
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
زُوروا أُمامَـة طـالَ ذا هِجرانا
وحقيقـةٌ هـي أن تُـزارَ أَوانـا
كيـفَ المـزارُ ودونَهـا متمنّـعٌ
صــَعبٌ يَــرِنُّ حِمــامُه إرنانـا
شَمسٌ يفوزُ بنو الحصينش بِجَنبِها
وتُضــيءُ دورُهـم لهـا أحيانـا
تَبضـَع المجاسـِدَ عن صفائحَ فِضةٍ
ذُلــقٍ تــرى صـفحاتِهِنَّ حسـانا
وتـرى النَّعيمَ على مفارِقٍ فاحِمٍ
رَجــلٍ تَعُــلُّ اصـولَه الأدهانـا
فكأنمـا اشـتملَ الضجيعُ بريطَةٍ
لا بَــل تزيـدُ وثـارةً ولَيانـا
وتـرى لهـا بشـَراً يعودُ خَلوقُه
بعــد الحميـمِ خـدلّجاً رَيَانـا
وكــأنَّ طَعــمَ مُدامَــةٍ عانِيَّـةٍ
شـَمِلَ الريـاقَ وخـالَطَ الأسنانا
أَبَت الخروجَ من العراق وليتَها
رَفَعَــت لنـا بقُطيقـطٍ أَظعانـا
فَتَحِـلُّ حيـثُ تقـر أعينُنـا بها
ونــرى أُمامَـةَ تـارةً وَتَرانـا
رَمـتِ المقاتلَ من فؤادِك بَعدَما
كـانت جنـوبُ تُـدِينكَ الأديانـا
وأرى الغـوانيَ إنمـا هـي جِنَّةٌ
شـــــــــِبهُ الرَيــــــــاح
وإذا دَعَونَــك عَمَّهُــنَّ فلا تُجـب
فهنـاك لا تجـدُ الصـَّفاءَ مكانا
نَســَبٌ يَزيــدُك عِنـدَهُنّ حقـارَةً
وعلـى ذَوَاتـش شـبابِهنَّ هَوانـا
وإذا حَلَفـنَ فَهُـنَّ أكـثرُ واعـدٍ
خُلفــاً واكـثرُ حـالِفٍ أَيمانـا
وإذا رَأَيـنَ مـن الشَّباب لُدونةً
فعسـى حِبالُـك أن تكـونَ مِتانا
بَـل ليتها سُئِلَت جَنوبُ فلم تَقُل
كَـذِباً علـيَّ ولـم تُعَـمِّ بَيانـا
أخـبرتِني وَلقـد علمـت شَمائلي
أذَرُ الخَنـا وأُكـارِمُ الأخـدانا
وتكـون فـيَّ علـى العَدوِّ شكاسَةٌ
وأليـنُ حيـنَ أرى أَخـاً ليَ لانا
ورقيقـةِ الحُجُراتِ باديةِ القَذى
كـدَمِ الغـزالِ صـَبِحتُها نَدمانا
وإذا تُعـانِيني الهمومُ قريتُها
سـُرُحَ اليَـدينِ تُخالسُ الخَطَرانا
حَرجـاً كـانَّ مـن الكُحيل صَبابةً
نضـَحت مغابنهـا بهـا نَضـَحانا
تَصـِلُ المَخِيلَةَ بالذراعةِ بعدما
جعـل الجنـادِبُ تَركبُ العِيدانا
وجـرى السَّراب على الإكام كانَّه
نسـجُ الـولائِدِ بينهـا الكَتّانا
وكــأنّ نمرُقــتي فويـقَ مولَّـعٍ
يَرعـى الدَّكادِكَ من جَنوبِ قَطانا
بعـوازِبِ القَفَـراتِ بيـن شقيقةٍ
وكثيبِهــا يتنظّــرُ الحَـدَثانا
لَهَـقٌ سـَقَته مـن المحـرم ليلةً
هَتَلَــت عليــه بديمـةٍ هَتَلانـا
فثنــى اكــارِعَه وبـاتَ تجُمُّـه
رِهَــمٌ تســيلُ تِلاعُــه إمعانـا
أَرِقـاً تضـاحكُهُ الـبروقُ براجفِ
كسـنى الحريـقِ ولامـعٍ لَمَعانـا
فغـدا صـبيحَةَ صـَوبها متوجّسـاً
شـَئزَ القيـام يُقَضـِّبُ الأغصـانا
بحضــيضِ رابِيــةٍ يَهـزُّ مُـذلّقاً
صـَلباً يكـونُ لـه الطِلالُ دِهانا
فـترى الحُبـابَ كأنما عبثت به
تقفيَّتـــانِ تُنَظّمــانِ جُمانــا
فَليَيَنمـا هـو غافِـلٌ إذ راعَـهُ
يَحمـون أرسـَلَهُم بنـو ذَكوانـا
مَعَهُـم ضـوارٍ مِـن سـَلوقَ كأنها
