
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
فلـن ينسـى النـبي لـه صـنيعاً
عشــية ودع الــبيت الحرامــا
عشــية سـامه فـي اللَـه نفسـاً
لغيــر اللَـه تكـبر أن تسـاما
فأرخصــها فــدىً لأخيــه لمــا
تســجى فــي حظيرتــه ونامــا
وأقبلــت الصــوارم والمنايـا
لحــرب اللَـه تنتحـم انتحامـا
فلــم يــأبه لهـا أنفـاً علـيٌّ
ولــم تقلــق بجفنيــه منامـا
ومـا زأمـوا الفـتى ولـرب بأس
لهـم يقضـي بـه الليث ازدئاما
وأغشـى اللضـه أعينهـم فراحـت
ولـم تـر ذلـك البـدر التماما
عمـوا علـى أحمـدٍ ومضـى نجيـاً
مــع الصــديق يــدرع الظلامـا
وغــادرت البطــاح بــه ركـابٌ
إلـى الـزوراء تعـتزم اعتزاما
وفــي أم القــرى خلــى أخـاه
علـى وجـدٍ بـه يشـكوا الأوامـا
أقــام بهــا ليقضـيها حقوقـاً
علــى طــه بهـا كـانت لزامـا
فــإن يـك عهـده فيهـا وبـالا
علـى الطـاغوت أو داءا عقامـا
فكــم طــابت بــه للحـق نفـس
بطيبــة حيــن أوطنهـا مقامـا
وكـم شـهدت لـه الـزوراء يوماً
وكـم حمـد الحنيـف لـه مقامـا
فسـائل فـي المـواطن عن فتاها
إذا حبكــت عواصـفها القتامـا
وخيـل اللَـه فـي الجلبـات شعثٌ
تـدك السـهل أو تطـس الرضـاما
ســل الرايـات كـم راءت عليـاً
يصـرف تحتهـا الجيـش اللهامـا
كــأني بـابن عتبـة يـوم بـدر
يعــاني تحــت مجثمــه جثامـا
ولـو علـم الوليـد بمـن سيلقي
لألقــى قبــل مصــرعه السـلاما
رويـد بنـي ربيعـة قـد ظلمتـم
بنـي الأعمـام والرحـم الحراما
وصـــلناكم بهــا وقطعتموهــا
فكـان الحزم أن تردوا الحماما
فهــل ينســون للفرقـان يومـاً
ســقاهم مــن صـوارمنا سـماما
لقـد ظنوا النظنون بنا فخابوا
وكــان عليهــم يومــاً عقامـا
وهــل وجــدوا كفِـتيَتِهِم عليّـاً
إذا لبسـوا القـوانس والعماما
ومـا صـهر النـبي إذا تنـادوا
كمــن يـدعو ربيعـة أو هشـاما
ومـن تهـدى البتـول لـه عروساً
بنـى فـي النجـم بيتاً لا يسامى
بــأمر اللَــه زفوهــا إليــه
عشـــية راح يخطبهــا وســاما
كـــأني بـــالملائك إذ تــدلت
بصـحن الـبيت تزدحـم ازدحامـا
فلـو كشـف الحجـاب رأيـت فيـه
جنــود اللَـه تنتظـم انتظامـا
أطــافوا بــالحظيرة فــي جلال
صــفوفاً حــول فاطمــةٍ قيامـا
تفيــض علــى منصــتها وقـاراً
وتكســو حســن طلعتهـا وسـاما
فلا يحـــزن خديجــة أن تــولت
ولــم تبلــغ بجلوتهـا مرامـا
تولاهــا الــذي ولــى أباهــا
رســـالته وزوجهـــا الإمامــا
قـــران زاده الإســـلام يمنــاً
وشــملٌ زاده الحــب التئامــا
فمـا تبعـا الفتـوة وهـي عـذر
بمـا اعتـادا من التقوى لزاما
ولـــم يشــغلهما حــل ولكــن
بركــن الـبيت للصـلوات قامـا
فـإن تـك خيـر مـن عقدت إزاراً
وأكــرم مــن تلثمـت اللثامـا
فمـا شـغلته عـن خـوض المنايا
إذا التطمـت زواخرهـا التطاما
