
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عبثــت بلبــك وجنــة حمــراء
أم لاعبتـــك ذؤابـــة ســوداء
أم مـرت النفحـات وهـي بليلـة
فتحركـــت بحراكهــا الأهــواء
أم اسـهرت عينيـك أخبـار الألى
منعـوا الرضـا فتمنـع الاغفـاء
أم جـاد المـام الخيـال بزورة
ثــم أرعــوى فـألمت البرحـاء
أم جـددت ذكرى الشباب لك الأسى
أيـن الشـباب وأيـن منـه وفاء
كـم مـر في الماضين مثلك مدنف
عـز الـدواء لـه وأعيـا الداء
ولـو أن دائرة النجـوم تعشـقت
مـا دار فـي قطـب لهـا أرحـاء
ومـن التعلـل ان تطارحك المنى
مـا فـي مطارحة المنى استغناء
يـا صـاحبي مـا عـز قـط لطالب
إلا الصــديق واختــه العنقـاء
هل فيك من صلة فتطرق بي الحمى
جادتـك يـا نـادي الحمى انداء
حــي يروقـك منـه كيـف لحظتـه
رشـــأ أغـــن وروضــة غنــاء
وإذا سـألت عـن الفـؤاد فإنما
هتفـت بـه يـوم الحمـى ورقـاء
تشدو فيسعدها البكاء على الأسى
ولربمــا نقــع الغليـل بكـاء
ولقـد ذكـرت بذي الأراكة منزلا
نشــرت جناحيهــا بـه السـراء
حيــث الكــؤوس كـأنهن حمـائم
وكــأن لجلجلـة الكـؤوس غنـاء
ومـذائب الفـدران يطفـح ماؤها
والــدوح ترقـص تحتـه الأفيـاء
واللثـم يمتـص الخـدود كأنهـا
ديـم النـدى ظفـرت بـه رمضـاء
حلـت بـه حلـل الشـقيق كأنمـا
صــبغت حواشــي جـانبيه دمـاء
الـراح تسـكب في الزجاج كأنها
نــار أحـاط بجانبيهـا المـاء
والجـو وعـث بالغيوم قد التقت
فيـه الصـفوف وضـاق منـه فضاء
فكــان مرتكـم السـحاب عسـاكر
وكــأن خافقــة الـبروق لـواء
للَـه مـن لـو هـم يسـكب كأسها
غــابت علــى آثـاره النـدماء
حــتى إذا دبـت بهـم نشـوانها
خـروا لهـا مـوتى وهـم أحيـاء
مــن عـاذري فـي وجنـة موشـية
زرت عليهــا اللامــة الخضـراء
لا تعجبـن مـن اصـفراري في رشا
حجبتــه عنـي الكلـة الصـفراء
علقـت بـأذيله النـوى فكأنمـا
طــارت بلـب حشاشـتي الكومـاء
لــم يشــجني إلا ترقـرق مرشـف
تحميــه عنــي الطعنـة النجلاء
ويروقنــي للثــم خــد مقرطـق
تنشــق عنــه شــقيقة حمــراء
ويشـوقني الشـنب الشتيت كأنما
نفضـت عليـه صـباغها الصـهباء
كــل المحاسـن للقلـوب جـواذب
وأخصــــهن المقلــــة الكحلاء
يـا قلب جعجع عن هواك فقد ذوت
تلـك الريـاض وجـف ذاك المـاء
لا تطمعــن مـن الهـوى بمخـائل
هــي ضــلة للــدهر واسـتهزاء
إن ضـاع شعرك في الغرام فإنما
بمديــح أسـعد تسـعد الشـعراء
ملـك كـأن الجـود أقسـم باسمه
أن لا تـــرى بوجــوده فقــراء
آلاؤه مثــل النجــوم ســوافرا
فـــي كــل ناحيــة لهــا لألاء
علـم يمـد العلـم مـن أنـواره
فأنمــا هــو للضــياء ضــياء
