
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قِفـي قَبـلَ التَفَـرُّقِ يـا ضـُباعا
ولا يَــكُ مَوقِــفٌ مِنـك الوَداعـا
قفــي فــادي أسـيرَكِ إنَّ قَـومي
وَقَومَــك لا أرى لهُــمُ اجتماعـا
وكيـف تجـامُعٌ مَـعَ مـا اسـتحلاَّ
مِـن الحُـرَمِ العِظـامِ وما أضاعا
ألــم يَحزُنــكِ أنَّ حبــالَ قَيـسٍ
وَتغلِــبَ قـد تبـايَنَت انقطاعـا
يُطيعــونَ الغُــواةَ وكـان شـَرّاً
لمُــؤتَمِرِ الغُوايــةِ أن يُطاعـا
ألــم يُحزنــكِ أنَّ ابنـي نِـزارٍ
أســالا مــن دمائهمـا التَّلاعـا
وصــارا مــا تَغُبُّهمــا أمــورٌ
تزيـدُ سـنى حريقهمـا ارتفاعـا
كمـا العَظـمُ الكسـيرُ يُهاضُ حتى
يُبَــتَّ وانمــا بَــدَأَ انصـداعا
فأَصــبَحَ ســيلُ ذلـك قـد تَرَقّـى
إِلــى مَـن كـان مَنزِلُـهُ ياقفـا
وكنــت أظــنُّ أنَّ لــذاك يَومـاً
يَبُــرُّ عــن المخبّـأةِ القِناعـا
وَيَــومَ تلاقَــتِ الفِئتـانِ ضـَرباً
وطَعنـاً يَبطَـحُ البَطَـلَ الشـُّجاعا
تــرى منـه صـُدورَ الخيـلِ زُوَراً
كــأنَّ بــه نُحــازاً أو دُكاعـا
وَظَلَّــت تَعبِــطُ الايــدي كلومـاً
تَمُــجُّ عُروقُهــا عَلَقــاً متاعـا
قــوارِشَ بالرمــاحِ كـأنَّ فيهـا
شـواطِنَ يُنتَزَعـنَ بهـا انتزِاعـا
كــــأنَّ النــــاسَ كلَّهـــم لأُمٍّ
ونحــن لعِلَّــةٍ عَلــت ارتفاعـا
فهــم يتــبيَّنون ســنى ســيوفٍ
شـــَهَرنَاهُنَّ أيامـــاً تباعـــا
فكــلُّ قبيلــةٍ نظــروا إلينـا
وَحَلّـوا بيننـا كرِهـوا الوقاعا
ثبتنــا مــا مـن الحيّيـنِ إِلا
يَظَــلُّ يــرى لكــوكبهِ شــعاعا
وكنــا كــالحريقِ أصـابَ غابـاً
فيخبــو ســاعةً وَيَهُــبُّ ســاعا
فلا تبعــد دمــاءُ ابنـي نِـزارٍ
ولا تقــرر عيونُــك يـا قُضـاعا
أمـــورٌ لــو تــدبرها حليــمٌ
إذَن لنهـى وهيَّـبَ مـا اسـتطاعا
ولكـــنَّ الأديـــمَ إذا تفـــرَّى
بِلــىً وتَعيُّنــاً غَلَـبَ الصـَّناعا
ومَعصــيةُ الشــفيقِ عليـك ممـا
يَزيــدُك مَــرَّةً منــه اسـتماعا
وَخيـرُ الأمـرِ مـا اسـتقبلتَ منه
وليــس بــأن تَتَبعَــهُ اتِّباعـا
كــذاكَ ومـا رأيـت النَّـاسَ إِلاَّ
إِلىمــا جَــرَّ غــاوِيَهم سـِراعا
تراهُــم يغمِـزون مَـن اسـتركّوا
ويجتنبــونَ مَـن صـَدَقَ المصـاعا
وأمــا يــومَ قلـتُ لعبـدِ قيـسٍ
كلامــاً مــا أريـدُ لـه خِـداعا
تَعَلَّــــم أنَّ الغَــــيَّ رُشـــداً
وأنَّ لهــذهِ الغُمَــمِ انقِشــاعا
ولــو يُســتخبرُ العلمـاءُ عَنَّـا
وَمَــن شـَهِدَ الملاحِـمَ والوَقاعـا
بتغلِـبَ فـي الحروبِ ألَم يكونوا
أشــَدَّ قبـائِلَ العَـرَبِ امتناعـا
زمـــانَ الجاهليــةِ كُــلُّ حــيٍّ
أبَرنــا مــن فصــيلتِهِ لِماعـا
أليسـوا بـالالى قَسـَطوا قـديماً
على النُعمانِ وابتَدروا السِطاعا
وَهــم وَرَدوا الكلابَ علـى تميـمٍ
بجيــشٍ يَبلَــعُ النـاسَ ابتلاعـا
فمــا جبنــوا ولكنَّــا أُنــاسٌ
نُقيـمُ لَمـن يُقارِعُنـا القِراعـا
فأمـــا طيِّــءٌ فــإذا أتاهــا
نـذائِرُ جيشـنا ولجـوا القِلاعـا
وأمــا الحــيُّ مـن كَلـبٍ فإنّـا
نُحلُّهـــم الســواحِلَ والتِلاعــا
ومــن يكُــن اسـتلامَ إِلـى ثَـويِّ
فقـد اكرمـتَ يـا زُفَـرُ المتاعا
أكُفــرَاً بعــد رَدِّ المَـوتِ عنـي
وبَعـدَ عَطـائِكَ المـائةَ الرِّتاعا
فلــو بيـدي سـواك غَـداةَ زَلَّـت
بــيَ القـدمانِ لـم أرجُ اطِّلاعـا