فسـائل عنـه فـي أحـد العوالي
وقـد حـاك العجـاج بهـا وآمـا
وجــاءت فــي زمازمهــا قريـش
يهـــزون المثقــف والهــذاما
فقطــر كبشــها وهــوى صـريعاً
علـى الـدقعاء يلتهـم الرغاما
هــوى مـن تحـت رايتهـم فخـرت
بــأم الأرض ترتطــم ارتطامــا
فويــح المسـلمين هنـاك ولّـوا
فـــراراً لا أســميه انهزامــا
كــآدم إذا عصــى والأمـر حتـم
جـــرى أزلاً فأخطــأ واســتلاما
كلا الفعليـــن صــاحبه كريــم
وإن قضـــت الخطيئة أن يلامــا
فــأرجف بــالنبي هنــاك قـوم
تعــادوا حــول مـوقفه حيامـا
تــداعوا حــوله ولهــم عـواء
كمــا نبهــت مـن سـنة فـداما
فلمــا غــاب عــن عينـي علـى
وعــاد بيــاض نورهمـا سـحاما
أتــى الشـهداء مفتقـداً أخـاه
لعــل المـوت عـاجله اخترامـا
أخــي بـأبي يخبـم يفـر حاشـى
أخـي فـي الخطب جبناً أو خياما
أم اجـترأت عليـه يـد العوادي
فغــالته اجــتراء واجترامــا
كــأني بالرجــام تقـول وحيـاً
رسـول اللَـه لـم يـرد الرجاما
لعـــل اللَــه أصــعده إليــه
ليبعثـــه بحضـــرته مقامـــا
إذا رفــع الإلــه نــبي قــومٍ
فأنـــــذرهم بلاءً واصــــطلاما
فـبئس العيـش بعـدك يـابن أمي
ســئمت العيـش والـدنيا سـآما
وحطــم غمــده وهــوى إليهــم
هــوى البـاز يعتبـط الحمامـا
فطــاروا عـن مـواقفهم شـعاعاً
وطــاحوا فـي مصـارعهم حطامـا
وألفــى ثـم أحمـد فـي رحاهـا
بجنـد الكفـر يصـطدم اصـطداما
فـذاك ولـو تـرى إذ جـاب قـوم
علــى الإسـلام خنـدقه اقتحامـا
وأقبـل فـي لبـاس البـأس عمرو
يزيــد علــى مخيلتــه عرامـا
يــدافع نفســه ولهــا غطيــط
حـذار المـوت تنتهـم انتهامـا
ردى حســبي هنــاةٌ يــوم بـدر
بهــا ألبســتني ذمّــاً وذامـا
لقـد أكلـت نسـاء الحـي عرضـي
فلا لحمـــاً تركــن ولا عظامــا
ملــن بطــاح مكـة بـي حـديثا
مســخن بــه منـاقبي القـداما
يقلـن ومـا دريـن مكـان عمـرو
وشـهب المـوت ترجمـه ارتجامـا
قضــى تسـعين يختـدم المنايـا
فتســعى تحـت صـارمه اختـداما
يطيـح المجـر إن قيـل ابـن ود
وتســتن الضــراغمة انهزامــا
فلمــا شــام بارقـة المواضـي
ببــدرٍ خــار مـن فـرق وخامـا
ستنســـيهن ماضــية المخــازي
وتبهرهـــن أحــداثي إذا مــا
فويحــك أقـدمي يـا نفـس إنـي
خلقــت لكــل مقدمــة قــدامى
أمــام وهـل أمـامي غيـر كـأس
تـدور بهـا الندامة لا الندامى
ويــا مهــري مجالـك دون سـلع
هلاً فالمجــد إن تمضــي أمامـا
فجــال منــازلاً ودعــا مــدلّاً
فغـم الهـول حيـن دعـا وغامـا
يشــول بــأنفه أنفــا ومحكـا
كمــا تشــكوا مزنمــة صـداما
نـزال بنـي الهـدى هـل من كميٍّ
يسـوم الخلـد بـالنفس استياما
يرددهــا فيحجــم عنــه قــوم
وإن كـانوا القسـاورة الكراما
هنالـك لـو تـرى الكـرار لمـا
تصـــبب فــي حميتــه جمامــا
