
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قـال ربُّ الوجـودِ للشـمس يوماً
وهـي تفـترُّ فـي الوجـودِ زُهاءَ
أيهـا القـوةُ الـتي قد بعثنا
هــا يهـزُّ السـريرُ كالغلمـانِ
وجعلنــا بهــا الحـرارةَ للأر
ض حيـــاةً ورحمـــةَ وضـــياءَ
وضـربنا لنورنـا الفائِقِ الوص
ف مثـــالاً شــُعاعَها الوضــّاءَ
أيُّ وصــفٍ ممــا وهبنــاكِ يُـد
نيـــكِ إلينــا مكانــةً وعلاءَ
فأجابت وقد توارَت وراءَ الغيم
مــن وجــهِ ربهــا اســتحياءَ
أيها الخالق العظيم الذي أبد
عَ فـي خلقـهِ الـورى مـا شـاءَ
والــذي الأرضُ والكـواكبُ والأف
لاكُ ليســـت لــديهِ إِلّا هَبــاءَ
والــذي أهــونُ الامـورِ عليـهِ
جعلـــيَ الآن فحمـــةً ســوداءَ
إِنَّ وصـفاً إلـى معاليـك يُـدني
وكفــاني أجــراً بــهِ وجـزاءَ
ليـس فـي بَثي الحرارةَ في الأر
ض فُتحيــي الأشــخاصَ والأَشـياءَ
أو بإِرسـالي الاشـعة يُكسـى ال
كــونُ منهــا مهابــةً وسـناءَ
أو بقطعـي الآفـاقَ أَرفلُ في ثو
بٍ مــن النـارِ تُلهـبُ الأرجـاءَ
أو بتـذويبي الثلـوجَ علـى ها
مــةِ لبنــانَ تزدهــي بيضـاءَ
أو بتوشـيحي السـماءَ من الغي
مِ ثيابــاً حمــراءَ أو صـفراءَ
أو بمكـثي أمـام مرآة هذا ال
بحــر حينــاً بمـائِهِ أَتـراءَى
كــلُّ هــذا مـولاي لسـتُ لأَرجـو
لــي مجــداً بــهِ أو اسـتعلاء
إِنــم بعـثي الشـعاعَ إلـى أع
مـاق سجنٍ يحوي الدجى والشقاءَ
قصـد تجفيـف دمعـةٍ فـوق جفـنٍ
شـامَ فـي ذلـك الشعاعِ الرجاءَ
ذاك أولــى صـنعٍ يُقربنـي مـن
ك إِلهـــي ويســتحق الثنــاءَ
إِن فـي الأَرض كالسـماءِ شموسـاً
هـي أبهـى حسـناً وأَوفـى ذكاءَ
قُمـنَ فـي نصرةِ الضعيف فهل نُت
هـمُ بالضـعفِ بعـد ذاك النساء
أن تكـونَ الفتـاةُ محسـنةً أشر
فُ عنــدي مــن كونهـا حسـناءَ
وبيـاضُ الطَلـى وإِن سـر عينـاً
لا يــوازي الشـمائلَ البيضـاءَ
كيـف أسـتطيعُ مـدحهنَّ على أمرٍ
عليـــه لا يبتغيـــنَ جـــزاءَ
ولـو أن النجـومَ أنظمهـا فـي
هـنَّ شـعراً لمـا وفيـتُ الثناءَ
أَيهـا النـاس إِنما الملك للَه
تعــالى يعطيــهِ أيّــاً شــاءَ
كـلُّ مـا فـي أيـديكم من يديهِ
وإِليــه المعـادُ حتمـاً قضـاءَ
فــابتغوا وجهـهُ بصـنع جميـلِ
ان صـنع الجميـل يرضي السماءَ
إلياس فياض.أديب لبناني، تعلم ببيروت، ثم بمدرسة الحقوق بالقاهرة.وكتب في مجلتي إبراهيم اليازجي (الضياء) و(البيان) في القاهرة، وتولى رئاسة التحرير بجريدة (المحروسة) اليومية.ثم عاد إلى لبنان، فكان من أعضاء مجلس النواب، فوزيراً للزراعة، وتوفي ببيروت عن نحو 55 عاما.له (ديوان شعر - ط) الجزء الأول منه.ترجم عن الفرنسية قصصاً، منها (الشهيدة - ط)، و(عشيقة مازارين - ط).