
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَا تَعِيفُ الْيَوْمَ فِي الطَّيْرِ الرَّوَحْ
مِـنْ غُـرَابِ الْبَيْـنِ أَوْ تَيْـسٍ بَرَحْ
جَالِســًا فِــي نَفَـرٍ قَـدْ يَئِسـُوا
مِـنْ مُحِيـلِ الْقِـدِّ مِـنْ صـَحْبِ قُزَحْ
عِنْــدَ ذِي مُلْــكٍ إِذَا قِيــلَ لَـهُ
فَــادِ بِالْمَــالِ تَرَاخَــى وَمَـزَحْ
فَلئِنْ رَبُّــــكَ مِــــنْ رَحْمَتِـــهِ
كَشـــَفَ الضــِّيقَةَ عَنَّــا وَفَســَحْ
أَوْ لَئِنْ كُنَّـــا كَقَــوْمٍ هَلَكُــوا
مَـا لِحَـيٍّ يَـا لَقَـوْمِي مِـنْ فَلَـحْ
لَيَعُــــودَنْ لِمَعَــــدٍّ عَكْرُهَـــا
دَلَــجُ اللّيْــلِ وَتَأْخَـاذُ الْمِنَـحْ
إِنَّمَـــا نَحْـــنُ كَشــَيْءٍ فَاســِدٍ
فَـــإِذَا أَصــْلَحَهُ اللــهُ صــَلَحْ
كَــمْ رَأيْنَـا مِـنْ أُنَـاسٍ هَلَكُـوا
وَرَأيْنَــا الْمَــرْءَ عَمْـرًا بِطَلَـحْ
آفِقًـــا يُجْبَــى إِلَيْــهِ خَرْجُــهُ
كُــلَّ مَــا بَيْــنَ عُمَــانٍ فَمَلَـحْ
وَهِــــرَقْلاً يَـــوْمَ ســـَاآتِيدَمَى
مِـنْ بَنِـي بُرْجَـانَ فِي الْبَأْسِ رَجَحْ
وَرِثَ الســـُّؤْدَدَ عَـــنْ آبَـــائِهِ
وَغَــزَا فِيهِــمْ غُلَامًـا مَـا نَكَـحْ
صــَبَّحُوا فَـارِسَ فِـي رَأْدِ الضـُّحَى
بِطَحُــــونٍ فَخْمَـــةٍ ذَاتِ صـــَبَحْ
ثُــمَّ مَـا كَـاؤُوا وَلَكِـنْ قَـدَّمُوا
كَبْــشَ غــارَاتٍ إِذَا لَاقَــى نَطَـحْ
فَتَفَــــانَوْا بِضـــِرَابٍ صـــَائِبٍ
مَلأَ الْأرْضَ نَجِيعًـــــا فَســـــَفَحْ
مِثْـلَ مَـا لَاقَـوْا مِـنَ الْمَوْتِ ضُحًى
هَــرَبَ الْهَــارِبُ مِنْهُـمْ وَامْتَضـَحْ
لَيْــتَ شـِعْرِي عَـنْ خَلِيلِـي مَـالَهُ
إِذْ أَكَــبَّ الــدَّهْرَ يَوْمـاً وَأَلَـحّ
هَــلْ يَقُــولَنَّ إِذَا كُنْــتُ صــَدًى
صـــَدَّ عَنِّــي وَتَنَاســَى وَاطَّــرَحْ
أَمْ عَلَــى الْعَهْــدِ فَعِلْمِـي أَنَّـهُ
خَيْـــرُ مَــنْ رَوَّحَ مَــالاً وَســَرَحْ
وَإِذَا حُمِّـــــلَ عِبْئًا بَعْضــــُهُمْ
فَاشــْتَكَى الْأَوْصــَالَ مِنْـهُ وَأَنَـحّْ
كَــانَ ذَا الطَّاقَـةِ بِالثِّقْـلِ إِذَا
ضــَنَّ مَـوْلَى الْمَـرْءِ عَنْـهُ وَصـَفَحْ
وَهُــوَ الــدَّافِعُ عَــنْ ذِي كُرْبَـةٍ
أَيْـدِيَ الْقَوْمِ إِذَا الْجَانِي اجْتَرَحْ
تَشــْتَرِي الْحَمْــدَ بِـأغْلَى بَيْعِـهِ
وَاشـْتِرَاءُ الْحَمْـدِ أَدْنَـى لِلرَّبَـحْ
تَبْتَنِـي الْمَجْـدَ وَتَجْتَـازُ النُّهَـى