إذا مــا هــم أقعــده أخــوه
وزاد إلـى اللقـاء جـوى فقاما
مكانــك يـا علـي فـذاك عمـرو
وإن لكـــل ذات جنــىً جرامــا
فقــال وإن يكـن عمـراً فـدعني
رســول اللَـه أجلمـه الحسـاما
تقلـد ذا الفقـار وقـام يرغـو
رغـاء الفحـل يعتلـك اللغامـا
يحـــدث نفســه ولهــا أجيــج
ببــأس اللَـه يضـطرم اضـطراما
ومـا عمـروا ومن أنا ما غنائي
إذا لـم أرو منـه صـدىً وهامـا
فلـم يـك غيـر أن فلـق ابن ود
وخـاض السـيف فـي دمـه وعامـا
وعـاد إلـى النـبي يفيـض بأسا
ويزخــر فــي حميتــه جمامــا
وراح الكفــر يرجــف جانبــاه
وأمســى عضــب عزتــه كهامــا
وســائل يــوم خيـبر عـن علـى
تجــد فيهــا مــآثره جســاما
إذ الرايــات فـي جهـد عليهـا
تعاصـي الفتـح وانبهم انبهاما
وقــامت للهيــود بهــا جنـود
رزمــن علــى معاقلهـا رزامـا
وظنـوا فـي الحصـون ظنـون صادٍ
يشـيم علـى الصـدى سحبا جهاما
فأقيــل بالعقــاب علـى خميـس
يــدق بـه المراجـم والرجامـا
فشــد علــى مناكبهــا وثاقـا
ولــف علــى معاطســها خطامـا
ولـم تغـن الحصـون ولا الصياصي
وإن قـام الحديـد لهـا دعامـا
فثـــاروا للأســنة والمواضــي
ودوى الهــول بينهــم ودامــا
وأقبـل مرحـبٌ فـي البـأس يحبو
وكــان البـأس صـاحبه الأزامـا
يميـل إذا انتمـى صـلفاً وكبرا
كراكــب لجــةٍ يشـكو الهـداما
ألـم أك مرحبـاً يـوم التنـادي
إذا مـا الليـث مـن فـزع ألاما
ألســـت لآل إســـرائيل غوثــا
إذا نشـدوا بـي البطل الهذاما
ومـا علـم الفـتى أن المنايـا
خططـن بـذي الفقـار لـه مناما
وأن لــه مــن الكــرار يومـاً
عبــوس الجــو يحتبـك الإيامـا
سـلا ابـن الخيبريـة يـوم وافى
وليــث اللَــه يرقبــه رعامـا
ضـفا حلـق الحديـد عليـه مثنى
وظــاهر فـوق بيضـته الرخامـا
ولـم أرى قبـل مرحـب مـن كمـي
يثنـي فـي الـوغى سـيفاً ولامـا
فشــد علـى الإمـام بـذي سـطام
نضــاه لكــل جامحــة ســطاما
فــزال مجــن حيــدر لا لــوهن
ولا ضـــعفت لمحملـــه ســـلامي
ومـــا بطرفــه فــإذا رتــاجٌ
هنـــاك تخـــاله جبلاً تســامى
فســل يســراه كيــف تلقفتــه
وقــد أعيــا تحملـه الفئامـا
يقلبــه بهــا ترســاً ويغشــى
بيمنــاه الفـتى موتـاً زؤامـا
علاه بضـــربة لـــو أن رضــوى
تلقاهــا لعــاد بهــا هيامـا
فلــم يعصــمه مـن حيـن رخـامٌ
ولـم يجـد الحديـد لـه عصـاما
وليــس أخـو اللئام وإن تزكـى
لسـيف اللَـه فـي الهيجا لئاما
رأى بـان الخيبريـة كيـف لاقـى
بحيــدر ذلــك الأسـد الرزامـا
وعـــادت خيـــبر للَـــه فيئاً
يقســم فــي كتـائبه اقتسـاما
فـدع عنـك المـواطن والمغـازي
ومـن سـل الظبـا فيهـا وشـاما
فجبــه للظغــاة بهــا وجوهـاً
وجـــدع للظلال بهـــا حثامــا
ومـن أجـرى عتـاق الخيـل قبّـاً
فأوطأهــا المتـالع والحثامـا
