
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـا بـت بالدمع فيه أشرق
إلا لخـــد زهــا وأشــرق
غصـــن رطيــب حلا جنــاه
وعــز مجنــاه منـذ أورق
مـا مـر بين الرياض يخطو
إلا انـزوى غصـنها وأطـرق
يـا خائضـاً في حديث عشقي
دعنـي ببحـر الغرام أغرق
لا تمـرق السـهم يا عذولي
فأسـهم اللحـظ منـه أمرق
خرقــاً لا جمــاع كــل لاح
يقـول إذ همـت أنـت أخرق
هيهــات هيهـات للتصـابي
وقـد علا الشـيب منك مفرق
فــي عشـقه غربـت عيـوني
وجفنهــا بالــدموع شـرق
ظــبي رخيــم أغـن أحـوى
يسبي النهى صوته المرقرق
جفــونه لا تــزال وســنى
وجفـــن عشـــاقه مــؤرق
مـا أفـتر عـن ثغره بليل
إلا وللصـــبح لاح مـــبرق
دون ارتشـاف اللمـى بفيه
دمـاء بنـت الكـرم تهـرق
نبـض ثنايـاه مـن سـناها
تحســب أن الجمــان أرزق
تظــل تنــدى بمــاء ورد
شـقائق الخـد حيـن يعـرق
لحــاله العنــبري أمسـت
حبــة قلـب المحـب تسـرق
واهـاً لذا السارق المفدى
كيـف إلـى الخـد قد تطرق
مـا خـاف عمـاره وولا مـن
عقـرب صـدغيه كـان يفـرق
وإذا أتــى روضـة ليجنـي
لـم يـك مـن نـاره ليحرق
بقتلـتي فـي هـواه ظلمـاً
أفتــاه زنجيـه المزبـرق
لكننــي قـد فزعـت أشـكو
إلـى الحبيشـي وهـو أوفق
شــيخ همــام أجــل حـبر
بحــر مزايـاه قـد تـدفق
تجمعــت فيــه وهـو فـرد
فضـــائل شــملها تفــرق
تمــت لـه حجـة المعـالي
وإن ســعى غيــره وحلــق
عيـن العنايـات حيث راعت
راعـت ولـم تـرع من تملق
دون الحمــى هضـبة كـؤود
صـاعدها فـي الطريق يزلق
مـن أمهـا طـالب افـتراع
وليـس كفـؤاً لهـا تزحلـق
كعبــة قــد علــت وعـزت
أركانهــا بالسـنا تحلـق
تطـوف مـن حولهـا الأماني
كـــل بأســتارها تعلــق
وكـم نفـوس سـموا إليهـا
فصـادفوا الباب وهو مغلق
يـا ليـت شعري أهم ترجوا
خلقـاً لمـا لم يكن ليخلق
أم هم قد استعجلوا فردوا
ولـم ينـالوا وعز إلا بلق
كلا بـل الـدهر قـد تصـدى
يريـد رمـي النهـى بأولق
يا دهر مهما استطعت أنصف
فليــس كـل القـود يطلـق
رب خليــــق لمكرمــــات
بهــا سـواه يكـون أخلـق
وكــم بصــير رأي خيـالاً
قــام لـه ناهضـاً وحملـق
مـا كـل بـرق يليـه قطـر
يــا طالمــا خلـب تـألق
قـد تـرزق الحـظ ذات نوم
ويحـرم القصـد مـن تقلـق
يـا واحـداً جـل عـن نظير
وماجـــداً مجــده محقــق
فر بالمنى واغنم التهاني
بمنصــب قــد علاه رونــق
فــالحظ وافـى يقـول أرخ
أولـى الحبيشي بذا وأليق
محمد بن إسماعيل بن عمر المكي، ثم المصري المعروف بشهاب الدين.أديب؛ من الكتاب، له شعر، ولد بمكة، وانتقل إلى مصر، فنشأ بالقاهرة، وأولع بالأغاني وألحانها. وساعد في تحرير جريدة (الوقائع المصرية) وتولى تصحيح ما يطبع من الكتب في مطبعة بولاق. واتصل بعباس الأول (الخديوي) فلازمه في إقامته وسفره. ثم انقطع للدرس والتأليف، وتوفي بالقاهرةصنف (سفينة الملك ونفيسة الفلك-ط) في الموسيقى والأغاني العربية، ورسالة في (التوحيد) وجمع (ديوان شعر-ط).