
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَجَــل إِنــهُ رَبــعُ الحَــبيبِ فَسـَلِّم
وَقِــف نَتَبَيَّــن ظاعِنــاً مِــن مُخَيِّـمِ
مَعاهِــدُ حَــلَّ الحُسـنُ فيهـا نِطـاقَهُ
وَقُـــرَّةُ عَيــنِ النــاعِمِ المُتَغَنِّــمِ
عَهِــدت بِهـا بيضـاً أَوانِـسَ كَالـدُمى
غَـــرائِرَ مَلهــىً لِلمُحِــبِّ المُتَيَّــمِ
عَــوابِثَ بِالأَلبــابِ مِـن غَيـرِ ريبَـةٍ
نَــوافِرَ بِالأَبــدانِ عَــن كُـلِّ مَـأثَمِ
وَقَفنــا جُنوحــاً بِــالرُبوعِ فَـواجِمٌ
وَآخَــرُ قَــد أَدمـى الأَصـابِعَ بِـالفَمِ
فَقُلـتُ لِصـَحبي رَفِّعوا العيسَ وَالطِموا
بِأَخفافِهــا ظَهــرَ الصـَعيدِ المُرَكَّـمِ
بَحــائِبُ لَــولا أَن عَرَفنــا فُحولَهـا
لَقُلنــا لِهَيـقٍ خاضـِبِ السـاقِ أَصـلَمِ
طَوَينــا بِهــا حَــزنَ الفَلا وَسـُهولَهُ
وَقَـــد خَضـــَّبَتهُ مِــن ظِلافٍ وَمَنســِمِ
إِذا مـا أَدَرنـا كَـأسَ ذِكـرِكَ بَينَنـا
يَكَــدنَ يَطِــرنَ بَيــنَ نَســرٍ وَمِـرزَمِ
يُـرِدنَ المَكـانَ الخِصـبَ وَالمُلِكَ الذي
إِلَيـهِ بَنـو الآمـالِ بِالقَصـدِ تَرتَمـي
إِمـامَ بَنـي الـدُنيا الـذي شَهِدَت لَهُ
عَلــى رَغمِهــا أَملاكُهــا بِالتَقَــدُّمِ
هُوَ المَلِكُ الحامي حِمى الدينِ بِالتُقى
وَســُمرِ العَــوالي رُكِّبَـت كُـلَّ لَهـذمِ
لَـهُ هَـزَّةٌ فـي الجـودِ تُغنـي عُفـاتَهُ
وَأُخــرى بِهـا حَتـفُ الكَمِـيِّ المُعَلَّـمِ
لَــهُ ســَلَفٌ يَعلـو المَنـابِرَ ذِكرُهُـم
وَيَنحَـــطُّ عَنــهُ قَــدرُ كُــلِّ مُعَظَّــمِ
هُــمُ أَوضــَحوا لِلنّـاسِ نَهـجَ نَبِيِّهِـم
بِمُحكَـــمِ آيـــاتٍ وَشـــَفرَةِ مِخــذَمِ
لُيـوثٌ إِذا لاقَـوا بُـدورٌ إِذا اِنتَدَوا
غُيــوثٌ إِذا أَعطــوا جِبــالٌ لِمُحتَـمِ
وَإِن وَعَـدوا أَوفَـوا وَإِن قَدَروا عَفَوا
وَإِن حَكَّمــوهُم أَقسـَطوا فـي المُحَكَّـمِ
يَصــونونَ بِــالأَموالِ أَعـراضَ مَجـدِهِم
إِذا ضـــَنَّ بِـــالأَموالِ كُــلُّ مُــذَمَّمِ
وَهُـم يُرخِصـونَ الروحَ في حَومَةِ الوَغى
إِذا كَــعَّ عَنهــا كُــلُّ لَيـثٍ غَشَمشـَمِ
أولئِكَ أَوتــــادُ البِلادِ وَنورُهــــا
صـــَنائِعُهُم فيهــا مَواقِــعُ أَنجُــم
مَضـَوا وَهُـمُ لِلنّـاسِ فـي الدينِ قادَةٌ