يخــوض بهـا المـواطن معلمـات
ونصــر اللَـه كـان لهـا علامـا
فمــا وجــدت كحيــدرةٍ إمامـا
غــداه الـروع يقـدمها إدامـا
وســل أهـل السـلام تجـد عليّـاً
أمــام النـاس يبتـدر السـلاما
حــوى علـم النبـوة فـي فـؤاد
طمــا بــالعلم زخـاراً فطامـا
ســقاه الحـق أفـواق المعـاني
وهيمـــه بـــه حبّــاً فهامــا
وزوده اليقيـــن بــه فكــانت
أفــاويق اليقيــن لـه قوامـا
رمـى فـي عـالم الأنـوار سـبحاً
إلــى ســوح الجلال بـه ترامـى
ونفسـاً لـم تـذق طعـم الدنايا
ولا لــذت مــن الـدنيا طعامـا
غـذاها الـدين مـذ كـانت فشبت
علـى التقـوى رضـاعاً وانفطاما
ونشـــأها علــى كــرم وأيــد
وصــاغ مـن الجلال لهـا قوامـا
زكـت فسـمت عـن الـدنيا طلابـا
وأضــنى حبهــا قومــاً وتامـا
طـوى عنهـا علـى الضـراء كشحاً
وعــاف نضــارها تـبراً وسـاما
ووجهــاً فـاض نـور اللَـه فيـه
فألبســه المهابــة والقسـاما
يــروع الليــث منظـره عبوسـاً
ويخجـل ضـاحك الغيـث ابتسـاما
تـــرى فيــه مخايــل خنــدفيٍّ
يســيما الحـق يـزدان اتسـاما
وفيــض يـدٍ مـن الوسـمي أنـدى
إذا الحـي اشـتكى سـنةً أزامـا
علــى حــب الطعـام يصـد عنـه
ليطعمــه الأرامــل واليتــامى
ســل القـرآن أو جبريـل تعلـم
مكـارم لـن تبيـد ولـن ترامـا
مــن الأبــرار يغتبقـون كأسـاً
مــن الرضــوان مترعـةً وجامـا
علـــي والبتـــول وكوكبـــاه
ضــياء الأرض إن أفــق أغامــا
ثنــاءٌ فـي الكتـاب لـه عـبيرٌ
تقصــر عنــه أرواح الخزامــى
وكـم أجـرى علـى المحراب دمعاً
لخــوف اللَـه ينسـجم انسـجاما
إذا مـا قـام في المحراب قامت
لــه زمــر الملائكـة احتشـاما
صــلاة الليــل يجعلهـا سـحوراً
إذا ما في الغداة نوى الصياما
تــرى صـبر القنـوع لـه غـذاءً
جـرى دمـع الخشـوع لـه إدامـا
رأينـا فـي الكهولـة منه شيخاً
حـوى المجـد اشـتمالاً واعتماما
فمـا للـدهر لـم يعـرف حقوقـاً
لــه شــيخاً ولـم ينكـر ظلامـا
خليلـــي أربعـــاً وتنظرانــي
ضــللت القـول لا أجـد الكلامـا
ومـا أنـا بالمغلب في القوافي
ولا حصـراً بهـا يشـكو الفحامـا
ولكـــن الزمــان لــه صــروف
يعــود المفلقـون بهـا فـداما
سـحبا ليـل الحـوادث بعـد طـه
فعــم الــدين والـدنيا ظلامـا
وحلـــت بالخلافـــة مـــرزئات
طـواحن تحتسـي النـاس التهاما
اهبــن بهـا فمـا أجليـن حـتى
رأيــت حبيكهـا سـال انثمامـا
قواصـم علـى ظهـر الـدين عنها
ولـولا اللَـه لا نقصـم انقصـاما
أرى الإسـلام يـوم الـدار يبكـي
شـهيد الـدار إذ ورد الحمامـا
وكــانت فتنــة فيهـا اسـتحلت
ســيوف المـارقين دمـاً حرامـا
أحــاطت بالمدينــة يـوم نحـس
زعــانف منهــم تقفـوا لئامـا
فلــم يعــروا لإمرتــه عهـوداً
ولــم يخشــوا لغيلتـه أثامـا
مضــى عثمــان والإســلام يـذرى
