
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نأَتــكَ بليلـى نِيَّـةٌ لـم تُقـاربِ
ومـا حُـبُّ ليلـى مِن فؤادي بذاهِبِ
مُنَعَّمــةٌ تجلــو بعــودِ أراكــةٍ
ذَرى بَــرَدٍ عَـذبٍ شـَنيبِ المناصـبِ
كــأنَّ فضيضـاً مـن غريـضِ غمامـةٍ
علــى ظمـأٍ جـادَت بـه أُمُّ غـالِبِ
لمسـتهلكٍ قـد كان من شِدَّةِ الهوى
يمـوتُ ومـن طولِ العِداتِ الكواذبِ
صــريعُ غــوانٍ راقَهُــنَّ ورُقنَــه
لَـدُن شـبَّ حـتى شابَ سودُ الذوائبِ
وثنـتينِ ممـا قـد يَلَذُّهما الفتى
جمعتُهمــا راحٍ وبيضــاءَ كــاعبِ
قُديديمـةٍ التجريـبِ والحلمِ أنني
أرى غفلاتِ العَيـشِ قَبـل التجـارِبِ
ومـا ريـحُ رَوضٍ ذي أَقـاحٍ وَحَنـوَةٍ
وذي نَفَـلٍ مـن قُلَّـةِ الحَـزنِ عازِبِ
ســَقَتهُ ســماءٌ ذاتُ ظــلٍّ فنقّعـت
نطافــاً ولمّــا ســَيلُ المـذانِبِ
بـأطيبَ مِـن ليلى إذا ما تمايلت
مـن الليلِ وسنى جانِباً بَعدَ جانِبِ
تُلاعِـبُ أترابـاً مـن الحـي مَوهناً
فصـارَ الخُطـا مُستَرخياتِ المناكبِ
تلاهَيــنًَ واســتَنعَت بهـن خريـدة
إلـى مَلعـبٍ نـاءٍ مـن الحَيِّ ناضِبِ
وبِيـضِ حِسـانٍ يتَّبِعـنَ إِلـى الصَّبا
رسـولاً كميعـادِ العِتـاقِ النجائبِ
فــأَقبَلنَ مـا يمشـينَ إِلا تـأوّداً
حِسـانُ الوجـوه ضـافياتُ الذوائبِ
فلمـا التقينـا قـامَ للعاجِ رَنَّةٌ
وكُــنَّ صـريعاً مـن سـَليبٍ وسـالبِ
وإنـي وإن كـان المُسـافِرُ نازِلاً
وإن كـان ذا حق على الناس واجبِ
ولا بُـدَّ أنَّ الضـَّيفَ مخـبرُ ما رأى
مخبّــرُ أهــلٍ أو مخــبرُ صــاخبِ
لمُخــبرُكَ الانبـاءَ عـن أمٍّ منـزلٍ
تَضــيّفتها بيـن العُـذيبِ فراسـِبِ
تلفَّعــتُ فــي طَـلٍّ وريـحٍ تلُفُّنـي
وفــي طِرمِسـاء غيـرِ ذاتِ كـواكبِ
إِلـى حيزبـونٍ تُوقِـدُ النَّارَ كلَّما
تَلَفَّعـت الظلمـاءُ مـن كُـلِّ جـانبِ
تصـلّى بهـا بَردَ العِشاءِ ولم تكُن
تخـالُ وَبِيـصَ النـارِ يبدو لراكِبِ
فمــا راعَهــا إِلا بُغـامُ مطيـتي
تُريـح بمحسـورٍ مـن الصـَوتِ لاغـبِ
تقـول وقـد قَربـتُ كـوري وناقتي
اليــكَ فلا تَــذعَر علـيَّ ركـائبي
فجنَّــت جنونـاً مـن دلالاتٍِ منيخـةٍ
ومـن رَجُـلٍ عـاري الأشـاجِعِ شـاحِبِ
سـرى فـي جليدِ الليل حتى كأنما
تَخَــزَّم بـالاطرافِ شـَوكَ العقـاربِ
