
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مـا لـذَّةُ العيـشِ إلّا صحبةُ الفقرا
هـم السـلاطينُ والسـاداتُ والأمـرا
فاصــحبهُم وتــأدَّب فـي مجالسـهِم
وخــلِّ حظَّــك مهمــا خلّفــوكَ ورا
واستغنم الوقتَ واحضر دائماً معهم
واعلـم بـأن الرضـى يخصُّ من حضرا
ولازِم الصـــمتَ إن ســـُئِلت فقُــل
لا علـم عنـدي وكُن بالجهلِ مستتِرا
ولا تــر العيـب إلّا فيـكَ معتقِـداً
عيبـاً بـدا بينـاً لكنَّـه اسـتتَرا
وحُــطّ رأســك واســتغفر بلا سـببٍ
وقُـم علـى قـدم الإنصـافِ معتـذِرا
وإن بـدا منـك عيـبٌ فاعترف وأقم
وجـه اعتـذاركَ عمّـا فيك منكَ جرا
وقُــل عبيــدُكُم أولــى بصــفحِكمُ
فـامحوا وخُـذوا بـالرفقِ يا فقَرا
هـم بالتفضـُّلِ أولـى وهـوَ شيمتُهُم
فلا تخــف دركــاً منهُـم ولا ضـَرَرا
وبـالتفتي علـى الإخـوانِ جد أبداً
حـار ومعنـى دركـا منهم ولا ضرَرا
وراقـب الشـيخ فـي أحـواله فعسى
يــرى عليـك مـن اسـتحانهِ أثَـرا
وقـدم الجـدَّ وانهـض عنـد خـدمتهِ
عسـاهُ يرضـى وحـاذِر أن تكُن ضجِرا
ففـي رضـاه رضـى البـاري وطاعتهِ
يرضـى عليـك ركـن من تركها حذِرا
واعلَـم بـأن طريـق القـوم دراسة
وحـال مـن بدعيها اليوم كيف ترى
مـتى أراهـم وأنـي لـي برؤيتهـم
أو تسـمع الأذن منّـي عنهـم خـبرا
مـن لـي وأنـي لمثلي أن يزاحمَهُم
علـى مـوارِدَ لـم ألـف بهـا كدَرا
أحبَّهُـــم وأداريهـــم وأوثرهُــم
بِمُهجــتي وخصوصــاً منهــمُ نفـرا
قـوم كـرام السجايا حيثما جلسوا
يبقـى المكـان علـى آثارهِم عطرا
يهـدي التصـوّف مـن أخلاقهِـم طرفا
حسـن التـآلف منهُـم راقنـي نظرا
هـم أهـل ودّي وأحبـابي الذين همُ
ممّــن يجـرُّ ذيـول العـزّ مفتخـرا
لا زال شـملي بهم في اللَه مجتمعا
وذَنبُنــا فيـه مغفـوراً ومغتفَـرا
ثـمّ الصـلاةُ علـى المختـارِ سيدنا
محمـدٍ خيـر مـن أوفـى ومـن نذَرا
شعيب بن الحسن الأندلسي التلمساني، أبو مدين.صوفي، من مشاهيرهم، أصله من الأندلس، أقام بفاس، وسكن بجاية، وكثر أتباعه حتى خافه السلطان يعقوب المنصور، وتوفي بتلمسان، وقد قارب الثمانين أو تجاوزها.له: (مفاتيح الغيب لإزالة الريب وستر العيب - ط) 92 ورقة في شستربتي (الرقم 3259).