
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَجَــدَّ بِتَيَّــا هَجْرُهَـا وَشـَتَاتُهَا
وَحَـبَّ بِهَـا لَـوْ تُسـْتَطَاعُ طِيَاتُهَا
وَمَـا خِلْـتُ رَأْيَ السَّوءِ عَلَّقَ قَلْبَهُ
بِوَهْنَانَـةٍ قَـدْ أَوْهَنَتْهَـا سِنَاتُهَا
رَأتْ عُجُـزًا فِي الْحَيِّ أسْنَانَ أُمِّهَا
لِـدَاتِي وَشـُبَّانُ الرِّجَـالِ لِدَاتُهَا
فَشـَايَعَهَا مَـا أَبْصَرَتْ تَحْتَ دِرْعِهَا
عَلَـى صُومِنَا وَاسْتَعْجَلَتْهَا أَنَاتُهَا
وَمِثْلِـكِ خَـوْدٍ بَـادِنٍ قَـدْ طَلَبْتُهَا
وَسـَاعَيْتُ مَعْصـِيًّا لَـدَيْنَا وُشَاتُهَا
مَتَـى تُسْقَ مِنْ أنْيابِها بَعْدَ هَجْعَةٍ
مِنَ اللَّيْلِ شَرْبًا حِينَ مَالَتْ طُلَاتُهَا
تَخَلْـهُ فِلَسـْطِيًّا إِذَا ذُقْـتَ طَعْمَـهُ
عَلَـى رَبِـذَاتِ النَّـيِّ حُمْشٍ لِثَاتُهَا
وَخَصـْمٍ تَمَنَّـى فَاجْتُنَيبُ بِهِ الْمُنَى
وَعَوْجَــاءَ حَــرْفٍ لَيِّـنٍ عَـذَبَاتُهَا
تَعَالَلْتُهَـا بِالسـَّوْطِ بعْـدَ كَلَالِهَا
عَلَـى صَحْصـَحٍ تَـدْمَى بِـهِ بَخَصَاتُهَا
وَكَـأْسٍ كَمَـاءِ النَّـيِّ بَاكَرْتُ حَدَّهَا
بِغِرَّتِهَـا إِذْ غَـابَ عَنِّـي بُغَاتُهَـا
كُمَيْـتٍ عَلَيْهَـا حُمْـرَةٌ فَـوْقَ كُمْتَةٍ
يَكَـادُ يُفَرِّي الْمَسْكَ مِنْهَا حَمَاتُهَا
وَرَدْتُ عَلَيْهَـا الرِّيفَ حَتَّى شَرِبْتُهَا
بِمَـاءِ الْفُـرَاتِ حَوْلَنَـا قَصَبَاتُهَا
لَعَمْـرُكَ إِنَّ الرَّاحَ إنْ كُنْتَ سَائِلاً
لَمُخْتَلِـــفٌ غُـــدِيُّهَا وَعَشــَاتُهَا
لَنَـا مِـنْ ضُحَاهَا خُبْثُ نَفْسٍ وَكَأْبَةٌ
وَذِكْـرَى هُمُـومٍ مَـا تَغِـبُّ أَذَاتُهَا
وَعِنْـدَ الْعَشـِيِّ طِيْـبُ نَفْـسٍ وَلَـذَّةٌ
وَمَــالٌ كَثِيــرٌ غُـدْوَةً نَشـَوَاتُهَا
عَلَى كُلِّ أَحْوَالِ الْفَتَى قَدْ شَرِبْتُهَا
غَنِيًّـا وَصـُعْلُوكًا وَمَا إِنْ أَقَاتُهَا
أَتَانَـا بِهَـا السَّاقِي فَأَسْنَدَ زِقَّهُ
إِلَـى نُطْفَـةٍ زَلَّـتْ بِهَـا رَصَفَاتُهَا
وُقُوفًـا فَلَمَّـا حَـانَ مِنَّـا إِنَاخَةٌ
شـَرِبْنَا قُعُـودًا خَلْفَنَـا رُكَبَاتُهَا
وَفَيْنَـا إِلَـى قَـوْمٍ عَلَيْهِمْ مَهَابَةٌ
إِذَا مَـا مَعَـدٌّ أَحْلَبَـتْ حَلَبَاتُهَـا
أبَـا مِسـْمَعٍ إِنِّي امْرُؤٌ مِنْ قَبِيلَةٍ
بَنَـى لِـيَ مَجْـدًا مَوْتُهَا وَحَيَاتُهَا
فَلَسـْنَا لِبَـاغِي الْمُهْمَلَاتِ بِقِرْفَـةٍ
إِذَا مَـا طَهَا بِاللَّيْلِ مُنْتَشِرَاتُهَا
فَلَا تَلْمِـسِ الْأفْعَـى يَـدَاكَ تُرِيدُهَا
وَدَعْهَـا إِذَا مَـا غَيَّبَتْهَا سَفَاتُهَا