فَســلَّمتُ والتسـليمُ ليـس يَسـُرُّها
ولكنّــه حَــقٌ علــى كُــلِّ جـانِبِ
فَـرَدَّت سـلاماً كارِهـاً ثُـمَّ اعرَضـت
كمـا انحـازتِ الافعى مخافةَ ضارِبِ
فقُلـتُ لهـا لا تَفعلـي ذا براكـبِ
أتــاكِ مصـيبٍ مـا أصـابَ فـذاهِبِ
فلمـا تَنازَعنـا الحـديث سأَلتُها
مَـن الحـيُّ قـالت مَعشَرٌ مِن مُحاربِ
مـن المُشـتَوينَ القَـدَّ مما تراهم
جياعـاً وريـفُ النـاسِ ليس بناضبِ
فلما بدا حِرمانُها الضيفَ لم يكُن
علــيّ مُنــاخُ السـوءِ ضـَربَةَ لازِبِ
فَقُمــت إِلـى مُهريّـةٍ قـد تعـوَّدَت
يـداها ورجلاهـا خيبـبَ المـواكبِ
تُفـرّي قميـصَ الليل عنها وتنتحي
كــانّ بـذفرَاها بُـزاقَ الجنـادِبِ
تــرى كـلَّ ميـلٍ جـاوزته غنيمـةً
سـُحيراً وقـد صـارَ القُميرُ بحاجبِ
تخــوّدُ تخويـدَ النَّعامـةِ بعـدما
تصـوّبت الجـوزاءُ قصـدَ المغـاربِ
كـأني ورَحلـي مـن نجـاءِ مُواشـِكِ
علــى قــارحٍ بالمنصـليةِ قـاربِ
حـدا إننـا مـن ذي حَمـاسِ وعَرعَرٍ
لقاحــاً يغشـيها رؤوسُ الصـياهبِ
مفدحــةٍ قُبّــاً خِفافــاً بطونُهـا
وقـد وازنـتُ جِحشـانها بالحوالبِ
تَمُـرُّ كَمَـرِّ الطَيـرِ فـي كُـلِّ غَمرَةٍ
ويكتحِــلُ التـالي بمـورٍ وحاصـبِ
إلا إنمـا نيرانُ قَيس إذا اشتَوَوا
لطـارقِِ ليـلٍ مثـلُ نـارِ الحباحبِ
إذا مُـتُّ فـانعيني بما كُنتُ اهله
لتغلــبَ إنَّ الحَــقَّ لا بُـدَّ غـالي
إذا الحـيُّ حَلّـوا فرط حَولٍ بغائطِ
جــديبٍ مُنَــدّاهُ انيــقٍ لحــاطبِ
عُمير بن شُييم بن عمرو بن عبّاد، من بني جُشَم بن بكر، أبو سعيد، التغلبي الملقب بالقطامي.شاعر غزل فحل، كان من نصارى تغلب في العراق، وأسلم. وجعله ابن سلّام في الطبقة الثانية من الإسلاميين، وقال: الأخطل أبعد منه ذكراً وأمتن شعراً.وأورد العباسي (في معاهد التنصيص) طائفة حسنة من أخباره يفهم منها أنه كان صغيراً في أيام شهرة الأخطل، وأن الأخطل حسده على أبيات من شعره. ونقل أن القطامي أول من لُقب (صريع الغواني) بقوله:صريع غوان راقهنّ ورقنه لدن شبَّ حتى شاب سود الذوائبمن شعره البيت المشهور:قد يدرك المتأني بعض حاجته وقد يكون مع المستعجل الزللله (ديوان شعر- خ). والقطامي بضم القاف وفتحها. قال الزبيدي: الفتح لقيس، وسائر العرب يضمون.