتَ جــازَيتَ المُسـيءَ بِفِعلِـهِ
فَلا حَــرجٌ فيمــا أَتَيــتَ وَلا ذَنبــا
فَمَـن سـَلَّ سـَيفَ البَغـيِ فَاِجعَلهُ نُسكَهُ
وَمَـن شـَبَّ نـاراً فَـاِرمِهِ وَسطَ ما شَبّا
بِــذا يَسـتَقيمُ الأَمـرُ شـَرعاً وَحِكمَـةً
وَيَنزَجِــرُ البـاغي إِذا هَـمَّ أَو هَبّـا
وَمَـن تـابَ مِنهُـم فَـاِعفُ عَنـهُ تَفَضُّلاً
فَحَسـبُهُمُ مـا قَـد لَقـوا مِنكُـمُ حَسبا
فَقَـد حَمـدوا في بَعضِ ما قَد مَضى لَهُم
فَـإِن رَجَعـوا فَـالعَودُ لِلذَّنبِ قَد جَبّا
فَـرُبَّ كَـبيرِ الـذَنبِ فـي جَنـبِ عَفوِكُم
صـَغيرٌ وَلكِـن إِن هُـمُ طَلَبـوا العُتبى
وَمِثلُـكَ لَـم تُقـرَع لِتَنـبيهِهِ العَصـا
عَرَفـتَ نَصـيحَ القَلـبِ مِنهُـمُ وَمَن خَبّا
وَأَذكــى صـَلاةٍ مَـع سـَلامٍ عَلـى الـذي
نَـرى سـُؤلَهُ مِنّـا المَوَدَّةَ في القُربى
محمد بن عبد الله بن عثيمين.شاعر نجدي، من أهل (حوطة تميم)، اشتهر في العصر الأخير بشاعر نجد، ومولده في بلدة السلمية (من أعمال الخرج، جنوبي الرياض)، نشأ بها يتيماً عند أخواله، وتفقه وتأدب ببلد العمار من الأفلاج بنجد، وتنقل بين البحرين وقطر وعمان، وسكن قطر، وحمل راية صاحبها الأمير قاسم بن ثاني في بعض حروبه، واشتغل بتجارة اللؤلؤ، ولما استولى الملك عبد العزيز آل سعود على الأحساء قصده ابن عثيمين ومدحه، فلقي منه تكريماً، فاستقر في الحوطة وطن آبائه يفد على الملك كل عام ويعود بعطاياه إلى أن توفي.وله (ديوان -ط) جمعه سعد بن رويشد، وسماه (العقد الثمين)، ويقال أنه أتلف شعره العاطفي قبل وفاته، مخافة أن يعاب عليه.