
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بــانَتْ سـُعَادُ وَأَمْسـَى حَبْلُهَـا رَابَـا
وَأَحْـدَثَ النَّـأْيُ لِـي شـَوْقاً وَأَوْصـَابَا
وَأَجْمَعَــتْ صــُرْمَنَا ســُعْدَى وَهِجْرَتَنَـا
لَمَّـا رَأَتْ أَنَّ رَأْسـِي الْيَـوْمَ قَدْ شَابَا
إِنْ تَصـْرِمِي الْحَبْـلَ يَا سَلْمَى وَتَعْتَزِمِي
فَقَــدْ أَرَاكِ لَنَــا بِــالْوِدِّ مِصـْحَابَا
أَيَّــامَ تَجْلُـو لَنَـا عَـنْ بَـارِدٍ رَتِـلٍ
تَخَـــالُ نَكْهَتَــهُ بِاللَّيْــلِ ســُيَّابَا
وَجِيـــدِ مُغْزِلَــةٍ تَقْــرُو نَوَاجِــذُهَا
مِنْ يَانِعِ الْمَرْدِ مَا احْلَوْلَى وَمَا طَابَا
وَعَيْـــنِ وَحْشـــِيَّةٍ أَغْفَــتْ فَأَرَّقَهَــا
صــَوْتُ الـذِّئَابِ فَـأَوْفَتْ نَحْـوَهُ دَاَبـا
هِرْكَوْلَـةٌ مِثْـلُ دِعْـصِ الرَّمْـلِ أَسـْفَلُهَا
مَكْســُوَّةٌ مِـنْ جَمَـالِ الْحُسـْنِ جِلْبَابَـا
تُمِيــلُ جَثْلاً عَلَـى الْمَتْنَيْـنِ ذَا خُصـَلٍ
يَحْبُــو مَوَاشــِطَهُ مِســْكاً وَتَطْيَابَــا
رُعْبُوبَــــةٌ فُنُــــقٌ خُمْصـــَانَةٌ رَدَحٌ
قَـدْ أُشـْرِبَتْ مِثْـلَ مَـاءِ الدُّرِّ إِشْرَابَا
وَمَهْمَـــهٍ نَـــازِحٍ قَفْـــرٍ مَســَارِبُهُ
كَلَّفْــتُ أَعْيَــسَ تَحْـتَ الرَّحْـلِ نَعَّابَـا
يُنْبِـي القُتُـودَ بِمِثْـلِ الْبُـرْجِ مُتَّصِلاً
مُؤَيَّــداً قَــدْ أَنَـافُوا فَـوْقَهُ بَابَـا
كَــأَنَّ كُــورِي وَمَيْســَادِي وَمَيْثَرَتِــي
كَســَوْتُهَا أَســْفَعَ الْخَــدَّيْنِ عَبْعَابَـا
أَلْجَـــاهُ قَطْـــرٌ وَشــَفَّانٌ لِمُرْتَكِــمٍ
مِــنَ الْأَمِيـلِ عَلَيْـهِ الْبَغْـرُ إِكْثَابَـا
وَبَــاتَ فِــي دَفِّ أَرْطَـاةٍ يَلُـوذُ بِهَـا
يَجْـرِي الرَّبَـابُ عَلَـى مَتْنَيْـهِ تَسْكَابَا
تَجْلُــو الْبَـوَارِقُ عَـنْ طَيَّـانَ مُضـْطَمِرٍ
تَخَــالُهُ كَوْكَبــاً فِـي الْأُفْـقِ ثَقَّابَـا
حَتَّـى إِذَا ذَرَّ قَـرْنُ الشـَّمْسِ أَوْ كَرَبَـتْ
أَحَــسَّ مِــنْ ثُعَــلٍ بِــالْفَجْرِ كَلَّابَــا
يُشــْلِي عِطَافــاً وَمَجْــدُولاً وَســَلْهَبَةً
وَذَا الْقِلَادَةِ مَحْصــــُوفاً وَكَســــَّابَا
ذُو صـِبْيَةٍ كَسـْبُ تِلْـكَ الضـَّارِيَاتِ لَهُمْ
قَـدْ حَـالَفُوا الْفَقْرَ وَالْلَأْوَاءَ أَحْقَابَا