عليـــه الــدمع منهلّاً ســداما
فــزن أبـا الحسـين بـه فريـقٌ
ولجـوا فـي الظنـون به اتهاما
وحاشــى أن يريــد أبـو حسـين
بـذي النـورين سـوءاً أو ظلامـا
علـــيٌّ كــان أول مــن وقــاه
ومــن ذاد الـردى عنـه وحـامى
فيــا لـك فتنـةً ضـرمت فكـانت
نفــوس المسـلمين لهـا ضـراما
رأيــت شــرارها ينتـاب مصـرا
ومكـــة والجزيــرة والشــآما
رمــت بالمســلمين إلـى شـتاتٍ
وأمســى حبــل وحـدتهم رمامـا
طـــوائف فرقتهـــن المرامــي
ولـولا الحـق ما افترقوا مراما
فمنهــم مـن أقـام بكسـر بيـتٍ
وأخلــد للســكينة فاســتناما
وطائفــة علــى الحـق اسـتقرت
فكــانت بيــن إخوتهـا قوامـا
تبــايع وهــي راضــيةٌ عليّــاً
وترعــى فــي خلافتـه الـذماما
وطائفــةٌ نضــت للحــق ســيفاً
ولمــا تســتبن فيــه إمامــا
فلمــا حصــحص انقلبــت إليـه
ونــادت بالإمــام لهـا إمامـا
وقــرت فــي أكنتهـا المواضـي
وقــال الفيلقــان لهـا سـلاما
ولـولا الحـق لـم تحلـل عقـالا
ولــم تشـدد علـى جمـل قرامـا
وأخـرى أوضـعت فـي الخلف تغلو
ولــم تحـذر عـواقبه الوخـامى
رضــوا بالســيف لمــا حكمـوه
فقـام السـيف بـالأمر احتكامـا
وأقبلـت الجيـاد الجـرد تعـدو
علـى الآكـام تحسـبها النعامـا
تــزوف بهــا كتــائب معلمـات
وقـد غـص الفضـاء بهـا زحامـا
زواحــف ثــم مــن شـرق وغـرب
فـرادى فـي الأباطـح أو تؤامـا
إلــى صــفين تحشــدها منايـا
تجــن إلــى مواردهــا هيامـا
أقـام المـوت فـي صـفين سـوقا
وأرخصـــت النفـــوس ســـواما
تـرى مضـراً تـبيع بهـا نـزارا
ولخمــاً تســتبيح بهـا جـذاما
ألا صــلى الإلــه علــى نفــوس
تـرى فـي الحـق مصـرعها لزاما
تمــوت علــى منازعهـا كرامـا
فتحيــا فــي منازعهـا كرامـا
فلمـا كـاد حكـم السـيف يمضـي
وولـى الجمع واستبقوا الخياما
أنـاب إلـى الكتـاب دهاء عمرو
دهــاء يأكـل السـيف الحسـاما
وأقبلـــت المصــاحف مشــرعاتٍ
يهلـل تحتهـا الجيـش ارتسـاما
إلـى حكـم الكتـاب دعوا أخاهم
ليرتسـموا بمـا حكـم ارتسـاما
ومـا هيـم بالكتـاب أبـر منـه
ولا أولــى بحكمتــه انتمامــا
عبـاب البحـر تنقـص منـه قدرا
إذا شـــبهته قلبـــاً ذمامــا
ولكــــن حيلــــةٌ جـــرت بلاء
علــى الـدنيا وأيامـاً وخامـا
إذ الحكمــان بــالأمر اسـتقلا
فليتهمـا علـى النهـج استقاما
لقـد قرنـوا أبـا موسـى بعمرو
ومـا أدراك مـا عمـرٌو إذا مـا
أرى فحلاً يقـــــاس بــــه حلامٌ
وكيــف تقيــس بالحـل الحلامـا
مضـى الحكمـان مـا حسـما خلافا
ولا فضـــّا لمشـــكلةٍ ختامـــا
أميــر المــؤمنين أرى زمانـا
لحربــك هــز مخــذمه وشــاما
وأقبـل بالوفـاء علـى ابن حرب
يصــافيه المــودة والوئامــا
ولـم يـك بالإمامـة منـك أولـى
وإن هــو فــي أرومتـه تسـامى
ولكـن شـيبة الحمـد بـن عمـرو
