
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حُــورٌ بَعَثــنَ رَســُولاً فــي مُلاطَفَـةٍ
ثَقفـاً إِذا أَسـقَطَ النَسـَّاءَةُ الـوَهِمُ
إِلَــيَّ أَن إِيتِنــا هُـدءٍ إِذا غَفَلَـت
أَحراسـُنا إِفتَضـَحنا إِن هُـمُ عَلِمُـوا
فَجِئتُ أَمشــي عَلــى هَــولٍ أُجَشــَّمُهُ
تَجَشـُّمُ المَـرءِ هَـولاً فـي الهَوى كَرَمُ
إِذا تَخَــوَّفتُ مِــن شـَيءٍ أَقُـولُ لَـهُ
قَـد جَـفَّ فـامضِ بِمـا قَد قُدِّرَ القَلَمُ
أَمشــي كَمــا حَرَّكـت رِيـحٌ يَمانِيَـةٌ
غُصـناً مِـنَ البـانِ رَطباً طَلَّهُ الرِهَمُ
فـي حُلـةٍ مِـن طِـرازِ السـُوسِ مُشرَبَةٍ
تَعفُـو بِهَـدّابِها مـا تُنـدِبُ القَـدَمُ
وَهُــنَّ فــي مَجلِـسٍ خـالٍ وَلَيـسَ بِـهِ
عَيــنٌ عَلَيهِــنَّ أَخشــاها وَلا بَــرَمُ
لَمــا بَلَغـتُ إِزاءَ البـابِ مُكتَتِمـاً
وَطـالِبُ الحـاج تَحـتَ اللَيـلِ مُكتَتِمُ
سـَدَّدنَ لـي أَعيُنـاً نُجلاً كَمـا نَظَـرَت
أُدمٌ هِجــانٌ أَتاهــا مُصــعَب قَطِــمُ
قـالَت كِلابَـةُ مَـن هَـذا فَقُلـتُ لَهـا
أَنـا الَّـذي أَنـتِ مِن أَعدائِهِ زَعَمُوا
إِنّــي امرُؤلَــجَّ بـي حُـبٌ فَاحرَضـَني
حَتّــى بَليِــتُ وَحَتّـى شـَفَّني السـَقَمُ
لا تَــذكُرِيني لِأَعــداءٍ لَــو أَنَّهُــمُ
مِن بُغضِنا أُطعِمُوا الحِمى إذن طَعِمُوا
فــانعِمي نَعمَــةً تُجــزَي بِأَحسـَنِها
فَرُبَّمــا مَســَّنى مِـن أَهلِـكِ النِعَـمُ
سـِترُ المُحبِيـنَ فـي الـدُنيا لَعَلَّهُمُ
أَن يُحـدِثُوا تَوبَـةً فيها إِذا أَثُموا
إِذا أُنــاسٌ مِــنَ الآنــاسِ جـاوَرَهُم
تَــذَمَّمُوا بِاصــطلاحٍ بَعـدَما حُرِمُـوا
هَـذي يَمينـي رَهينـاً بِالوَفـاءِ لَكُم
فَارضـى بِهـا وَلا نـفِ الكاشِح الرَغَمُ
قــالَت رَضـِيتُ وَلَكِـن جِئتَ فـي قَمَـرٍ
هَلّا تَلَبَّثــتَ حَتّــى تَــدخُلُ الظُلَــمُ
خَلَّــت سـَبِيلي كَمـا خَلَّيـتُ ذا عُـذُرٍ
إِذا رَأَتــهُ إِنــاثُ الخَيـلِ تَنتَحِـمُ
حَتّــى أَوَيــتُ إلـى بِيـضٍ تَرائِبُهـا
مِـن زَيِّهـا الحَلـيُ وَالحنّاءُ وَالكَتَمُ
فَبِــتُّ أَســقي بِــأَكواسٍ أُعَـلُّ بِهـا
أَصـنافَ شـَتّى فَطـابَ الطَعـمُ وَالنَسَمُ
يَجَعَلنَنــي بَعــدَ تَســويفٍ وَتَغديَـةٍ
بِحَيـثُ يُثبِـتُ غُـرضَ الضـَامِرِ الـوَلَمُ
حَتّــى بَــدا سـاطِعُ مِلفَجـرِ تَحسـبُهُ
