
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أقاسـي الحب من قاسي الفؤاد
وأرعـــاه ولا يرعـــى ودادي
أريـد حياتهـا وتريـد قتلـي
بهجـــرٍ أو بصــدّ أو بعــاد
وأبكيهـا فتضـحك ملـء فيهـا
وأسـهر وهـي فـي طيب الرقاد
وتعمــى مقلـتي إمـا تنـاءت
وعيناهــا تعمّـى عـن مـرادي
وتهجرنـــي بلا ذنــبٍ تــراه
فظـامي قـد رأت دون العبـاد
وأشـكوها البعـاد وليس تصغي
إلى الشكوى وتمكث في ازدياد
وأبـذل مهجـتي فـي لثم فيها
فتمنعنــي وأرجـع منـه صـاد
وأغتفـر العظيـم لهـا وتحصي
علـي الـذنب فـي وقت العداد
وأخضــع ذلــةً فتزيـد تيهـاً
وفـي هجـري أراها في اشتداد
فمــا تنفــك عنــي ذات عـزّ
ومـا أنفـك فـي ذلـي أنـادي
فمـا فـي الـذل للمحبوب عارٌ
ســـبيل الحــب ذلٌّ للمــراد
رضـا المحبـوب ليـس له عديلٌ
بغيـر الـذل عليـس بمسـتفاد
ألا مـن منصـفي مـن ظـبي قفرٍ
لقــد أضـحت مراتعـه فـؤادي
ومـن عجـب تهـاب الأسـد بطشي
ويمنعنــي غـزالٌ عـن مـرادي
ومــاذا غيـر أن لـه جمـالاً
تملّــك مهجـتي ملـك السـواد
وسـلطان الجمـال لـه اعتزاز
على ذي الخيل والرجل الجواد
وهــذا الفعـل مغتفـر وزيـن
إذا يومـاً أبيـت علـى معـاد
فــإن رضـيت علـي أرت محيـا
بشوشــا بالملاحــة ظـلّ بـاد
خليلـي إن أتيـتَ إلـيّ يومـا
بشــيراً بالوصـال وبـالوداد
فنفسـي بالبشـارة إن ترمهـا
فخــذها بــالطريف وبـالتلاد
إذا مـا الناس ترغب في كنوزٍ
فبنــت العـم مكتنـزي وزادي
عبد القادر بن محيي الدين بن مصطفى الحسني الجزائري.أمير، مجاهد، من العلماء الشعراء البسلاء. ولد في القيطنة (من قرى إيالة وهران بالجزائر) وتعلم في وهران. وحج مع أبيه سنة 1241هـ، فزار المدينة ودمشق وبغداد. ولما دخل الفرنسيس بلاد الجزائر (سنة 1246هـ-1843م) بايعه الجزائريون وولوه القيام بأمر الجهاد، فنهض بهم، وقاتل الفرنسيس خمسة عشر عاماً، ضرب في أثنائها نقوداً سماها (المحمدية) وأنشأ معامل للأسلحة والأدوات الحربية وملابس الجند، وكان في معاركه يتقدم جيشه ببسالة عجيبة. وأخباره مع الفرنسيين في احتلالهم الجزائر، كثيرة، لا مجال هنا لاستقصائها. ولما هادنهم سلطان المغرب الأقصى عبد الرحمن بن هشام، ضعف أمر عبد القادر، فاشترط شروطاً للاستسلام رضي بها الفرنسيون، واستسلم سنة 1263هـ (1847م) فنفوه إلى طولون، ومنها إلى أنبواز حيث أقام نيفاً وأربع سنين.وزاره نابليون الثالث فسرحه، مشترطاً أن لا يعود إلى الجزائر. ورتب له مبلغاً من المال يأخذه كل عام. فزار باريس والأستانة، واستقر في دمشق سنة 1271هـ، وتوفى فيها. من آثاره العلمية (ذكرى العاقل-ط) رسالة في العلوم والأخلاق، و(ديوان شعره-ط) و(المواقف-ط) ثلاثة أجزاء في التصوف.