مَفاتيــحُ لِلخَيــراتِ فـي كُـلِّ مَوسـمِ
فَلَمّــا غَشــانا بَعـدَهُم لَيـلُ فِتنَـةٍ
بِـهِ عَـمَّ نَهـبُ المـالِ وَالسـَفكُ لِلدَّمِ
أَغـــاثَ إلــهُ العــالَمينَ عِبــادَهُ
بِمَـن شـادَ رُكـنَ الـدينِ بَعدَ التَثَلُّمِ
إِمـامُ الهُـدى عَبـدُ العَزيزِ بنُ فَيصَلٍ
سـِمامُ العِـدى بَحـرُ النَـدى وَالتَكَرُّمِ
هُمــامٌ أَقــادَتهُ القَنــا وَســُيوفُهُ
وَهِمّـــاتُهُ أَن يَمتَطــي كُــلَّ مَعظَــمِ
هُـوَ القـائِدُ الجُـردَ العَناجيجَ شَزَّباً
وَكُــلَّ فَــتىً يَحمـي الحَقيقَـةَ ضـَيغَمِ
جَحافِـلُ يَغشـى الطَيرَ في الجَوِّ نَقعُها
وَيُزعِجــنَ وَحـشَ الأَرضِ مِـن كُـلِّ مَجثَـمِ
فَأَمَّنَهـــا بِــاللَهِ مِــن أَرضِ جِلَّــقٍ
إِلــى عَــدَنٍ مُستَســلِماً كُــلُّ مُجـرِمِ
فَلا مُتهِـــمٌ يَخشـــى ظُلامَــةَ مُنجِــدٍ
وَلا مُنجِـــدٌ يَخشـــى ظُلامَــةَ مُتهِــمِ
فَمـا أَعظَـمَ النُغمـى عَلَينـا بِمُلكِـهِ
وَلكِـنَّ بَعـضَ النـاسِ عَـن رُشـدِهِ عَمـي
لَـكَ الفَضـلُ لَـو تُرغِـم أُنـوفَ معاشِرٍ
سـَرَوا فـي دُجىً مِن حالِكِ الجَهلِ مُظلِمِ
يَعيبــونَ بِالشــَيءِ الـذي يَأخـذونَهُ
فَــوا عَجَبــاً مِــن ظــالِمٍ مُتَظَلِّــمِ
تَنَزَّهـتَ عَـن فِعـلِ المُلـوكِ الذينَ هُم
دُعــوا أُمــراءَ المُــؤمِنينَ بِمَحكَـمِ
فَلا شــارِباً خَمــراً وَلا سـامِعاً غِنـىً
إِذا نُقِــــرَت أَوتـــارُهُ لِلتَرَنُّـــمِ
وَلا قَــولَ مَــأمونٍ نَحَلــتَ وَلا الـذي
أَتــى بَعــدَهُ فــي عَصـرِهِ المُتَقَـدِّمِ
وَكُلُّهُـــمُ يُـــدعى خَليفَـــةَ وَقتِــهِ
وَطــاعَتُهُ فَــرضٌ عَلــى كُــلِّ مُســلِمِ
وَلكِــن نَصـَرتَ الحَـقَّ جُهـدَكَ وَاِعتَلَـت
بِـكَ السـُنَّةُ الغَـرّاءُ فـي كُـلِّ مَعلَـمِ
فَأَصــبَحَتِ الــدُنيا وَريفــاً ظِلالُهـا
عَروســاً تُبــاهي كُــلَّ بِكــرٍ وَأَيِّـمِ
وَأَلَّفـتَ شـَملَ المُسـلِمينَ وَقَـد غَـدَوا
أَيــادي سـَبا مـا بَيـنَ فَـذٍّ وَتَـوأَمِ
عَفَـوتَ عَـنِ الجـاني وَأَرضـَيتَ مُحسـِناً
وَعُــدتَ بِإِفضــالٍ عَلــى كُــلِّ مُعـدِم
فَلَـو أَنَّهُـم أَعطوا المُنى في حَياتِهِم
وَقَــوكَ الــرَدى مِنهُــم بِكُـلِّ مُطَهَّـمِ
فَلَـولاكَ لَـم تَحـلُ الحَيـاةُ وَلـم يَكُن
