
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تضــيقُ بنــا الـدنيا إذا غبتُمُعنـا
وتَــذهَبُ بالأشــواقِ أرواحُنــا منّــا
فبُعـــدُكُمُ مـــوتٌ وقُربكُـــم حيـــا
فـإن غبتمـوا عنّـا ولـو نفـاً متنـا
نمـــوت ببعــدِكم ونحيــا بقُربكــم
وإن جاءضـنا عنكـم بشيرُ اللقا عشنا
ونحيــا بـذاكر كـم إذا لـم نراكـمُ
ألا إنَّ تـــذكارَ الأحبَّـــة ينعشـــُنا
فلَــولا معــانيكمُ تراهــا قلوبُنــا
إذا نحـنُ أيقـاظٌ وفي النوم إن غبنا
لمتنــا أســى مــن بعـدكم وصـبابةً
ولكــنَّ فـي المعنـى معـانيكُم معنـا
بحــرُ كنــا ذكــر الأحــاديث عنكـمُ
ولـولا هـواكُم فـي الحشـا ما تحرَّكنا
فقُـل للـذي ينهـى عـن الوجـد أهلـهُ
إذا لـم تـذُق معنى شرابٍ الهوى دعنا
إذا اهـتزَّت الأرواح شـوقاً إلى اللقا
ترفصــت الأشـباح يـا جاهـلَ المعنـى
أمـا تنظـرُ الطيـر المقفَّـصَ يـا فتى
إذا ذكـر الأوطـان حـنَّ إلـى المغنـى
يُفَـــرّجُ بالتغريـــد مــا بِفُــؤادهِ
فتضـطرِبُ الأعضـاءُ فـي الحـسّ والمعنى
ويرقـصُ فـي الأقفـاصِ شوقاً إلى اللقا
فتهــتزُّ أربــابُ العقــولِ إذا غنـى
كــذلكَ أرواحُ المحبّيــنَ يــا فــتى
تهزِّزهــا الأشــواقُ للعــالمِ الأسـنى
أنلزمُهـــا بالصــبرِ وهــي مشــوقةٌ
وهـل يسـتطيع الصبر من شاهد المعنى
إذا لم تذُق ما ذاقتِ الناسُ في الهوى
فبـاللَهِ يـا خـالي الحشـا لا تعنّفنا
وســلّم لنــا فيمــا ادعينـا لأننـا
إذا غلبــت أشــواقُنا ربَّمــا صـحنا
وتهـــتزُّ عنــد الإســتماع قلوبُنــا
إذا لـم نجـد كتـم المواجيـد صرّحنا
وفــي الســرِّ أســرارٌ دقـاقٌ لطيفـة
تــراقُ دمانـا جهـرةً إن بهـا مجنـا
فيـا حـاديَ العشـّاقِ قـم واحد قائماً
وزمـزم لنـا باسـم الحـبيب وروحنـا
وصــن سـرَّنا فـي سـكرنا عـن حودنـا
وإن أنكــرَت عينـاك شـيئاً فسـامحنا
فإنّــا إذا طبنــا وطنــب عقولُنــا
وخامَرنــا خمــرُ الغــرام تهتَّكنــا
فلا تلــم الســكران فـي حـالِ سـُكرهِ
فقـد رقـع التكليـف فـي سـُكرِنا عنّا
شعيب بن الحسن الأندلسي التلمساني، أبو مدين.صوفي، من مشاهيرهم، أصله من الأندلس، أقام بفاس، وسكن بجاية، وكثر أتباعه حتى خافه السلطان يعقوب المنصور، وتوفي بتلمسان، وقد قارب الثمانين أو تجاوزها.له: (مفاتيح الغيب لإزالة الريب وستر العيب - ط) 92 ورقة في شستربتي (الرقم 3259).