
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَدِّعْ هُرَيْـــرَةَ إِنَّ الرَّكْـــبَ مُرْتَحِـــلُ
وَهَــلْ تُطِيــقُ وَدَاعــاً أَيُّهَـا الرَّجُـلُ
غَـــرَّاءُ فَرْعَــاءُ مَصــْقُولٌ عَوَارِضــُهَا
تَمْشِي الْهُوَيْنَا كَمَا يَمْشِي الْوَجِي الْوَحِلُ
كَــأَنَّ مِشــْيَتَهَا مِــنْ بَيْــتِ جَارَتِهَـا
مَـــرُّ الســـَّحَابَةِ لَا رَيْــثٌ وَلَا عَجَــلُ
تَســْمَعُ لِلْحَلْـيِ وَسْوَاسـاً إِذَا انْصـَرَفَتْ
كَمَــا اســْتَعَانَ بِرِيــحٍ عِشــْرِقٌ زَجِـلُ
لَيسـَتْ كَمَـنْ يَكْـرَهُ الْجِيـرَانُ طَلْعَتَهَـا
وَلَا تَرَاهَـــا لِســِرِّ الْجَــارِ تَخْتَتِــلُ
يَكَـــادُ يَصـــْرَعُهَا لَـــوْلَا تَشــَدُّدُهَا
إِذَا تَقُــومُ إِلَــى جَارَاتِهَــا الْكَسـَلُ
تَمْشــِي رُوَيْـداً كَـأَنَّ الشـَّوْكَ يَصـْرَعُهَا
مَشــْيَ الْيَعَــافِيرِ فِــي حَنَّـاتِهِ ثِقَـلُ
إِذَا تُعَالِـــجُ قِرْنــاً ســَاعَةً فَتَــرَتْ
وَاهْتَـزَّ مِنْهَـا ذَنُـوبُ الْمَتْـنِ وَالْكَفَـلُ
صــِفْرُ الْوِشـَاحِ وَمِلْـءُ الـدَّرْعِ بَهْكَنَـةٌ
إِذَا تَــأَتَّى يَكَــادُ الْخَصــْرُ يَنْخَــزِلُ
صــَدَّتْ هُرَيْــرَةُ عَنَّــا مَــا تُكَلِّمُنَــا
جَهْلاً بِــأُمِّ خُلَيْــدٍ حَبْــلَ مَــنْ تَصــِلُ
أَأَنْ رَأَتْ رَجُلاً أَعْشــــَى أَضـــَرَّ بِـــهِ
رَيْــبُ الْمَنُــونِ وَدَهْــرٌ مُفْنِــدٌ خَبِـلُ
نِعْـمَ الضـَّجِيعُ غَـدَاةَ الـدَّجْنِ يَصـْرَعَهَا
لِلَّـــذَةِ الْمَـــرْءِ لَا جَــافٍ وَلَا تَفِــلُ
كَــأَنَّ فَاهَــا غَــدَاةَ الـدَّجْنِ تَصـْرَعُهُ
لِلَـــذَّةِ الْمَـــرْءِ لَا جَــافٍ وَلَا تَفِــلُ
هِرْكَولَــــةٌ فُنُــــقٌ دُرْمٌ مَرَافِقُهَـــا
كَـــأَنَّ أَخْمَصـــَهَا بِالشــَّوْكِ مُنْتَعِــلُ
إِذَا تَقُــومُ يَضــُوعُ الْمِســْكُ أَصــْوِرَةً
وَالزَّنْبَـقُ الْـوَرْدُ مِـنْ أَرْدَانِهَـا شـَمِلُ
مَـا رَوْضـَةٌ مِـنْ رِيَـاضِ الْحَـزْنِ مُعْشـِبَةٌ
خَضــْرَاءُ جَــادَ عَلَيْهَــا مُســْبِلٌ هَطِـلُ
يُضــَاحِكُ الشــَّمْسَ مِنْهَــا كَـوْكَبٌ شـَرِقٌ
مُـــؤَزَّرٌ بِعَمِيـــمِ النَّبْـــتِ مُكْتَهِــلُ
يَوْمــاً بِــأَطْيَبَ مِنْهَــا نَشـْرَ رَائِحَـةٍ
وَلَا بِأَحْســَنَ مِنْهَــا إِذْ دَنَــا الْأُصــُلُ
عُلَّقْتُهَــــا عَرَضــــاً وَعُلَّقَـــتْ رَجُلاً
