
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَيُّها الرَّاقِدُ ذا اللَّيلَ التَّمَام
قُـم بِجِـدٍّ فَالليالِي فِي انصِرام
وَتَقَــــرَّب بِصــــَلاةٍ وَصـــِيام
وابتَهِـل لِلَّـهِ فـي جُنـحِ الظَّلام
فَعَسـَى تَلحَـقُ بِـالقَومِ الكِـرَام
أَيُّها الرَّاقِدُ ذا اللَّيلُ الطَّويل
لَيـسَ في الدُّنيا مَقامٌ يا نَبِيل
ضـُرِبَت واللَّـهِ أَبـواقُ الرَّحيـل
وَســَرَى الرَّكــبُ بِوَخـدٍ وَذَمِيـل
يَتَبــارونَ إِلــى دارِ الســَّلام
أَيُّهـا الرَّاقِـدُ كَم هَذا الهُجُود
ما تَرَى القَومَ استَعَدُّوا لِلوُفُود
بِقِيــــامٍ ورُكُـــوعٍ وَســـُجُود
وَخُشـــُوعٍ وَخُضـــُوعٍ لِلـــوَدُود
وَدُمـــوعٍ تَتَجــارَى كالغَمــام
مِنهُـمُ مَـن مَلَّكَ الشَّوقَ الزِّماما
وَفنِـي فـي اللَّـهِ حُبّـاً وَغَراما
وَبِشـَرطِ الوَصلِ يَستَحلِي الحِمَاما
كُلَّمـا ذاقَ مِـنَ التَّقرِيـبِ جاما
زادَ شـَوقاً وَلِفَـرطِ السـُّكرِ هام
أَيُّهـا الرَّاقِـدُ كَـم هَذا الكَرَى
إِنَّ أَهـلَ اللَّـهِ جَدُّوا في السُّرى
طلَّقُـوا الـدُّنيا وَمَـرُّوا زُمَـرا
أَفَتَرضــَى أَنــتَ أَن تَبقَـى وَرا
فاسـتَعِن بِاللَّهِ وانهَض باهتِمام
أَيُّهـا الرَّاقِـدُ كَم هَذا الرُّقاد
قُــم بــإِخلاصٍ وَجِــدٍّ واجتِهـاد
وَتَــزَوَّد فــالتُّقَى أَفضــَلُ زَاد
إِنَّ أَهـلَ الجِـدِّ فازُوا بِالمُراد
مَـن يُطِـع مَـولاهُ يَظفَر بِالمَرام
كَيــفَ يَهنَــى بِمَنــامٍ وَسـُبات
عـالِمٌ أَن سـَوفَ يَلقَـى السَّكَرات
وَيَـذوقَ المُـرَّ مِـن كاسِ المَمات
رَبِّ وَفِّقنــا وَأَيِّــد بِالثَّبــات
عِنـدَما نَجـرَعُ كاسـاتِ الحِمَـام
إِنَّمــا الـدُّنيا مَتَـاعٌ وَغُـرُور
كُلُّنـا فِيهـا عَلـى وَشكِ العُبُور
لا تَغُرَّنَّـــكَ هاتِيــكَ القُصــُور
كُـلُّ مَـن فيهـا سَيَمضـِي لِلقُبُور
مُلصـِقاً بـالرَّغمِ خَـدّاً لِلرَّغـام
آهِ مِـن ذِكـرِ البِلَـى ما أَوجَعَه
آهِ مِـن داعِ النَّـوى مـا أَسمَعَه
آهِ مِـن هَـولِ اللِّقـا ما أَفظَعَه
آهِ مِـن كـاسِ الـرَّدى ما أَبشَعَه
رب ثَبِّتنــا لَـدى ذاكَ المَقـام
عبد العزيز بن حمد آل مبارك، من بني تميم.ولد بمحلة الرفعة، من مدينة الهفوف بالأحساء.حفظ القرآن في سن مبكرة، ثم رحل مع والده إلى مكة وأقام بها سنوات، تلقى خلالها قسطاً من مبادئ العلوم الشرعية والتاريخية واللغوية، ثم عاد إلى بلده وعكف على التدريس والتحصيل وسنه لم تتجاوز الخامسة عشرة.وقد ترك شعراً ينوف عن ألف بيت.توفي في الأحساء.له: تدريب السالك.