
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ثــم تَقــرَّب لِمَــولاكَ العَلِــي
بِالمُنجِيَـاتِ مِـن صـِفاتِ الكُمَّـلِ
مِــن تَـركِ ضـِحكٍ مُفسـِدٍ لِلعَقـلِ
وَمُــذهِبِ الهَيبَـةِ مِـن ذِي فَضـلِ
كَــذاكَ إِكثـارُ الكَلامِ السـاقِطِ
فهــوَ قَبيــحٌ جـالبُ المَسـاخِطِ
وَلازمِ الفِقـــهَ مِــنَ العُلُــومِ
يُقِمــكَ فــي مَنهَجِــهِ القَـويمِ
مُلتَزِمــاً أَربَعــةً قَـد عُرِفُـوا
بـالعِلمِ والإِيمـانِ مِمَّـن سَلَفُوا
أَحمَـدُ وَالنُّعمـانُ ثُـمَّ الشافِعي
وَمالِـكٌ شـَيخُ الجَميـعِ الأَلمَعِـي
أُولَئِكَ الهُــــداةُ وَالنُّجُـــومُ
نَهجُهُــمُ عَلــى الهُــدى قَـويمُ
أَعلامُ حَــقٍّ لِلمُرِيــدِ الســَّارِي
داعِيَـــةٌ لِســـُنَّةِ المُختـــارِ
وَاتـلُ كِتـابَ اللَّـهِ فـي أَوقات
مُلاحِظــــاً تَــــدَبُّرَ الآيـــاتِ
تَهـدِيكَ لِلبَـاري فَتَرجُـو رَحمَتَه
حينـاً وَحِينـاً مُـذ تَخافُ سَطوَتَه
فَهـوَ العُلُـومُ وَالكَمَالُ وَالشَّرَف
لا يَعتَرِيـــهِ باطِــلٌ وَلا جَنَــف
وَالحَـظ إِلَـى الجَنَّةِ في القُرآنِ
تَــزِدكَ فــي عِبــادَةِ الرَّحمـنِ
وَالحَظ إِلى النار تَجِدها ناهِيَه
عَـن طُـرُقٍ إِلـى الفَسـادِ غاوِيَه
وَانظُـر إِلـى نَفسـِكَ في دُنياكَا
تَجِــدكَ منقُــولاً بِهــا لِـذاكا
فابـذُل مِـنَ الأَسبابِ ما يُنجِيكا
فَتُــدرِكَ الرَّحمَـةَ مِـن بارِيكـا
وَاعلَـم بِـأنَّ الـرِّزقَ رَبِّي قدَّرَه
فالسـَعيُ فِيـهِ سـَبَبٌ مـا كَثَّـرَه
فَكَــم ضــَعيفٍ سـَوَّدَتهُ الـدُّنيا
وَكَــم قَــوِيٍّ سـَعيُهُ مَـا أَغنَـى
لَكِنَّمـــا الأَســبابُ كَالحِجــابِ
لِيَحصـــُلَ الإِيمــانُ بِالغِيــابِ
وَلا تَكُـن أَيضـاً مُضـيعاً للسـَّبَب
فَبَــذلُهُ بِالشــَّرعِ رُبَّمـا وَجَـب
وَلازِمِ التَّقـوى تَكُـن أَنـتَ الأَجَلّ
فَهيَ الَّتي تُنجِيكَ مِن بَينِ العَمَل
وَهـيَ امتِثـالُ مـا إِلهُنـا أَمَر
وَالكَـفُّ عَـن كُـلِّ الَّذي عَنهُ زَجَر
وَباشـــِرِ المُســلِمَ بِــالتَّحِيَّه
أَو كَلِمـــاتٍ عِنـــدَهُ مَرضــِيّه
وَانصـَح لهُ نُصحَ الصَديقِ الصادِقِ
ولاقِــهِ فــي الأَمـرِ كـالمُوافِقِ
إِلا إِذا أَتَـى الرَدى أَو قالَ بِه
فَــرُدَّهُ بِــاللطفِ حتّـى يَنتَبِـه
ولا تَــرُدَّ مِــن جَلِيسـِكَ الخَبَـر
وَلا تُضــَعِّفهُ فَــذا لَــهُ ضــَرَر
وَإِن أَتـى بِهَفـوةٍ فـي المَجلِـسِ
فَاسـتُر عَلَيـهِ سـَترَ خِـلٍّ مُـؤنِسِ
وَلا تُعَقِّبـــهُ بِــذِكرَاها أَبَــد
فـالحُرُّ لَم يَشمَت وَلَم يَفضَح أَحَد
وَجاهِـدِ النَّفـسَ عَلَـى حَملِ الأَذى
مِـن مُسـلِمٍ تَكُـن إِمامـاً يُحتَذى
وَاجهَــر إِذا لَقِيــتَ بالســَلامِ
بِـــذاكَ وَصــَّى ســَيِّدُ الأَنــامِ
