
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كَـانَتْ وَصـَاةٌ وَحَاجَـاتٌ لَنَـا كَفَـفُ
لَـوْ أَنَّ صـَحْبَكَ إِذْ نَادَيْتَهُمْ وَقَفُوا
عَلَــى هُرَيْـرَةَ إِذْ قَـامَتْ تُوَدِّعُنَـا
وَقَـدْ أَتَـى مِـنْ إِطَـارٍ دُونَهَا شَرَفُ
أَحْبِـبْ بِهَـا خُلَّـةً لَـوْ أَنَّهَا وَقَفَتْ
وَقَـدْ تُزِيـلُ الْحَبِيبَ النِّيَّةُ الْقَذَفُ
إِنَّ الْأَعَـزَّ أَبَانَـا كَـانَ قَـالَ لَنَا
أُوْصـــِيكُمُ بِثَلَاثٍ إِنَّنِـــي تَلِـــفُ
الضـَّيْفُ أُوْصـِيكُمُ بِالضـَّيْفِ إِنَّ لَـهُ
حَقّــاً عَلَــيَّ فَــأُعْطِيهِ وَأَعْتَــرِفُ
وَالْجَـارُ أُوْصـِيكُمُ بِالْجَـارِ إِنَّ لَهُ
يَوْمـاً مِـنَ الـدَّهْرِ يَثْنِيهِ فَيَنْصَرِفُ
وَقَـاتِلُوا الْقَوْمَ إِنَّ الْقَتْلَ مَكْرُمَةٌ
إِذَا تَلَـوَّى بِكَـفِّ الْمُعْصـِمِ الْعُـرُفُ
بَلْ لَيْتَ الرَّبَابَ وَحَيّاً مِنْ بَنِي أَسَدٍ
مِنْهُـمْ بَقِيـرٌ وَمِنْهُـمْ سـَارِبٌ سـَلَفُ
إِنَّ الرَّبَـابَ وَحَيّـاً مِـنْ بَنِـي أَسَدٍ
مِنْهُـمْ بَقِيـرٌ وَمِنْهُـمْ سـَارِبٌ سـَلَفُ
قَـدْ صـَادَفُوا عُصـْبَةً مِنَّـا وَسَيِّدَنَا
كُـــلٌّ يُؤَمِّــلُ قُنْيَانــاً وَيَطَّــرِفُ
قُلْنَـا الصـَّلَاحَ فَقَالُوا لَا نُصَالِحُكُمْ
أَهْـلُ الْنُبُـوكِ وَعِيرٌ فَوْقَهَا الْخَصَفُ
لَسـْنَا بِعِيـرٍ وَبَيْـتِ اللَّـهِ مَائِرَةٍ
إِلَّا عَلَيْهَـا دُرُوعُ الْقَـوْمِ وَالزَّغَـفُ
وَلَا بِأَهْـــلِ تَبُــوكٍ ذَاتَ ســَافِلَةٍ
إِنَّـا أُنَـاسٌ رُؤُوسَ الْقَـوْمِ نَخْتَطِـفُ
لَمَّـا الْتَقَيْنَا كَشَفْنَا عَنْ جَمَاجِمِنَا
لِيَعْلَمُـوا أَنَّنَـا بَكْـرٌ فَيَنْصـَرِفُوا
قَـالُوا الْبَقِيَّـةَ وَالْهِنْدِيُّ يَحْصُدُهُمْ
وَلَا بَقِيَّــةَ إِلَّا النَّـارُ فَانْكَشـَفُوا
هَـلْ سـَرَّ حِنْقِـطَ أَنَّ الْقَوْمَ صَالَحَهُمْ
أَبُـو شـُرَيْحٍ وَلَـمْ يُوجَـدْ لَـهُ خَلَفُ
إذْ آبَ جَارَتَهَـا الْحَسـْنَاءَ قَيِّمُهَـا
رَكْضـاً وَآبَ إِلَيْهَـا الثُّكْلُ وَالتَّلَفُ
إِذَا اســْتَمَرَّ بِرِجْلَيْــهِ مُوَاشــِكَةً
رَكْضـاً فَـآبَ إِلَيْهَا الْخُرْقُ وَالصَّلَفُ
أَمَّـا تَمِيـمٌ فَقَـدْ ذَاقُوا عَدَاوَتَنَا
وَقَيْــسَ عَيْلَانَ مَـسَّ الْخِـزْيُ وَالَأَسـَفُ
ذَاقُـوا مُلَمْلَمَـةً شـَهْبَاءَ يَقْـدُمُهَا
لِلْمَــوْتِ لَا عَــاجِزٌ وَانٍ وَلَا قُصــُفُ
فَــرْعٌ نَمَتْـهُ فُـرُوعٌ غَيْـرُ نَاقِصـَةٍ
مُوَفَّــقٌ حَــازِمٌ فِــي أَمْـرِهِ أُنُـفُ
فِيهَــا فَــوَارِسُ مَحْمُـودٌ لِقَـاؤُهُمُ
مِثْــلُ الْأَهِلَّــةِ لَا مِيــلٌ وَلَا كُشـُفُ
بِيـضُ الْوُجُوهِ غَدَاةَ الرَّوْعِ تَحْسَبُهُمْ
لُيُـوثُ غَـابٍ عَلَيْهَا الْبِيضُ وَالزَّعُفُ
وَجُنْـدُ كِسـْرَى غَـدَاةَ الْحِنْوِ صَبَّحَهُمْ
مِنَّا كَتَائِبُ تُزْجِي الْمَوْتَ فَانْصَرَفُوا