ســَنا حَريــقٍ بِلَيــلٍ حِيـنَ يَضـطَرِمُ
كَغُـرَّةِ الأَزهَـرِ المَنسـوبِ قَـد حُسـِرَت
عَنـــهُ الجِلالُ تِلالاً وَهـــوَ مُصــطَخِمُ
وَدَّعتُهــــنَّ وَلا شـــَيءٌ يُراجِعُنـــي
إِلّا البَنــانُ وَإِلّا الأُعيُــنُ الســُجُمُ
إِذا أَرَدنَ كَلامــي عِنــدَهُ اِعتَرَضــَت
مِـن دُونِـهِ عَبَـراتٌ فَـاِنثَنى الكَلِـمُ
لَمّــا تَبَيَّنَّــهُ وَالوَجــدُ يَعطُفنــي
لِحُبِّهِـــنَّ وَهُـــنَّ الــوُلَّهُ الــرُؤَمُ
تَمَيُّــلَ التِيــنِ يَجـري تَحتَـهُ نَهَـرٌ
يَغطـى وَتَرفَـعُ مِـن أَفنـانِهِ النَسـَمُ
تَكـادُ مـا رُمـنَ نَهضـاً لِلقِيام مَعاً
أَعجــازُهُنَّ مِــنَ الأَقطــانِ تَنقَصــِمُ
يَخُونُهــا فَوقَهــا مَهضــُومَةٌ صـُوِيَت
كَمـا تَخُـونُ عُكُـومَ المُثعِـلِ الخَضـَمُ
مُستَتنشــِداتٌ وَقَـد مـالَت سـَوالِفُها
إِلـى الـوَلائِدِ لا غَيـرَ الهَـوى أَلَـمُ
لَمّـا رَأَيـتُ الَّـذي يَلقَيـنَ مِـن كَمَدٍ
وَأَنَّ آخِـــرَ لَيلــي ســَوفَ يَنصــَرِمُ
لَبِســتُ سـاجي عَلـى بُـرديَّ مُنطَلِقـاً
تَحــتَ الشـَمالِ وَفيهـا قِطقِـطٌ شـَبِمُ
لا مُسـرِعَ المَشـي مِـن خَـوفٍ وَلا ثَبِطاً
كَـاللَيثِ أَبـرَزَهُ تَحـتَ الدُجى الرِهَمُ
حَتّــى أَوَيــتُ إِلــى طِـرفٍ بِرابِيَـةٍ
كَــأَنَّهُ مُعرَضــاً مِــن ســاعَةٍ عَلَـمُ
لا يَكســِرُ الطَـرفَ نَظّـارٌ يُقـالُ بِـهِ
مِــن حِـدَّةِ الطَـرفِ لاستِيناسـِهِ لَمَـمُ
كَأَنَّمـــا قَــرصُ نــابيهِ شــَكِيمَتَهُ
قَـرشُ المُدى يَنتَحِيها الجازِ وَالخذِمُ
ضـافى السـَبِيبِ تَقُـدُّ الغُـرضَ زَفرَتُهُ
نَهــدٌ وَتَقصــُرُ عَـن أَضـلاعِهِ الحـزُمُ
فَـذاكَ حُصـنُ الفَـتى مِثليِ إِذا جَعَلَت
بِالمُحصــِنِينَ قُصـُورُ الشـِيدِ تَنهَـدِمُ
عبد الله بن عمر بن عمرو بن عثمان بن عفان الأموي القرشي، أبو عمر.شاعر، غزل مطبوع، ينحو نحو عمر بن أبي ربيعة، كان مشغوفاً باللهو والصيد، وكان من الأدباء الظرفاء الأسخياء، ومن الفرسان المعدودين، صحب مسلمة بن عبد الملك في وقائعه بأرض الروم، وأبلى معه البلاء الحسن، وهو من أهل مكة، ولقب بالعرجي لسكناه قرية (العرج) في الطائف. وسجنه والي مكة محمد بن هشام في تهمة دم مولى لعبد الله بن عمر، فلم يزل في السجن إلى أن مات، وهو صاحب البيت المشهور، من قصيدة:أضاعوني وأي فتى أضاعوا ليوم كريهة وسداد ثغر