حُصــنٌ تجــول تُجـرِّرُ الأَرسـانا
فطلبنَــهُ شـَأواً تخـالُ غبـارَهُ
وغبـارَهُنَّ إذا التَهَبـنَ دُخانـا
وَهلاً مخــــافَتُهنَّ ثُمَّــــتَ رَدَّه
ذِكـرُ القتـالِ وحيـنَ آخَرُ حانا
فســما وقـامَ يـذودُهُنَّ بِمُرهَـفٍ
صـَلبِ القنـاةِ كأنّ فيها سِنانا
فـإذا خَنَسـنَ مضـى على مُضوائِهِ
وإذا لَحِقـنَ بـه أصـَابَ طِعانـا
حَرِجــاً وكَرَّكـرورَ صـاحبِ نَجـدَةٍ
خَـزِيَ الحـرائرَ أن يكونَ جبانا
ويكــون حَــدُّ ســِنانه لأشـدِّها
قَرَمــاً وأكثرِهـا لـه غَشـيانا
فَحَســَرنَ غيـرَ مخدّشـاتِ أديمـه
وغــداً يــروحُ ترَوُّحـاً عَجلانـا
أبَنــي زُهيـرِ لامرىـءٍ ذي عِـزّةٍ
يتنفـسُ الصـُعَداءَ حيـنَ يرانـا
وحَسـَبتِنا نَـزَعُ الكتيبـةَ غُدوَةً
فيغيّفــون ونرجِــعُ السـَّرَعانا
وَنحِــلُّ كُــلَّ حِمـىً نُخبَّـرُ أنَّـهُ
مَنَـح الـبروقَ ومـا يُحَلُّ حِمانا
وإذا تَسَعسـَعَت الحـروبُ فمالـكٌ
منهـا المطـاعِنُ والأشـدُّ سنانا
ونُطيـع آمِرَنـا ونجعـلُ أمرَنـا
لــذوي جَلادتِنـا وحَـزمِ قِوانـا
وَكَلت فقلت لها النَّجاءَ تناولي
بــي حـاجَتي وتنكَّـبي هَمـدانا
وعليـكِ اسـماءَ بنَ خارجةَ الذي
عَلِـمَ الفِعـالَ وعَلَّـمَ الفِتيانا
فســــتعلمينَ أصـــادِقٌ روّادُهُ
عنــه وأيُّ فـتىً فـتى غَطَفانـا
قَرماً إذا ابتدرَ الرجالُ عظيمةً
بَـدَرَت إليـه يمينُـهُ الأَيمانـا
فاخترتَ أسماءَ الجوادَ فلم تَخِب
يَـدُ راغِـبٍ عَلِقَـت أبـا حَسـَّانا
نِعـمَ الفـتى عَمِلَت اليه مَطيّتي
لا نَشـتكي جَهـدَ السـِفارِ كِلانـا
إنَّ الأبــوَّةَ والــدانِ تراهمـا
مُتقــابلَينِ قَســَامياً وهِجانـا
فـأبٌ يكـونُ إِلى القيامة مَجدُهُ
وأبٌ يكـونُ علـى بَنيـهِ ضـمانا
وَتـرى الرِفقـاَ يوجِّهونَ رِكَابهم
نحـو العريـضِ مَنادِحـاً وخُوانا
يَلِجـونَ مـن ابـوابِ دَارَةِ ماجدٍ
لَيســت تَهِـرُّ كلابُـه الضـيفانا
وتـراه يَفخَـرُ أَن تَحِـلَّ بيـوتُه
بمحلـة الزمـنِ القصير عينانا
غَطَفـان سـيِّدُهم أبـوك وخيرُهـم
ولـدوك حيـن تـذكروا الإحسانا
عُمير بن شُييم بن عمرو بن عبّاد، من بني جُشَم بن بكر، أبو سعيد، التغلبي الملقب بالقطامي.شاعر غزل فحل، كان من نصارى تغلب في العراق، وأسلم. وجعله ابن سلّام في الطبقة الثانية من الإسلاميين، وقال: الأخطل أبعد منه ذكراً وأمتن شعراً.وأورد العباسي (في معاهد التنصيص) طائفة حسنة من أخباره يفهم منها أنه كان صغيراً في أيام شهرة الأخطل، وأن الأخطل حسده على أبيات من شعره. ونقل أن القطامي أول من لُقب (صريع الغواني) بقوله:صريع غوان راقهنّ ورقنه لدن شبَّ حتى شاب سود الذوائبمن شعره البيت المشهور:قد يدرك المتأني بعض حاجته وقد يكون مع المستعجل الزللله (ديوان شعر- خ). والقطامي بضم القاف وفتحها. قال الزبيدي: الفتح لقيس، وسائر العرب يضمون.