
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
عجبـاً تحـاولُ أَن تنـال هجاءَ
أَتـراكَ قبـلَ اليوم نلتَ ثناءَ
أَيـنَ المشـيرُ وأَين أَيامٌ مضت
فيهــا ملأتَ الخـافقَين عـداءَ
أَنسيتَ تلك الحرب حين أَثرتها
وحملـتَ تلـك الحملةَ الشعواءَ
إِذ تسـتعدُّ مـن الجيادِ يراعةً
ومــن السـلاحِ وفاحـةَ وبـذاءَ
وإِذ الـورى يتجنبونـك مثلما
يتجنَّبــون العنـزةَ الجربـاءَ
وإِذا اسمكَ الملعون كافٍ وحدهُ
لينيـلَ لافظَـهُ العـذابَ جـزاءَ
أَنسـيتَ سجن الحوض حين دخلتهُ
ولياليــاً مــرَّت بـه سـوداءَ
والبحـرَ حيـن ركبتَـهُ متلصِّصاً
تخشـى العيون وتحذر الرقباءَ
لا تسـتطيعُ إلـى ورائِكَ نظـرةً
مـن خوفِ أَن تجدَ الجنودَ وراءَ
يا ريحَ ذا القلم الذي جرَّدتَهُ
لـو كـان سرَّ بقدر ما قد ساءَ
يا ويحَ ذا الأدب الذي أعطيتَهُ
لـو كنـتَ قد أُعطيتَ معهُ حياءَ
واليـومَ لمّا تُبتَ عما قد مضى
ونبـذتَ تلـك الخطَّـةَ العوجاءَ
دفنـتَ مبدأَكَ القديم وقلتَ لا
رحِــمَ الالـهُ الجهـلَ والجهلاءَ
وصـحبتَ مـن غاديتَهم قبلاً ومن
كـانوا صـحابكَ أصبحوا أعداءَ
جريـاً مـع الأهـواءِ علماً أَنهُ
لا ربـحَ ان لـم تخـدمِ الأهواءَ
فمن الذي يبغي ودادك بعد ذا
ومـن الذي يرضى الوداد رياءَ
تــاللَه مــا والاك إلا خـائفٌ
من ذا اللسانِ الطعنَ والإيذاءَ
والـوُدُّ ان تكـن المخافةُ أسهُ
فـالعنكبوت أَشـدُّ منـهُ بنـاءَ
لا تغتَـرِر بعريـض شهرتِكَ التي
ملأَت بــك الأقطــارَ والأرجـاءَ
فالشـرُّ أسـرعُ ما يكون تفشِّياً
والخيـرُ يمشـي مشـيةً عوجـاءَ
والطبـلُ يُسـمَعُ من بعيدٍ صوتهُ
وإذا خـبرتَ وجـدتَ فيـهِ هواءَ
أما أنا فعلى كلا الحالين لم
أَبــرح أُريــك مـودَّةً وإِخـاءَ
أَرضاك مع هذي العيوب ولا أرى
مـن سـوءِ حظي عنكَ لي استناءَ
كالغيـد نعشـقها علـى علاتها
ونــرى بهـا داءً لنـا ودواءَ
هـذا هجـاؤك يـا سـليمُ وانهُ
ليســؤُني انــي أَتـولُ هجـاءَ
ما كنت أنحو نحوهُ لو لم تكن
عيَّنــت جــائزةً لــهُ غــرَّاءَ
وكمـا علمـت فأننـا في أزمةٍ
لــم تبـقِ صـفراءَ ولا بيضـاءُ
فعساك تقترح المديح لكي ترى
منــي ثنـاءً كالصـباحِ ضـياءَ
لكننـي لا أَسـتجيد لـك الثنا
إِلَّا إذا ضــاعفتَ لـي الاعطـاءَ
فهجـاءُ مثلـك ليـسَ فيهِ تكلفٌ
وأَرى مــديحك كلفــةً وعنـاءَ
إلياس فياض.أديب لبناني، تعلم ببيروت، ثم بمدرسة الحقوق بالقاهرة.وكتب في مجلتي إبراهيم اليازجي (الضياء) و(البيان) في القاهرة، وتولى رئاسة التحرير بجريدة (المحروسة) اليومية.ثم عاد إلى لبنان، فكان من أعضاء مجلس النواب، فوزيراً للزراعة، وتوفي ببيروت عن نحو 55 عاما.له (ديوان شعر - ط) الجزء الأول منه.ترجم عن الفرنسية قصصاً، منها (الشهيدة - ط)، و(عشيقة مازارين - ط).