لا تَجعَلَـــن إِشـــارَةً تَحِيَّـــه
تكُــن عَــدُوَّ الســُنَّةِ السـَنِيَّه
إنَّ الســــلامَ هَيئَةُ الأَبـــرارِ
وَمَــن يُشــِيرُ تــابِعُ الكُفّـارِ
وَاحـذَر مِنَ التَصفِيقِ بَعدَ الخُطَبِ
كَهَيئَةِ الإِمــاءِ عِنــدَ اللعِــبِ
فَقَـد نَهَـى الرجـالَ سَيِّدُ البَشَر
عَـن فِعلِـهِ فَـذاكَ شـَيءٌ مُحتَقَـر
وَاعـرف كَراماتِ الرِّجالِ باللحى
سـودا وَبيضـا كالصـَباحِ اتَّضَحا
فَهـيَ لَهُـم فَضـلٌ عَلَـى النِّسـاءِ
ميــزاً وَحُسـناً عِنـدَ كُـلِّ رائِي
وأَمـــرَ الرَســُولُ أَن تُــوَفَّرا
فَحَلقُهــا يُعَــدُّ قُبحـاً مُنكَـرا
وَالحَلـقُ لِلِّحيَـةِ مَع ضِيقِ السَلَب
يَعتَـادُهُ أهـلُ الضـَلالِ وَالرِيَـب
وَمِثلُـهُ اللهـوُ بـأنواعِ اللعِب
حاشــَا لِعاقِــلٍ إِلَيـهِ يَنتَسـِب
لأنَّــــهُ مُضــــَيِّعُ الأَوقــــاتِ
وَمُــــذهِبٌ لأَشـــرَفِ الصـــِّفاتِ
وَهـــادِمٌ لِلــدِّينِ وَالمَــرُوءةِ
وَيَســـِمُ الإِنســانَ بالســَّفاهَةِ
وَاحـذَر مِنَ القُبعَةِ لُبسُ المَرَدَه
فَـدِينُ مَـن يَلبَسـُها قَـد أَفسَدَه
فقَـد أَتانا في الحَدِيثِ المُسنَدِ
عَـن سـَيِّدِ الرُّسلِ الكَريمِ الأَمجَدِ
فَمَــن بِقَــومٍ فـاعلَمَن تَشـَبّها
فَـذاكَ مِنهُـم فـاعلَمن وانتَبِها
فَتــابِعِ الكِـرامَ فـي الأَفعـالِ
ذَوِي النُّهـى وَالمَجـدِ وَالكَمـالِ
وَلا تَكُـــن مُشـــابِهَ الطَّغــامِ
مَـن قـالَ فيـهِ اللَّـهُ كالأنعامِ
وَشــُربُكَ التُنبـاكَ شـَينٌ وَقَـذر
وَاللَّه بالتَطهيرِ في الشَرعِ أمَر
وَقَـد أَتـى السـّواكُ عَـن نَبِيِّنا
وَقــالَ إِنَّ اللَّـه يَرضـاهُ لَنـا
وَفضـلُهُ التَنظِيفُ وَالطُّهرُ الحَسَن
فَكَيــفَ تُفســِدُهُ بِـذَلِكَ النَّتَـن
وَاحـذَر حُضُوراً في مَجالِسِ البِدَع
فَهـوَ مُضـاهاةٌ لِمـا اللَّـهُ شَرَع
وَقَـد نَهـاكَ عَنـهُ رَبُّـكَ العَلِـي
فَلا تُخـــالِف أَمــرَهُ فَتَبتَلِــي
وَاصــحَب إِذا صـَحِبتَ كُـلَّ فاضـِلِ
مُســتَكمِلاً للــدِّينِ وَالفَضــائِلِ
إِنَّ الجَلِيــسَ يَغــرِسُ الأَخلاقــا
وَإِن يُنـــافِق أَورَثَ النِفاقــا
إِنَّ الجَلِيـسَ عِنـدَ كُـلِّ الحُكَمـا
يَغـرِسُ فـي جَلِيسـِهِ مـا أَحكَمـا
الشيخ عبد العزيز بن صالح بن عبد العزيز العلجي، وأصل نسبه من قريش.حفظ القرآن الكريم، وتعلم الكتابة والقراءة ومبادئ العربية والفقه، واشتغل في التجارة بين الكويت والأحساء، ولكنه تركها واتجه إلى طلب العلم فأخذ عن عدد كبير من علماء الأحساء.توفي في الصالحية.مدح الملك عبد العزيز آل سعود، والأمير عبد الله بن جلوي، والشيخ عيسى بن علي آل خليفة.له: نظم كبير في الفقه ( فقه الإمام مالك)، (مباسم الغواني في تقريب عزية الزنجاني).