
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلَـمْ تَنْـهَ نَفْسـَكَ عَمَّـا بِهَا
بَلَـى عَادَهَـا بَعْـضُ أَطْرَابِهَا
لِجَارَتِنَـــا إِذْ رَأَتَ لِمَّتِــي
تَقُـولُ لَـكَ الْوَيْـلُ أَنَّى بِهَا
فَــإِنْ تَعْهَـدِينِي وَلِـيْ لِمَّـةٌ
فَـإِنَّ الْحَـوَادِثَ أَلْـوَى بِهَـا
وَقَبْلَــكِ سـَاعَيْتُ فِـي رَبْـرَبٍ
إِذَا نَــامَ ســَامِرُ رُقَّابِهَـا
تَجُـــودُ عَلَــيَّ بِمَاعُونِهَــا
إِذَا نَــامَ أَعْيُــنُ رُقَّابِهَـا
وَجَارِيَـةٍ كَـالْغَزَالِ الرَّبِيـبِ
لَهَــوْتُ بِهَـا قَبْـلَ خُطَّابِهَـا
تُنَــازِعُنِي إِذْ خَلَـتْ بُرْدَهَـا
مُفَضـــَّلَةً غَيْــرَ جِلْبَابِهَــا
كَـأَنَّ الْقَرَنْفُـلَ وَالزَّنْجَبِيــ
ــلَ وَالْمِسـْكَ شِيبَ بِأَنْيَابِهَا
وَأَكْلَلْتُ فِي وَصْلِهَا النَّاعِجَاتِ
بِشــَدِّ النُّســُوعِ وَإِتْعَابِهَـا
فَلَمَّـا الْتَقَيْنَـا عَلَى بَابِهَا
وَمَـــدَّتْ إِلَــيَّ بِأَســْبَابِهَا
بَـذَلْنَا لَهَـا حُكْمَهَـا عِنْدَنَا
وَجَـادَتْ بِحُكْمِـي لِأُلْهَـى بِهَـا
فَطَـوْرًا تَكُـونُ مِهَـادًا لَنَـا
وطَـوْرًا أَكُـونُ فَيُعْلَـى بِهَـا
عَلَـى كُـلِّ حَـالٍ لَهَـا حَالَـةٌ
وَكُــلُّ الْأَجَـارِيِّ يُجْـرَى بِهَـا
فَلَـوْ بَاعَنَـا دَهْرُنَـا لَيْلَـةً
بِلَيْلَتِنَـا تِلْـكَ أَغْلَـى بِهَـا
فَكَيْـــفَ بِــدَهْرٍ خَلَا ذِكْــرُهُ
وَكَيْــفَ لِنَفْــسٍ بِأَعْجَابِهَــا
وَإِذْ لِمَّتِــي كَجَنَـاحِ الغُـدَا
فِ تَرْنُـو الْكَعَـابُ لأَعْجَابِهَـا
وَعَنْــسٍ حَمَلْــتُ عَلَـى سَبْسـَبٍ
مُوَاشــِكَةٍ حَيْـنَ يُرْمَـى بِهَـا
وَيَعْلُـنُ مِنْهَـا صَرِيفُ السَّدِيسِ
إِذَا صـــَرَّفَتْهُ بِأَنْيَابِهَـــا
أَكَلْــتُ الســَّنَامَ فَـأَفْنَيْتُهُ
وَشــُدَّ النُّســُوعُ بِأَصــْلَابِهَا
تَرَاهُــنَّ مِـنْ بعْـدِ إِسـْآدِهِنْ
وَســَيْرِ النَّهَــارِ وَتَـدْآبِهَا
طِـوَالَ الْأَخَـادِعِ خُوْصَ الْعُيُونْ
خِمَاصــًا مَوَاضــِعُ أَحْقَابِهَـا
وَأُكْـرِمُ عِرْضـِي إِذَا احْتُلَّ بِي
بِكُـومِ الْعِشـَارِ لِمَشـْيِ بِهَـا
وَقَافِيَــةٍ قُلْتُهَـا قَـدْ مَضـَتْ
وَأُخْـرَى تَـدَاوَيْتُ مِنْهَـا بِهَا
