
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لنـا فـي كـل مكرمـة مجـال
ومـن فـوق السماك لنا رجالُ
ركبنــا للمكـارم كـل هـول
وخضـنا أبحـراً ولهـا زجـال
إذا عنها توانى الغير عجزاً
فنحـن الراحلون لها العجال
سـوانا ليـس بالمقصـود لما
ينـادي المستغيث ألا تعالوا
ولفـظُ النـاسِ ليـس له مسمّى
سـوانا والمنـى منّـا ينـال
لنـا الفخر العميم بكل عصرٍ
ومصـر هـل بهـذا مـا يقـال
رفعنـا ثوبنـا عـن كـل لؤمٍ
وأقــوالي تصـدّقها الفعـال
ولـو ندري بماء المزن يزري
لكان لنا على الظمإ احتمال
ذُرا ذا المجد حقا قد تعالت
وصـدقا قـد تطـاول لا يطـال
فلا جـــزعٌ ولا هلــعٌ مشــينٌ
ومنّـا الغـدرُ أو كـذبٌ محال
ونحلم إن جنى السفهاء يوماً
ومـن قبـل السؤال لنا نوال
ورثنـا سـؤددا للعـرب يبقى
وما تبقى السماء ولا الجبال
فبالجـدّ القـديم علـت قريش
ومنـا فـوق ذا طـابت فعـال
وكـان لنـا دوام الدهر ذكرٌ
بـذا نطـق الكتـاب ولا يزال
ومنّـا لـم يـزل فـي كل عصرٍ
رجـالٌ للرجـال هـمُ الرجـال
لقـد شادوا المؤسّس من قديم
بهـم ترقى المكارم والخصال
لهـم همـمٌ سـمت فوقَ الثريا
حمـاة الـدين دأبهم النضال
لهم لسنُ العلوم لها احتجاج
وبيـضٌ مـا يثّلمهـا النـزال
سـلوا تخـبركم عنـا فرنسـا
ويصـدق إن حكت منها المقال
فكـم لـي فيهـم من يوم حربٍ
بـه افتخـر الزمان ولا يزال
عبد القادر بن محيي الدين بن مصطفى الحسني الجزائري.أمير، مجاهد، من العلماء الشعراء البسلاء. ولد في القيطنة (من قرى إيالة وهران بالجزائر) وتعلم في وهران. وحج مع أبيه سنة 1241هـ، فزار المدينة ودمشق وبغداد. ولما دخل الفرنسيس بلاد الجزائر (سنة 1246هـ-1843م) بايعه الجزائريون وولوه القيام بأمر الجهاد، فنهض بهم، وقاتل الفرنسيس خمسة عشر عاماً، ضرب في أثنائها نقوداً سماها (المحمدية) وأنشأ معامل للأسلحة والأدوات الحربية وملابس الجند، وكان في معاركه يتقدم جيشه ببسالة عجيبة. وأخباره مع الفرنسيين في احتلالهم الجزائر، كثيرة، لا مجال هنا لاستقصائها. ولما هادنهم سلطان المغرب الأقصى عبد الرحمن بن هشام، ضعف أمر عبد القادر، فاشترط شروطاً للاستسلام رضي بها الفرنسيون، واستسلم سنة 1263هـ (1847م) فنفوه إلى طولون، ومنها إلى أنبواز حيث أقام نيفاً وأربع سنين.وزاره نابليون الثالث فسرحه، مشترطاً أن لا يعود إلى الجزائر. ورتب له مبلغاً من المال يأخذه كل عام. فزار باريس والأستانة، واستقر في دمشق سنة 1271هـ، وتوفى فيها. من آثاره العلمية (ذكرى العاقل-ط) رسالة في العلوم والأخلاق، و(ديوان شعره-ط) و(المواقف-ط) ثلاثة أجزاء في التصوف.