إِلَيهِــم لَذيــذاً كُــلُّ شـَربٍ وَمَطعَـمِ
بَنَيـتَ بُيـوتَ المَجـدِ بِالبيضِ وَالقَنا
وَسـُدتَ بَنـي الـدُنيا بِفَضـلِ التَكَـرُّمِ
وَمـا الجـودُ إِلّا صـورَةٌ أَنـتَ روحُهـا
وَلَــولاكَ أَضــحى كَــالرَميمِ المُرَمَّـمِ
وَطـــابَ لِأَهــلِ المَكَّتَيــنِ مَقــامُهُم
وَقَبلَــكَ كــانوا بَيــنَ ذُلٍّ وَمَغــرَمِ
يَســـومونَهُمُ أَعرابُهُـــم وَوُلاتُهُـــم
مِـنَ الخَسـفِ سـَومَ المُسـتَهانِ المُهَضَّمِ
فَأَضــحَوا وَهُـم عَـن ذا وَذاكَ بِنَجـوَةٍ
مُحِلُّهُــمُ فــي أَمنِــهِ مِثــلُ مَحــرِمِ
فَسـَمعاً بَنـي الإِسـلامِ سـَمعاً فَما لَكُم
رَشــادٌ ســِوى فــي طاعَــةِ المُتَيَّـمِ
أَديمـوا عِبـادَ اللَـهِ تَحـديقَ نـاظِرٍ
بِعَينَــي فُــؤادٍ لا بِعَيــنِ التَــوَهُّمِ
وَقومـوا فُـرادى ثُـمَّ مَثنـى وَفَكِّـروا
إِذا مــا عَزَمتُــم فِكــرَةَ المُتَفَهِّـمِ
إِذا لَـم يَكُـن عَقـلٌ مَعَ المَرءِ يَهتَدي
بِــه رَبُّــهُ فـي الحـادِثِ المُتَغيهِـمِ
وَيَنظُـرُ فـي عُقـبى العَـواقِبِ عارِفـاً
مَصــادِرَهُ فــي المَــورِدِ المُتَقَحَّــمِ
وَلا يَحمَــدُ المَرقـى إِذا مـا تَصـَعَّبَت
مَســـالِكُهُ عِنــدَ النُــزولِ فَيَنــدَمِ
فَـإِنَّ الفَـتى كُـلَّ الفَتى مَن إِذا رَأى
لــهُ فُرصـَةً أَهـوى لهـا غَيـرَ محجِـمِ
فَــإِن خـافَ بِالإِقـدامِ إيقـاظَ فِتنَـةٍ
تُغِـــصُّ بريـــقٍ أَو تَجيــءُ بِمُــؤلِمِ
تَرَقَّـــب وَقـــتَ الإِقتِــدار فَرُبَّمــا
يُغـــاثُ بِيَــومٍ لِلمُعــادينَ أَشــأَمِ
فَمـا كَلَّـفَ اللَـهُ اِمـرءاً غَيـرَ وُسعِهِ
كَمـا جـاءَ نَصـّاً فـي الكِتابِ المُعَظَّمِ
وَمــا العَقـلُ إِلّا مـا أَفـادَ تَفَكُّـراً
بِمُســـتَقبَلٍ أَو عِـــبرَةً بِالمُقَـــدَّمِ
لَكُــم زائِدٌ عَنكُــم بِســَيفٍ وَمُنصــَلٍ
وَرَأيٍ كَمَصـــقولِ الجُــزازِ المُصــَمِّمِ
قِفــي رَأيِـهِ إِصـلاحُ مـا قَـد جَهِلتُـمُ
وَفــي ســَيفِهِ ســُمٌّ يَــدافُ بِعَلقَــمِ
أَلَيـسَ الـذي قَد قَعقَعَ البيضَ بِالقَنا
وَخَضــَّبَها مِــن كُــلِّ هــامٍ وَلَهــذَمِ
وَأَنعَــلَ جُــردَ الخَيـلِ هـامَ عِـداتِهِ
كَـــأَنَّ حَواميهـــا خُضــِبنَ بِعَنــدَمِ
دَعــوا اللَيـثَ لا تَستَغضـِبوهُ فَرُبَّمـا
