
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إلـى الصـون مـدّت تلمسـان يـداها
ولبّــت فهــذا حســن صـوت نـداها
وقـد رفعـت عنهـا الإزار فلـج بـه
وبــرد فــؤاداً مــن زلال نــداها
وذا روض خـــدّيها تفتـــق نَــوره
فلا تـرضَ مـن زاهـي الريـاض عداها
ويـا طالمـا عـانت نقـاب جمالهـا
عــداةٌ وهــم بيـن الأنـام عـداها
وكـم رائمٍ رام الجمـال الـذي ترى
فــأرداه منهــا لحظهــا ومناهـا
وحـاول لثـمَ الخـال مـن ورد خدها
فضــنّت بمــا يبغــي وشـطّ مـداها
وكـم خـاطبٍ لـم يدع كفئاً لها ولم
يشـم طرفـاً مـن وشـي ذيـلِ رداهـا
وآخــر لــم يعقـد عليهـا بعصـمةٍ
ومــا مســّها مســّاً أبـان رضـاها
وخــابت ظنـون المفسـدين بسـعيهم
ولــم تنــل الأعـدا هنـاك مناهـا
قـد انفصـمت مـن تلمسـان حبالهـا
وبـــانت وآلــت لا يحــل عراهــا
سوى صاحب الإقدام في الرأي والوغى
وذي الغيـرة الحامي الغداة حماها
ولمـا علمـت الصـدق منهـا بأنهـا
أنــالتني الكرســي وحــزت علاهـا
ولـم أعلمـن في القطر غيري كافلاًُ
ولا عارفــا فــي حقهــا وبهاهــا
فبــادرت حزمـا وانتصـاراً بهمّـتي
وأمهرتهــا حبــا فكــان دواهــا
فكنــت لهــا بعلا وكـانت حليلـتي
وعرســي وملكــي ناشــراً للواهـا
ووشــحتها ثوبـاً مـن العـز رافلاً
فقـــامت بإعجــابٍ تجــرّ رداهــا
ونـادت أعبـد القادر المنقذ الذي
أغثــتَ أناســاً مـن بحـور هواهـا
لانــك أعطيــت المفاتيــح عنــوة
فزدنــي أيـا عـزّ الجـزائر جاهـا
ووهــران والمرسـاة كلا بمـا حـوت
غــدت حــائزاتٍ مـن حمـاك مناهـا
عبد القادر بن محيي الدين بن مصطفى الحسني الجزائري.أمير، مجاهد، من العلماء الشعراء البسلاء. ولد في القيطنة (من قرى إيالة وهران بالجزائر) وتعلم في وهران. وحج مع أبيه سنة 1241هـ، فزار المدينة ودمشق وبغداد. ولما دخل الفرنسيس بلاد الجزائر (سنة 1246هـ-1843م) بايعه الجزائريون وولوه القيام بأمر الجهاد، فنهض بهم، وقاتل الفرنسيس خمسة عشر عاماً، ضرب في أثنائها نقوداً سماها (المحمدية) وأنشأ معامل للأسلحة والأدوات الحربية وملابس الجند، وكان في معاركه يتقدم جيشه ببسالة عجيبة. وأخباره مع الفرنسيين في احتلالهم الجزائر، كثيرة، لا مجال هنا لاستقصائها. ولما هادنهم سلطان المغرب الأقصى عبد الرحمن بن هشام، ضعف أمر عبد القادر، فاشترط شروطاً للاستسلام رضي بها الفرنسيون، واستسلم سنة 1263هـ (1847م) فنفوه إلى طولون، ومنها إلى أنبواز حيث أقام نيفاً وأربع سنين.وزاره نابليون الثالث فسرحه، مشترطاً أن لا يعود إلى الجزائر. ورتب له مبلغاً من المال يأخذه كل عام. فزار باريس والأستانة، واستقر في دمشق سنة 1271هـ، وتوفى فيها. من آثاره العلمية (ذكرى العاقل-ط) رسالة في العلوم والأخلاق، و(ديوان شعره-ط) و(المواقف-ط) ثلاثة أجزاء في التصوف.