لَمَّـا أَتَوْنَـا كَـأَنَّ اللَّيْلَ يَقْدُمُهُمْ
مُطَبِّقِـي الْأَرْضِ يَغْشـَاهَا بِهِـمْ سـَدَفُ
جَحَاجِــحٌ وَبَنُــو مُلْــكٍ غَطَارِفَــةٌ
مِـنَ الْأَعَـاجِمِ فِـي آذَانِهَـا النُّطَفُ
مِـنْ كُلِّ مَرْجَانَةٍ فِي الْبَحْرِ أَخْرَجَهَا
غَوَّاصـُهَا وَوَقَاهَـا طِينَهَـا الصـَّدَفُ
فَصــَبَّحَتْهُمْ لَنَــا خَيْــلٌ مُســَوَّمَةٌ
مِثْلُ النُّجُومِ عَلَيْهَا الْبِيضُ وَالزَّعَفُ
كَأَنَّمَــا الْآلُ فِـي حَافَـاتِ جَمْعِهُـمُ
وَالْبِيـضُ بَـرْقٌ بَـدَا فِي عَارِضٍ يَكِفُ
إِذَا أَمَـالُوا إِلَى النُّشَّابِ أَيْدِيَهُمْ
مِلْنَـا بِبِيـضٍ فَظَـلَّ الْهَـامُ يُخْتَطَفُ
وَظُعْنُنَــا خَلْفَنَـا نُجْـلٌ مَـدَامِعُهَا
أَكْبَادُهَــا وُجُـفٌ مِمَّـا تَـرَى تَجِـفُ
حَوَاسـِرٌ عَـنْ خُـدُودٍ عَـايَنَتْ عِبَـراً
وَلَاحَهَـــا وَعَلَاهَــا غُبْــرَةٌ كُســُفُ
فَالْخَيْـلُ جَامِحَـةٌ وَالْبِيـضُ مُعْمَلَـةٌ
فِينَـا وَفِيهُـمْ لِوَشْكِ الْبَيْنِ تَخْتَلِفُ
إِذَا عَطَفْــنَ عَلَيْنَـا عَطْفَـةً صـَبَرَتْ
لَهُـمْ حُمَـاةٌ بِوَشـْكِ الطَّعْـنِ تَخْتَلِفُ
مَـا فِـي الْخُدُودِ صُدُودٌ عَنْ سُيُوفِهُمُ
وَلَا عَـنْ إِطْلَالِ صـَرْفِ الْمَـوْتِ تَنْحَرِفُ
عَـوْداً عَلَـى بَـدْءِ كَـرٍّ مَا يُلِينُهُمُ
كَـرَّ الصـُّقُورِ بَنَـاتِ الْمَاءِ تَخْتَطِفُ
وَخَيْـلُ بَكْـرٍ فَمَـا تَنْفَـكُّ تَطْحَنُهُـمْ
حَتَّـى تَوَلُّـوا وَكَـادَ الْيَوْمُ يَنْتَصِفُ
الْهَــمُّ يَعْلَـمُ أَنِّـي كُنْـتُ أُنْفِـذُهُ
إِذَا تَنَـاوَمَ عَنْـهُ الْعَـاجِزُ الصَّلِفُ
وَالْمَـوْتُ يَعْلَـمُ أَنَّـا سـَوْفَ نَحْضُرُهُ
إِذَا تَخَلَّـفَ عَنْـهُ الْعَـاجِزُ الْقُطُـفُ
لَــوْ أَنَّ كُـلَّ مَعَـدٍّ كَـانَ شـَارَكَنَا
فِي يَوْمِ ذِي قَارَ مَا أَخْطَاهُمُ الشَّرَفُ
لَا يَــوْمَ يَعْــدِلُهُ مَجْـداً وَمَكْرُمَـةً
عَنَّــا بِــذَلِكَ يَوْمـاً وَاصـِفٌ يَصـِفُ
الأَعْشَى الكَبِيرُ أَوْ أَعْشَى قَيْس هُوَ مَيْمُونُ بْنُ قَيْسِ بْنِ جَنْدَلَ، مِنْ قَبِيلَةِ قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ إِحْدَى قَبائِلِ بَكْرِ بْنِ وائِلٍ، مِنْ فُحُولِ الشُعَراءِ الجاهِلِيِّينَ، وَمِنْ شُعَراءِ الطَّبَقَةِ الأُولَى، وَهو أَحَدُ شُعَراءِ المُعَلَّقاتِ، اُشْتُهِرَ بِجَوْدَةِ قَصائِدِهِ الطِّوالِ، وَقَدْ قَدَّمَهُ بَعْضُ النُقّادِ القُدامَى عَلَى الشُّعَراءِ الجاهِلِيِّينَ لِتَصَرُّفِهِ فِي المَدِيحِ وَالهِجاءِ وَسائِرِ فُنُونِ الشِّعْرِ، وَقَدْ تَنَقَّلَ الأَعْشَى فِي بِلادٍ كَثِيرَةٍ بَحْثاً عَنْ المالِ فَكانَ مِنْ أَوائِلِ مَنْ تَكْسَّبَ بِشِعْرِهِ، وَقَدْ أَدْرَكَ الإِسْلامَ وَلَمْ يُسْلِمْ وَكانَتْ وَفاتُهُ سَنَةَ 7ه المُوافَقَة لِسَنَةِ 629م