فلــك أحــاط بكـل شـيء وسـعه
فــالبحر فيـه والخليـج سـواء
ولكــل ليــث مـن سـطاه تحـذر
ولكــل غيــث فـي نـداه رجـاء
يرعـى المعالي الغر خير رعاية
فكـــأنهن الأهـــل والأبنـــاء
يرنـو بنـور اللَـه حيث تراكمت
حجــب الغيــوب وطبـق الأخفـاء
متهلـــل بالمكرمــات كأنمــا
غــذيت نميـر لبـانه الوطفـاء
صـلت الجـبين كـأن غـر هبـاته
درر النجــوم وداره الجــوزاء
فــي كـل يـوم للنضـار كتـائب
ولـه عليهـا الغـارة الشـعواء
لــم يبـق بـاق للضـلال برشـده
إن الظلام تميتــــه الأضـــواء
قـد صـافحت منـه المكارم سيدا
بفعـــاله تتـــوج العليـــاء
ويهــزه بـذل النـوال فينثنـي
فكـــأن راح الأريحـــي عطــاء
ظفـرت يـد الـرواد منـه بمخصب
ثبتـــت براحـــة كفـــه الآلاء
إن المنـــاقب كلهـــن بقيــة
مـن بعـض مـا تركـت لـه الآباء
لـم يقـترن بدنيـة ومـن الهدى
والفضــل والتقـوى لـه قرنـاء
يقضـي علـى المتمرديـن بأنمـل
للنــاس منهــا نعمــة وشـقاء
وتـدور شـهب المكرمـات بـداره
فكأنمــا أرض الكريــم ســماء
طلـق اليدين تكاد أنواء الحيا
تحكيـه لـو لـم تسـقط الأنـواء
تلقـي إلـى يـده الأمور عنانها
فيصــرف الأشــياء كيــف يشـاء
كحلـت بـه عيـن السـعود وركبت
فــي ســاعديه شــجاعة وسـخاء
وبـل تسـيل بـل البطحاء وبارق
فــي كــل مقتــدح لـه إيـراء
ملــك مــتى طلعـت طلائع رأيـه
نكصــت علــى أعقابهــا الآراء
مـن آل أحمـد والمقدسـة الـتي
للمجـد منهـا الطلعـة الزهراء
ومطلـق الـدنيا ثلاثـا لـم يكن
لتغــره البيضــاء والصــفراء
شـهدت لـه سـود الوقـائع إنـه
فـي كلهـن لـه اليـد البيضـاء
يا أيها الهادي إلى طرق التقى
وكـذا هـداة العـالم العلمـاء
أشــكو إليــك حوادثـا دهريـة
ضـلت بهـا مـن قبلنـا القدماء
تغضـي عن السفل الرعاع ومالها
عـن وجه ذي الشيم العلى أغضاء
فإليـك معتصـم الطريـد ثوت به
لحضيضــها البأســاء والضـراء
إن الهــدى علـم وأنـت منـاره
إن العلــى قمــر وأنـت سـماء
ولانــت أكـرم جـوهر مـن معشـر
بيـض إذا اعتكـر الزمان أضاؤا
يحمــى نزيلهـم ويـأمن جـارهم
ولــو اسـتجارت فيهـم الأعـداء
أنتـم بنـو المختار ليس بمنكر
لكـم النـدى والعفـو والإعفـاء
مـا شـأنكم نقض العهود وشأنكم
إبــرام عهـد المجـد والإيفـاء
فاجـدر ذيـول الفخـر إن أصوله
وفروعـــه أســـلافك النجبــاء
بكــم تشــرف جبرئيـل وأوجبـت
لكــــم عليـــه مـــودة وولاء
أنــي اهنئكــم بعيــد أكــبر
ووجــوهكم شــرف لــه وهنــاء
بــل أنتـم للعيـد عيـد أكـبر
بأســـاؤه بوجـــودكم ســـراء
لازلتــم عــون الضـعيف وركنـه
مــا ضــوعت بــولاكم النعمـاء