
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَوَصـَلْتَ صـُرْمَ الْحَبْـلِ مِـنْ
ســَلْمَى لِطُــولِ جِنَابِهَــا
وَرَجَعْـتَ بَعْـدَ الشـَّيْبِ تَبْـ
ــــغِي وُدَّهَــا بِطِلَابِهَــا
أَقْصـــِرْ فَإِنَّــكَ طَالَمَــا
أُوْضــِعْتَ فِــي إِعْجَابِهَــا
أَوَلَـنْ يُلَاحَـمَ فِـي الزُّجَـا
جَــةِ صــَدْعُهَا بِعِصــَابِهَا
أَوَلَـنْ تَرَى فِي الزُّبْرِ بَيِّـ
ــــنَةً بِحُســْنِ كِتَابِهَــا
إِنَّ الْقُــرَى يَوْمـاً سَتَهْــ
ـــلِكُ قَبْـلَ حَـقِّ عَـذَابِهَا
وَتَصـــِيرُ بَعْــدَ عَمَــارَةٍ
يَوْمـــاً لِأَمْــرِ خَرَابِهَــا
أَوَلَـمْ تَـرَيْ حِجْـراً وَأَنْــ
ـــتِ حَكِيمَـةٌ وَلِمَـا بِهَـا
إِنَّ الثَّعَـــالِبَ بِالضــُّحَى
يَلْعَبْــنَ فِــي مِحْرَابِهَــا
وَالْجِــنُّ تَعْــزِفُ حَوْلَهَــا
كَــالْحُبشِ فِــي مِحْرَابِهَـا
فَخَلَا لِــــذَلِكَ مَـــا خَلَا
مِــنْ وَقْتِهَــا وَحِســَابِهَا
وَلَقَــدْ غَبَنْــتُ الْكَاعِبَـا
تِ أَحَــظُّ مِــنْ تَخْبَابِهَــا
وَلَهَــا الْكَتِيبَـةُ حَوْلَهَـا
يَمْشــُونَ حَــوْلَ قِبَابِهَــا
حَــذَراً عَلَيْهَــا أَنْ تُـرَى
أَوْ أَنْ يُطَـــافَ بِبَابِهَــا
فَبَعَثْـــتُ جِنِّيّـــاً لَنَــا
يَــأْتِي بِرَجْــعِ حَــدِيتِهَا
فَمَشـَى وَلَـمْ يَخْـشَ الْأَنِيــ
سَ فَزَارَهَـــا وَخَلَا بِهَـــا
فَتَنَازَعَــا ســِرَّ الْحَدِيــ
ــثِ فَـأَنْكَرَتْ فَنَـزَا بِهَـا
عَضـــْبُ الْلِســَانِ مُتَقِّــنٌ
فَطِــنٌ لِمَــا يُعْنَـى بِهَـا
صـــَنَعٌ بِلِيــنِ حَــدِيثِهَا
فَــدَنَتْ عُــرَى أَســْبَابِهَا
حَتَّــى إِذَا مَــا أَمْكَنَــتْ
مِنْهَــا الرُّقَـى لَصـَحَابِهَا
قَـــالَتْ قَضـــَيْتَ قَضــِيَّةً
عَــدْلاً لَنَــا يُرْضـَى بِهَـا
فَأَرَادَهــا كَيْــفَ الـدُّخُو
لُ وَكَيْـفَ مَـا يُـؤْتَى لَهَـا
فِــي قُبَّــةٍ حَمْـرَاءَ زَيَّــ
نَهَـــا ائْتِلَاقُ طِبَابِهَـــا
وَدَنـــاَ تَســـَمُّعُهُ إِلَــى
مَـا قَـالَ إِذْ أَوْصـَى بِهَـا
إِنَّ الْفَتَــــاةَ صـــَغِيرَةٌ
غِـــرٌّ فَلَا يُســـْدَى بِهَــا
وَاعْلَـمْ بِـأَنِّي لَـمْ أُكَلِّــ
لِــمْ مِثْلَهَــا بِصــِعَابِهَا
فِيمَــنْ خَبَــرْتُ فَلَا تَقُــو
لَــنْ كِلْمَــةً تُـؤْذَى بِهَـا
إِنِّـي أَخَـافُ الصـُّرْمَ مِنْــ
ـــهَا أَوْ شـَحِيجَ غُرَابِهَـا
فَـدَخَلْتُ إِذْ نَـامَ الرَّقِيــ
ـــبُ فَبِــتُّ دُونَ ثِيَابِهَـا
حَتَّــى إِذَا مَـا اسْتَرْسـَلَتْ
مِـــنْ شـــِدَّةٍ لِلِعَابِهَــا
قَســـَّمْتُهَا قِســْمَيْنِ كُــلْ
