
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وطنـــي عليـــك تحيــتي وســلامي
وقـــف بحلّـــي غربــتي ومقــامي
وطنـي اليـك احـن فـي سـفرفي وفي
حضــري اجــل وبيقظــتي ومنــامي
وطنـي ولـي بـك مـا بغيرك لم يكن
مـــن كـــوثر عـــذب ودار ســلام
وطنـي وان نقلـت شـذاك لـي الصبا
هــاجت شــجوني وانفتحــن كلامــي
وطنــي ويلــويني لــدى خطراتهـا
ذكـــر الصـــبا ومراتـــع الآرام
وطنــي وادعـو فـي ظلام الليـل ان
لا يبتليــــك اللــــه بـــالظلام
وطنـي وارجـو ان يـدوم لـك الهنا
ابـــداً بظـــل عدالــة الحكّــام
وطنـي بروحـي افتـديك إذا التـوت
عنـك الرّعـاة وطـاشَ سـهم الحـامي
وطنــي إذا مـا شـاك مجـدك شـائك
فكأنمـــا هـــو نــاخر بعظــامي
وطنــي إذا مـا شـان فضـلك شـائن
فانـــا الغيــور وعــزة الاســلام
وطنـي العزيـز وفيـك كـل صـبابتي
وتــــدلّهي وتــــولّهي وهيـــامي
وطنـي العزيـز وعنـك خلـت محـدّثي
انحــى علــى سـمعي ببنـت الجـام
وطنـي العزيـز وان الّـم بـك الأسى
قــــامت بقلــــبي ســـائر الآلام
وطنـي العزيـز وأنـت حنـتي الـتي
فيهــا اعــدّ العيــش مـن أيـامي
وطنـي العزيـز وأنـت مـن يحلو به
غزلــي وتشــبيبي وســجع نظــامي
وطنـي العزيـز وأنـت مـن أدعو له
عقـــبى صــلاتي دائمــاً وصــيامي
وعلاك فــي الأوطــان جــلّ مطـالبي
ومــــآربي ومقاصـــدي ومرامـــي
وإذا اضــلّ الحــزم قومـك تلقنـي
ابكــي بعينــي عــروة بـن حـزام
وإذا تلاهـوا عـن نجاحـك وارتـأوا
طـــول الخمــول تخيّبــتَ احلامــي
ايهــا بنــي وطنـي اقيمـوا عـزّة
ان الــــديار تعـــزّ بـــالأقوام
احيوا المعارف واكبروا ان تفخروا
بعظـــام اســـلاف مضـــين رمــام
فالمجـد مـا قـد جـددتموه بجـدكم
لا ذكـــر اجـــداد قــدمن كــرام
والعلــم اصــل للمفــاخر كلهــا
وبنــــوره ينجــــاب كــــل ظلام
فيــه الحيــاة لكــل مجـد تالـد
أو طــــارف كـــالروح للأجســـام
عبد الحميد بن عبد الغني بن أحمد الرافعي.شاعر، غزير المادة.عالج الأساليب القديمة والحديثة، ونعت ببلبل سورية.من أهل طرابلس الشام، مولداً ووفاة، تعلم بالأزهر، ومكث مدة بمدرسة الحقوق بالأستانة، وتقلد مناصب في العهد العثماني، فكان مستنطقاً في بلده، نحو 10 سنين، وقائم مقام في الناصرة وغيرها، نحو 20 سنة، وكان متصلاً بالشيخ أبي الهدى الصيادي، أيام السلطان عبد الحميد، ويقال: أن الرافعي نحله كثيراً من شعره.ونفي في أوائل الحرب العامة الأولى إلى المدينة، ثم إلى قرق كليسا، لفرار ابنه من الجندية في الجيش التركي، وعاد إلى طرابلس بعد غيبة 15 شهراً.واحتفلت جمهرة من الكتاب والشعراء سنة 1347هـ، ببلوغه سبعين عاماً من عمره، فألقيت خطب وقصائد جمعت في كتاب (ذكرى يوبيل بلبل سورية) طبع سنة 1349هـ.وله أربعة دواوين، هي: (الأفلاذ الزبرجدية في مدح العترة الأحمدية -ط) و(مدائح البيت الصيادي -ط)، و(المنهل الأصفى في خواطر المنفى -ط) نظمه في منفاه، و(ديوان شعره -خ).