
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بــاتَت أُمَيـمُ وأَمسـى حَبلُهـا رَمَمـا
وطـاوَعَت بـكَ مَـن أغـرى وَمَـن صـَرَما
ولَـم يكُـن مـا ابتُلينا من مواعِدِها
إِلا الســفاهَ وإِلا الهــمَّ والســَّقَما
قـــولاً يكــونُ مــن الإخلافِ صــاحِبُه
غيـرَ المريـحِ ولا المـوفي بما زَعَما
ومــا البخيلــةُ إِلا مِــن صـواحِبِها
ممــن يخــونُ وممـن يكـذبُ القَسـَما
ومـــا يُقضـــّي غَريـــمٌ لا تنجّــزه
إِلا التــوى لَمحَـلِّ الـدِّينِ أو ظلمـا
لكـــن ليـــاليَ عانـــاتٍ تحــدَّثه
سـِرَّ الفـؤادِ وتعطيـهِ الـذي احتكما
إذ الشــَّبابُ علينــا لــونُ مـذهبِهِ
ونحـن فـي زَمَـنٍ يـأتي بنـا الأممـا
قــامَت تُريـك وتجلـو مـن محاسـِنِها
بَــردَ الغمامـةِ تسـقي بَلـدَةً حرمـا
خَــودٌ مُنَعَّمَــةٌ نَضــخُ العـبيرِ بهـا
اذا تميّــلَ عــن خُلخَالِهـا انفَصـَما
ليســت تــرى عجبــاً إِلا بـدا بَـرَدٌ
غُـرُّ المضـاحِكِ ذو نـور إذا ابتَسـما
كأنهــا بَيضــَةٌ صــَفراءُ خَــدَّ لهـا
فـي عَثعَـث يُنبِـتُ الحَـوذانَ والعَذَما
أو دُرَّةٌ مــن هِجــانِ الـدُّرٍّ أَدرَكَهـا
مُصـَعَّرٌ مـن رجـال الهنـدِ قـد سـَهَما
أوفــى علــى ظَهــرِ مِسـحاجٍ تَقَـدّمَهُ
غــواربُ المـاء قـد القينَـه قُـدُما
جوفــاء مطليـةٍ قـاراً إذا اجُتَنَحَـت
بـــه غـــوارِبُهُ قَحمنَهـــا قَحَمــا
حـتى إذا السـُفنُ كـانَت فَـوقَ مُعتَلجٍ
القـى المعـاوِزَ عنـه ثُمَّـتَ انكتمـا
فـي ذي حُبـوك يُقَضـّي المـوتُ صـاحبَه
إذا الصـراري مـن أهـوالهِ ارتسـما
غــوَّاصُ مــاءٍ يمـجُّ الزيـتَ منغمسـاً
اذا الغُمــورَةُ كــانت فَـوقَه قِيَمـا
حــتى تناولَهــا والمــوتُ كــاربُه
فــي جــوفِ سـَاجٍ سـواديٍّ اذا فَحَمـا
مــا للبلادِ كـأنَّ الحـيَّ لـم يـردِوا
نهـيَ الخلاطِ ولـم يُسـقَوا بـه نَعَمـا
ولـم يَحِلّـوا بـاحواسِ الغميـسِ إِلـى
شــَطَّي عُويقـةَ فالرَّوحـاءِ مـن خِيمَـا
والعيـــشُ ذو فَـــرَحٍ والأرضُ آمنــةٌ
والـدَّهرُ للنـاسِ لـم يأزِم كما أزَما
نرجـو البَقـاءَ ومـا مِـن أُمَّـةٍ خلقت
إِلا ســَيُهلِكُها مــا أهلَــكَ الأُمَمــا
أمــا ســَمِعتَ بــأنَّ الريـحَ مُرسـلةٌ
فـي الـدهرِ كانت هَلاكَ الحيَّ مِن إرَما
وقـوم نـوحٍ وقـد كـانوا يقـول لهم
يـا قـومُ لا تعبدوا الأَوثانَ والصَّنما
فكـذَّبوا مَـن دَعـا للخيـر واجتنبوا
