
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ألَـمْ تَغتَمِـضْ عَيْنَـاكَ لَيْلَـةَ أَرْمَدَا
وَعَـادَكَ مَـا عَـادَ السَّلِيمَ الْمُسَهَّدَا
وَمَـا ذَاكَ مِـنْ عِشـْقِ النِّسَاءِ وَإنَّمَا
تَنَاسـَيْتَ قَبْـلَ الْيَـوْمِ خُلَّـةَ مَهْدَدَا
وَلَكِـنْ أَرَى الـدَّهْرَ الَّـذِي هُوَ خَاتِرٌ
إِذَا أَصــْلَحَتْ كَفَّـايَ عَـادَ فَأَفْسـَدَا
شــَبَابٌ وَشــَيْبٌ وَافْتِقَــارٌ وَثَـرْوَةٌ
فَلِلَّــهِ هَـذَا الـدَّهْرُ كَيْـفَ تَـرَدَّدَا
وَمَا زِلْتُ أَبْغِي الْمَالَ مُذْ أَنَا يَافِعٌ
وَلِيــدًا وَكَهْلاً حِيـنَ شـِبْتُ وَأَمْـرَدَا
وَأبْتَـذِلُ الْعِيـسَ الْمَرَاقِيـلَ تَغْتَلِي
مَسـَافَةَ مَـا بَيْـنَ النَّجِيـرِ فَصَرْخَدَا
فَـإِنْ تَسـْأَلِي عَنِّـي فَيَـا رُبَّ سـَائِلٍ
حَفِـيٍّ عَـنِ الْأَعْشـَى بِـهِ حَيْـثُ أَصْعَدَا
أَلَا أَيُّهَــذَا السـَّائِلِي أَيْـنَ يَمَّمَـتْ
فَـإِنَّ لَهَـا فِـي أَهْـلِ يَثْـرِبَ مَوْعِدَا
فَأَمَّـا إِذَا مَـا أَدْلَجَـتْ فَتَـرَى لَهَا
رَقِيْبَيْــنِ جَـدْيًا لَا يَغِيـبُ وَفَرْقَـدَا
وَفِيهَــا إِذَا مَــا هَجَّـرَتْ عَجْرَفِيَّـةٌ
إِذَا خِلْـتَ حِرْبَـاءَ الظَّهِيـرَةِ أَصْيَدَا
أَجَــدَّتْ بِرِجْلَيْهــا نَجَـاءً وَرَاجَعَـتْ
يَـدَاهَا خِنَافًـا لَيِّنًـا غَيْـرَ أَحْرَدَا
فَــآلَيْتُ لَا أَرْثِـي لَهَـا مِـنْ كَلَالَـةٍ
وَلَا مِــنْ حَفًـى حَتَّـى تَـزُورَ مُحَمَّـدَا
مَتَـى مَا تُنَاخِي عِنْدَ بَابِ ابْنِ هَاشِمٍ
تُرِيْحِـي وَتَلْقَـى مِـنْ فَوَاضـِلِهِ يَـدَا
نَبِــيٌّ يَــرَى مَـا لَا تَـرَوْنَ وَذِكْـرُهُ
أَغَـارَ لَعَمْـرِي فِـي الْبِلَادِ وَأنْجَـدَا
لَــهُ صــَدَقَاتٌ مَــا تُغِــبُّ وَنَـائِلٌ
وَلَيْـسَ عَطَـاءُ الْيَـوْمِ مَـانِعَهُ غَـدَا
أَجِــدَّكَ لَــمْ تَســْمَعْ وَصـَاةَ مُحَمّـدٍ
نَبِــيِّ الْإِلَـهِ حِيـنَ أوْصـَى وَأَشـْهَدَا
إِذَا أنْـتَ لَمْ تَرْحَلْ بِزَادٍ مِنَ التُّقَى
وَلَاقَيْـتَ بَعْـدَ الْمَـوْتِ مَنْ قَدْ تزَوَّدَا
نَــدِمْتَ عَلَــى أَنْ لَا تَكُـونَ كَمِثْلِـهِ
وَأَنَّـكَ لَـمْ تُرْصـِدْ لِمَـا كَانَ أَرْصَدَا
فَإِيَّــاكَ وَالْمَيْتَــاتِ لَا تَأْكُلَنَّهَــا
وَلَا تَأْخُـذَنْ سـَهْمًا حَدِيـدًا لتَفْصـِدَا
وَذَا النُّصــُبَ الْمَنْصـُوبَ لَا تَنْسـُكَنَّهُ
وَلَا تَعْبُـدِ الْأَوْثَـانَ وَاللـهَ فَاعْبُدَا
وَصـَلِّ عَلَـى حِيـنِ الْعَشـِيَّاتِ وَالضُّحَى
وَلَا تَحْمَـدِ الشـَّيْطَانَ وَاللهَ فَاحْمَدَا
وَلَا الســَّائِلَ الْمَحْـرُومَ لَا تَتْرُكَنَّـهُ
لِعَاقِبَـــةٍ وَلَا الْأَســِيرَ الْمُقَيَّــدَا
وَلَا تَســْخَرَنْ مِـنْ بَـائِسٍ ذِي ضـَرَارَةٍ
وَلَا تَحْســَبَنَّ الْمَـرْءَ يَوْمًـا مُخَلَّـدَا
وَلَا تَقْرَبَـــنَّ جَـــارَةً إِنَّ ســـِرَّهَا
عَلَيْــكَ حَـرَامٌ فَـانْكِحَنْ أَوْ تَأَبَّـدَا
الأَعْشَى الكَبِيرُ أَوْ أَعْشَى قَيْس هُوَ مَيْمُونُ بْنُ قَيْسِ بْنِ جَنْدَلَ، مِنْ قَبِيلَةِ قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ إِحْدَى قَبائِلِ بَكْرِ بْنِ وائِلٍ، مِنْ فُحُولِ الشُعَراءِ الجاهِلِيِّينَ، وَمِنْ شُعَراءِ الطَّبَقَةِ الأُولَى، وَهو أَحَدُ شُعَراءِ المُعَلَّقاتِ، اُشْتُهِرَ بِجَوْدَةِ قَصائِدِهِ الطِّوالِ، وَقَدْ قَدَّمَهُ بَعْضُ النُقّادِ القُدامَى عَلَى الشُّعَراءِ الجاهِلِيِّينَ لِتَصَرُّفِهِ فِي المَدِيحِ وَالهِجاءِ وَسائِرِ فُنُونِ الشِّعْرِ، وَقَدْ تَنَقَّلَ الأَعْشَى فِي بِلادٍ كَثِيرَةٍ بَحْثاً عَنْ المالِ فَكانَ مِنْ أَوائِلِ مَنْ تَكْسَّبَ بِشِعْرِهِ، وَقَدْ أَدْرَكَ الإِسْلامَ وَلَمْ يُسْلِمْ وَكانَتْ وَفاتُهُ سَنَةَ 7ه المُوافَقَة لِسَنَةِ 629م