وَكَــأْسٍ شــَرِبْتُ عَلَــى لَـذَّةٍ
وَأُخْـرَى تَـدَاوَيْتُ مِنْهَـا بِهَا
لِكَـيْ يَعْلَمَ النَّاسُ أَنِّي امْرُؤٌ
أَتَيْـتُ الْمَعِيشـَةَ مِـنْ بَابِهَا
كُمَيْـتٍ يُـرَى دُونَ قَعْـرِ الْإِنَى
كَمِثْـلِ قَذَى الْعَيْنِ يُقْذَى بِهَا
وَشـَاهِدُنَا الْوَرْدُ وَالْيَاسَمِيـ
ـــنُ والْمُسـْمِعَاتُ بِقُصـَّابِهَا
وَمِزْهَرُنَــــا مُعْمَـــلٌ دَائِمٌ
فَــأَيُّ الثَّلَاثَــةِ أَزْرَى بِهَـا
تَـرَى الصـَّنْجَ يَبْكِي لَهُ شَجْوَهُ
مَخَافَـةَ أَنْ سـَوْفَ يُـدْعَى بِهَا
مَضـَى لِـي ثَمَانُونَ مِنْ مَوْلِدِي
كَـــذَلِكَ تَفْصــِيلُ حُســَّابِهَا
فَأَصـْبَحْتُ وَدَّعْـتُ لَهْـوَ الشَّبَا
بِ وَالْخَنْـــدَرِيسَ لِأَصــْحَابِهَا
أُحِـبُّ أَثَـافِتَ وَقْـتِ الْقِطَـافِ
وَوَقْــتَ عُصــَارِةِ أَعْنَابِهَــا
وَكَعْبَـةُ نَجْـرَانَ حَتْـمٌ عَلَيــْ
كِ حَتَّــى تُنَـاخِي بِأَبْوَابِهَـا
تَـرَى الزَّرَيَـاتِ بِهَـا ظَاهِراً
وَشــُبَّتْ تَهَاوِيــلُ مِحْرَابِهَـا
نَـزُورُ يَزِيـدَ وَعَبْـدَ الْمَسِيحِ
وَقَيْسـاً هُـمُ خَيْـرُ أَرْبَابِهَـا
إِذَا الْحَبَــرَاتُ تَلَـوَّتْ بِهِـمْ
وَجَــرُّوا أَســَافِلَ هُــدَّابِهَا
تَرَاهُـمْ جُلُوسـاً لَـدَى مِقْـوَلٍ
إِذَا مَـا الْمَقَالًةُ يُعْيَى بِهَا
لَهَــمْ مَشـْرَبَاتٌ لَهَـا بَهْجَـةٌ
تَــرُوقُ الْعُيُـونَ بِتَعْجَابِهَـا
الأَعْشَى الكَبِيرُ أَوْ أَعْشَى قَيْس هُوَ مَيْمُونُ بْنُ قَيْسِ بْنِ جَنْدَلَ، مِنْ قَبِيلَةِ قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ إِحْدَى قَبائِلِ بَكْرِ بْنِ وائِلٍ، مِنْ فُحُولِ الشُعَراءِ الجاهِلِيِّينَ، وَمِنْ شُعَراءِ الطَّبَقَةِ الأُولَى، وَهو أَحَدُ شُعَراءِ المُعَلَّقاتِ، اُشْتُهِرَ بِجَوْدَةِ قَصائِدِهِ الطِّوالِ، وَقَدْ قَدَّمَهُ بَعْضُ النُقّادِ القُدامَى عَلَى الشُّعَراءِ الجاهِلِيِّينَ لِتَصَرُّفِهِ فِي المَدِيحِ وَالهِجاءِ وَسائِرِ فُنُونِ الشِّعْرِ، وَقَدْ تَنَقَّلَ الأَعْشَى فِي بِلادٍ كَثِيرَةٍ بَحْثاً عَنْ المالِ فَكانَ مِنْ أَوائِلِ مَنْ تَكْسَّبَ بِشِعْرِهِ، وَقَدْ أَدْرَكَ الإِسْلامَ وَلَمْ يُسْلِمْ وَكانَتْ وَفاتُهُ سَنَةَ 7ه المُوافَقَة لِسَنَةِ 629م