مــا قــالَ وامتلأت آذانُهــم صـَمَما
فلا هُــمُ رَهِبــوا مــا قَــد أظلَّهُـمُ
ولا نــــبيُّهُمُ عمّــــى ولا كَتَمــــا
ذَر ذا وخُذ منس َراة القوم اذ ظعنوا
مُحـــدِّدين لــبرقٍ يَمطــر الــدِّيَما
ســار الظعـائنُ مـن عتبـانَ ضـاحيةٍ
إِلـى البنـي وبطـنِ الـوعرِ إذ سَجما
اذا هَبَطــنَ مكانــاً فــاعتركن بـه
أحلهـــن ســـناماً عافيــاً جَشــُما
ظعــائنٌ لا يُريــنَ الــدهرَ مغتربـاً
مــن الأراقــمِ إِلا القَيـلَ والفَحَمـا
افهمتهــم يـومَ جَـدَّ البَيـنُ بينَهُـمُ
لـو كـان فيهِم غداة البَينِ مَن فَهِما
حلـوا الرحـوبَ وحـلَّ العـزُّ سـاحتَهم
يــدعو أميــةَ أو مـروانَ أو حَكَمـا
كـم مـن بنـاءٍ بنـى الكيَـالُ قبلَهُمُ
وأحمــرُ القـرمِ لـولا عِـزُّهُ انهَـدَما
قـاد الخيـولَ ابـنُ ليلى وهي ساهِمَةٌ
حـتى أَغـرنَ مـع الظلمـاءِ إذ ظُلمـا
أولـــى لآلِ ســليمٍ أو ابــي عُمَــرٍ
مـن ضـَربةٍ تـورِثُ الأَضـغَانَ والغَمَمـا
اذا الطــبيبُ بمحرافيــه حاولهــا
زادَت علـى النَفـرِ أو تحريكُها ضَجَما
نـادى المُنـادي بِمَـوت فاسـتجبتُ له
والليـثُ مثلـي إذا لـم يَستبِن عَزَما
ومِثـــلُ حربــيَ أنســاهم تجشــُّمُها
إجانـةً مـن مُـدامٍ طـالَ مـا احتَدَما
إنَّ الأخيطــلَ ليــس الـدهرُ مـائرَهم
أو يبعـثُ اللـهُ عـاداً أو ترى إرَما
حَلَّــت بنــو مالِـكٍ والبَحـرُ دوَنَهُـمُ
وذَمَّـم القـومُ فـي يـوم القنا جشما
فمــا يجــوزُ اخــوهم فــي مهوّلـةٍ
ولا يجـــدُّ اذا مــا مفظِــعٌ عَزَمــا
وَدَوبَــلٌ لا يكــونُ المجــدُ غــايتَهُ
ولــن يجــدَّ إذا شــيطانُه اعترمـا
عُمير بن شُييم بن عمرو بن عبّاد، من بني جُشَم بن بكر، أبو سعيد، التغلبي الملقب بالقطامي.شاعر غزل فحل، كان من نصارى تغلب في العراق، وأسلم. وجعله ابن سلّام في الطبقة الثانية من الإسلاميين، وقال: الأخطل أبعد منه ذكراً وأمتن شعراً.وأورد العباسي (في معاهد التنصيص) طائفة حسنة من أخباره يفهم منها أنه كان صغيراً في أيام شهرة الأخطل، وأن الأخطل حسده على أبيات من شعره. ونقل أن القطامي أول من لُقب (صريع الغواني) بقوله:صريع غوان راقهنّ ورقنه لدن شبَّ حتى شاب سود الذوائبمن شعره البيت المشهور:قد يدرك المتأني بعض حاجته وقد يكون مع المستعجل الزللله (ديوان شعر- خ). والقطامي بضم القاف وفتحها. قال الزبيدي: الفتح لقيس، وسائر العرب يضمون.