إذا اسـتبقوا المكارم لا يسامى
فمــا نقمــت أميـة منـك حـتى
تناصــبك العــداء والانتقامـا
بلــى إن الزمــان لفــى ضـلال
لـوى فـي الحق وانتهك الذماما
طـوى السـلف الكـرام وجاء قومٌ
فكـانوا بعـد مـا سلفوا قماما
إذا أخــذ الإمــام بـأمر حـزمٍ
رأيـت الخلـف والـرأى الكهاما
زهـاهم زخـرف الـدنيا فهـاموا
مـع الشـيطان بالـدنيا غرامـا
وليــس لطــالب الــدنيا دواءٌ
إذا كـانت لـه الـدنيا سـقاما
رمــى بــالخرق أقــوامٌ عليّـاً
وهـم أولـى بمـا زعموا اتصاما
فمـا شـهد الزمـان لـه سـفاهاً
ولا نكــروا لــه رأيـاً عقامـا
ولكــن القريــن السـوء يلـوى
فيقتضـــب الأزمــة والخزامــا
أبـى أهـل العـراق سـوى لجـاج
أرث الحبــل فانجـذم انجـذاما
ولــوَّوا عـن أبـي حسـنٍ رؤوسـاً
كــأن بهـا لمـا كسـبت جحامـا
تــرى بـالكوفتين لهـم عديـدا
إذا أمنــوا واجرامــا جرامـا
وإن حربـوا أراك الـروع منهـم
نعــام الـدو يعتسـف النعامـا
قلــوبٌ مــا طـوين سـوى نفـاق
طــوى مـن تحتـه هممـاد مامـا
يطيـش أخـو السـداد بهم سهاما
وإن كـــانت مســـددة لؤامــا
ولا يغنــي الأريــب حجــا ورأى
إذا قــاد الأســافل والطغامـا
علمنــا رأيــه فلقــا مبينـا
لـه نهـج علـى الحـق اسـتقاما
رأى ورأوا فســد ومـا أصـابوا
وأيقــظ حزمــه وجثـوا نيامـا
فمــا فتحــوا لمغلقـةٍ وصـيداً
ولا ســـبؤوا لمفدمــةٍ فــداما
فلمـا أمعنـوا فـي الخلف عدواً
وألقــوا دون طـاعته الكمامـا
أصـــاخ إليهــم ورأى خروجــا
عـن الشـورى وإن سـفهت حرامـا
كـــذلك كـــان أدبــه أخــوه
فسـار بهـم يـؤد بهـم علـى ما
هـي الشـورى نظام الملك إن لم
تقـم سـنداً لـه فقـد النظامـا
وكــانت ســنة الإســلام قــدما
بهــا كتـب السـعادة والسـلاما
فلا تلــم الإمــام بهــا تحـدى
وضــل النـاس منهجـه القوامـا
فــأكبر همــه مــذ كـان طفلاً
حــدود اللَـه يحـرص أن تقامـا
يــذل لعزهــا نفســاً ويرضــى
لـدفع الضـيم عنهـا أن يضـاما
فليتهــم وعــوا خطبـاً أتتهـم
ضــوافي تســمع الصـم السـلاما
ســـوابغ نســـج أروع هاشــمي
سـما ملـك البيـان بـه وسـامى
إذا ابتـدر المقالـة يـوم خطب
وهــز علــى منصـتها الحسـاما
أصـاخ النجـم أبرقـت المواضـي
تلمســـت الضــراغمة الأجامــا
إذا مــا رن صـوت الحـق فيهـا
تـولى الإفـك وانحطـم انحطامـا
وليـت القـوم إذ مردوا أنابوا
لحكمتـــه صــحاباً والتزامــا
كأهـل الشـام مـا حجمـوا بخلفٍ
معاويـــة ولا نبــذوا حجامــا
تراهــم تحــت رايتــه خفافـاً
كمـا تزجـي الصـبا سحباد ماما
إذا قـال الـثرى ملأوا الموامي
وإن قـال الـذرى علوا النعاما
وإن ســئلوا الكريهـة أرثوهـا
وإن سـيموا الردى قالوا نعامى
رمـى أهـل العـراق بهم فقاموا
بطــاعته ومــا سـخطوا قيامـا