إذَن لَهَلَكــتُ لـو كـانت صـغاراً
مــن الاخلاقِ تُبتَــدَعُ ابتــداعا
فلــم أرَ منعميــنَ أقــلَّ منـا
واكـرمَ عندما اصطنعوا اصطناعا
مـن الـبيضِ الوجـوهِ بنـي نُفَيل
أَبَـــت أخلاقُهـــم إِلاَّ اتســاعا
بنـي القَـرمِ الـذي علِمَـت مَعَـدٍّ
تَفَضــَّل فوقهــا ســعةً وباعــا
وظهــرِ تنوفــةٍ حــدباءَ تَمشـي
بهــا الركبـانُ خائفـةً سـِراعا
قِــذافٍ بــذاتِ الــواحٍ تراهـا
ولا يرجـو بهـا القـومُ اضطجاعا
قطعــت بــذاتِ الــواحٍ تراهـا
أمـامَ القـومِ تَنـدَرِعُ انـدراعا
وكـــانت ضــربةً مــن شــدقميٍّ
إذا مـا اسـتَنَّت الابـلُ استناعا
ومــن عَيرانــةٍ عَقَــدَت عليهـا
لِقاحــاً ثـم مـا كسـرت رجاعـا
لأولِ قَرعـــةٍ ســـَبَقت اليهـــا
مـن الـذَودِ المرابيـعَ الضباعا
فلمـا رَدَّهـا فـي الشـَّولِ شـالت
بــذيَّالٍ يكــونُ لهــا لِفاعــا
فَتَــمَّ الحَــولُ ثمَّــتَ اتبعتهـا
ولمّــا ينتـج النـاسُ الرِباعـا
فصــافَت فـي بنـاتِ مَخـاضِ شـَولٍ
يَخَلــنَ أمامَهــا قرعـاً نِزاعـا
وصـــافَ غلامُنـــا رجلاً عليهــا
إرادةَ أن يفوّقَهـــا ارتضــاعا
فلمــا أَن مَضــَت سـنتانِ عنهـا
وصــارَت حِقَّــةً تعلـو الجـذاعا
عرفنـا مـا يـرى البُصَراءُ منها
فآلينـــا عليهــا أن تُباعــا
وقُلنـــا مهِّلـــوا لثنِيَّتَيهَــا
لكــي تــزدادَ للسـَّفرِ اضـطلاعا
فلمــا أن جَــرى ســِمَنٌ عليهـا
كمــا بطّنـت بالفَـدَنِ السـياعا
أمَـرتُ بهـا الرجـالَ ليأخـذوها
ونحــن نظــن أن لـن تُسـتطاعا
إذا التيّـازُ ذو العضـلاتِ قلنـا
إليـكَ اليـكَ ضـاق بهـا ذراعـا
فلأيـــاً بعـــد لأيِ أَدرَكوهـــا
علـى ما كانَ إذ طَرَحوا الرقاعا
فمـا انقلبَـت مـن الـروّاضِ حتى
اعــارَته الاخــادعَ والنخاعــا
وســارت ســيرةً نُرضـيكض منهـا
يكـادُ وسـيجُها يُشـفي الصـُّداعا
كــأنَّ نُســوعَ رحلـي حيـن ضـمَّت
حــوالِبَ غُــرَّزاً وَمِعــاً جياعـا
علـــى وَحشــيةٍ خَــذَلَت خَلــوجٍ
وكــان لهــا طلا طِفــلٌ فضـاعا
فكــرَّت عنــد فيقتهــا اليــه
فــألفَت عنـدَ مَربضـهِ السـباعا
لَعِبــنَ بــه فلــم يـترُكنَ إِلاَّ
إهابــاً قــد تَمَـزَّقَ أو كراعـا
فَســــافَتهُ قليلاً ثـــمَّ وَلَّـــت
لهـا لَهَـبٌ تـثيرُ بـه النقاعـا
أَجَــدَّ بهـا النجـاءُ فأصـحبتها
قــوائمُ قلمَّـا اشـتكت الظُلاعـا
كـــأنَّ ســـبيبةً مــن ســابريٍّ
أُعِيرَتهــــا رِداءً أو قناعـــا
ومــا غَــرَّ الغــواةُ بعنبســيٍّ
يُشــرِّدُ عــن فرائسـِهِ السـَّباعا
إذ رأسٌ رأيـــتَ بـــه طِماحــاً
شـدوت لـه الغمـائِمَ والصـِّقاعا
عُمير بن شُييم بن عمرو بن عبّاد، من بني جُشَم بن بكر، أبو سعيد، التغلبي الملقب بالقطامي.شاعر غزل فحل، كان من نصارى تغلب في العراق، وأسلم. وجعله ابن سلّام في الطبقة الثانية من الإسلاميين، وقال: الأخطل أبعد منه ذكراً وأمتن شعراً.وأورد العباسي (في معاهد التنصيص) طائفة حسنة من أخباره يفهم منها أنه كان صغيراً في أيام شهرة الأخطل، وأن الأخطل حسده على أبيات من شعره. ونقل أن القطامي أول من لُقب (صريع الغواني) بقوله:صريع غوان راقهنّ ورقنه لدن شبَّ حتى شاب سود الذوائبمن شعره البيت المشهور:قد يدرك المتأني بعض حاجته وقد يكون مع المستعجل الزللله (ديوان شعر- خ). والقطامي بضم القاف وفتحها. قال الزبيدي: الفتح لقيس، وسائر العرب يضمون.