غَيْــرِي وَعُلَّــقَ أُخْـرَى غَيْرَهَـا الرَّجُـلُ
وَعُلِّقَتْـــهُ فَتَـــاةٌ مَـــا يُحَاوِلُهَــا
مِــنْ أَهْلِهَــا مَيِّـتٌ يَهْـذِي بِهَـا وَهِـلُ
وَعُلِّقَتْنِـــي أُخَيْـــرَى مَــا تُلَائِمُنِــي
فَــاجْتَمَعَ الْحُــبَّ حُبّــاً كُلُّــهُ تَبِــلُ
فَكُلُّنَـــا مُغْـــرَمٌ يَهْـــذِي بِصــَاحِبِهِ
نَــــاءٍ وَدَانٍ وَمَحْبُــــولٌ وَمُحْتَبِـــلُ
قَــالَتْ هُرَيْــرَةُ لَمَّــا جِئْتُ زَائِرَهَــا
وَيْلِــي عَلَيْـكَ وَوَيْلِـي مِنْـكَ يَـا رَجُـلُ
يَـا مَـنْ يَـرَى عَارِضـاً قَـدْ بِـتُّ أَرْقُبُهُ
كَأَنَّمَــا الْبَـرْقُ فِـي حَافَـاتِهِ الشـُّعَلُ
لَـــهُ رِدَافٌ وَجَـــوْزٌ مُفْـــأَمٌ عَمِـــلٌ
مُنَطَّـــقٌ بِســـِجَالِ الْمَـــاءِ مُتَّصـــِلُ
لَـمْ يُلْهِنِـي اللَّهْـوُ عَنْـهُ حِيـنَ أَرْقُبُهُ
وَلَا اللَّــذَاذَةُ مِــنْ كَــأْسٍ وَلَا الْكَسـَلُ
فَقُلْـتُ لِلشـَّرْبِ فِـي "دُرْنَى" وَقَدْ ثَمِلُوا
شـِيمُوا وَكَيْـفَ يَشـِيمُ الشـَّارِبُ الثَّمِـلُ
بَرْقــاً يُضــِيءُ عَلَـى الْأَجْـزَاعِ مَسـْقِطُهُ
وَبِالْخَبِيَّـــةِ مِنْـــهُ عَـــارِضٌ هَطِـــلُ
قَـالُوا نِمَـارٌ فَبَطْـنُ الْخَـالِ جَادَهُمَـا
فَالْعَســــْجَدِيَّةُ فَـــالْأَبْلَاءُ فَالرِّجَـــلُ
فَالســَّفْحُ يَجْــرِي فَخِنْزِيــرٌ فَبُرْقَتُــهُ
حَتَّــى تَــدَافَعَ مِنْـهُ الرَّبْـوُ فَالْجَبَـلُ
حَتَّــى تَحَمَّــلَ مِنْــهُ الْمَــاءَ تَكْلِفَـةً
رَوْضُ الْقَطَــا فَكَثِيـبُ الْغَيْنَـةِ السـَّهِلُ
يَسـْقِي دِيَـاراً لَهَـا قَـدْ أَصـْبَحَتْ عُزُباً
زُوراً تَجَــانَفَ عَنْهَـا الْقَـوْدُ وَالرَّسـَلُ
وَبَلْــدَةٍ مِثْــلِ ظَهْــرِ التُّـرْسِ مُوحِشـَةٍ
لِلْجِــنِّ بِاللَّيْــلِ فِـي حَافَاتِهَـا زَجَـلُ
لَا يَتَنَمَّــى لَهَــا بِــالْقَيْظِ يَرْكَبُهَــا
إِلَّا الَّــذِينَ لَهُــمْ فِيمَـا أَتَـوْا مَهَـلُ
جَاوَزْتُهَـــا بِطَلِيـــحٍ جَســـْرَةٍ ســُرُحٍ
فِــي مِرْفَقَيْهَـا إِذَا اسْتَعرَضـْتَهَا فَتَـلُ
إِمَّــا تَرَيْنَــا حُفَــاةً لَا نِعَـالَ لَنَـا
إِنَّــا كَــذَلِكَ مَــا نَحْفَــى وَنَنْتَعِــلُ
فَقَـــدْ أُخَــالِسُ رَبَّ الْبَيْــتِ غَفْلَتَــهُ
وَقَــدْ يُحَــاذِرُ مِنِّــي ثُــمَّ مَــا يَئِلُ
وَقَــدْ أَقُـودُ الصـِّبَى يَوْمـاً فَيَتْبَعُنِـي
