
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كبــدٌ بمــا صــنع الأسـى تتمـزَّع
بـان الخليـط بهـا عشـيَّةَ ودَّعـوا
مـا ضـرَّ لـو وقفـوا عليكَ ركابَهم
فشـــفيت غُلــة هــائمٍ لا تُنقــع
أولـو قضـوا حـقَّ الوداع فأعلنوا
يومـاً قضـَوا فيه الرحيلَ وأزمعوا
مــا أســلموك لعــبرة مســفوحة
حــرّى بهـا حـوضُ المـدامع مُـترَع
ولئِن جـرى القـدر المُتاح بِبَينهم
فنبـا المصـيف بهم وأقوى المربَع
فلربمــا ظعــن الفريــق وعهـدُه
بيـــن الرِبــاع مــآثرٌ تتضــوَّع
كـالمُزن خـفَّ مـع الرياح وقد زها
نبـتُ الربيـع بـه وطـاب المرتـع
أو كالغزالــة إن نأتـك بعينهـا
فهـوت تَجِـدَّ إلـى المغيـب وتُسـرع
فكــواكبُ الخضــراء مـن آياتهـا
قمــر يضــيء بهــا ونجـم يلمـع
يـا بـاكيَ النفـر الـذين تحمَّلوا
فــالأرض قفــر والمنــازل بلقـع
سـارت بهـم حُـدب الركـاب يحثهـا
حــادٍ إلــى وادي الـردى ومُشـيَّع
ومــن اسـتقلَّ مـن المنيـة راحلاً
شـحَط المـزارُ بـه وفـات المرجـع
فــاغنم فـؤادك شـفه بَـرح الأسـى
وأرح جفونَـــك قرَّحتهــا الأدمــع
لا تبـكِ مـن نـزل الـثرى فضـريحه
مِســـك يفــوح وروضــة تــترعرع
شــيخُ المعــارف حـلَّ سـاحةَ ربـه
حيــثُ المكـارم والجنـاب الأوسـع
واســكب حاشـاك لأمـةَ عَبثـت بهـا
غيــرَ الليـالي والحـوادت زَعـزَع
فــي كــل يــوم لا أبالـك مـأتمٌ
للعلــم فيــه وللمكــارم مَصـرَع
يـا يـومَ حمـزةَ هـل أحسَّ بنو أبي
فيـك الفجيعـةَ أو دَرَوا من وَدَّعوا
مـا بـالهُم نكِروا الوفاء فلا ترى
دمعــاً يســيل ولا حشــىً تتصــدع
أم أنكــروا آثــار حمـزةَ فيهـمُ
لا ينكـر الغيـث الجنـابُ الممـرع
وأظنهــم ألِفـوا الأسـى وتعـودوا
وقــع الخطــوب فهـم سـكوت خشـع
أولاً فمـا بـال المـدارس لـم تَمِد
جزعــاً ورنَّــةً شــَجوها لا تُســمَع
وكـم اغتدى فيها وراح كما اغتدى
غيــث إذا مطــر الأبــارقَ تمـرِع
فبكـــل مدرســـةٍ وكــل مدينــةٍ
آثـــارُ بِـــرَّ عَرفُهـــا مُتضــوِّع
بغـذو مشـايخَها التقـى فـي سيرة
للعلــم تُحيــى والفضـيلة تَرفـع
متمسـكاً بعُـرى الحنيف إذا التوى
نفـر هنـاك عـن الحنيـف وضـيَّعوا
وإذا اللُغـى أعيـت ذويهـا مطلباً
فهـــو الملاذ لأهلهــا والمَفــزَع
يَـرِدون مـن عَلَـم المعـارف عَيلَماً
طــاب الـورود بـه وراق المَشـرَع
ويَـرون مجـدَ الـدين فيـه يلتقـي
بــابن المُكـرَّم إذ يـبين فيمتـع
وإذا تكلــم فــي النـدي فمُنصـت
ثمِــل بمشــمول البيــان ومُهطِـع
للَـــه أنديـــة يفيــض وقــارُه
جمّــاً علــى جَنَباتهــا يتلعلــع
وغــذا تخـاطرت الفحـول وأُفلِجـت
خطباؤهــا فهـو المُـبين المِصـقع
حِكَــم يُفصــِّلها الحجـا ويَزينهـا
فَلَــق البيــان فمُرســَل ومُســجَّع
