
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أودّ بـأن أرى ظـبي الصحاري
وأرقـب طيفـه والليـل سـار
وأطلـب قربـه فيزيـد بعـداً
قـديماً مـن وصـالٍ فـي نفار
وهـذا الظـبي لا يرعى ذماماً
ولا يرضــى مؤانســةً لجــار
يتيــة بـدلّه ويصـول عمـدا
غنــيٌّ بالجمــال فلا يـداري
أمــازحه فلا يرضــى مزاحـاً
وأسـأله المـراء فلا يُمـاري
ويعتبنـي فيكسو القلب بسطاً
لأن العتـب يطفـي حـر نـاري
فإن هو لم يجد بالوصل أصلا
ويدني الطيف من سكني وداري
أقـل للنفـس ويـك ألا فذوبي
وموتـبي فالقضـاه عليك جار
ويسـلبني الحيـاة إذا تبدّى
بـوجهٍ فـي الإضـاءة كالنهار
عبد القادر بن محيي الدين بن مصطفى الحسني الجزائري.أمير، مجاهد، من العلماء الشعراء البسلاء. ولد في القيطنة (من قرى إيالة وهران بالجزائر) وتعلم في وهران. وحج مع أبيه سنة 1241هـ، فزار المدينة ودمشق وبغداد. ولما دخل الفرنسيس بلاد الجزائر (سنة 1246هـ-1843م) بايعه الجزائريون وولوه القيام بأمر الجهاد، فنهض بهم، وقاتل الفرنسيس خمسة عشر عاماً، ضرب في أثنائها نقوداً سماها (المحمدية) وأنشأ معامل للأسلحة والأدوات الحربية وملابس الجند، وكان في معاركه يتقدم جيشه ببسالة عجيبة. وأخباره مع الفرنسيين في احتلالهم الجزائر، كثيرة، لا مجال هنا لاستقصائها. ولما هادنهم سلطان المغرب الأقصى عبد الرحمن بن هشام، ضعف أمر عبد القادر، فاشترط شروطاً للاستسلام رضي بها الفرنسيون، واستسلم سنة 1263هـ (1847م) فنفوه إلى طولون، ومنها إلى أنبواز حيث أقام نيفاً وأربع سنين.وزاره نابليون الثالث فسرحه، مشترطاً أن لا يعود إلى الجزائر. ورتب له مبلغاً من المال يأخذه كل عام. فزار باريس والأستانة، واستقر في دمشق سنة 1271هـ، وتوفى فيها. من آثاره العلمية (ذكرى العاقل-ط) رسالة في العلوم والأخلاق، و(ديوان شعره-ط) و(المواقف-ط) ثلاثة أجزاء في التصوف.