فَانْصــَاعَ لَا يَــأْتَلِي شــَدّاً بِخَذْرَفَـةٍ
تَـرَى لَـهُ مِـنْ يَقِيـنِ الْخَـوْفِ إِهْذَابَا
وَهُــــنَّ مُنْتَصـــِلَاتٌ كُلُّهَـــا ثَقِـــفٌ
تَخَـــالُهُنَّ وَقَـــدْ أُرْهِقْــنَ نَشــَّابَا
لَأْيــاً يُجَاهِــدُهَا لَا يَــأْتَلِي طَلَبــاً
حَتَّـى إِذَا عَقْلُـهُ بَعْـدَ الْـوَنَى ثَابَـا
فَكَـــرَّ ذُو حَرْبَــةٍ تَحْمِــي مَقَــاتِلَهُ
إِذَا نَحَـــا لِكُلَاهَــا رَوْقَــهُ صــَابَا
لَمَّــا رَأَيْــتُ زَمَانـاً كَالِحـاً شـَبِماً
قَـدْ صـَارَ فِيـهِ رُؤُوسُ النَّـاسِ أَذْنَابَا
يَمَّمْـتُ خَيْـرَ فَـتىً فِـي النَّـاسِ كُلِّهِـمُ
الشــَّاهِدِينَ بِــهِ أَعْنِـي وَمَـنْ غَابَـا
لَمَّــا رَآنِــي إِيَــاسٌ فِــي مُرَجَّمَــةٍ
رَثَّ الشــَّوَارِ قَلِيـلَ الْمَـالِ مُنْشـَابَا
أَثْــوَى ثَــوَاءَ كَرِيــمٍ ثُــمَّ مَتَّعَنِـي
يَــوْمَ الْعُرُوبَــةِ إِذْ وَدَّعْـتُ أَصـْحَابَا
بِعَنْتَرِيــسٍ كَــأَنَّ الْحُــصَّ لِيـطَ بِهَـا
أَدْمَــاءَ لَا بَكْــرَةً تُــدْعَى وَلَا نَابَـا
وَالرِّجْــلُ كَالرَّوْضــَةِ الْمِحْلَالِ زَيَّنَهَـا
نَبْـتُ الْخَرِيـفِ وَكَـانَتْ قَبْـلُ مِعْشـَابَا
جَــزَى الْإِلَــهُ إِيَاســاً خَيْـرَ نِعْمَتِـهِ
كَمَـا جَـزَى الْمَرْءَ نُوحاً بَعْدَ مَا شَابَا
فِــي فُلْكِــهِ إِذْ تَبَــدَّاهَا لِيَصـْنَعَهَا
وَظَـــلَّ يَجْمَــعُ أَلْوَاحــاً وَأَبْوَابَــا
الأَعْشَى الكَبِيرُ أَوْ أَعْشَى قَيْس هُوَ مَيْمُونُ بْنُ قَيْسِ بْنِ جَنْدَلَ، مِنْ قَبِيلَةِ قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ إِحْدَى قَبائِلِ بَكْرِ بْنِ وائِلٍ، مِنْ فُحُولِ الشُعَراءِ الجاهِلِيِّينَ، وَمِنْ شُعَراءِ الطَّبَقَةِ الأُولَى، وَهو أَحَدُ شُعَراءِ المُعَلَّقاتِ، اُشْتُهِرَ بِجَوْدَةِ قَصائِدِهِ الطِّوالِ، وَقَدْ قَدَّمَهُ بَعْضُ النُقّادِ القُدامَى عَلَى الشُّعَراءِ الجاهِلِيِّينَ لِتَصَرُّفِهِ فِي المَدِيحِ وَالهِجاءِ وَسائِرِ فُنُونِ الشِّعْرِ، وَقَدْ تَنَقَّلَ الأَعْشَى فِي بِلادٍ كَثِيرَةٍ بَحْثاً عَنْ المالِ فَكانَ مِنْ أَوائِلِ مَنْ تَكْسَّبَ بِشِعْرِهِ، وَقَدْ أَدْرَكَ الإِسْلامَ وَلَمْ يُسْلِمْ وَكانَتْ وَفاتُهُ سَنَةَ 7ه المُوافَقَة لِسَنَةِ 629م