
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
توسـّد بمهـد الأمـن قـد مـرّت النـوى
وزال لغـوبُ السـير مـن مشـهد الثوى
وعــرّ جيــاداً حــاد بـالنفس كرّهـا
وقـد أشـرفت ممّـا عراهـا على التوى
ألا كـم جـرت طلقـا بنـا تحـت غيهـبٍ
وخاضــت بحـار الآلِ مـن شـدّة الجـوى
وكـم مـن مفـازاتٍ يضـلُّ بهـا القطـا
قطعـت بهـا والـذئب مـن هولهـا عوى
وقــد أصــبحت مثـل القسـيّ ضـوامراً
وتلــك ســهام للعــدى وقعُهـا شـوى
إلــى أن بـدت نيـران أعلامنـا لهـا
وفـي ضـوء نيـران الكـرام لهـا صوى
ولا ســيما أهــل الســيادة مثلنــا
بنـو الشـرف المحض المصون عن الهوى
فقـالت أيـا ابـن الراشدي لك الهنا
كفى فاترك التسيار وأحمد وجى النوى
ألا يـــابن خلّادٍ تطـــاولتَ للعلـــى
وبــايَنت مـأواك الكريـمَ ومـا حـوى
فمـن أجـل ذل قـد شـدّ في ربعنا لها
عقـالٌ ونادينـا لـك العـزّ قـد ثـوى
وحـــلّ بكهـــفٍ لا يـــرام جنـــابه
فمـن حـلّ فيـه مثـل مـن حـل في طوى
فإنّــا أكاليــل الهدايــة والعلـى
ومـن نشـر علياها ذوي المجد قد طوى
فنحــن لنــا ديــن ودنيــا تجمّعـا
ولا فخــر إلا مـا لنـا يرفـع اللـوا
منـــــاقب مختاريّــــة قادريّــــة
تســامت وعباســيّة مجــدها احتــوى
فـإن شـئت علمـاً تلقنـي خيـر عـالمٍ
وفـي الـروع أخباري غدت توهن القوى
لنــا سـفنٌ بحـر الحـديث بهـا جـرى
وخاضـت فطـاب الـورد ممن بها ارتوى
وإن رمــت فقــه الأصـبحيّ فعـج علـى
مجالســنا تشــهد لـواء العنـا دوا
وإن شـئت نحـواً فانحنـا تلـق ما له
غـــدا يــذعن البصــريّ زهــداً روى
ونحـن سـقينا الـبيضَ فـي كـل معـركٍ
دمـاء العـدا والسـمر أسـعرت الجوى
ألـم تـرَ فـي خنـق النطـاح نطاحنـا
غـداة التقينـا كـم شـجاعٍ لهـم لوى
وكــم هامــةٍ ذاك النهــار قـددتها
بحــدّ حســامي والقنــا طعنـه شـوى
وأشـــقر تحـــتي كلمتــه رمــاحهم
ثمـان ولـم يشك الجوى بل وما التوى
بيـوم قضـى نحبـا أخـي فـارتقى إلى
جنــان لــه فيهـا نـبيّ الرضـا أوى
فمـا ارتـد مـن وقـع السـهام عنانه
إلـى أن أتـاه الفـوز راغـم من غوى
ومــن بينهـم حمّلتـه حيـن قـد قضـى
وكـم رميـةٍ كـالنجم مـن أفقـه هـوى
ويــوم قضــى تحــتي جــوادٌ برميـةٍ
وبـي أحدقوا لولا أولو البأس والقوى
وأســيافنا قــد جـرّدت مـن جفونهـا
وردت إليهـــا بعــد ورد وقــد روى
ولمــا بــدا قرنــي بيمنـاه حربـة
وكفّـي بهـا نـارٌ بهـا الكبش قد شوى
فــأيقن أنـي قـابض الـروح فانكفـا
بــولي فوافــاه حســامي مــذ هـوى
شــــددتُ عليـــه شـــدّةً هاشـــمية
وقـد وردوا ورد المنايـا على الغوى
نزلــت بــبرج العيــن نزلـة ضـيغم
فــزادوا بهـا حزنـاً وعمّهـم الجـوى
ومــا زلــت أرميهــم بكــل مهنّــد
وكــلّ جــوادٍ همّــه الكـرّ لا الشـوى
وذا دأبنــا فيــه حيــاة لــديننا
وروح جهــادٍ بعــد مــا غصـنه فـوى
جـزى اللَـه عنـا كـلّ شـهمٍ غـدت بـه
غريـس لهـا فضـلٌ أتانـا ومـا انزوى
فكـم أضـرموا نار الوغى بالظبا معي
وصـالوا وجـالوا والقلوب لها اشتوا
وإنّـا بنـو الحـرب العـوان لنا بها
ســرورٌ إذا قــامت وشــانئنا عــوى
لــذاك عـروس الملـك كـانت خطيبـتي
كفجــأة موســى بــالنبوّة فـي طـوى
وقــد علمتنــي خيــرَ كــف لوصـلها
وكــم رُدَّ عنهـا خـاطبٌ بـالهوى هـوى
فواصـــلتها بكـــراً لــديّ تــبرّجت
ولـي أذعنـت والمعتـدي بـالنوى ثوى
وقــد ســرت فيهــم ســيرة عمريّــة
وأســقيت ظاميهـا الهدايـة فـارتوى
وإنــي لأرجــو أن أكـون أنـا الـذي
ينيـر الـدياجي بالسـنا بعد ما لوى
بجـــاهِ ختـــامٍ المرســلين محمّــدٍ
أجـــلّ نـــبيّ كـــلّ مكرمــةٍ حــوى
عليـــه صـــلاة اللَــه ثــم ســلامه
وآلٍ وصــحبٍ مــا سـرى الركـب للّـوى
ومـا قـال بعـد السـير والجـدّ منشدٌ
توسـّد بمهـد الأمـن قـد مـرّت النـوى
عبد القادر بن محيي الدين بن مصطفى الحسني الجزائري.أمير، مجاهد، من العلماء الشعراء البسلاء. ولد في القيطنة (من قرى إيالة وهران بالجزائر) وتعلم في وهران. وحج مع أبيه سنة 1241هـ، فزار المدينة ودمشق وبغداد. ولما دخل الفرنسيس بلاد الجزائر (سنة 1246هـ-1843م) بايعه الجزائريون وولوه القيام بأمر الجهاد، فنهض بهم، وقاتل الفرنسيس خمسة عشر عاماً، ضرب في أثنائها نقوداً سماها (المحمدية) وأنشأ معامل للأسلحة والأدوات الحربية وملابس الجند، وكان في معاركه يتقدم جيشه ببسالة عجيبة. وأخباره مع الفرنسيين في احتلالهم الجزائر، كثيرة، لا مجال هنا لاستقصائها. ولما هادنهم سلطان المغرب الأقصى عبد الرحمن بن هشام، ضعف أمر عبد القادر، فاشترط شروطاً للاستسلام رضي بها الفرنسيون، واستسلم سنة 1263هـ (1847م) فنفوه إلى طولون، ومنها إلى أنبواز حيث أقام نيفاً وأربع سنين.وزاره نابليون الثالث فسرحه، مشترطاً أن لا يعود إلى الجزائر. ورتب له مبلغاً من المال يأخذه كل عام. فزار باريس والأستانة، واستقر في دمشق سنة 1271هـ، وتوفى فيها. من آثاره العلمية (ذكرى العاقل-ط) رسالة في العلوم والأخلاق، و(ديوان شعره-ط) و(المواقف-ط) ثلاثة أجزاء في التصوف.