وَتُــرَى نَــارُكَ مِــنْ نَـاءٍ طَـرَحْ
أَوْ كَمَــا قَــالُوا ســَقِيمٌ فَلَئِنْ
نَفَــضَ الْأَســْقَامَ عَنْــهُ وَاسْتَصـَحّْ
لَيُعِيــــدَنْ لِمَعَــــدٍّ عِكْرَهَـــا
دَلَــجَ اللَّيْــلِ وَإِكْفَـاءَ الِمَنَـحْ
مِثْـــلَ أَيَّـــامٍ لَــهُ نَعْرِفُهَــا
هَــرَّ كَلْـبُ النَّـاسِ فِيهَـا وَنَبَـحْ
وَلَــهُ الْمُقْـدَمُ فِـي الْحَـرْبِ إِذَا
سـَاعَةَ الشـِّدْقُ عَـنِ النَّـابِ كَلَـحْ
أَيُّ نَـــارِ الْحَــربِ لَا أَوْقَــدَهَا
حَطَبًـــا جَــزْلاً فَــأوْرَى وَقَــدَحْ
وَلَقَــدْ أَجْــذِمُ حَبْلِــي عَامِــدًا
بِعَفَرْنَـــــاةٍ إِذَا الْآلُ مَصــــَحْ
تَقْطَــعُ الْخَــرْقَ إِذَا مَـا هَجَّـرَتْ
بِهِبَــــــابٍ وَإِرَانٍ وَمَــــــرَحْ
وَتُـــوَلِّي الْأَرْضَ خُفًّـــا مُجْمَــرًا
فَــإِذَا مَـا صـَادَفَ الْمَـرْوَ رَضـَحْ
فَتَــــرَاهُ فَلِقًــــا فَرَاســـِنًا
ذَا رَنِيــنٍ صــَحِلَ الصــَّوْتِ أَبَـحّْ
وَشـــَمُولٍ تَحْســـِبُ الْعَيْــنُ إِذَا
صــُفِّقَتْ وَرْدَتُهَــا نُــورَ الذُّبَـحْ
مِثْــلُ ذَكْـيِ الْمِسـْكِ ذَاكٍ رِيْحُهَـا
صــَبَّهَا السـَّاقِي إِذَا قِيـلَ تَـوَحْ
مِــنْ زِقَـاقِ التَّجْـرِ مِـنْ بَاطِيَـةٍ
جَوْنَـــــةٍ حَارِيَّـــــةٍ ذَاتِ رَوَحْ
ذَاتِ غَــوْرٍ مَــا تُبَـالِي يَوْمَهَـا
غَــرَفَ الْإبْرِيــقِ مِنْهَـا وَالْقَـدَحْ
وَإِذَا مَـا الـرَّاحُ فِيهَـا أَزْبَـدَتْ
أَفَــلَ الْإِزْبَــادُ فِيهَـا وَامْتَصـَحْ
وَإِذَا مَكُّوكُهَــــــا صـــــَادَمَهُ
جَانِبَاهَــا كَــرَّ فِيهَــا فَســَبَحْ
فَتَرَامَــــتْ بِزُجَــــاجٍ مُعْمَـــلٍ
يُخْلِـفُ النَّـازِحُ مِنْهَـا مَـا نَـزَحْ
وَإِذَا غَاضـــَتْ رَفَعْنَـــا زِقَّنَــا
طُلُــقَ الْأوْدَاجِ فِيهَــا فَانْســَفَحْ
ثُــمَّ مَـا نَلْبَـثُ أَنْ نُـؤْتَى بِهَـا
وَهْــوَ نَشــَّاجٌ مِـنَ الـرَّاحِ مِسـَحْ
تَحْســِبُ الــزِّقَّ لَــدَيْهَا مُسـْنَدًا
حَبَشــِيًّا نَــامَ عَمْــدًا فَانْبَطَـحْ
وَلَقَــدْ أغْــدُو عَلَــى نَـدْمَانِهَا
وَغَــدَا عِنْــدِي عَلَيْهَـا وَاصـْطَبَحْ
وَمُغَـــنٍّ كُلَّمَـــا قِيـــلَ لَـــهُ
أَســْمِعِ الشــَّرْبَ فَغَنَّــى فَصــَدَحْ
وَثَنَــى الْكَــفَّ عَلَــى ذِي عَتَــبٍ
يَصــِلُ الصــَّوْتَ بِـذِي زِيـرٍ أَبَـحّْ
فِــي شــَبَابٍ كَمَصــَابِيحِ الـدُّجَى
ظَــاهرُ النِّعْمَـةِ فِيهِـمْ وَالْفَـرَحْ
