
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تَرحَّـــلَ إخـــواني بعقلــي إننــي
تكلــفَ قلــبي كُــلُّ جــارٍ لجـاوِرُه
وأرَّقَنـــي مــا لا يــزالُ يروقنــي
غَــزالُ انـاسِ قاصـِرُ الطَّـرفِ فـاتِرُهُ
لـــه مســتظلٌ بــارِدٌ فــي مخــدَّرِ
كنيــنٍ إذا شــَعبانُ أحمَـت هَـواجِرُه
بعينيــك تنظــارٌ الــى كُـلِّ هَـودَجِ
وكــلِّ بَشــيرِ الــوَجهِ حُـرٍّ مسـافِرُه
تــراه ومــا تَســطيعُهُ غيــر أنَّـه
يكـونُ علـى ذي الحلـمِ داءً يُخـامِرُه
إذا تــاقَ قَلـبي أو تطرَّبَـهُ الهـوى
فليسـت لـه بُقيـا ولا الحِلـمُ زاجرُه
عصــى كُــلَّ نــاهٍ وآســتَبَدَّ بـأمرِهِ
فمــا هــو الا كالعَشــِيرِ تُــؤامِرُه
وكَــأسٍ تَمشــّى فـي العِظـامِ سـبيئةٍ
مـن الـرَّاحِ تعلو الماءَ حتى تكاثِره
كميـتٍ إذا مـا شـَجَّها المـاء صـَرَّحَت
ذخـــائِرَ حــانيٍّ عليهــا ينــاذِرُه
فجــاءَ بهــا بَعـدَ الإبـاءِ وَبَعـدَما
بذلنا له ما آستامَ في السَّومِ تاجِرُه
شـــَرِبتُ وفتيـــان كجنَّـــةِ عَبقَــرٍ
كـرام اذا مـا الأمـرُ أَعيَـت جرائرُهُ
فَقُلـتُ اشـرَبوا حيّاكم اللهُ واسبقوا
عواذِلَنـــا منهــا بــريّ نُبــاكِرُه
فلمـا انتَشـينا واسـتدارَت بهامِنـا
وقلنـا اكتفينـا بَعـدًَ عَفـقِ نُظاهِرُه
وَرُحنـــا أُصـــَيلالاً نَجُــرُّ ذُيُولَنــا
بــأنعمِ لَيــلٍ قــد تَطَــاوَلَ آخِـرُهُ
وَشــَدَّ المطايــا بالرِّحــالِ كأنهـا
قطـاً قـلَّ عنـهُ المـاءُ صـفرٌ غَرائِرُه
يعـــارضُ بَــرّاقَ المُتــون موقِّعــاً
رضـيضَ الحصـا مـا إن تنـامُ سوافِرُه
تَعـوجُ الـبرى والجُـدلُ فـي كل رسلَةٍ
إذا كمـشَ الحـادي اسـتحثَّت تُبـادِرُه
طَواهـا السـُّرى فالنِسـعُ يجـري كأنّه
وِشـــاحُ فتــاةٍ دق عَنــه مخاصــِرُه
تَزَيَّــدُ فــي فَضـلِ العنـان بصـَدرِها
إذا اليـومَ عـاذَت بـالظلالِ يعـافِرُه
فَظَـــلَّ يُباريهـــا ســَمامُ كأنهــا
عــوالي عــروشٍ قـد حَنَتـهُ أواسـِرُه
وُكــــلُّ صـــهابيٍّ كـــانَ عمامَـــةً
علـى الـرَّأسِ ممـا قـد كَسَتهُ مشافِرُه
فـإني نفيـسٌ فـي الشـَّبابِ ورحلةُ ال
مطــيِّ وبعـضُ العَيـشِ تعـدى مياسـِرُه
وفــي صــالحاتِ الخَيـل إنَّ ظهورَهـا
مراكبُنــا فــي كــلِّ يـومٍ نغـاوِرُهُ
تُكَشــِّرُ بادينـا علـى كـلِّ مـن بـدا
قــديماً واغنــى مثـلَ ذلـك حاضـِرة
فليـــس مـــن الأحيــاءِ إِلا مُســوِّدٌ
ربيعــــةَ أعرابيُّــــهُ ومهـــاجِرُه
ونحـن أُنـاسٌ لا تـرى النـاسَ اقرموا
إِلــى قَرمِنـا قَرمـاً يجيـءُ بِخـاطِرُه
اذا مــا سـما بَـذَّ القـورمَ جرانُـه
ومهــا تصــب انيـابُه فهـوَ عـاقِرُه
اذا الحـربُ شـالت للتسـَّلقُح لم تجد
لنــا جانبــا إِلا بـهِ مَـن يُصـابرُه
نُطيــعُ وَنعصــي كــلَّ ذاك أميرَنــا
ومــا كــلَّ حيــن لا نـزالُ نشـاورُه
ومـا يَعلـمُ الغيبَ امرؤٌ قبلَ أن يَرى
ولا الأمــر حــتى تُســتبانَ دوابِـرُه
عُمير بن شُييم بن عمرو بن عبّاد، من بني جُشَم بن بكر، أبو سعيد، التغلبي الملقب بالقطامي.شاعر غزل فحل، كان من نصارى تغلب في العراق، وأسلم. وجعله ابن سلّام في الطبقة الثانية من الإسلاميين، وقال: الأخطل أبعد منه ذكراً وأمتن شعراً.وأورد العباسي (في معاهد التنصيص) طائفة حسنة من أخباره يفهم منها أنه كان صغيراً في أيام شهرة الأخطل، وأن الأخطل حسده على أبيات من شعره. ونقل أن القطامي أول من لُقب (صريع الغواني) بقوله:صريع غوان راقهنّ ورقنه لدن شبَّ حتى شاب سود الذوائبمن شعره البيت المشهور:قد يدرك المتأني بعض حاجته وقد يكون مع المستعجل الزللله (ديوان شعر- خ). والقطامي بضم القاف وفتحها. قال الزبيدي: الفتح لقيس، وسائر العرب يضمون.