يَهيــجُ بِـدَهيا تَقصـِمُ الظَهـرَ صـَيلَم
فَمـا هُـوَ إِلّا مـا عَلِمتُـم وَمـا جَـرى
بِأَســـماعِكُم لا بِالحَــديثِ المُرَجَّــمِ
وَقــائِعُ لا مـا كـانَ بِالشـِعبِ نِـدُّها
وَلا يَــومُ ذي قــارٍ وَلا يَــومُ مَلهَـمِ
يُحَـــدِّثُ عَنهـــا شـــاهِدٌ وَمُبَلِّـــغٌ
وَيَنقُلُهـــا مُســـتَأخرٌ عَــن مُقَــدَّمِ
لَهـــا أَخــواتٌ عِنــدَهُ إِن تَصــَعَّرَت
خُــدودٌ بِتَســويلِ الغَــرورِ المُرَجِّـمِ
جَــوادٌ بِمــا يَحــوي بخيـلٌ بِعِرضـِهِ
وَإِن ضَرَّســَتهُ الحَــربُ لَــم يَتَــأَلَّمِ
أَخوهـا وَمـا أَوفَـت عَلـى العَشرِ سِنُّهُ
يَحُــشُّ لَظاهــا بِالوَشــيجِ المُقَــوَّمِ
إِلَيــكَ إِمــامَ المُســلِمينَ زَفَفتُهـا
لَهــا بِــكَ فَخـرٌ بَيـنَ عُـربٍ وَأَعجُـمِ
إِذا أُنشــِدَت فــي مَحفِـلٍ قـالَ رَبُّـهُ
أَعِــدها بِصــَوتِ المُطــرِبِ المُتَرَنِّـمِ
يَقــولُ أُنــاسٌ إِنَّمــا جـاءَ مادِحـاً
لِيَحظــى بِســَجلٍ مِـن نَـداكَ المُقَسـَّمِ
وَمــا عَلِــمَ الحُسـّادُ أَنّـي بِمَـدحِكُم
شــَرُفتُ وَعِنــدي ذاكَ أَكبَــرُ مَغنَــمِ
وَكَــم رامَــهُ مِنّــي مُلـوكٌ تَقَـدَّموا
وَقَبلَــكَ مــا عَرَّضــتُ وَجهـي لِمُنعِـمِ
وَكَـم جَأجَـاوا بـي لِلـوُرودِ فَلَم أَكُن
لِأَشـــرَبَ مِـــن مـــاءٍ وَبٍ مُتَـــوَخِّمِ
وَلَــولاكَ أَمضــَيتُ الرِكــابَ مُبـادِلاً
عَلَيهِــنَّ أَو سـُفنٍ عَلـى البَحـرِ عـوَّمِ
وَصــَلِّ عَلــى المُختــارِ رَبّـي وَآلِـهِ
وَأَصــــحابِهِ وَالتـــابِعينَ وَســـَلِّم
محمد بن عبد الله بن عثيمين.شاعر نجدي، من أهل (حوطة تميم)، اشتهر في العصر الأخير بشاعر نجد، ومولده في بلدة السلمية (من أعمال الخرج، جنوبي الرياض)، نشأ بها يتيماً عند أخواله، وتفقه وتأدب ببلد العمار من الأفلاج بنجد، وتنقل بين البحرين وقطر وعمان، وسكن قطر، وحمل راية صاحبها الأمير قاسم بن ثاني في بعض حروبه، واشتغل بتجارة اللؤلؤ، ولما استولى الملك عبد العزيز آل سعود على الأحساء قصده ابن عثيمين ومدحه، فلقي منه تكريماً، فاستقر في الحوطة وطن آبائه يفد على الملك كل عام ويعود بعطاياه إلى أن توفي.وله (ديوان -ط) جمعه سعد بن رويشد، وسماه (العقد الثمين)، ويقال أنه أتلف شعره العاطفي قبل وفاته، مخافة أن يعاب عليه.