
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خليلــيّ وافـت منكـم ذات خلخـال
تـتيه علـى شـمس الظهيرة بالخال
تميــس فـتزري بالغصـون تمـايلاً
تـروح وتغـدو فـي برود من الخال
لهـا منطـقٌ حلـو بـه سـحر بابـل
رخيم الحواشي وهو أمضى من الخال
موشـــحة مــن طرزكــم ببــدائع
محجّبــة عــن كـل ذي فطنـة خـال
وكسـوتها النعمـاء مـن كـل حسـن
يصـدّ لمرآهـا الشـجاع كما الخال
فمــا نســج داود كنســج عنـاكب
ولا الغـادة الهيفاء تزهو بخلخال
ومـا عيبهـا إلا التغرب في الورى
فلـم تلـق مـن أختٍ لها لا ولا خال
أتتتنـي علـى بعد ولم يثن عزمها
مهــامهُ فيـحٌ لا ولا سـطوة الخـال
تعسـّفتِ الفيفـاء فـي غسـق الدجى
فكـم قطعت نهراً من الخيل والخال
أتتنـي فدتها النفس في حين غفلة
فقلـت لهـا أهلا فـذا وقتنـا خال
وأفرشـتها خـدّي وقلـت لهـا طنـي
فلا تحسـبي خـدّي عليـك بـذي خـال
ولمـا تطارحنـا الأحـاديث بيننـا
وأحلى تلاقي الخل بالمنزل الخالي
وعنكـم غـدت تنـبي بما أنت أهله
وإن ودادي اليـوم أرسى من الخال
وأبثثتهـا وجـدي ومـا بين أضلعي
من البعد والأشواق والدمع كالخال
وحــدّثتها عــن لوعــتي وتحرّقـي
وقطـع الليـالي بالتأمّـل كالخال
تكــاد لــذاكرهم تـذوب حشاشـتي
ومـا لـي سـواهم مـن وليّ ولا خال
ولـولا الأمـاني كنـت ذبت من الأسى
أقـول كئيـب نـال ذلـك مـن خـال
أروح نفســـي بالأمــاني راجيــا
ســماحة دهـرٍ ضـنّ يرجـع كالخـال
عبد القادر بن محيي الدين بن مصطفى الحسني الجزائري.أمير، مجاهد، من العلماء الشعراء البسلاء. ولد في القيطنة (من قرى إيالة وهران بالجزائر) وتعلم في وهران. وحج مع أبيه سنة 1241هـ، فزار المدينة ودمشق وبغداد. ولما دخل الفرنسيس بلاد الجزائر (سنة 1246هـ-1843م) بايعه الجزائريون وولوه القيام بأمر الجهاد، فنهض بهم، وقاتل الفرنسيس خمسة عشر عاماً، ضرب في أثنائها نقوداً سماها (المحمدية) وأنشأ معامل للأسلحة والأدوات الحربية وملابس الجند، وكان في معاركه يتقدم جيشه ببسالة عجيبة. وأخباره مع الفرنسيين في احتلالهم الجزائر، كثيرة، لا مجال هنا لاستقصائها. ولما هادنهم سلطان المغرب الأقصى عبد الرحمن بن هشام، ضعف أمر عبد القادر، فاشترط شروطاً للاستسلام رضي بها الفرنسيون، واستسلم سنة 1263هـ (1847م) فنفوه إلى طولون، ومنها إلى أنبواز حيث أقام نيفاً وأربع سنين.وزاره نابليون الثالث فسرحه، مشترطاً أن لا يعود إلى الجزائر. ورتب له مبلغاً من المال يأخذه كل عام. فزار باريس والأستانة، واستقر في دمشق سنة 1271هـ، وتوفى فيها. من آثاره العلمية (ذكرى العاقل-ط) رسالة في العلوم والأخلاق، و(ديوان شعره-ط) و(المواقف-ط) ثلاثة أجزاء في التصوف.