
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لمعــت بروقهـم علـى الـدهناء
فانحـل عقـد الدمعـة الحمـراء
عـرب متى انتشق العليل عرارهم
كــانت ريــاحهم ريــاح شـفاء
مـن كـل مكحـول اللحـاظ باثمد
يجلـو غشـاء الطخيـة العميـاء
يسـتل مـن جفنيـه أرهـف صـارم
فخـرت بـه المـوتى على الأحياء
وإذا ذكـرت حـديث ربـرب ضـارج
لا تنــس ذكــر أهلـة الـزوراء
بلـد يفـور الحسـن مـن جنباته
فــوران غيـث مـن عيـون سـماء
هــي بلــدة أم جنـة أم وجنـة
شــرقت بمـاء الدميـة الادمـاء
لـم أنس ذكر الغيد إذ صارمنني
وعلمـــن أن بقــاءهن بقــائي
أيـــام كــانت للملاح مــوردا
تنشــق عنــه مصــادر الاهـواء
أيـام مـا كانت تفيق من الهوى
حــتى اســتدارت دورة الاسـواء
أترى الزمان درى بما أوعى لنا
إن الزمـــان وعــاء كــل بلاء
ونفـائس الـدنيا لأهـل زمانهـا
كالمــاء خــانته فـروج إنـاء
للَــه قـوم كلمـا غلـت النـوى
رخصــت نفوســهم علـى الأهـواء
وجـدوا بمفنيـة الغرام بقاءهم
فمشـوا إليهـا مشـية الغرمـاء
فهموا إشارات الهوى قبل الهوى
مــا أقنــع الأكيـاس بالإيمـاء
اشـقيتموني بعـد إسـعادي بكـم
والمــرء بيــن سـعادة وشـقاء
نبهتمــوني للغليــل وإن أكـن
عــن لـذة الإغفـاء فـي إغفـاء
لـي فيكـم قلـب يقلبـه الجـوى
فــي بردتيــن مــودة ووفــاء
ومحــاجر نجـل الجـراح كأنهـا
شــرقت بــوخز الطعنـة النجلاء
يـا أهـل ودي هـل يضيء زماننا
فيعـود فيـء الدوحـة الخضـراء
حـي اللـويلات الـتي سـلفت لنا
مـا بيـن سـالفتي سـنى وسـناء
حيـث الصـبا حالي الأديم كأنما
تلــوى عليـه ضـفيرة الجـوزاء
لا تنكــروا دمـع المحـب فـإنه
كــرة تـدفق مـن كـرات المـاء
ودعـوا حجاب البين فيما بيننا
يــا شــمس لا تتـبرقعي بسـماء
يــا صـاحبي ترفقـا بـي إننـي
كالريـح قـد علقـت بـذيل هباء
لا تطلبـا منـي الهـدواء فإنني
أعــددته هــديا ليـوم لقـائي
ومـتى دعـا داعي الصلاح فإن لي
أذنــا إليــه شـديدة الاصـفاء
ضـمئت لبارقـة الفـراق مفارقي
فليهنهــن اليــوم ري بكــائي
تسـقى بـأدمعي الـديار كأنهـا
غلـــل تبــل بديمــة وطفــاء
يـا بينهـم كـن كيف شئت فإنما
برحــائي الأولـى بهـم برحـائي
هيهـات تـوقفني علـى سـلوانهم
سـارت مطايـا الحـب في الأعضاء
يـا بعـد أن غطـى حجابـك عنهم
فالشـوق يهتـك سـتر كـل غطـاء
أنـا من علمت رضعت ثدي وصالهم
وعلــى الـولاء طبعـت والإيفـاء
إن عيـل صـبري مـن أذاك فإنما
ذاك الزنـاد كبـا عـن الإيـراء
كنـا نشـاوى اللهو قبل وداعهم
واليـوم طـارت نشـوة الصـهباء
أتـروم منـي اللهـو صـوح عوده
هيهـات أدلـي فـي المحال دلائي
يـا محـدرا بـالبيض دون مزاره
ســيل البطـاح بـأنفس الأمـراء
لـم أطـو كشـحا عن هواك وإنما
علـق الفـراق بأذيـل الرفقـاء
كـم بـت أرعـى السائرات كأنني
منهــا أراقـب أعيـن الرقبـاء
خـانت بـذمتي الخطـوب وهل لها
إلا الكريــم بقيــة الكرمــاء
المـدرك الأمـد البعيـد بسـابق
مــن دون خطــوته بلـوغ ذكـاء
الخـارق النـوب الشـداد برأيه
خــرق الصـباح غلالـة الظلمـاء
شـغف الصـبا منـه بأبلـج واضح
ســالت عليـه غـدائر العليـاء
يحيـي براحتـه السـخاء وربمـا
تـؤذي شـحيح الطبـع ريـح سخاء
القاتـــل الآلاف يــوم كريهــة
والـــواهب الآلاف يــوم عطــاء
والطـاعن البهـم الكماة بنافذ
يمضـي مضـاء النار في الحلفاء
قنــاص حــرب يعــتري آسـادها
فيصــيدها بالصــعدة السـمراء
وأخـو السجايا المفدقات كأنها
أخلاق كــــل ملثـــة وطفـــاء
ريحانــة الأدبـاء بـل ياقوتـة
الأمـراء بـل اقليـدس الحكمـاء
ذو راحـتين يد على العادي ردى
ويـد جـدى ونـدى علـى الفقراء
وأغــر فـي مـرآة جـوهر علمـه
لاحــت وجــوه غــوامض الأشـياء
ينبـوع روحانيـة الحكـم الـتي
تنهـــل بـــالأنوار والأنــواء
قيســــي رأي لا تــــرى آراءه
إلا ملـــــوك رعيـــــة الآراء
عبـل الجلاد رقيـق حاشية الندى
للمجــد فيــه مجـامع الأهـواء
لــم تنكـر الأيـام حـدة عزمـه
فــأتته ماشـية علـى اسـتحياء
يا ابن الذين إذا تعطلت الوغى
كــانوا حلـي عواطـل الهيجـاء
والمرتقيـن إلـى ثنيـات المنى
بســـراة كــل طمــرة جــرداء
والسـائقين إلى الملوك سحائبا
لا تســتهل بغيــر مــاء دمـاء
إن شـف وصـفك عـن ملاحظة النهى
فالمـاء لا يبـدو لعيـن الرائي
وإذا اتخـذت لـك النوال تميمة
فالمكرمــات تمــائم الكرمـاء
خفيـت معانيك الحسان عن الورى
والكيميـــاء أحــق بالإخفــاء
فاســلم ودم فـي عيشـة شـرفية
تنحــط عنهــا همــة الشـرفاء
للسـعد فـي كلتـا يـديك أزمـة
ولحادثــات الـدهر طـوع أمـاء
فأنـا ابـن ودكم الطبيعي الذي
كــانت مــودته مــن القـدماء