رُجُـــحُ الْأَحْلَامِ فـــيِ مَجْلِســـِهِمْ
كُلَّمَــا كَلْــبٌ مِـنَ النَّـاسِ نَبَـحْ
لَا يَشــِحُّونَ عَلَــى الْمَــالِ وَمَـا
عُـوِّدُوا فِـي الْحَـيِّ تَصْرَارَ اللِّقَحْ
فَتَــرَى الشــَّرْبَ نَشــَاوَى كُلَّهُـمْ
مِثْـلَ مَـا مُـدَّتْ نِصـَاحَاتُ الرُّبَـحْ
بَيْـــنَ مَغْلُـــوبٍ تَلِيــلٍ خَــدُّهُ
وَخَــذُولِ الرِّجْـلِ مِـنْ غَيْـرِ كَسـَحْ
وَشــــَغَامِيمَ جِســــَامٍ بُــــدَّنٍ
نَاعِمَــاتٍ مِــنْ هَـوَانٍ لَـمْ تُلَـحْ
كَالتَّمَاثِيـــلِ عَلَيْهَـــا حُلَـــلٌ
مَــا يُــوَارِينَ بُطُـونَ الْمُكتَشـَحْ
قَــدْ تَفَتَّقْــنَ مِــنَ الْغُسـْنِ إِذَا
قَـــامَ ذُو الضــُّرِّ هُــزَالاً وَرَزَحْ
ذَاكَ دَهْــرٌ لِأُنَــاسٍ قَــدْ مَضــَوْا
وَلِهَــذَا النَّـاسِ دَهْـرٌ قَـدْ سـَنَحْ
وَلَقَـــدْ أَمْنَــحُ مَــنْ عَــادَيْتُهُ
كُـلَّ مَـا يَحْسـِمُ مِـنْ دَاءِ الْكَشـَحْ
وَأُغْشـــِّي الْــوَجْهَ مِنْــهُ ســِمَةً
تَقْطَــعُ النَّـاظِرَ مَـا فِيـهِ كَمَـحْ
ذَاتَ غَـــوْرٍ مُنْضـــِجًا مِيســـَمُهُ
تُـذْكِرُ الْجَـارِمَ مَـا كَـانَ اجْتَرَحْ
وَتَــرَى الْأَعْــدَاءَ حَــوْلِي شـُزَّرًا
خَاضـِعِي الْأَعْنَـاقِ أَمْثَـالَ الْـوَذَحْ
قَـدْ بَنَـى اللُّـؤْمُ عَلَيْهِـمْ بَيْتَـهُ
وَفَشـَا فِيهِـمْ مَـعَ اللُّـؤْمِ الْقَلَحْ
فَهُـــمُ ســـُودٌ قِصــَارٌ ســَعْيُهُمْ
كَالْخُصــَى أَشــْعَلَ فِيهِـنَّ الْمَـذَحْ
يَضــْرِبُ الْأَدْنَــى إِلَيهِــمْ وَجْهَـهُ
لَا يُبَـــالِي أَيَّ عَيْنَيْـــهِ كَفَــحْ
الأَعْشَى الكَبِيرُ أَوْ أَعْشَى قَيْس هُوَ مَيْمُونُ بْنُ قَيْسِ بْنِ جَنْدَلَ، مِنْ قَبِيلَةِ قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ إِحْدَى قَبائِلِ بَكْرِ بْنِ وائِلٍ، مِنْ فُحُولِ الشُعَراءِ الجاهِلِيِّينَ، وَمِنْ شُعَراءِ الطَّبَقَةِ الأُولَى، وَهو أَحَدُ شُعَراءِ المُعَلَّقاتِ، اُشْتُهِرَ بِجَوْدَةِ قَصائِدِهِ الطِّوالِ، وَقَدْ قَدَّمَهُ بَعْضُ النُقّادِ القُدامَى عَلَى الشُّعَراءِ الجاهِلِيِّينَ لِتَصَرُّفِهِ فِي المَدِيحِ وَالهِجاءِ وَسائِرِ فُنُونِ الشِّعْرِ، وَقَدْ تَنَقَّلَ الأَعْشَى فِي بِلادٍ كَثِيرَةٍ بَحْثاً عَنْ المالِ فَكانَ مِنْ أَوائِلِ مَنْ تَكْسَّبَ بِشِعْرِهِ، وَقَدْ أَدْرَكَ الإِسْلامَ وَلَمْ يُسْلِمْ وَكانَتْ وَفاتُهُ سَنَةَ 7ه المُوافَقَة لِسَنَةِ 629م