بنـى الشـامات ويحكـم أفيقـوا
علام تنكـــب الحســـنى علامــا
ظلمتــم ســيد الأبــرار لمــا
ركبتــم فـي عـداوته الثمامـا
سـلوا الصـديق والفـاروق عنـه
كـم اعتصـما بحكمتـه اعتصـاما
وكــم وردا لــه رأيـاً نجيحـاً
وكــم ســلكا بـه سـبلاً قوامـا
بنــى الشـامات ويحكـم شـققتم
عصـا الإسـلام فانقسـم انقسـاما
مــددتم للخــوارج حبــل خلـف
بـه شـدوا إلـى الفتن الحزاما
فيـا قتـل الخـوارج يـوم جروا
علــى الإســلام داهيــةً دهامـا
أثـاروا فـي العراق لها قتاما
سـجا فـدجا بـه الكون اقتماما
ثلاثــة أكلــب لبســوا بليــل
ثيـاب الغدر واحتزموا احتزاما
لقــد مــردت بفاجرهــا مـرادٌ
علـى العـدوان لا بلغـت مرامـا
جـرى طيـر ابـن ملجمهـا علينا
غـراب الـبين والفـأل اللجاما
كــأني بــالخبيث حمــار سـوء
يعــاني مــن وساوســه حمامـا
عشــية بــات يعســل فـي دروب
تعـــاوره ملاعنهــا التقامــا
تزيــن لـه الخنـى نفـس عقـام
غلـت فـي حمـأة الشـر اعتقاما
ألا تبــت يــدٌ بالغــدر ثـارت
تمــد إلــى أبـي حسـن حسـاما
لــو أن السـيف يعلـم أي نفـسٍ
أراد لمـات فـي الغمد انشياما
لـو أن السـيف كـان لـه خيـارٌ
لعــرد عنــه وانثلـم انثلامـا
لـو أن السـيف كـان لـه خيـارٌ
مضـى فـي قلـب ملعـون اليتامى
ولكــن القضــاء جــرى بــرزءٍ
لـه انحلـت عرى الصبر انفصاما
فبعـداً لابـن ملجـم يـوم يـأتي
يجــر بردغـة الخبـل اللجامـا
بــه فجــع المدينـة والمصـلى
وزلــزل بطــن مكــة المقامـا
ولـولا الغـدر لـم يرفـع جبيناً
لهيبتـــه ولا نظـــراً أســاما
نعـى النـاعي أبـا حسـن فمالت
رواســي الأرض تنــدك انهجامـا
نعـى النـاعي أبـا حسـنٍ فراحت
بـواكي الـدين تلتـدم التداما
لقــد سـلب الحمـام بنـي لـؤيٍّ
أبـا الإسـلام والشـيخ الحمامـا
بروحــي غــرةٌ يجــري عليهــا
دم أزكـى مـن المسـك اشـتماما
جـــبينٌ زاده بــالموت نــوراً
لقـاء اللَـه فـائتلق ابتسـاما
بروحــي إذ يجــود بخيـر نفـسٍ
تخـاف علـى الحنيفـة أن تضاما
بنــي العـدل إن شـئتم قصـاما
كفــى بكتــاب ربكــم إمامــا
كتــاب اللَــه لا تغلــو فـإني
أخـــاف عليكـــم ألا يقامـــا
مضـى زيـن الصـحابة فـي سـبيل
إلـــى ملإ بجيرتــه اســتهاما
إلــى دار الســلام مضــى علـي
وجــاور فـي منازلهـا السـلاما
محمد بن عبد المطلب بن واصل.من أسرة أبي الخير، من جهينة.شاعر مصري، حسن الرصف، من الأدباء الخطباء. ولد في باصونة (من قرى جرجا بمصر) وتعلم في الأزهر بالقاهرة، وتخرج مدرساً، وشارك في الحركة الوطنية، بشعره ومقالاته وخطبه.وتوفي بالقاهرة.له (ديوان شعر ).وله:(تاريخ أدب اللغة العربية) ثلاثة أجزاء، و(كتاب الجولتين في آداب الدولتين) الأموية والعباسية، و(إعجاز القرآن) وروايتا (الزباء) و(ليلى العفيفة) كلها لا تزال محفوظة.