
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لِمَيْثَــاءَ دَارٌ عَفَـا رَسـْمُهَا
فَمَــا إِنْ تَبَيَّــنُ أَسـْطَارَهَا
وَرِيــعَ الْفُـؤَادُ لِعِرْفَانِهَـا
وَهَـاجَتْ عَلَى النَّفْسِ أَذْكَارَهَا
دِيَــارٌ لِمَيْثَـاءَ حَلَّـتْ بِهَـا
فَقَـدْ بَاعَـدَتْ مِنْكُـمُ دَارَهَـا
رَأَتْ أَنَّهَـا رَخْصَةٌ فِي الثِّيَابْ
وَلَـمْ تَعْدُ فِي السِّنِّ أَبْكَارَهَا
فَأَعْجَبَهَــا مَـا رَأَتْ عِنْـدَهَا
وَأَجْشـــَمَهَا ذَاكَ إِبْطَارَهَــا
وإنـي كـبير علانـي المشيـ
ــبُ أَعْشـَى فَهَيَّـجَ إِنْكَارَهَـا
فَلَـمْ نَتَّفِقْ عِنْدَ ذَاكَ الْحَدِيثِ
وَطَـارَ بِهَـا النَّفْسُ أَطْيَارَهَا
فَيَـا لَيْتَهَـا لَـمْ تَكُـنْ خُلَّةً
وَلَـمْ يَعْلَـمِ النَّاسُ أَسْرَارَهَا
فَبَانَتْ وَقَدْ أَوْرَثَتْ فِي الْفُؤَا
دِ صــَدْعاً يُخَــالِطُ عَثَّارَهَـا
كَصـَدْعِ الزُّجَاجَـةِ مَا يَسْتَطِيـ
عُ مَـنْ كَـانَ يَشـْعَبُ تَجْبَارَهَا
فَعِشـَنَا زَمَانـاً وَمَـا بَيْنَنَا
رَســـُولٌ يُحَــدِّثُ أَخْبَارَهَــا
وَأَصــْبَحْتُ لَا أَْسـْتَطِيعُ الْكَلَامَ
ســِوَى أَنْ أُرَاجِـعَ سِمْسـَارَهَا
وَصـَهْبَاءَ صـِرْفٍ كَلَـوْنِ الْفُصُو
صِ بَـاكَرْتُ فِي الصُّبْحِ سَوَّارَهَا
فَطَــوْراً تَمِيــلُ بِنَـا مُـرَّةً
وَطَــوْراً نُعَالِــجُ إِمْرَارَهَـا
تَكَــادُ تُنَشــِّي وَلَمَّـا تُـذَقْ
وَتُغْشـِي الْمَفَاصـِلَ إِفْتَارَهَـا
تَـدِبُّ لَهَـا فَتْرَةٌ فِي الْعِظَامِ
وَتُغْشــِي الذُّؤَابَـةَ فَوَّارَهَـا
تَمَزَّزْتُهَـا فِـي بَنِـي قَابِيـا
وَكُنْـتُ عَلَـى الْعِلْمِ مُخْتَارَهَا
إِذَا ســُمْتُ بَائِعَهَــا حَقَّــهُ
عَنُفْــتُ وَأَغْضــَبْتُ تُجَّارَهَــا
مَعِـي مَـنْ كَفَانِي غَلَاءَ السِّبَا
وَســَمْعَ الْقُلُـوبِ وَإِبْصـَارَهَا
أَبُـو مَالِـكٍ خَيْـرُ أَشـْيَاعِنَا
إِذَا عَـدَّتِ النَّفْـسُ أَقْتَارَهَـا
عَلَيْـهِ النَّدَى وَعَلَيَّ الْقَوَافِي
بِحَــوْكٍ وَأُحْكِــمُ إِمْرَارَهَــا
وَمُســـــْمِعَتَانِ وَصــــَنَّاجَةٌ
تُقَلِّــبُ بِــالْكَفِّ أَوَتَارَهَــا
وَبَرْبَطُنَــــا مُعْمَـــلٌ دَائِمٌ
فَقَـدْ كَـادَ يَغْلِـبُ إِسـْكَارَهَا
وَذُو تُــــومَتَيْنِ وَقَـــاقُزَّةٌ
يَعُـــلُّ وَيُســْرِعُ تَكْرَارَهَــا
تُــوَفِّي لِيَــوْمٍ وَفِـي لَيْلَـةٍ
ثَمَــانِينَ نَحْســُبُ إِسـْتَارَهَا
الأَعْشَى الكَبِيرُ أَوْ أَعْشَى قَيْس هُوَ مَيْمُونُ بْنُ قَيْسِ بْنِ جَنْدَلَ، مِنْ قَبِيلَةِ قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ إِحْدَى قَبائِلِ بَكْرِ بْنِ وائِلٍ، مِنْ فُحُولِ الشُعَراءِ الجاهِلِيِّينَ، وَمِنْ شُعَراءِ الطَّبَقَةِ الأُولَى، وَهو أَحَدُ شُعَراءِ المُعَلَّقاتِ، اُشْتُهِرَ بِجَوْدَةِ قَصائِدِهِ الطِّوالِ، وَقَدْ قَدَّمَهُ بَعْضُ النُقّادِ القُدامَى عَلَى الشُّعَراءِ الجاهِلِيِّينَ لِتَصَرُّفِهِ فِي المَدِيحِ وَالهِجاءِ وَسائِرِ فُنُونِ الشِّعْرِ، وَقَدْ تَنَقَّلَ الأَعْشَى فِي بِلادٍ كَثِيرَةٍ بَحْثاً عَنْ المالِ فَكانَ مِنْ أَوائِلِ مَنْ تَكْسَّبَ بِشِعْرِهِ، وَقَدْ أَدْرَكَ الإِسْلامَ وَلَمْ يُسْلِمْ وَكانَتْ وَفاتُهُ سَنَةَ 7ه المُوافَقَة لِسَنَةِ 629م