لَ مُـــوَجَّهٍ يُرْمَــى بِهَــا
فَثَنَيْـــتُ جِيــدَ غَرِيــرَةٍ
وَلَمَســْتُ بَطْــنَ حِقَابِهَــا
كَالْحُقَّــةِ الصــَّفْرَاءِ صـَا
كَ عَبِيرُهَــــا بِمَلَابِهَـــا
وَإِذَا لَنَــــا تَـــامُورَةٌ
مَرْفُوعَــــةٌ لِشــــَرَابِهَا
وَنَظَـــلُّ تَجْــرِي بَيْنَنَــا
وَمُفَـــدَّمٌ يَســـْقِي بِهَــا
هَــزِجٌ عَلَيْــهِ التَّوْمَتَــا
نِ إِذَا نَشــَاءُ عَـدَا بِهَـا
يَغْــدُو عَلَيْــهِ التَّوْمَتَـا
نِ إِذَا انْتَشـَى وَغَـدَا بِهَا
مِــنْ بَعْــدِ حَــوْلَ كَامِـلٍ
وَقْتــاً لِحِيــنِ إِيَابِهَــا
وَوَدِيقَــــةٍ شـــَهْبَاءَ رُدِّ
يَ أَكْمُهَــــا بِســـَرَابِهَا
رَكَــدَتْ عَلَيْهَــا يَوْمَهَــا
شـــَمْسٌ بِحَـــرِّ شــِهَابِهَا
حَتَّــى إِذَا مَــا أُوْقِــدَتْ
فــالْجَمْرُ مِثْــلُ تُرَابِهَـا
كَلَّفْـــتُ عَانِســـَةً أَمُــو
نــاً فِـي نَشـَاطِ هِبَابِهَـا
أكْلَلْتُهَــا بَعْــدَ الْمِـرَا
حِ فـــآلَ مِــنْ أَصــْلَابِهَا
فَشـــَكَتْ إِلَـــيَّ كَلَالَهَــا
وَالْجَهْــدَ مِــنْ أَتْعَابِهَـا
وَكَأنَّهَــا مَحْمُــومُ خَيْـــ
ـــبَرَ بَـلَّ مِـنْ أَوْصـَابِهَا
لَعِبَـتْ بِـهِ الْحُمَّـى سِنِيــ
ــنَ وَكَـانَ مِـنْ أصـْحَابِهَا
وَرَدَتْ عَلَـى سـَعْدِ بْـنِ قَيْـ
سٍ نَــاقَتِي وَلِمَــا بِهَــا
فَـــإِذَا عَبِيـــدٌ عُكَّـــفٌ
مُســـَكٌ عَلَــى أَنْصــَابِهَا
وَجَمِيـعُ ثَعْلَبَـةَ بْـنِ سَعْــ
ـــدٍ بَعْـدُ حَـوْلَ قِبَابِهَـا
فَعَجِبْـــتُ مِمَّــا يَفْعَلُــو
نَ بِكَهْلِهَـــا وَشـــَبَابِهَا
مِنْ شُرْبِهَا الْمُزَّاءَ مَا اسْـ
ـــتَبْطَنْتُ مِــنْ إِشـْرَابِهَا
وعَلِمْــتُ أنَّ اللــهَ عَمْــ
ـــدًا حَســَّهَا وَأَرَى بِهَـا
الأَعْشَى الكَبِيرُ أَوْ أَعْشَى قَيْس هُوَ مَيْمُونُ بْنُ قَيْسِ بْنِ جَنْدَلَ، مِنْ قَبِيلَةِ قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ إِحْدَى قَبائِلِ بَكْرِ بْنِ وائِلٍ، مِنْ فُحُولِ الشُعَراءِ الجاهِلِيِّينَ، وَمِنْ شُعَراءِ الطَّبَقَةِ الأُولَى، وَهو أَحَدُ شُعَراءِ المُعَلَّقاتِ، اُشْتُهِرَ بِجَوْدَةِ قَصائِدِهِ الطِّوالِ، وَقَدْ قَدَّمَهُ بَعْضُ النُقّادِ القُدامَى عَلَى الشُّعَراءِ الجاهِلِيِّينَ لِتَصَرُّفِهِ فِي المَدِيحِ وَالهِجاءِ وَسائِرِ فُنُونِ الشِّعْرِ، وَقَدْ تَنَقَّلَ الأَعْشَى فِي بِلادٍ كَثِيرَةٍ بَحْثاً عَنْ المالِ فَكانَ مِنْ أَوائِلِ مَنْ تَكْسَّبَ بِشِعْرِهِ، وَقَدْ أَدْرَكَ الإِسْلامَ وَلَمْ يُسْلِمْ وَكانَتْ وَفاتُهُ سَنَةَ 7ه المُوافَقَة لِسَنَةِ 629م