أبَـا مِسـْمَعٍ أقْصـِرْ فَـإِنَّ قَصـِيدَةً
مَتَـى تَـأْتِكُمْ تُلْحَقْ بِهَا أَخَوَاتُهَا
أَعَيَّرْتَنِــي فَخْــرِي وكـلُّ قَبِيلـةٍ
مُحَدِّثَــةٌ مَـا أَوْرَثَتْهَـا سـُعَاتُهَا
وَمِنّـا الَّـذِي أَسـْرَى إِلَيْهِ قَرِيبُهُ
حَرِيبًـا وَمَـنْ ذَا أَخْطَأَتْ نَكَبَاتُهَا
فَقَــالَ لَـهُ أَهْلاً وَسـَهْلاً وَمَرْحَبـاً
أَرَى رَحِمًـا قَـدْ وَافَقَتْهَـا صِلَاتُهَا
أثَـارَ لَـهُ مِنْ جَانِبِ الْبَرْكِ غُدْوَةً
هُنَيْـدَةَ يَحْـدُوهَا إِلَيْـهِ رُعَاتُهَـا
ومِنَّـا ابْنُ عَمْرٍو يَوْمَ أَسْفَلِ شَاحِبٍ
يَزِيــدُ وَأَلْهَـتْ خَيْلَـهُ عُـذُرَاتُهَا
سـَمَا لِابْـنِ هِرٍّ فِي الْغُبَارِ بِطَعْنَةٍ
يَفُــورُ عَلَـى حَيْزُومِـهِ نَعَرَاتُهَـا
وَمِنَّـا امْرُؤٌ يَوْمَ الْهَمَامَيْنِ مَاجِدٌ
بِجَـوِّ نَطَـاعٍ يَـوْمَ تَجْنِـي جُنَاتُهَا
فَقَـالَ لَهُ: مَـاذَا تُرِيـدُ وَسـُخْطُهُ
عَلَـى مِئَةٍ قَـدْ كَمَّلَتْهَـا وُفَاتُهَـا
وَمِنَّا الَّذِي أَعْطَاهُ فِي الْجَمْعِ ربُّهُ
عَلَــى فَاقَـةٍ وَلِلْمُلُـوكِ هِبَاتُهَـا
سـَبَايَا بَنِـي شـَيْبَانَ يَوْمَ أُوَارَةٍ
عَلَى النَّارِ إِذْ تُجْلَى لَهُ فَتَيَاتُهَا
كَفَــى قَـوْمَهُ شـَيْبَانَ أَنَّ عَظِيمَـةً
مَتَـى تَـأْتِهِ تُؤْخَـذْ لَهَا أُهُبَاتُهَا
إِذَا رَوَّحَ الرَّاعِـي الِّلقَاحَ مُعَجِّلاً
وَأمْسـَتْ عَلَـى آفَاقِهَـا غَبَرَاتُهَـا
أَهَنَّـا لَهَـا أمْوَالَنَـا عِنْدَ حَقِّهَا
وَعَـزَّتْ بِهَـا أعْرَاضـُنَا لَا نُفَاتُهَا
وَدَارِ حِفَـاظٍ قَـدْ حَلَلْنَـا مَخُوفَـةٍ
ســُرَاةً قَلِيـلٍ رِعْيُهَـا وَنَبَاتُهَـا
الأَعْشَى الكَبِيرُ أَوْ أَعْشَى قَيْس هُوَ مَيْمُونُ بْنُ قَيْسِ بْنِ جَنْدَلَ، مِنْ قَبِيلَةِ قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ إِحْدَى قَبائِلِ بَكْرِ بْنِ وائِلٍ، مِنْ فُحُولِ الشُعَراءِ الجاهِلِيِّينَ، وَمِنْ شُعَراءِ الطَّبَقَةِ الأُولَى، وَهو أَحَدُ شُعَراءِ المُعَلَّقاتِ، اُشْتُهِرَ بِجَوْدَةِ قَصائِدِهِ الطِّوالِ، وَقَدْ قَدَّمَهُ بَعْضُ النُقّادِ القُدامَى عَلَى الشُّعَراءِ الجاهِلِيِّينَ لِتَصَرُّفِهِ فِي المَدِيحِ وَالهِجاءِ وَسائِرِ فُنُونِ الشِّعْرِ، وَقَدْ تَنَقَّلَ الأَعْشَى فِي بِلادٍ كَثِيرَةٍ بَحْثاً عَنْ المالِ فَكانَ مِنْ أَوائِلِ مَنْ تَكْسَّبَ بِشِعْرِهِ، وَقَدْ أَدْرَكَ الإِسْلامَ وَلَمْ يُسْلِمْ وَكانَتْ وَفاتُهُ سَنَةَ 7ه المُوافَقَة لِسَنَةِ 629م