
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أكـــؤوس شـــرابها زنجبيــل
أم أفــاويه جلهــا زنجبيــل
أم ريــاض فــي طيهـا نفحـات
قــد روى نشـرها نسـيم عليـل
أم حلــى فـاتن كريـم نفـارا
وهــو بالوصــل للمحـب بخيـل
أم معــان جـاءت بعقـد جمـان
مــا لمنظـومه الفريـد مثيـل
هــي خـود وشـاحها مـن جمـال
وعليهــا مــن البهـا إكليـل
أقبلــت تنجلـي شـموس سـناها
ولغيــم الشــعور ظــل ظليـل
تتهــادى عجبــاً بعــادل قـد
ينثنــي مثــل بانــة ويميـل
يقتل الصحب وهي تبدي ابتساماً
طرفهـا الفاتك الغضوب الكحيل
مـن لظـى خـدها التهاب فؤادي
وبـبرد الرضـاب يطفـا الغليل
سـال دمعـي وقـال ذلـك دأبـي
عنــدما لاح لــي خديـد أسـيل
ليـت شـعري مـاذا يقصـر وجدي
يـوم لاحـت والفـرع ليـل طويل
شــرقتني بعــبرة فـي هواهـا
بحــرث حيــث غــرب التقبيـل
عــزة قنصــها يعــز منــالاً
مــن يــؤمله فـاته التأميـل
قـل لمـن رام صـيدها من كناس
دون ذاك الكنـاس للغيـث غيـل
يـا أديبـاً أهـدى قـوافي نظم
منــه فيهـا لـه عليـه دليـل
تنجلــي محكمــات آي ســناها
حيــث تتلــى كأنهـا الإنجيـل
كعبــة يرفـع القواعـد منهـا
لطــــواف الآداب إســــماعيل
شـادها الحجـر والمقام كساها
ســتر عــز وحجهــا التبجيـل
أنـت لا شـك فـي بيان المعاني
كامــل فاضــل بــديع جليــل
وهـي فـي قلبهـا الحقائق سحر
حيــث جـادت ولفظهـا يسـتحيل
فالجمعليــل جعفليــل بئيــل
عرطويــل والسـنطليل القطيـل
كلمــات يمجهــا الـذوق لكـن
هــي فيمـا أدرتـه السلسـبيل
إن مـن زخـرف البيـان لسـحراً
رب شـــين يزينــه التأويــل
ولكـم مدحـة علـى السمع جاءت
وهـي ميزانهـا الخفيـف ثقيـل
إذا مـن اللفظ ذو موانق وزنا
ومــن اللفـظ بالصـواع مكيـل
زينــة القــول حليـه بكـثير
مــن معــان ألفــاظهن قليـل
هكـذا شـأن مـن يكـون بليغـا
ليـس فيمـا يقـول قـال وقيـل
دائمـاً كـان كـاملاً وهـو بـدر
يعــتريه التنقيـص والتكميـل
إن هــذا لهـو العجـاب ولكـن
مــا لمـن شـانه العلا تسـفيل
إن بيـن الشـهاب والبدر بونا
هـل تسـاوي فـرع وأصـل أصـيل
هــاك منــي وصـيفة ذات حسـن
جاءهــا مـن صـفاتك التجميـل
وصـــلاة علــى رســول كريــم
قـد أتـى بامتـداحه التنزيـل
أبــداً لا تــزال مســك ختـام
مــا تـوالي عقيـب جيـل جيـل
محمد بن إسماعيل بن عمر المكي، ثم المصري المعروف بشهاب الدين.أديب؛ من الكتاب، له شعر، ولد بمكة، وانتقل إلى مصر، فنشأ بالقاهرة، وأولع بالأغاني وألحانها. وساعد في تحرير جريدة (الوقائع المصرية) وتولى تصحيح ما يطبع من الكتب في مطبعة بولاق. واتصل بعباس الأول (الخديوي) فلازمه في إقامته وسفره. ثم انقطع للدرس والتأليف، وتوفي بالقاهرةصنف (سفينة الملك ونفيسة الفلك-ط) في الموسيقى والأغاني العربية، ورسالة في (التوحيد) وجمع (ديوان شعر-ط).