
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تســـاءلني أمّ البنيـــن وإنهـــا
لأعلــمُ مـن تحـت السـماء بـأحوالي
ألـم تعلمـي يـا ربّـة الخـدرِ أنني
أجلّـي همـومَ القـوم في يوم تجوالي
وأغشــى مضــيق المــوت لا متهيّبـاً
وأحمـي نسـاء الحـي فـي يوم تهوال
يثقـن النسـابي حيثمـا كنـت حاضراً
ولا تثقــن فــي زوجهـا ذات خلخـال
أميــرٌ إذا مــا كـان جيشـيَ مقبلاً
وموقـدُ نـار الحرب إذ لم يكن صالي
إذا مــا لقيــت الخيــل إنّـي لأول
وإن جـال أصـحابي فـإني لهـا تـال
أدافـع عنهـم مـا يخـافون مـن ردى
فيشـكر كـلّ الخلـق مـن حسن أفعالي
وأورد رايـــات الطعـــان صــحيحةً
وأصــدرها بــالرمى تمثـال غربـال
ومـن عـادة السـادات بالجيش تحتمي
وبـي يحتمـي جيشـي وتحـرسُ أبطـالي
وبــي تتّقــي يـوم الطعـان فـوارسٌ
تخـالينهم فـي الحـرب أمثال أشبال
إذا مـا اشتكت خيلي الجراحَ تحمحماً
أقـول لهـا صـبرا كصـبري وإجمـالي
وأبــذل يـوم الـروع نفسـا كريمـة
على أنها في السلم أغلى من الغالي
وعنّـي سـلي جيـشَ الفرنسـيس تعلمـي
بــأن منايــاهم بســيفي وعســّالي
سـلي الليـل عنـي كـم شـققت أديمه
علــى ضـامر الجنـبين معتـدل عـال
سـلي البيـد عنـي والمفاوز والربى
وســهلا وحزنـا كـم طـويتُ بترحـالي
فمــا همّــتي إلا مقارعــة العــدا
وهزمــي أبطــالاً شــداداً بأبطـالي
فلا تهـزئي بـي واعلمـي أننـي الذي
أهـاب ولـو أصـبحتُ تحت الثرى بالي
عبد القادر بن محيي الدين بن مصطفى الحسني الجزائري.أمير، مجاهد، من العلماء الشعراء البسلاء. ولد في القيطنة (من قرى إيالة وهران بالجزائر) وتعلم في وهران. وحج مع أبيه سنة 1241هـ، فزار المدينة ودمشق وبغداد. ولما دخل الفرنسيس بلاد الجزائر (سنة 1246هـ-1843م) بايعه الجزائريون وولوه القيام بأمر الجهاد، فنهض بهم، وقاتل الفرنسيس خمسة عشر عاماً، ضرب في أثنائها نقوداً سماها (المحمدية) وأنشأ معامل للأسلحة والأدوات الحربية وملابس الجند، وكان في معاركه يتقدم جيشه ببسالة عجيبة. وأخباره مع الفرنسيين في احتلالهم الجزائر، كثيرة، لا مجال هنا لاستقصائها. ولما هادنهم سلطان المغرب الأقصى عبد الرحمن بن هشام، ضعف أمر عبد القادر، فاشترط شروطاً للاستسلام رضي بها الفرنسيون، واستسلم سنة 1263هـ (1847م) فنفوه إلى طولون، ومنها إلى أنبواز حيث أقام نيفاً وأربع سنين.وزاره نابليون الثالث فسرحه، مشترطاً أن لا يعود إلى الجزائر. ورتب له مبلغاً من المال يأخذه كل عام. فزار باريس والأستانة، واستقر في دمشق سنة 1271هـ، وتوفى فيها. من آثاره العلمية (ذكرى العاقل-ط) رسالة في العلوم والأخلاق، و(ديوان شعره-ط) و(المواقف-ط) ثلاثة أجزاء في التصوف.