وَقَــدْ يُصــَاحِبُنِي ذُو الشــِّرَّةِ الْغَـزِلُ
وَقَــدْ غَـدَوْتُ إِلَـى الْحَـانُوتِ يَتْبَعُنِـي
شـــَاوٍ مِشـــَلٌّ شــَلُولٌ شُلْشــُلٌ شــَوِلُ
فِـي فِتْيَـةٍ كَسـُيُوفِ الْهِنْـدِ قَـدْ عَلِمُوا
أَنْ لَيْـسَ يَـدْفَعُ عَـنْ ذِي الْحِيلَةِ الْحِيَلُ
نَـــازَعْتُهُمْ قُضـــُبَ الرَّيْحَــانِ مُتَّكِئاً
وَقَهْـــوَةً مُـــزَّةٌ رَاوُوقُهَـــا خَضـــِلُ
لَا يَســْتَفِيقُونَ مِنْهَــا وَهْــيَ رَاهَنَــةٌ
إِلَّا بِهَـــاتِ وَإِنْ عَلُّــوا وَإِنْ نَهِلُــوا
يَســْعَى بِهَــا ذُو زُجَاجَــاتٍ لَـهُ نُطَـفٌ
مُقَلِّـــصٌ أَســـْفَلَ الســِّرْبَالِ مُعْتَمِــلُ
وَمُســـْتَجِيبٍ تَخَــالُ الصــَّنْجَ يَســْمَعُهُ
إِذَا تُرَجِّــعُ فِيــهِ الْقَيْنَــةُ الْفُضــُلُ
وَالســـَّاحِبَاتُ ذُيُــولَ الْخَــزِّ آوِنَــةً
وَالــرَّافِلَاتُ عَلَــى أَعْجَازِهَــا الْعِجَـلُ
مِــنْ كُــلِّ ذَلِـكَ يَـوْمٌ قَـدْ لَهَـوْتُ بِـهِ
وَفِـي التَّجَـارِبِ طُـولُ اللَّهْـوِ وَالْغَـزَلُ
أَبْلِــغْ يَزِيــدَ بَنِــي شـَيْبَانَ مَأْلُكَـةً
أَبَــا ثُبَيْــتٍ أَمَــا تَنْفَــكُّ تَأْتَكِــلُ
أَلَســْتَ مُنْتَهِيــاً عَــنْ نَحْـتِ أَثْلَتِنَـا
وَلَســْتَ ضــَائِرَهَا مَــا أَطَّــتِ الْإِبِــلُ
تُغْــرِي بِنَــا رَهْــطَ مَسـْعُودٍ وَإِخْـوَتِهِ
عِنْــدَ اللِّقَــاءِ فَتُــرْدِي ثُـمَّ تَعْتَـزِلُ
لَأَعْرِفَنَّـــكَ إِنْ جَـــدَّ النَّفِيــرُ بِنَــا
وَشــُبَّتِ الْحَــرْبُ بِـالطُّوَّافِ وَاحْتَمَلُـوا
كَنَاطِـــحٍ صـــَخْرَةً يَوْمــاً لِيَفْلِقَهَــا
فَلَــمْ يَضــِرْهَا وَأَوْهَـى قَرْنَـهُ الْوَعِـلُ
لَأَعْرِفَنَّــــكَ إِنْ جَــــدَّت عَــــدَاوَتُنَا
وَالْتُمِــسَ النَّصـْرُ مِنْكُـمْ عَـوْضُ تُحْتَمَـلُ
تُلْــزِمُ أَرْمَــاحَ ذِي الْجَـدَّيْنِ سـَوْرَتَنَا
عِنْــدَ اللِّقَــاءِ فَتُرْدِيهِــمْ وَتَعْتَــزِلُ
لَا تَقْعُـــدَنَّ وَقَـــدْ أَكَّلْتَهَــا حَطَبــاً
تَعُــوذُ مِــنْ شــَرِّهَا يَوْمــاً وَتَبْتَهِـلُ
حَتَّــى تُصــِيبَكَ مِنْهَــا فَــرْطُ سـَابِقَةٍ
أَنْـتَ الْمُهَـابُ وَأَنْـتَ الْخَـائِفُ الْوَجِـلُ
قَـدْ كَـانَ فِـي أَهْـلِ كَهْفٍ إِنْ هُمُ قَعَدُوا
وَالْجَاشـــِرِيَّةِ مَــنْ يَســْعَى وَيَنْتَضــِلُ
ســَائِل بَنِـي أَسـَدٍ عَنَّـا فَقَـدْ عَلِمُـوا