فـإِذا جـرى دمـع المنابـل بعـده
فالشــعر مقــروح الفـؤاد مُوَجَّـع
فــذر القريـض يجُـر بُـرد حـداده
عَمــى البصـيرُ بـه وضـُل المَهيـع
أَرح القريـض مـن القصـيد فإنمـا
نُجــب القـوافي بعـد حمـزة ظُلَّـع
واسـأل بهـا حمد السرى طلعت على
أرض الســويد بـه فنعـم المطلـع
إذ وَفـد وادي النيـل ثَمـةَ غادياً
فـي خيـر مـا تغدو الوفود وترجع
ورأى ملـوك الغـرب فيـه آيـة ال
عـرب الكـرام يُـبين عنها المترع
ديـن النـبي وحِليـة العربـيِّ فـي
علـم ابـن مصـر بـه يفيض المجمع
إن قـام عبـد اللَـه يُنشد أطرقوا
أو قــام حمـزة للمقـال تخشـَّعوا
للَــه مــن وفــد يمثــل قــومه
فـي صـورة تبنـي الفخـار وترفـع
لـولا الحـوادث مـا تفـرَّد بالأسـى
بـــاكٍ بمصـــرَ لفقــده يتوجَّــع
لـولا الخطـوب رأيـت أسـتكهلم في
حـــزن عليــه وعــبرةٍ لا تُقلِــع
شــهدت بـه أهـل الغُـوَير ولَعلَـع
فليبكــه معهــا الغـوير ولعلـع
بـل لـو نَعَـوه إلى العقيق ويَنبُع
ســال العقيـق لـه وفاضـت ينبـع
ولـو أن نجـداً عـاد عهـد عَروضها
لبكــاه عارضــُها وحــن الأجــرَع
إذ كــان شــيعَتها ووارثَ أهلهـا
فــي شــعرهم إذ عزَّهـا المتشـيع
إن قيـل قيـسٌ فهـو أعشـاها وعـن
تــرةٌ إذا ذكــرت بغيــضُ وأشـجع
وإذا ذكــرتَ تميـمَ فهـو جريرهـا
شـعراً وأكثمهـا الحكيـم المِصـدَع
وهو الشريف ابن النبيَّ إذا انتمى
نســبٌ تـدين لـه النجـوم وتخضـع
مـا يـومُهُ المشـهود مصـرعَ هالـك
يمسـي لقـىً فـي الـترب فهو مُضيَّع
إن الــذي فيـه التقـت بلغاتهـا
تلــك الشــعوب فَــوَهيُه لا يُرقَـع
جلَّــت مصــيبة مصـرَ يـوم تجللـت
أم اللغـــات بكُربـــة لا تُقشــَع
طــاحت بهضــبتها الـتي لا تُرقـى
وهــوت بفارســها الـذي لا يُصـرع
ذهبــت بحجتهــا الـتي لا تُمـترى
وبقولهــا الفصـل الـذي لا يُـدفع
فتحـدَّر القـاموس عـبرة عينها ال
قَرحــى عشــيةَ غـاض ذاك المنبـع
يـا نـازلَ الرمـس الفسـيح توثَّرت
جنبــاته لــك واطمــأن المضـجع
عِفـت الحيـاةَ بـدار سـَوءِ وِردُهـا
للحـرِّ مـا عـاش الزُعـاف المنقَـع
فــوردتَ أفيــاءَ النعيـم بحضـرة
للَـــه واردُ حوضـــها لا يـــوزَع
فـاليومَ تحصـُد ما زرعتَ من التقى
والمــرءُ ثَمَّــةَ حاصـدٌ مـا يـزرع
محمد بن عبد المطلب بن واصل.من أسرة أبي الخير، من جهينة.شاعر مصري، حسن الرصف، من الأدباء الخطباء. ولد في باصونة (من قرى جرجا بمصر) وتعلم في الأزهر بالقاهرة، وتخرج مدرساً، وشارك في الحركة الوطنية، بشعره ومقالاته وخطبه.وتوفي بالقاهرة.له (ديوان شعر ).وله:(تاريخ أدب اللغة العربية) ثلاثة أجزاء، و(كتاب الجولتين في آداب الدولتين) الأموية والعباسية، و(إعجاز القرآن) وروايتا (الزباء) و(ليلى العفيفة) كلها لا تزال محفوظة.