
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَجِــدَّكَ وَدَّعْــتَ الصـِّبَا وَالْـوَلَائِدَا
وَأَصـْبَحْتَ بَعْـدَ الْجَـوْرِ فِيهِنَّ قَاصِدَا
وَمَـا خِلْـتُ أَنْ أَبْتَـاعَ جَهْلاً بِحِكْمـةٍ
وَمَـا خِلْـتُ مِهْرَاسـًا بِلَادِي وَمَـارِدَا
يَلُـومُ السـَّفِيُّ ذَا الْبَطَالَـةِ بَعْدَمَا
يَـرَى كُـلَّ مَايَـأْتِي الْبَطَالَةَ رَاشِدَا
أَتَيْــتُ حُرَيْثًـا زَائِرًا عَـنْ جَنَابَـةٍ
وَكَــانَ حُرَيْـثٌ عَـنْ عَطَـائِيَ جَامِـدَا
لَعَمْـرُكَ مَـا أَشْبَهْتَ وَعْلَةَ فِي النَّدَى
شـــَمَائِلَهُ وَلَا أَبَــاهُ الْمُجَالِــدَا
هُمَـا يَبْنِيَـانِ الْمَجْـدَ فِي كُلِّ مَاقِطٍ
وَضـَيَّعْتَ مَجْـداً وَالْعُلَـى وَالْمَحَامِدَا
إِذَا زَارَهُ يَوْمًــا صــَدِيقٌ كَأنَّمَــا
يَــرَى أَسـَدًا فِـي بَيْتِـهِ وَأَسـَاوِدَا
وَإنَّ امْــرَأً قَـدْ زُرْتُـهُ قَبْـلَ هَـذِهِ
بِجَــوٍّ لَخَيْـرٌ مِنْـكَ نَفْسـاً وَوَالِـدَا
تَضــَيَّفْتُهُ يَوْمًــا فَقَــرَّبَ مَقْعَــدِي
وَأَصــْفَدَنِي عَلَـى الزَّمَانَـةِ قَـائِدَا
وَأَمْتَعَنِــي عَلَــى الْعَشـَا بوَلِيـدَةٍ
فَـأُبْتُ بِخَيْـرٍ مِنْـكَ يَـاهَوْذُ حَامِـدَا
وَمَـا كَـانَ فِيهَـا مِـنْ ثَنَاءٍ وَمِدْحَةٍ
فَـأَعْنِي بِهَـا أَبَـا قُدَامَـةَ عَامِـدَا
فَتًى لَوْ يُنَادِي الشَّمْسَ أَلْقَتْ قِنَاعَهَا
أَوِ الْقَمَـرَ السَّارِي لَأَلْقَى الْمَقَالِدَا
وَيُصـْبِحُ كَالسـَّيْفِ الصـَّقِيلِ إِذَا غَدَا
عَلَــى ظَهْـرِ أَنْمَـاطٍ لَـهُ وَوَسـَائِدَا
يَـرَى الْبُخْـلَ مُـرًّا وَالْعَطَاءَ كَأَنَّمَا
يَلَـذُّ بِـهِ عَـذْبًا مِـنَ الْمَاءِ بَارِدَا
وَمَــا مُخْــدِرٌ وَرْدٌ عَلَيْــهِ مَهَابَـةٌ
أَبُـو أَشـْبُلٍ أَمْسـَى بِخَفَّـانَ حَـارِدَا
وَأحْلَــمُ مِـنْ قَيْـسٍ وَأجْـرَأُ مُقْـدَمًا
لَدَى الرَّوْعِ مِنْ لَيْثٍ إِذَا رَاحَ حَارِدَا
يَـرَى كُـلَّ مَـا دُونَ الثَّلاثِيـنَ رُخْصَةً
وَيَعْـدُو إِذَا كَـانَ الثَّمَانُونَ وَاحِدَا
وَلَمَّـا رَأَيْـتُ الرَّحْـلَ قَدْ طَالَ وَضْعُهُ
وَأَصـْبَحَ مِـنْ طُـولِ الثِّوَايَـةِ هَامِدَا
كَسـَوْتُ قُتُـودَ الرَّحْـلِ عَنْسًا تَخَالُهَا
مَهَــاةً بدَكْـدَاكِ الصـُّفَيَّيْنِ فَاقِـدَا
إِذَا لَاوَذَ الظَّــلُّ الْقَصـِيرُ بِنَحْرِهَـا
فَكَـانَ طِبَـاقَ الْخُـفِّ أَوْ قَـلَّ زَائِدَا
أَتَـارَتْ بعَيْنَيْهَـا الْقَطِيـعَ وَشـَمَّرَتْ
لِتَقْطَــعَ عَنِّــي سَبْســَبًا مُتَبَاعِـدَا
تَبُــزُّ يَعَــافِيرَ الصـَّرِيمِ كِنَاسـَهَا
وَتَبْعَـثُ بِـالْفَلَا قَطَاهَـا الْهَوَاجِـدَا
الأَعْشَى الكَبِيرُ أَوْ أَعْشَى قَيْس هُوَ مَيْمُونُ بْنُ قَيْسِ بْنِ جَنْدَلَ، مِنْ قَبِيلَةِ قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ إِحْدَى قَبائِلِ بَكْرِ بْنِ وائِلٍ، مِنْ فُحُولِ الشُعَراءِ الجاهِلِيِّينَ، وَمِنْ شُعَراءِ الطَّبَقَةِ الأُولَى، وَهو أَحَدُ شُعَراءِ المُعَلَّقاتِ، اُشْتُهِرَ بِجَوْدَةِ قَصائِدِهِ الطِّوالِ، وَقَدْ قَدَّمَهُ بَعْضُ النُقّادِ القُدامَى عَلَى الشُّعَراءِ الجاهِلِيِّينَ لِتَصَرُّفِهِ فِي المَدِيحِ وَالهِجاءِ وَسائِرِ فُنُونِ الشِّعْرِ، وَقَدْ تَنَقَّلَ الأَعْشَى فِي بِلادٍ كَثِيرَةٍ بَحْثاً عَنْ المالِ فَكانَ مِنْ أَوائِلِ مَنْ تَكْسَّبَ بِشِعْرِهِ، وَقَدْ أَدْرَكَ الإِسْلامَ وَلَمْ يُسْلِمْ وَكانَتْ وَفاتُهُ سَنَةَ 7ه المُوافَقَة لِسَنَةِ 629م