أَنْ ســَوْفَ يَأْتِيـكَ مِـنْ أَنْبَائِنَـا شـَكَلُ
وَاســْأَلْ قُشــَيْراً وَعَبْـدَ اللَّـهِ كُلُّهُـمُ
وَاســْأَلْ رَبِيعَــةَ عَنَّــا كَيْـفَ نَفْتَعِـلُ
إِنَّـــا نُقَـــاتِلُهُمْ حتَّـــى نُقَتِّلَهُــمْ
عِنْـدَ اللِّقَـاءِ وَهُـمْ جَارُوا وَهُمْ جَهِلُوا
كَلَّا زَعَمْتُــــمْ بِأَنَّـــا لَا نُقَـــاتِلُكُمْ
إِنَّــا لِأَمْثَــالِكُمْ يَــا قَوْمَنَــا قُتُـلُ
حَتَّـــى يَظَــلَّ عَمِيــدُ الْقَــومِ مُتَّكِئاً
يَــدْفَعُ بِــالرَّاحِ عَنْــهُ نِســْوَةٌ عُجُـلُ
أَصـــــَابَهُ هِنْــــدُوَانِيٌّ فَأَقْصــــَدَهُ
أَوْ ذَابِــلٌ مِــنْ رِمَـاحِ الْخَـطِّ مُعْتَـدِلُ
قَـدْ نَطْعَـنُ الْعِيـرَ فِـي مَكْنُـونِ فَائِلِهِ
وَقَــدْ يَشــِيطُ عَلَـى أَرْمَاحِنَـا الْبَطَـلُ
هَــلْ تَنْتَهُــونَ وَلَا يَنْهَــى ذَوِي شــَطَطٍ
كَـالطَّعْنِ يَـذْهَبُ فِيـهِ الزَّيْـتُ وَالْفُتُـلُ
إِنِّــي لَعَمْــرُ الَّــذِي خَطَّـتْ مَنَاسـِمُهَا
لَــهُ وَســِيقَ إِلَيْــهِ الْبَـاقِرُ الْغُيُـلُ
لَئِنْ قَتَلتُــمْ عَمِيـداً لَـمْ يَكُـنْ صـَدَداً
لَنَقْتُلَـــنْ مِثْلَـــهُ مِنْكُــمْ فَنَمْتَثِــلُ
لَئِنْ مُنِيــتَ بِنَــا عَــنْ غِــبِّ مَعْرَكَـةٍ
لَـمْ تُلْفِنَـا مِـنْ دِمَـاءِ الْقَـوْمِ نَنْتَفِلُ
نَحْــنُ الْفَـوَارِسُ يَـوْمَ الْعَيْـنِ ضـاحِيَةً
جَنْبَــيْ "فُطَيْمَــةَ" لَا مِيــلٌ وَلَا عُــزُلُ
قَـالُوا الرُّكُـوبَ فَقُلْنَـا تِلْـكَ عَادَتُنَا
أَوْ تَنْزِلُـــونَ فَإِنَّـــا مَعْشــَرٌ نُــزُلُ
الأَعْشَى الكَبِيرُ أَوْ أَعْشَى قَيْس هُوَ مَيْمُونُ بْنُ قَيْسِ بْنِ جَنْدَلَ، مِنْ قَبِيلَةِ قَيْسِ بْنِ ثَعْلَبَةَ إِحْدَى قَبائِلِ بَكْرِ بْنِ وائِلٍ، مِنْ فُحُولِ الشُعَراءِ الجاهِلِيِّينَ، وَمِنْ شُعَراءِ الطَّبَقَةِ الأُولَى، وَهو أَحَدُ شُعَراءِ المُعَلَّقاتِ، اُشْتُهِرَ بِجَوْدَةِ قَصائِدِهِ الطِّوالِ، وَقَدْ قَدَّمَهُ بَعْضُ النُقّادِ القُدامَى عَلَى الشُّعَراءِ الجاهِلِيِّينَ لِتَصَرُّفِهِ فِي المَدِيحِ وَالهِجاءِ وَسائِرِ فُنُونِ الشِّعْرِ، وَقَدْ تَنَقَّلَ الأَعْشَى فِي بِلادٍ كَثِيرَةٍ بَحْثاً عَنْ المالِ فَكانَ مِنْ أَوائِلِ مَنْ تَكْسَّبَ بِشِعْرِهِ، وَقَدْ أَدْرَكَ الإِسْلامَ وَلَمْ يُسْلِمْ وَكانَتْ وَفاتُهُ سَنَةَ 7ه المُوافَقَة لِسَنَةِ 629م